كيف تجرى الانتخابات العامة في بريطانيا؟.. استطلاع رأي يشير إلى فوز حزب العمال
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
يتوجه الناخبون البريطانيون إلى صناديق الاقتراع، اليوم الخميس، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات عامة حاسمة يُنظر إليها باعتبارها استفتاء على حكم حزب المحافظين الذي استمر 14 عام؛ إذ فتحت مراكز الاقتراع في جميع أنحاء البلاد أبوابها من الساعة 7 صباحًا، على أن يستمر التصويت حتى الساعة 10 مساءً يوم الخميس.
وللمرة الأولى سيحتاج الناخبون البريطانيون في إنجلترا واسكتلندا وويلز إلى إبراز بطاقة هوية مصورة للتصويت شخصيًا خلال الانتخابات العامة، وفيما يلي نظرة على كل ما يتعلق بالانتخابات العامة البريطانية، بحسب ما جاء في صحيفة «الجارديان» البريطانية.
تنقسم المملكة المتحدة - أي إنجلترا وويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية - إلى 650 دائرة انتخابية، وهي تقسيم أو منطقة انتخابية جغرافية، وعليه يدلي الناخبون بأصواتهم لاختيار الشخص الذي يريدونه لتمثيل دائرتهم الانتخابية في مجلسي البرلمان بالمملكة المتحدة.
ويترشح المرشحون كأعضاء في أحزاب سياسية، بما في ذلك الأحزاب الرئيسية: حزب العمال، وحزب المحافظين، والديمقراطيون الليبراليون ، والحزب الوطني الاسكتلندي، والحزب الأخضر، وحزب الإصلاح البريطاني، وحزب شين فين، والحزب الديمقراطي الاتحادي. يمكن للمرشحين أيضًا الترشح كمستقلين.
ويجرى انتخاب المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في تلك الدائرة كعضو في مجلس النواب، بعد ذلك يقوم الحزب الذي يحصل على أكبر عدد من مقاعد البرلمان بتشكيل الحكومة إذا كان لديه الأغلبية (326 مقعدًا على الأقل).
كم عدد الأشخاص الذين يحق لهم التصويت في المملكة المتحدة؟تشير أحدث الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية، وهو الهيئة العامة البريطانية للبيانات الرسمية، إلى أن هناك حوالي 49 مليون شخص مسجلين للتصويت في المملكة المتحدة.
وتنص قواعد الأهلية على ضرورة تسجيل الناخبين للتصويت في دوائرهم الانتخابية، ويجب أن يكونوا في سن 18 عامًا أو أكبر في يوم الاقتراع، كما يجب أن يكون الناخبون إما مواطنين بريطانيين أو مواطنين مؤهلين من دول الكومنولث أو مواطنين من جمهورية أيرلندا.
كيف يجرى التصويت في المملكة المتحدة؟في المملكة المتحدة، يمكن التصويت شخصيًا في مركز اقتراع، والذي يكون عادةً في مبنى عام، مثل مدرسة أو مركز مجتمعي، وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها من الساعة 7 صباحًا حتى الساعة 10 مساءً في يوم الانتخابات.
متى الإعلان عن النتائج؟إن أول مؤشر على النتائج هو استطلاع الرأي والذي أعده الخبيران الإحصائيان جون كيرتيس وديفيد فيرث، وتعتبر نتائج الاستطلاع، التي تنشر في الساعة العاشرة مساءً من ليلة الانتخابات، ذات سجل جيد من الدقة وتستند إلى الأصوات التي أدلى بها الناس في حوالي 130 مركز اقتراع في عملية تصويت وهمية.
بعد ذلك، يتعين على البريطانيون انتظار الدوائر الانتخابية الفردية لإعلان نتائج فرز الأصوات.
ماذا تقول استطلاعات الرأي؟أشارت استطلاعات الرأي إلى فوز واضح لحزب العمال، منهية بذلك 14 عاما من حكم حزب المحافظين؛ إذ أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة الجارديان يوم الثلاثاء 2 يوليو أن حزب العمال يتقدم على حزب المحافظين بفارق 20 نقطة، وهذا يعني حصول حزب العمال على 428 مقعدا، مقارنة بـ203 مقاعد في الدورة البرلمانية السابقة، وسيحصل المحافظون على 127 مقعدا، مقارنة بـ 365 مقعدا في الدورة البرلمانية السابقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حزب العمال بريطانيا إنجلترا فی المملکة المتحدة الانتخابات العامة حزب المحافظین حزب العمال
إقرأ أيضاً:
باستيف حزب أسسه شباب وقلب موازين السياسة في السنغال
"باستيف" اختصار لاسم "الوطنيون الأفارقة في السنغال من أجل العمل والأخلاق والأخوة"، وهو حزب سياسي سنغالي يساري أسسه عثمان سونكو عام 2014، مع مجموعة شباب لا يملكون خبرة أو خلفية سياسية.
وحلت الحكومة السنغالية الحزب عام 2023 بدعوى تأليبه أنصاره من أجل التمرد، ومنعت زعيمه من الترشح للانتخابات ثم اعتقلته، فترشح باسيرو ديوماي فاي بدلا عنه، وفاز بالرئاسة عام 2024، وأصدر مرسوما ألغى القرار السابق بحل الحزب.
النشأة والتأسيسأسس حزب باستيف في يناير/كانون الثاني 2014، على يد مجموعة من الشباب السنغاليين العاملين في الإدارة العامة والأعمال والقطاع الخاص والمهن الحرة والأوساط التعليمية، ولم يكونوا يملكون أي خلفية سياسية أو أي انتماء حزبي سابق، باستثناء انخراطهم في بضع مبادرات شبابية مشتركة.
ترأس الحزب عثمان سونكو بعد سنين من عمله في الإدارة العمومية، وبعد أن أسس نقابة للوكلاء الضريبيين والماليين وسلط الضوء على الفساد المالي على مستوى الضرائب وتنفيذ الميزانية، وهو ما جعله أحد أبرز أعداء الحكومة السنغالية حينئذ.
وعمل حزب سونكو على جمع الكثير من الكفاءات الشابة، وضمّ في هيئاته القيادية وجوها لم تكن معروفة بممارسة السياسة، كما أصبح في فترة وجيزة قبلة للشباب والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي.
عثمان سونكو زعيم حزب باستيف ومؤسسه (الفرنسية) الفكر والأيديولوجيالا يتبنى الحزب نمطا من الأيديولوجيات التقليدية كالليبرالية والاشتراكية والشيوعية، وإنما يركز على إيمانه بالتوازن بين الحريات العامة والفردية، واحترام النظام العام، والإقرار بالدور الأساسي للدولة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
واختار الحزب شعاره "التضحية من أجل الوطن"، واتخذ اللونين الأحمر والأخضر لهويته، وأضاف لشعاره رمزا للفهد الذي تقدسه بعض قبائل البانتو وتعتبره حيوانا ذكيا وقويا.
ويقول مؤسسو الحزب إنهم أنشؤوه "من أجل الوصول إلى السلطة بطرق ديمقراطية تهدف لخدمة الشعب السنغالي عبر برنامج اقتصادي واجتماعي يجعل السنغال أمة مزدهرة متضامنة ومتجذرة بقيمها".
ويحاول زعيم الحزب عثمان سونكو تمييز حزبه عن التشكيلات السياسية التقليدية في السنغال بالتركيز على الشباب والقرب من الفئات الهشة والضعيفة.
ويرى أن فرنسا هي الناهب الأول للثروات الأفريقية، وأنها تنظر للسنغال نظرة دونية، ويطالب بعلاقات ندية معها مبنية على الشراكة المربحة للجميع.
عثمان سونكو (وسط) حرم من خوض الانتخابات الرئاسية عام 2023 (الفرنسية) الأعلام والرموز عثمان سونكوسياسي سنغالي معارض تدعمه الأجيال الشابة والأوساط المهمشة، اشتهر بشعار محاربة الفساد ومواجهة اختلاس الأموال العامة، وبعد حصوله على المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية عام 2019 خطف الأضواء وتصدر المشهد السياسي.
ولد يوم 15 يوليو/تموز 1974 بمدينة تييس، وحصل على شهادة الدراسات المعمقة في المالية العامة والضرائب من جامعة الشيخ "أنتا جوب" في مدينة دكار عام 2003، كما نال فيها أيضا الماجستير في الإدارة العامة والمالية من المعهد العالي للمالية.
بدأ اهتمامه بالشأن العام يتجسد على أرض الواقع حينما أنشأ اتحادا مستقلا للوكلاء الضريبيين عام 2005، وأنشأ حزب "باستيف" بالتعاون مع شباب سنغاليين يؤمنون بأهدافه، وركّز خطابه على فساد الحكومة في القضايا المالية، وانتقاد البرلمانيين فصار خصما للحكومة.
جرّد سونكو من وظيفته بمرسوم رئاسي، قبل أن يخوض سباق الرئاسة لعام 2019، وحل في المرتبة الثالثة، وتزعّم ائتلاف المعارضة. اعتقل بعدها مرتين ووجهت له تهم عدة، وهو ما حرمه من خوض الانتخابات عامي 2022 و2024.
باسيرو فايالرئيس الخامس لجمهورية السنغال، ولد عام 1980 لعائلة متواضعة في إقليم تييس قرب العاصمة دكار، وحصل على الإجازة (البكالوريوس) في القانون وعمل مفتشا في الإدارة العامة للضرائب.
التحق باسيرو بالإدارة العامة للضرائب وبدأ مسيرته المهنية وتعرف أثناءها على سونكو، الذي سبقه للعمل في إدارة الضرائب بسنوات، وأسسا معا حزب "باستيف"، وشغل باسيرو منصب الأمين العام، ثم حلت السلطات الحزب واعتقلتهما.
ومن داخل السجن ترشح باسيرو -في حل بديل لو رفض ترشيح زعيم الحزب- وبعدما خرج من السجن قاد حملته الانتخابية وفاز بالسباق الرئاسي.
أنصار زعيم الحزب سونكو أثناء مظاهرات رافضة لاعتقاله عام 2021 (الأناضول) أبرز المحطاتفي الأول من يونيو/حزيران 2021، صدر بحق سونكو حكم بالسجن عامين في قضية تتعلق باعتداء جنسي، فخرج أنصاره ينددون بالحكم في مظاهرات راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى، فأخلي سبيله تحت الضغط الشعبي، لكنه منع من المشاركة في الانتخابات التشريعية لعام 2022.
اعتقل سونكو مرة أخرى بينما كان يجهز نفسه للترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024، وأعلن وزير الداخلية السنغالي أنطوان ديوم يوم 31 يوليو/تموز 2023 حل حزب "باستيف" بعيد توجيه اتهامات جنائية إلى زعيمه تشمل "التآمر لإشعال تمرد".
وقال الوزير ديوم إنه تم حل حزب "باستيف" بموجب مرسوم، وأرجع القرار إلى ما وصفها بالدعوات المتكررة التي رفعها الحزب من أجل التمرد، وأسفرت عن عدد كبير من القتلى بين مارس/آذار 2021 ويونيو/حزيران 2023.
وإلى جانب التمرد، وجهت إلى سونكو اتهامات أخرى من بينها تقويض أمن الدولة، والارتباط بجماعة إرهابية، والتآمر على سلطة الدولة، وارتكاب أعمال تهدف إلى الإضرار بالأمن العام، وإحداث اضطرابات سياسية خطيرة، والسرقة.
وقرر سونكو بعد حرمانه من الترشح لانتخابات عام 2024، اللجوء إلى خطة بديلة خلصت إلى ترشيح شريكه الأمين العام للحزب باسيرو فاي بدلا عنه، ورغم قرار الرئيس ماكي سال تأجيل الانتخابات الرئاسية، وإصداره عفوا عاما لسونكو وباسيرو تحت ضغوط شعبية، وعدم خروج المرشح البديل من سجنه إلا قبل موعد الاقتراع بـ10 أيام، استطاع باسيرو الفوز من الجولة الأولى بأغلبية ساحقة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024 حصل حزب باستيف على الأغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية، التي أجريت بعد أن حل الرئيس باسيرو فاي البرلمان في سبتمبر/أيلول 2024، استنادا إلى كون المعارضة تمتلك أغلبية مقاعده، مما يعوق برامج الحكومة التي بدأت أعمالها في أبريل/نيسان من السنة نفسها.