مزايا وتحالفات قوية.. ماذا يعني انضمام قطر لمنظمة شنغهاي؟
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
الدوحةـ في سبتمبر/أيلول 2022 وقعت دولة قطر مذكرة تفاهم للانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون بوصفها "شريك حوار"، وذلك على هامش قمة المنظمة في أوزبكستان حينها، لتنضم بذلك الدوحة إلى أكبر منظمة إقليمية في العالم.
وتسعى منظمة شنغهاي إلى تحقيق المنفعة العامة للأطراف بالتساوي، ومنع المواجهة والنزاع، والحفاظ على الأمن كحق متساو وكامل وتسعى جاهدة إلى إخماد صراع الحضارات في جميع مناطقها بالتحديد.
ويشارك أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في القمة الـ24 لمنظمة شنغهاي للتعاون "إس سي أو" (SCO)، التي تختتم في كازاخستان اليوم الخميس.
أمير دولة قطر يصل مدينة أستانا وفي مقدمة مستقبليه رئيس الوزراء الكازاخستاني أولجاس بيكتينوف (وكالة الأنباء القطرية) مزايا انضمام قطريؤكد سفير قطر السابق في فرنسا والمدير السابق لإدارة الشؤون الآسيوية عبد الرحمن بن محمد الخليفي أن قمة شنغهاي تعتبر حدثا دوليا بارزا يجمع قادة وممثلي الدول الأعضاء لبحث وتنسيق الجهود المشتركة في مجالات عدة تحت شعار تعزيز التعاون الإقليمي والتنمية المستدامة، وتطوير دور المنظمة كمنصة رئيسية للتعاون المثمر بين دولها الأعضاء.
وقال الخليفي، في حديث للجزيرة نت، إن قطر ستكون عنصرا مهما في القمة وفي الوقت ذاته ستمنح مزايا عديدة أهمها أن المنظمة تستعد لتطوير نطاق تأثيرها وتعزيز قدراتها في مواجهة الأزمات، إضافة للاستفادة الاقتصادية الكبيرة من هذا التجمع الكبير، وهو ما يجعل العالم يترقب ما ستثمره هذه القمة من قرارات وإجراءات تساهم في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة بالمنطقة، وتقديم نموذج فعال للتعاون الدولي في وجه التحديات العالمية المتزايدة.
وأكد سفير قطر السابق في فرنسا أن قطر ستستفيد من قوة المنظمة في رؤيتها للتغير المناخي، والأمن الغذائي وأمن الطاقة، ومكافحة الإرهاب، والتهديدات السيبرانية إذ تتطلع الدول المنضمة للمنظمة إلى أن تكون قمة أستانا 2024 نقطة تحول في مسيرة منظمة شنغهاي للتعاون، تسهم في تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء، ومنهم قطر، وتقديم حلول فعالة للتحديات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
ويرى المدير السابق لإدارة الشؤون الآسيوية أن أهمية انضمام قطر للمنظمة يأتي ضمن أهدافها في توسيع علاقتها مع روسيا والصين وآسيا من جانب، والاتحاد الأوروبي من جانب آخر، بما يحقق مصالحها، ومن دون الدخول في حالة الاستقطاب الدولي الحالي، فقطر لم تكن يوما دولة مستقطبة وإنما ترتبط بعلاقات مع كل الأطراف مما منحها دورا إقليما فريدا ومميزا.
وتنظر دول منظمة شنغهاي وخاصة الصين وروسيا ـوفقا للخليفي- إلى قطر كلاعب ديناميكي في الشؤون العالمية، إذ حظيت سياستها الخارجية الاستباقية وجهودها المتميزة في مجال الوساطة بإشادة دولية لدعمها عمليات السلام في السودان والصومال وأفغانستان، مما يدل على التزامها بالمصالحة ومنع الصراعات الإقليمية والعالمية.
#قنا_انفوجرافيك |#قمة_شنغهاي_للتعاون_في_أستانا_2024..
تنامي مساعي التوسع وسط تحديات عالمية متزايدة#قنا https://t.co/BIRSb69nyt pic.twitter.com/Uyv577p7dk
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) July 3, 2024
ماذا ستقدم قطر لمنظمة شنغهاي؟ويرى المحلل الاقتصادي القطري خالد الكواري أن مشاركة قطر في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة أستانا، تزيد من أهمية الحدث، نظرا لقوة قطر الاقتصادية ودورها الفاعل في الوساطة الدولية ومواقفها البناءة في القضايا الملحة المتعلقة بالتنمية المستدامة.
وأشار الكواري -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن منظمة شنغهاي سعت منذ سنوات لضم قطر إليها لعدة عوامل أهمها القوة التي يتمتع بها الاقتصاد القطري وإستراتيجية الاستثمار الثاقبة التي تعطي الأولوية للابتكار والاستدامة التي توفرها دولة قطر في العديد من المجالات لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية والتكنولوجيا الرقمية.
وكشف المحلل الاقتصادي القطري أن دولا مثل أوزبكستان وروسيا والصين دعمت بشكل كامل انضمام قطر إلى منظمة شنغهاي للتعاون باعتبارها "شريك حوار"، مؤكدا أن هذه الدول قدمت هذا الدعم لعدة أسباب:
السياسة الخارجية القطرية المنفتحة والمتوازنة. جهود قطر لتعزيز السلام والاستقرار على مستوى العالم. سعي قطر لتجنب الصراعات والنزاعات الدولية أو الإقليمية مع الجيران. قوة ومتانة الاقتصادي القطري والذي يعتبر من أهم الاقتصادات في الشرق الأوسط.وعن العوامل والمصالح المشتركة بين قطر والمنظمة، يرى الكواري أن دولة قطر تشارك مبادئ منظمة شنغهاي للتعاون الأساسية المتمثلة في عدم الانحياز والانفتاح والمساواة واتخاذ القرارات على أساس الإجماع، معربا عن اعتقاده أن مشاركة قطر ستساعد في تحقيق أهداف منظمة شنغهاي للتعاون.
#قنا_انفوجرافيك |
رئيس الصداقة البرلمانية القطرية- الآسيوية بالشورى لـ #قنا: مشاركة سمو الأمير في قمة #منظمة_شنغهاي للتعاون تعكس التزام دولة #قطر بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي
#كازاخستانhttps://t.co/PVKLgRSYpn pic.twitter.com/4M6LOXOyNd
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) July 3, 2024
آفاقا جديدة للتعاونومن جانبه، أكد عضو مجلس الشورى القطري رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية القطرية الآسيوية بالمجلس أحمد بن هتمي الهتمي على الأهمية الكبيرة لمشاركة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، معتبرا أن مشاركة أمير قطر تعكس التزام دولة قطر بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، بحسب وكالة الأنباء القطرية.
وقال عضو مجلس الشورى القطري إن هذا الإنجاز يفتح آفاقا جديدة للتعاون مع الدول الأعضاء في المنظمة، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة، فضلا عن تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والاقتصاد والثقافة، لافتا إلى أن دولة قطر تسعى دائما لتعزيز الحوار والتفاهم بين الدول والشعوب، وأن انضمامها كشريك حوار يعكس التزامها بدعم جهود المنظمة في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، ومواجهة التحديات المشتركة.
وتمتد المنطقة الشاسعة التي تضم الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، من القطب الشمالي إلى المحيط الهندي، ومن ليانيونجانج في الصين إلى كالينينغراد في الاتحاد الروسي، كما يعيش فيها حوالي نصف سكان العالم، وتضطلع بالمهمة الأساسية الخاصة بالحفاظ بشكل جماعي على الاستقرار والتصدي بفعالية للتهديدات الأمنية عبر مناطق الدول الأعضاء، وكذلك المسؤولية تجاه ما يعد حاليا أكبر منظمة إقليمية على الأرض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وکالة الأنباء القطریة منظمة شنغهای للتعاون الدول الأعضاء تعزیز التعاون فی مجالات دولة قطر
إقرأ أيضاً:
نتائج مثمرة| ماذا تفعل مصر خلال مؤتمر COP29 للتعامل مع التغييرات المناخية؟
انطلقت فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP29)، الإثنين الماضي، في العاصمة الأذربيجانية (باكو)، بمشاركة ممثلين من حوالي 200 دولة حول العالم، حيث بدأت الفعاليات- حينها بكلمة لوزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات العربية الدكتور سلطان الجابر رئيس قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 28" التي استضافتها الإمارات في العام الماضي، أكد خلالها أهمية الاستمرارية في جهود المناخ الدولية.
خطوات عملية لمواجهة التغيرات المناخيةوفي هذا الصدد، يقول الدكتور ماهر عزيز، الخبير البيئي، إن قمة المناخ "كوب 29" تعد محط أنظار العالم، حيث تتركز الآمال في اتخاذ خطوات عملية لمواجهة التحديات الحقيقية الناتجة عن التغيرات المناخية.
وأضاف عزيز- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه من الأهمية بمكان أن نلاحظ أن التمويل يشكل الركيزة الأساسية لكل مؤتمر من هذه المؤتمرات، إذ تتركز الأنظار عليه كحل وحيد لتحفيز تحرك جاد وفعّال لمواجهة سياسات الدول الكبرى الصناعية.
وأشار عزيز، إلى أن تظل قضية التمويل المناخي محورا رئيسيا في كل دورة من دورات مؤتمرات المناخ، حيث يتصدر جدول أعمال "كوب 29"، في الوقت الذي يساور البعض القلق من تراجع هذا الهدف عن التنفيذ عامًا بعد عام.
واختتم: "منذ "كوب 1" حتى "كوب 29"، نواصل الدعوة للالتزام بتوفير التمويل اللازم لتمويل إجراءات التكيف المناخي للدول النامية، ومع ذلك لم ينفذ من هذه الوعود سوى ما لا يزيد عن 5٪ حتى الآن، وبالتالي يعتمد نجاح المؤتمر بشكل رئيسي على تفعيل بند التمويل، وإلا ستظل توصيات هذه المؤتمرات مجرد "محاولة بلا تقدم".
الخروج بنتائج مثمرةومن جابنه، أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أن مصر تدعم قمة المناخ كوب 29، من أجل الخروج بنتائج مثمرة، وأن هذه القمة تعقد وسط أزمات وحروب أقليمية، وأحداث مناخية جثيمة.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء- خلال كلمته بمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أن ما يحدث من حروب ينتج عنها خسائر بشرية واقتصادية، تفرض ضغوطا إضافية على الدول.
ولفت إلى أن مصر نجحت خلال قمة المناخ كوب 27، في حشد الدعم الدولي من أجل صندوق الخسائر والأضرار، وأن يكون هناك تفاوض لمواجهة التغيرات المناخية.
والتقى الدكتور مصطفى مدبولي، ناردوس بيكيلي، المديرة التنفيذية لوكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية "النيباد"، على هامش مشاركته، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الشق رفيع المستوى من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP29، الذي تستضيفه العاصمة الأذرية "باكو"، وذلك بحضور الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة.
أعرب رئيس الوزراء عن تقديره للدور المهم الذي تضطلع به وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية "النيباد"، ودعمها للرئاسة المصرية للنيباد.
رئيس الوزراء يصل القاهرة بعد المشاركة في قمة المناخ COP29 بأذربيجان لقاءات مثمرة لمفتي الجمهورية مع رؤساء دول وهيئات عالمية على هامش قمة المناخ قضايا تغير المناخ على مستوى العالموأكد الدكتور مصطفى مدبولي استمرار دعم مصر للنيباد عبر زيادة مصادر التمويل للوكالة من أجل تنفيذ مشروعات البنية التحتية المهمة التي تُشرف عليها الوكالة، مشيرا إلى أنه سيتم العمل على توفير التمويل اللازم للنيباد وخطتها العشرية خلال المرحلة المقبلة، من خلال حشد التمويل من الدول المانحة.
وجدير بالذكر، أن الدول الإفريقية تواجه تحدي توافر التمويل المناسب لمواجهة تداعيات تغير المناخ، ونجحت مصر خلال مؤتمر COP27 في حشد الدعم الدولي لصندوق الخسائر والأضرار الخاص بتغير المناخ، وأن مصر تدعم لخروج مؤتمر COP29 بنتائج مثمرة في ظل قضايا تغير المناخ على مستوى العالم.
ويأتي مؤتمر COP29 كفرصة لإعادة التأكيد على التزام مختلف الأطراف بتنفيذ تعهداتها، وفقا للاتفاقية الإطارية واتفاق باريس، وبصفة خاصة ما يتعلق بتوفير التمويل لدعم الدول النامية، حيث تُشير تقارير اللجنة الاقتصادية لأفريقيا إلى أن الدول الأفريقية توجه بالفعل ما يصل إلى 5٪ من ناتجها الإجمالي للتعامل مع تغير المناخ.
للمرة الأولى .. شيخ الأزهر يشارك في قمة المناخ بأذربيجان COP29 التنمية المحلية: المنتدى الحضري العالمي ثاني أكبر حدث دولي بعد قمة المناخ