المعركة الشاملة مستبعدة.. والتصعيد حتمي
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
تستمر الجبهة اللبنانية ضمن الوتيرة ذاتها التي بدأت بها قبل اشهر من دون ان يعني ذلك عدم حصول موجات من التصعيد المحسوب والمدروس والذي لا يؤدي الى حرب شاملة او كبرى بين الطرفين، وهذا مرتبط بشكل اساسي، في الاشهر الاخيرة على الأقل، بتطورات المعركة بين الحزب واسرائيل ولا علاقة للحرب بغزة بالأمر، لان الستاتيكو الغزاوي بات واضح المعالم ولا يمكن ان يتطور بشكل دراماتيكي يهدد قوة وحضور حماس مثلاً، او حتى الواقع الديموغرافي في قطاع غزة.
السؤال الابرز المطروح اليوم في لبنان يمكن في امكانية توسع الحرب الحاصلة لتشمل كامل الاراضي اللبنانية وتالياً كامل فلسطين المحتلة، اذ ان التهديدات الاسرائيلية في الاسابيع الاخيرة اضافة الى زحمة الوسطات والمبعوثين الغربيين، يوحي بأن القرار قد اتخذ في تل ابيب بتوجيه ضربة عسكرية جوية او بريّة لـ "حزب الله"، مع ما يعنيه ذلك من اتساع رقعة الاشتباك لتشمل دولا وساحات اخرى مثل سوريا والعراق، وعليه فإن الاجابة على هذا السؤال تتطلب فهم الواقع الدولي والاقليمي وليس فقط الواقع الميداني.
من الواضح بأن الدخول في حرب مع "حزب الله" سيعرض اسرائيل لخسائر كبرى قد لن تستطيع تحملها، وهذا يفرض عليها ضمان عدة امور قبل الاقدام على هذه المغامرة، وكل هذه الامور مرتبطة بالاميركيين، اولاً من خلال الحصول على انواع اسلحة مخصصة للمعركة مع "حزب الله" وبكميات كبيرة، وثانياً الحصول على غطاء سياسي دولي كامل وهذا ما لا يستطيع احد تأمينه سوى واشنطن، وثالثاً اخذ إلتزام حقيقي من الولايات المتحدة الاميركية بالمشاركة المباشرة بالمعركة في حال تطلب الأمر ذلك.
وبحسب مصادر مطلعة فإن الولايات المتحدة الاميركية، ولأسباب متعددة وكثيرة، ليست في وارد الموافقة على اي حرب اسرائيلية على لبنان، لذلك فهي لن تدعم إسرائيل ولن تؤمن لها حاجاتها السياسية والعسكرية والاستخباراتية الكافية للدخول في مثل هذه الحرب، من هنا يصبح احتمال حصول حرب شاملة ضعيفا للغاية، خصوصاً ان الطرف الآخر، اي "حزب الله" لا يجد أي مصلحة بالحرب الكبرى بل يؤمن بالتقدم على اسرائيل بالنقاط ولا يرغب ابداً بتوريط ايران وسوريا بحرب اقليمية في هذه اللحظة بالذات.
لكن، وكما تقول المصادر، فإن ضعف إحتمالات الحرب الشاملة لا ينفي فرضية التصعيد، فإسرائيل وبالرغم من كل عمليات الاغتيال التي قامت وتقوم بها، لم تستطع ردع "حزب الله" الذي سيتمكن في حال انتهت الحرب ضمن القواعد الحالية، من اعادة فتح جبهة مزارع شبعا، وان عبر عمليات متقطعة، وفي الوقت نفسه لن يكون من السهل على تل ابيب اعادة المستوطنين إلى مستوطناتهم في الشمال بسهولة من دون القيام بعملية عسكرية، وان كانت شكلية ضدّ الحزب.
وترى المصادر، انطلاقاً من كل ما تقدم، ان امكانية التصعيد العسكري بين "حزب الله" وإسرائيل عالية جداً في النصف الثاني من الصيف، وهذا سيؤدي الى ازمة جدية في لبنان وفي الداخل الاسرائيلي، لان دائرة النار ستصبح أكبر بكثير، لكنها لن تصل الى بيروت او الضاحية الجنوبية او حتى البقاع، بل سيكون الجنوب المتضرر الأكبر منها، لكن الخطير هو أن ضبط مثل هذه المعركة لن يكون سهلاً وسيكون تدحرج الحرب حينها الى حرب شاملة واقليمية اسهل من تدحرجها اليوم. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
أمي لا تحبني.. وهذا لا يروق لي
تحية طيبة وسلام للجميع وبعد، أنا فتاة في الـ20 من عمري، الصغرى بين أخواتي. وبالرغم من ذلك فأنا لا أحظي بحب أمي كثيرا، اعترف أنني أعاملها بطيش نوعا ما. ولا أصغي عكس أختي الأكبر مني، فهي تعاملها بمودة وعطف كبيرين، تطيع أمي حتى لو غضبت منها. لا ترد لها كلمة مهما كان الموقف، ومع مرور الوقت صارت أختي الأقرب من أمي، تشاركها في كل شؤون المنزل. وتستشيرها في الصغيرة والكبيرة، أما أنا فقليلا ما تتعامل معي، كبرت وأدركت حجم خطئي. وصرت أغار من العلاقة الوطيدة التي بين أمي وأختي، فكيف أرمم هذه العلاقة اكسب رضا وقلب أمي؟
آية من الوسط
تحية أجمل وسلام حار منا لك ولكل قراء الموقع، طرحك جميل ومميز بصراحتك واعترافك بالخطأ، وهذا هو جواب سؤالك حبيبتي. فلو تعيدين قراءة رسالتك لوجدت الحل وما أبسطة عزيزتي، فأمك وكل الأمهات لا ترجين إلا المعاملة الحسنة من فلذات أكبادهن. ولتعلمي علم اليقين، أنه لا يوجد أم لا تحت أولادها، لهذا تأكدي أنم أمك تحبك، وما تقربها من أختك إلا نوع من الإحساس بالراحة، الذي افتقدته معك. فهي لا تزال تظن أنها لو طلبت منك أمرا، فسوف تردين عليها بعنف ، أو ربما لن تصغي لكلامها.
لهذا عزيزتي، عليك أن تؤدي واجبك بالطاعة لأمك بصرف النظر عن مواقفها، أنا هنا لا أوافق أمك في تفضيل أختك عليك. لا، لكن أذكرك أن طاعتها فرض عليك مهما كانت معاملتها، فالأبناء والبنات يستحقون العدل مطيعين كانوا أم لا، ناجحين أم راسبين. بل إن شعورهم بالعدل هو الذي يدفع بهم للنجاحات، ورحم الله والدًا أو والدة أعانها أولادها على البر.
وعليه أدعوك حبيبتي لأن لا تعطي قرب أمك من أختك أكثر من حجمه حتى لا تشعرين بالنقض، وخذي من أختك العبرة. و عاملي أمك تمام كما تعاملها هي، بل وأكثر، ولا محال أنك ستجدين صدر أمك ينشرح لك، وتكسبين ودها وقربها، فلا شك أنها تحبك. وما تحتاجه منه فقط الرفق والإحسان، اجتهدي في إدخال السرور على فؤادها. نفس الأمر بالنسبة لأختك عامليها بحب وانزعي الغيرة من قلبك. لأنها من الشيطان والعياذ بالله، وهذا مجلب للأحزان والهموم عزيزتي.
ولا يسعني في الأخير إلا أن أسأل الله لك التوفيق وصلاح الأحوال، وأن يعينك على بر والدتك حفظها الله.