عاشت اليتم في الطفولة.. أفيال تعود للبرية بعد فراق مر لكنه أيضا حلو
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
نشرت "واشنطن بوست" قصة عن رعاية أفيال صغيرة في محمية مبتكرة في كينيا، وكذلك حمايتها حتى يقوى عودها لتعود بعد ذلك إلى البرية لتعيش الحياة الطبيعية في الغابات والبراري بعد أن نشأت علاقة وثيقة بينها والحراس القائمين على أمرها.
كتب القصة المصورة الأميركية عامي فيتالي والكاتبة بالصحيفة رائيل أمبور المتخصصة في الاتصالات.
أعيدت الفيلة "كاباي" وقطيعها هذا الشهر إلى البرية عقب سنوات قضتها في محمية كينية مبتكرة، بعد أن أعدّها حراسها للعيش بحرية.
كانت الفيلة "كاباي"، قبل أن يرصدها حراس الغابة أول مرة، تبلغ من العمر شهرا واحدا، وشوهدت تتجول في جميع أنحاء منطقة سامبورو بشمال كينيا، بدت حزينة ووحيدة. لم يتمكنوا من العثور على والدتها، ولكنهم رصدوا في مكانة قريب جثة فيل يعتقد أنه والدتها.
بعد أن أحضر رجال الإنقاذ الفيلة الصغيرة -التي سميت فيما بعد "كاباي"- إلى محمية ريتيتي للأفيال، أقامت صداقة وثيقة مع فيل صغير آخر اسمه ليموريجو انفصل عن والدته عندما أكمل شهرين فقط من عمره.
أحضرت 3 أفيال يتيمة أو مهجورة إلى ريتيتي في العامين التاليين لتشكل المجموعة قطيعا، وأصبحت "كاباي" أمهم الموثوق بها، وهو الدور الذي بدا أنه يأتي بشكل طبيعي بسبب عاطفتها وتوجيهها للآخرين. وطور الحراس ارتباطا خاصا بها.
الآن، بعد 6 سنوات، أطلق سراح "كاباي" و12 فيلا آخر في البرية.
ريتيتي التي أسست في عام 2016 هي أول محمية يملكها ويديرها أعضاء مجتمع سامبورو المحلي الذي ينقذ الأفيال الصغيرة اليتيمة والمهجورة ويعيد تأهيلها من أجل إعادتها إلى البرية، إذ تستضيفها "جمعية نامونياك للحفاظ على البيئة". تبلغ مساحة البرية البكر في نامونياك أكثر من 850 ألف هكتار.
قال ناصري لورونيوكي (28 عاما)، مدير الاتصالات في نامونياك، "للفيلة بصمات ثقافية قوية في مجتمع سامبورو، لذلك أراد قادة المجتمع مكانا آمنا للأيتام هنا".
أثبت نهج ريتيتي في رعاية الأفيال أنه مبتكر، فقد قام الحراس بتحسين صحة الحيوانات إلى حد كبير بالابتعاد عن الحليب المجفف وزيادة فرصها في البقاء على قيد الحياة في البرية عن طريق السماح لها بالنضوج لفترة أطول قبل إطلاقها.
وقالت حارسة الأفيال روسيا لينانيوكي (28 عاما) "نحن أمهاتهم وآباؤهم"، مضيفة أن "الهدف هو جعلها قوية ومستقلة حتى تتمكن من العودة إلى موائلها الطبيعية".
أفيال في حديقة سيرينجيتي بشمال تنزانيا أكبر محميات الحياة البرية في العالم (غيتي) توفير الحليببالمصادفة، قام الحراس في ريتيتي باكتشاف كبير قبل 4 سنوات.
عندما لا يكون لدى النساء في مجتمع السامبورو ما يكفي من الحليب بعد الولادة فإنهن تقليديا يعطين أطفالهن حليب الماعز. وكان بعض الحراس قد نشؤوا على حليب الماعز، ولذا جربوه على فيلة يتيمة اسمها سيرا، وقد ساعد في تحسن صحتها مع مرور الأيام، وكذلك صحة الأفيال الأخرى التي أعطيت لاحقا حليب الماعز.
توصلت كاتي رو التي عملت مع فريق التغذية إلى إضافات غذائية، وقالت إن معدل بقاء الأطفال قفز من 50% إلى 98%.
وقالت رو "ليس ذلك فحسب، فمئات الآلاف من الدولارات التي كانت تذهب إلى الشركات الأجنبية المتعددة الجنسيات تبقى الآن داخل المجتمع".
توفر نساء سامبورو ريتيتي ما يصل إلى 500 لتر من حليب الماعز يوميا. وقالت الحارسة هيدرينا ليتيوا (29 عاما) إنهم يريدون الأفضل للأفيال وخاصة الإناث منها، لأنه في ثقافة سامبورو تنتمي الحيوانات البرية إلى النساء.
نهج أكثر ذكاءفي الماضي يمكن أن تكون إعادة الأفيال إلى البرية مؤلمة، سواء للتجربة أو للمراقبة. كانوا يطلقون النار على الفيل بسهام بها مادة مهدئة للأعصاب، ثم يدفع الفيل في صندوق ينقل فيه طوال ساعات قبل إطلاقه في مكان جديد غير مألوف.
خلال إطلاق ريتيتي في السابق أفيالا يتيمة يبلغ عمرها نحو 4 سنوات أكلت الأسود اثنان منها، وتوفي آخر من الجوع.
هذه المرة، كان على ريتيتي أن تفعل ذلك بطريقة مختلفة.
تم تأجيل إعادة الإطلاق حتى نضجت الأفيال أكثر، وأصبحت أعمارها تراوح بين 7 و9 سنوات، ومن ثم أصبحت أكبر وأكثر قدرة على رعاية نفسها. ونفذ البرنامج "إطلاقا ناعما" في محمية نامونياك، بحيث يتفاعل قطيع "كاباي" مع الأفيال الأخرى في وقت مبكر ويصبح على دراية بالتضاريس وأماكن العثور على المياه.
أدت فترات الجفاف الطويلة بسبب تغير المناخ إلى ندرة المياه. لم تكن الأفيال تموت من العطش فحسب، فقد تيتّم كثير من صغار الأفيال لهذا السبب، ولكنها كانت تسقط أيضا في الآبار العميقة التي يضطر الناس إلى حفرها، عندما تكون هذه الأفيال الصغيرة منفصلة عن أمهاتها.
وطور الحراس علاقة خاصة بإطعام الأفيال على مر السنين. قالت الحارسة نعومي ليشونغورو "عندما تطعم حيوانا فإنه يبدأ في الإعجاب بك وأخيرا يشعر بالراحة إلى حد حبك، وعند تبادل الحب تصبح الحياة جميلة"، لكن هذه العلاقة يجب أن تنتهي، لذلك فطمت الأفيال تدريجيا عن حليب الماعز وأصبح الاتصال البشري محدودا.
الروابط العاطفيةكانت ليشونغورو من الحراس الأوائل الذين عملوا في ريتيتي وشاركت في رعاية "كاباي" و"ليموريجو". وكان أمناء القرية يعلمون أنها ستستخدم الوظيفة لمساعدة عائلتها الفقيرة، واختاروها حارسة عندما قرر المجتمع إنشاء ريتيتي.
قالت الحارسة إن الأفيال اليتيمة علمتها الهدوء، حتى في أسوأ لحظاتها، عندما كانت تفكر في شقيقها الذي اختفى منذ مدة طويلة. وأضافت "عوضتني الفيلة كثيرا مما فقدته، رؤيتها وهي سعيدة وحرة تجعل حياتي أفضل وتجعلني أكثر أملا بمستقبلي".
في الأيام التي سبقت الإطلاق، غنى ليشونغورو ودوروثي لواكوتوك لأفراد القطيع وربتا على ظهورها، واستمتعا باللحظات الأخيرة. وخاف الحراس على الأفيال، لكنهم أرادوا إعادتها إلى البرية حيث تنتمي.
وقال ليشونغورو "أنا أحبهم كلهم. قد يكون لدي من أفضله؛ الآباء يعرفون من يحبون أكثر، لكنهم لا يقولون. إنهم يصبحون جزءا منك عندما تنام بجانبهم، وتجهزهم للنوم وترعاهم. يبدو الأمر كأنه فراق لأطفالك".
في اليوم الأخير، مكثت ليشونغورو مع "كاباي"، ودلكت جلدها السميك.
نهاية وبدايةأخيرا، أطلق سراح "كاباي" وعشرات أخرى في قطيعها الأسبوع الماضي في 21 يونيو/حزيران المنصرم.
جاءت نساء سامبورو لحضور الحفل مرتديات الملابس التقليدية المزين بعضها بطبعات الفيل والمجوهرات المحلاة بالخرز حول أعناقهن. غنت النساء، ودعا أحد شيوخ القرية من أجل حماية الأفيال عندما غادرت المحمية. وهتف أفراد المجتمع، في انسجام تام، متضرعين لله للرد على صلواتهم.
اجتاز القطيع مسافات طويلة في الأيام التالية، مشى نحو 100 كيلومتر في اليومين الأولين، ووصل إلى غابة كبيرة بها مياه وطعام وفير واتصلت بقطيع بري آخر. راقب الحراس وأوصياء الأفيال تقدمها من كثب.
وبعد أسبوع آخر، انتقل قطيع "كاباي" إلى الجبال، بعيدا عن البشر بأمان. كان الطعام والماء وفيرا، وكان الفراق حلوا ومرا.
عندما حان الوقت لترك رعاية ريتيتي، انطلق ليموريجو ومعظم الأفيال الأخرى من الحجز دون النظر إلى الوراء. وكانت "كاباي" آخر من غادر، بقيت دقيقة تقريبا، بينما بكى الحراس من حولها. حاول الحراس دفعها إلى الخارج للانضمام إلى الآخرين، لكنها وقفت ساكنة. مدت خرطومها عاليا وأطلقت صوتا للوداع.
لوح ليشونغورو ولوكوتوك، بعيون دامعة.
وقالت ليشونغورو وهي تمسح دمعة "سوف أفتقدها. ستكون على ما يرام، أعلم أنها ستكون على ما يرام".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى البریة
إقرأ أيضاً:
الحياة تعود إلى «غزة» في اليوم التالي لسريان اتفاق وقف إطلاق النار
دبَّت الحياة فى قطاع غزة من جديد، فى اليوم التالى من سريان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الذى تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، لتتوقف الحرب التى طال أمدها، وواصل النازحون فى مناطق النزوح المختلفة، على طول محافظات قطاع غزة، حزم أمتعتهم ولملمة مقتنياتهم وما تبقّى لهم من حاجات فى مخيمات النزوح؛ من أجل العودة المرجوة إلى مناطقهم المدمرة.
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أمس الأول، بعد 15 شهراً من الحرب الطاحنة، التى شنها جيش الاحتلال الإسرائيلى ضد البشر والحجر، ليدمر كل مرافق الحياة فى القطاع الفلسطينى، وبينما شرع أحد الفلسطينيين فى تفكيك خيمته، بدأ آخر بجمع أمتعته، فيما ودع ثالث جيرانه فى المخيم، وجميعهم ترنو عيونهم إلى وطء أقدامهم مناطق سكناهم، أو ما تبقّى من بيوتهم من جديد، للعيش فيها أو فوق ركامها، سواء فى خيام أو بيوت مؤقتة، بدلاً من حياة المرارة والتشرد وحرب الأعصاب التي عاشوها طوال الشهور الماضية.
وقال محمود المصري، أحد النازحين من رفح إلى خان يونس، فى تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية»، بعد عودته إلى المنطقة التى كان يوجد بها منزله: «تنتابنا مشاعر مختلطة بين الفرح بالنجاة، والحزن على من فقدنا، ففى قطاع غزة لا يوجد منزل لم يعانِ من فقدان أحد ساكنيه، وفرحتنا لا توصف الآن بوقف آلة القتل الإسرائيلية».
وأضاف الشاب الفلسطيني، البالغ من العمر 35 عاماً: «أخيراً نشعر بفرحة النجاة من الموت فى حرب غير مشهودة من قبل، عانينا فيها من الإبادة والتنكيل والجوع، وعشنا مشاهد قاسية لا يتخيلها عقل، فضلاً عن سعادتنا البالغة لعودتنا إلى رفح، حيث نزحنا إلى خان يونس منذ 9 أشهر، ولم نتمكن من العودة منذ ذلك الوقت».
شاحنات المساعدات تتدفق على أنحاء القطاع دون توقفواستطرد «المصري» قائلاً: «تحول قطاع غزة، على مدى فترة الحرب الطويلة، إلى مدينة يملأها الخراب والتدمير، مبانٍ تحولت إلى ركام، وأحياءٌ بلا منازل، ومواطنون دون مأوى أو طعام».
وأضاف أنه «رغم مرارة الفقدان الذى نعانيه، ودم الشهداء الذى نزف فى جميع أنحاء القطاع، نأمل أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار شعاع الأمل لأيام قادمة، دون حرب، تحمل حياة آمنة»، ووجه الشكر للدولة المصرية وللشعب المصرى على الدعم اللامحدود الذى يقدمونه إلى أهالى القطاع، منذ بداية الحرب الإسرائيلية الغاشمة، فضلاً عن تدفق شاحنات المساعدات الإنسانية على جميع أرجاء القطاع منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
إعادة الإعمار تتطلب ما بين 60 و80 مليار دولاروبحسب تقديرات للأمم المتحدة، فقد تسبب العدوان الإسرائيلى فى تهجير أكثر من 85% من سكان قطاع غزة، أى ما يزيد على 1.93 مليون، من أصل 2.2 مليون مواطن، من منازلهم بعد تدميرها، كما غادر القطاع نحو 100 ألف مواطن منذ بداية العدوان، فيما أكدت شبكة المنظمات الأهلية فى غزة، فى بيان لها، أن نحو 80% من المنازل والبنى التحتية دُمرت خلال العدوان الإسرائيلي.
وأضافت أن تقديرات تكلفة إعادة إعمار القطاع تحتاج من 60 إلى 80 مليار دولار، ومدة زمنية من 6 إلى 8 أعوام، ويعتمد ذلك بشكل أساسى على مدى توافر الدعم المالى، وإدخال البضائع دون عراقيل، وأشار البيان إلى أن قطاع غزة يحتاج إلى مراحل عدة، منها الإغاثة الفورية، التى تتمثل فى توفير المأوى والغذاء والدواء، والتعافى المبكر لإعادة تأهيل البنية التحتية نسبياً، والمرحلة الأخيرة إعادة الإعمار، التى هى بحاجة إلى مخططات هندسية جديدة، وشددت الشبكة الأهلية على أن الإغاثة والتعافى المبكر يتطلبان تدخلاً فورياً، وهما بحاجة، وفق تقديرات، إلى عامين على الأقل.
وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، فى تقرير لها، أن جيش الاحتلال الإسرائيلى أقدم على ارتكاب أكثر من 7182 مجزرة، خلال حرب الإبادة الجماعية التى شنها على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، أسفرت عن إبادة عائلات بأكملها وشطب جميع أفرادها من السجلات، من خلال قتل الأب والأم وجميع الأبناء.
وأشارت إلى أن عدد هذه العائلات يصل إلى نحو 1600 عائلة، بعدد 5612 شهيداً، بالإضافة إلى 3471 عائلة استشهد غالبية أفرادها، ولم يتبق منها إلا شخص واحد، بإجمالى يتجاوز 9 آلاف شهيد.
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية استعدادها لزيادة مساعداتها إلى قطاع غزة على الفور، بشرط حصولها على ضمانات بالوصول إلى جميع السكان الفلسطينيين فى كل أنحاء القطاع، حيث دُمّرت البنى التحتية الصحية إلى حدّ كبير أو تضررت.
وأكدت المنظمة، فى بيان، أنه «من الضرورى إزالة العقبات الأمنية التى تعوق العمليات»، مشيرة إلى احتياجها لظروف ميدانية تسمح بالوصول المنتظم إلى سكان غزة، وتدفق المساعدات عبر الحدود والطرق السالكة برمتها، ورفع القيود المفروضة على دخول المنتجات الأساسية إلى القطاع، كما شددت على أن «التحديات الصحية هائلة».
وفى وقت سابق من الأسبوع الماضى، قدّرت منظمة الصحة العالمية أن هناك حاجة إلى أكثر من 10 مليارات دولار لإعادة تأهيل النظام الصحى فى غزة، وأضافت أن «الرعاية الصحية المتخصصة شبه غير متوافرة، وعمليات الإجلاء الطبى إلى الخارج بطيئة جداً، لقد زاد تفشى الأمراض المعدية بشكل كبير، وازدادت حالات سوء التغذية، وما زال خطر المجاعة قائماً»، مشيرةً إلى أن أقل من نصف مستشفيات غزة، البالغ عددها 36 مستشفى، ما زال يعمل جزئياً.
30 ألف جريح يعانون إصابات تحتاج لعناية دائمةوتابعت فى بيانها: «كل المستشفيات تقريباً تضررت أو دُمرت جزئياً، و38% فقط من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل»، مُقدرة أن ربع المصابين، أى نحو 30 ألف جريح، يعانون إصابات تحتاج إلى عناية دائمة، وأن نحو 12 ألف شخص بحاجة إلى أن يتم إجلاؤهم فوراً، لتلقى العلاج خارج القطاع.
من جهته، قال فيليب لازارينى، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إنه يجب أن يستمر وقف إطلاق النار فى غزة، وأن يتم تنفيذ جميع بنود ومراحل الاتفاق، وأضاف أن الوكالة لن تدخر جهداً لتخفيف المعاناة الهائلة، وتعزيز تسليم المساعدات الإنسانية، وأكد أن فرق الوكالة أفادت بأن اليوم الأول من وقف إطلاق النار كان جيداً، مع وصول المساعدات وبعض الإمدادات التجارية بسلاسة.
«سموتريتش» يهدد بإسقاط حكومة «نتنياهو» حال تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق مع «حماس»من جهة أخرى، حذّر وزير المالية الإسرائيلى، بتسلئيل سموتريتش، من إسقاط الحكومة الإسرائيلية حال تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع غزة، التى تتضمّن وقف الحرب.
ووصف «سموتريتش»، فى تصريحات لإذاعة «كان» الإسرائيلية، صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة حماس بـ«الخطأ الكبير»، واعتبر ما حدث بمثابة رسالة مفادها أن من يريد إخضاع إسرائيل ليس بحاجة إلى صواريخ أو برنامج نووى.
وذكر «سموتريتش»، الذى صوت ضد الصفقة فى مجلس الوزراء المصغر «الكابينت»، أن الصفقة الحالية هى ذاتها التى عُرضت يوليو الماضى، معرباً عن مخاوفه من عودة قيادات «حماس» إلى شمال غزة، إذ قال: «لا شىء يمنع محمد السنوار من العودة».
ووجه «سموتريتش» انتقادات لاذعة لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلى، هرتسى هاليفى، واصفاً سياساته بأنها «توجه يسارى تقدمى»، مشدداً على أنه «لا يمكن هزيمة حماس من دون السيطرة على غزة بالكامل».
وأقرّ «سموتريتش» بمسئوليته عن «عدم تغيير سياسة جيش الاحتلال خلال الأشهر العشرة التى سبقت الحرب»، مؤكداً أنه كان عليه إسقاط الحكومة فى وقت سابق، بسبب «تخاذلها فى ردع حماس».