جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-03@10:53:32 GMT

نهيم دون الصوامع

تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT

نهيم دون الصوامع

 

 

فاطمة الحارثية

قد نتَّفق فكريًّا ونختلف في المدرسة، وقد تتوافقالأهداف ونتعارض في الوسيلة، نُدرك ذلك من خلال الحوار، والكلمة، ولغات الاتصال، ونعلم أيضا أننا إذا بذلنا المزيد من الجهد قد نُجمع أو نستأنس بهذا الاختلاف، ونبتكر من خلاله. المهم، أنَّنا نستطيع أن نمضي جنبا إلى جنب -إن رغبنا بذلك- بلا ضرر ولا ضرار، والعكس صحيح؛ثمَّة فارق شاسع بين "لا أريد" و"لا استطيع"، بيد أنَّبين الحياء والحرج يُهضم حق "لا أريد" لينتصر "لا أستطيع"،وهذاتُحجب عنا فرص المحاولة، وأريحية النقاش والحوار، في سبر أغوار الأحداث والأمور، ولذة الاستكشاف، وبذلأسباب الوفاق وتجربةالإقناع، فنهيمُ دون صوامع.

يُكرِّر فراس دائما قول: "الإفراط في الإيجابية لا يقل ضررًا عن السلبية ذاتها"؛ فالغيبياتواقع لا ينفصل ولا يغيب عن الحياة اليومية؛ فنحن لا نعلم كل ما يحدث من حولنا،ولا نُدُوبَ ظهورنا، وحتى مرايا هذا العصر لم تعد مخلصة لتخبرنا عن بشاعة تلك الندوب ومدى امتدادها أو حتى عُمقها؛ والضباب من أمامنا يلف الحاضر؛ فالأيام تهرول ونحن بالكاد نتلمَّس الطريق، ونتخبط بقروح أيدينا، لنُقشع الضباب لنستطيع أن نميز بين السبيل والسراب، وفي ثنايا عداد السرعة نفقد متابعة الطبيعة الجميلة، وأسهُم عقارب الساعة تقطع عنا سُبل التأمل والخيال، ويغيبُ عنا ضجيج السيناريوهات، وصوت الآخر، كحشرجة دولاب قطار موت في مدينة ألعاب مكتظَّة بروائح الطعام والإثارة، وأصوات النداء والضحكة الدامعة، نتجنب الطوابير الطويلة، في حكم مطلق للزحام وحوكمته على خياراتنا ونحن نمضي بكل تهور، لنؤجل الندم المحتملإلى ما بعد اللهو، ثم نسنده بكل تقاعسإلى المعجزات والصلوات.

أمَا آن الوقت لالتقاط أنفاسنا؟ وأنْنهدأ قليلًا ونترك للذكاء الاصطناعي فرصة؛ فعلى ما يبدو أن ابتكاره تزامن مع أزمة الوقت، والتغيرات السريعة للحياة من حولنا، فالبعض يهرول والآخر يُحلق وآخر يهوي، وأعمارُنا تنقضي قبل أن نتنفس الصعداء. إنَّ وسائل التواصل تغتال قلوبنا، لتُصِبح مشاهد الاعتداء والخوف عادية، وترخِّص الدماء والحرمات المنتهكة، نبتلعُ أصواتًا مكلومة وكأنها أمواج في يوم عاصف، نُعزي ذواتنا بأنَّ كل شيء يمضي، نعميمضي، لن نختلف،إلا أنه يقتات منطيات أعمارنا يا عالم.

صعوبة الاحتواء المعرفي بسبب الكم العلمي الهائل، يُولِّد الفهم المشوش، والكثير من الجدل، وهذا بطبيعة الحال يقود للتلكؤات في النقاشات التي يُفترض أن تكون بنَّاءة،ويُشكل عائقًا واضحًا في درجة صعوبة التواصل بين المُرسل والمتلقي والشاهد،وللتأقلم توجَّه الناس نحو مشاعرهم لتقود الدفة، ولتهيمن على الفهم والاستيعاب، ولجوء الغالبية إلى صومعة المشاعر بدل الفكر، حيث بات يتمسَّك بما يستطيع أن يشعر به، وينأىبنفسه عن الإرباك المستمر في مسائل الفهم وسوء الفهم؛ والخلافات التي تأتي بعدها؛ فأصبح معظم الحديث يبدأ بـ"أنا أشعر" و"هو شعر"، وعُقد الكيمياء التي أصبحت حُجَّة كافية لتقرير المصائر وصناعة الخيار.. إلى أين نحن متجهون؟ سؤال بألف إجابة.

وإن طال...

نحنُ مجموعات، نعيشُ معًا ولبعضنا، ولا يجب أن نسمح بالغزو الفكري أن يجتاح معتقداتنا، أو يكسر اللُّحمة التي بها نعيشمصيرنا الواحد المشترك، آن للبوصلة أن يكون لها هُوية انتماء بقيم ثابتة وميزان بصير.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل يجوز تأخير الصلاة عن موعدها المحدد؟.. أمين الفتوى يجيب

أوضح الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الحالات التي يجوز فيها تأخير الصلاة عن موعدها المحدد، قائلًا: «هناك بعض الحالات التي يجوز فيها تأخير الصلاة، بشرط ألا يخرج الوقت المحدد للصلاة».

وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال لقائه مع الإعلامية زينب سعد الدين، مقدمة برنامج فتاوى الناس، المذاع على قناة الناس، أن الأصل في الصلاة هو أداؤها في وقتها المحدد، ويمكن تأخيرها إلى آخر وقتها إذا كان الإنسان مشغولًا في دراسة أو طلب علم أو عمل، بشرط أن يصلي قبل خروج الوقت، مشيرًا إلى أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى في أول الوقت وفي آخره، حيث قال سيدنا جبريل عليه السلام: «الوقت بين هذين»، وهذا يعني أن هناك وقتًا مرنًا لأداء الصلاة في آخر الوقت قبل خروجه.

وقال «كمال»، إن تأخير الصلاة حتى خروج وقتها لا يجوز إلا في حالات استثنائية، مثل السفر فيمكن للمسافر جمع الصلاة وقصرها، مما يتيح له تأخير الصلاة إذا كانت الظروف تستدعي ذلك.

وتابع: «مثالًا آخر يتعلق بالحالات الطبية الطارئة: إذا كان الشخص طبيبًا وكان منشغلاً في إجراء عملية طبية واستغرق الوقت من صلاة المغرب إلى ما بعد صلاة العشاء، وكان هذا من باب إنقاذ حياة مريض، فيجوز له تأخير الصلاة إلى ما بعد العملية، وأن هذا لا إثم عليه في هذه الحالة، حيث يُعتبر هذا تأخيرًا مبررًا نتيجة للضرورة».

اقرأ أيضاًأمين الفتوى: رحمة الله مفتوحة للجميع ولا غلق للأبواب أمام التائبين «فيديو»

عياد: الفتوى بدون علم تجرؤ على الدين وتؤدي إلى ضلال المجتمعات (فيديو)

رئيس جامعة الأزهر: الفتوى الرقمية ضرورة ملحة لتعزيز الأمن الفكري في المجتمع

مقالات مشابهة

  • مدرب ريال مدريد يعلق على ما حدث لبرشلونة
  • أنشيلوتي: المنافسة شرسة على لقب الدوري الإسباني
  • 2024 : جدل كلفة الفساد ..سوء الفهم الكبير بين الحكومة وهيئة الرشوة
  • أبو خزام: الرئاسي تلكأ كثيرا في ملف المصالحة
  • إسرائيل تعترف بتطور تكنولوجيا الصواريخ اليمنية
  • 2025 كتب – فتاح المحرمي
  • هل يجوز تأخير الصلاة عن موعدها المحدد؟.. أمين الفتوى يجيب
  • بايدن عن هجوم نيو أورليانز: أشعر بالغضب والإحباط
  • شاهد بالصورة.. زوجة الحرس الشخصي لقائد الدعم السريع تظهر بإطلالة مثيرة وتتغزل في نفسها: (أنا الحرب التي لا يمكن الفوز بها)
  • محمد الدرمكي: رغم صعوبة المنافسة تمكنا من الفوز بلقب أغلى الكؤوس