تقرير: الطلاب السودانيين في مصر.. قلق وخوف من المستقبل
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
الارتباك والغموض وتعقيدات الوضع التعليمي والإداري في المدارس السودانية ألقت بظلالها على أولياء الأمور والمعلمين. تقول أم يوسف في مقابلة مع “التغيير”: “لم يتبقَ على انتهاء امتحانات ابني سوى أيام قليلة، والآن هو دون مدرسة”
كمبالا: التغيير: تقرير
“كانت القرارات المفاجئة بإغلاق مدرسة ابني في مصر صادمة لنا جميعًا.
“يوسف”، طالب الصف الأول متوسط، كان من بين ملايين التلاميذ الذين حُرموا من مواصلة تعليمهم بسبب حرب الجيش والدعم السريع، التي اندلعت العام الماضي، فهرب إلى مصر مع أسرته، إذ تمكن من الالتحاق بإحدى المدارس السودانية في القاهرة التي يتجاوز عددها 200 مدرسة.
توقف مفاجئ
أثناء أداء يوسف للامتحانات الصفية بالمدرسة، تفاجأت عائلته، باخطار من المدرسة بتوقف الدراسة على خلفية قرار السلطات المصرية، القاضي بإغلاق عدد من المدارس السودانية في أراضيها بما فيها مدرسة الصداقة، المؤسسة الوحيدة التي لديها ترخيص للعمل.
الارتباك والغموض وتعقيدات الوضع التعليمي والإداري في المدارس السودانية ألقت بظلالها على أولياء الأمور والمعلمين. تقول أم يوسف في مقابلتها مع “التغيير”: “لم يتبقَ على انتهاء امتحانات ابني سوى أيام قليلة، والآن هو دون مدرسة”.
المتوسطة في مهب الريح
سيد، الذي يستعد لامتحان الشهادة المتوسطة، غير مدرك ما إذا كان الامتحان المقرر في السادس من يوليو سيُجرى كما هو مخطط له. توقف عن الذهاب إلى المدرسة منذ أكثر من أسبوع، ولكنه بدأ الدروس عبر الإنترنت قبل يومين فقط.
المعلمون يؤكدون له أن الامتحان سيجري في موعده، لكن” سيد” وفق حديثه “للتغيير” لا يرى دليلاً واضحًا على قيام امتحانات الشهادة المتوسطة في الموعد المحدد.”.
معلمة في المرحلة المتوسطة تعمل في مدرستين سودانيتين بالقاهرة، تقول أن الإدارة ابلغت المعلمين بأنهم في إجازة، واخيرا طلبت منهم التدريس عبر الإنترنت لطلاب الصف الثالث المتوسط . وتشير المعلمة، إلى أنها حاولت التواصل مع الإدارة لفهم الوضع، لكنها لم تتلقَ أي رد، وأكدت أن لا أحد يعرف ما يحدث بالضبط.
وتقول إن مالك إحدى المدارس اخبرها أن الحكومة المصرية تضغط عليهم لإجراء التصديقات. التي تبدأ من وزارة التربية مرورًا بوزارة الخارجية، بالسودان ثم وزارة الخارجية المصرية، وتضيف: اتضح أن جميع أصحاب المدارس الموقوفة تعمل دون الحصول على تصديقات رسمية من الجهات المختصة.
أبعاد متعددة
المشكلة تتجاوز الجوانب الجغرافية والتاريخية، وتبدو كظاهرة معقدة تشمل العديد من الأبعاد وفقا للأستاذ بمدرسة القبس المنير بالقاهرة، إسماعيل شريف، في حديثه لـ”التغيير” التي لخصها في الانتشار المتزايد للمدارس السودانية في مصر وتسويقها المكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أثار انتباه وحفيظة السلطات المصرية، لاسيما وأن الدولة لا تجمع منها أي ضرائب أو رسوم أو فوائد اقتصادية. ويعتبر شريف ان مما زاد الشكوك حول العوائد الاقتصادية لتلك المدارس، مقال سهير عبدالرحيم، عن جني السفارة السودانية في القاهرة نحو 21 مليون جنيه مصري كرسوم لامتحانات الشهادة الابتدائية.
ويرى شريف ان دخول ثقافات جديدة مثل ممارسات ختان الإناث من قبل السودانيين، التي تمت مناقشتها في البرلمان المصري، يثير قلقًا عميقا لأن هذه السلوكيات كافحتها الدولة لسنوات طويلة.
التشغيل غير القانوني
العديد من المدارس تعمل دون تصاريح وتم فتحها في شقق سكنية مما تسببب في ازعاج المواطنين جراء الحركة الزائدة للطلاب والتلاميذ، خاصة في الأحياء السكنية، وفق إفادة شريف.
وحذر من خطورة إغلاق هذه المدارس لأنه يمكن أن يؤدي إلى فقدان التلاميذ لفرص التعليم، كما يمكن أن يرفع معدلات الجريمة بين الفئات العمرية مابين 9 إلى 15 سنة.
ويستبعد شريف أن يكون اشتراط تدريس مناهج التاريخ والجغرافيا المصرية للطلاب السودانيين هو السبب وراء إغلاق هذه المدارس، قبل أن يقترح ضرورة تشكيل لجنة مشتركة بين السفارة والمدارس والسلطات المصرية، قبل بدأ العام الدراسي الجديد المقرر في اكتوبر المقبل، لوضع سياسات فعالة تضمن تشغيل المدارس بشكل قانوني يحافظ على حقوق الطلاب، ويحقق استقرار المجتمع ويؤكد أن امتحانات الشهادة المتوسطة ستعقد في السادس من يونيو، رغم أن المدارس ما زالت مغلقة حتى الآن بانتظار انجلاء الأزمة.
%95 من المدارس مخالفة
كشفت تقارير مصرية أن 95 في المائة من المدارس السودانية في مصر ، مخالفة لقرارات وزارة التربية والتعليم ولوائح المدارس الخاصة. فضلا عن المخالفات المالية والإدارية، واتهمت دوائر قانونية مصرية، ملاك المدارس، بالانصراف عن أمر التعليم و التركيز على أنشطة أخرى مثل الإقامات والمتاجرة بمستقبل الطلاب، وعدم الالتزام بأبسط القواعد القانونية في فتح المدارس حيث فتح بعضها دون إخطار المنطقة التعليمية أو إدارة المدارس الخاصة.
تقنين الأوضاع
لكل ذلك، يعتبر المتحدث الرسمي باسم لجنة المعلمين السودانيين، سامي الباقر، أنه كان لا بد من ضبط الأوضاع، وقال في افادته لـ”التغيير” ان هذه الخطوة تبرهن على ضرورة السعي لتقنين وضع المدارس السودانية في جمهورية مصر ويقر بان غياب الآلية الواضحة التي تقنن وضع المدراس، وتضع الشروط اللازمة لها للحصول على التصديق، جعلها أقرب الفوضى، ولا تراعي ابسط المطلوبات التي تجعل منها مدرسة مناسبة لاستقبال الطلاب.
ويشير المتحدث باسم لجنة المعلمين إلى انه يجب البناء على خطوة الحكومة المصرية والسعي الجاد لوضع التعليم السوداني في مصر في المسار الصحيح.
السفارة السودانية في القاهرة أكدت متابعتها اللصيقة للقضية وقالت المستشارية إنها على “تواصل دائم مع السلطات المصرية لإيجاد حلول لأزمة إغلاق المدارس وتقنين أوضاعها، وفقا لشروط ممارسة النشاط التعليمي للمدارس الخاصة الأجنبية بجمهورية مصر”.
وشددت المستشارية الثقافية هلى ضرورة الالتزام بالشروط والموافقات المعتمدة لدى السلطات المصرية المختصة، للحصول على التصديق اللازم وتتمثل تلك الشروط في الحصول على موافقة كل من وزارة التربية والتعليم السودانية، ووزارة الخارجية السودانية، والخارجية المصرية، توفير مقر للمدرسة يفي بجميع الجوانب التعليمية والعلمية والتربوية، وإرفاق البيانات الخاصة والسيرة الذاتية لمالك المدرسة ومدير المدرسة، وكذلك صورة من طلب مالك المدرسة للمستشارية الثقافية بالسفارة
وتلزم السلطات كذلك القائمين على المدارس بإرسال ملف كامل للمدرسة يشمل المراحل التعليمية وعدد الطلاب المنتظر تسجيلهم بالصفوف والمراحل التعليمية بالمدرسة، وإرفاق رسم تخطيطي لهيكل المدرسة.
الوسومالعملية التعليمية في السودان المدارس السودانية في مصر حرب السودان
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: العملية التعليمية في السودان المدارس السودانية في مصر حرب السودان
إقرأ أيضاً:
بعد واقعة الطفلة ريناد.. كيف تحمي طفلك من التنـ.مر في المدرسة؟
في واقعة مأساوية هزت محافظة الإسكندرية، أقدمت الطالبة ريناد عادل، التي لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، على إنهاء حياتها بعد تعرضها لتنمر قاسي من زميلاتها في المدرسة، هذه القصة المؤلمة تسلط الضوء على مشكلة التنمر التي يعاني منها الكثير من الأطفال، وتضعنا أمام مسؤولياتنا كأفراد ومجتمع لحماية أبنائنا.
تفاصيل القصة للطالبة ريناد عادلفي صباح يوم من الأيام، خرجت ريناد من منزلها، متوجهة إلى مدرسة نوتردام بالإسكندرية، حيث كانت تأمل في قضاء يوم دراسي عادي كأي طفل آخر، ولكن ما حدث خلال اليوم الدراسي كان بعيدًا كل البعد عن توقعاتها، حيث تعرضت لموجة من التنمر من قبل مجموعة من زميلاتها. تم إدراج اسم ريناد ضمن قائمة الطالبات المتأخرات عن سداد المصروفات الدراسية، وهو ما جعلها محط سخرية واستهزاء.
عانت ريناد من العزلة والضغط النفسي، وتفاقمت مشاعر الإحباط والاكتئاب لديها، ومع مرور الوقت، أصبحت ريناد تشعر بأن لا أحد يفهم معاناتها، وأنها محاصرة بمشاعر القلق والخوف من الذهاب إلى المدرسة، لم يكن في مقدورها التحمل أكثر، وعادت إلى منزلها، محملة بهموم لا يمكن وصفها.
في لحظة يأس، كتبت ريناد رسالة وداع مؤثرة إلى والدتها، تعبر فيها عن آلامها النفسية، وعن صراعها مع التنمر، كانت تلك الرسالة بمثابة صرخة ألم، تحمل أسماء زميلاتها اللاتي تسببن لها في معاناة لا تحتمل. وفي قرار مأساوي، قفزت ريناد من الطابق الثامن، تاركة وراءها أسرتها في حالة من الصدمة والفقد.
ردود الفعل المجتمعيةأثارت الحادثة ردود فعل غاضبة واستياءً عارمًا بين أولياء الأمور والمجتمع. تساءل الجميع عن دور المدارس في حماية طلابها من التنمر، وكيف يمكن أن يحدث مثل هذا الأمر في بيئة يفترض بها أن تكون آمنة وداعمة. تفاعل الكثيرون مع الحادث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشروا رسائل تعاطف ودعم لعائلة ريناد، معبرين عن قلقهم من استمرار ظاهرة التنمر.
أهمية التوعية بمشكلة التنمرفى إطار هذا قال الدكتور محمد هاني استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية وتعديل سلوك الطفل، فى تصريحات خاصة لصدى البلد ، أن قصة ريناد عادل تعتبر دعوة ملحة للتفكير في كيفية مواجهة التنمر في المدارس، التنمر ليس مجرد مشكلة فردية، بل هو قضية اجتماعية تؤثر على الجميع. لذا، يجب أن نعمل جميعًا على رفع الوعي حول هذه المشكلة، وتقديم الدعم للأطفال الذين يتعرضون للتنمر.
تعزيز الثقة بالنفسمن الضروري أن يتم تعليم الأطفال كيفية التعامل مع التنمر بطريقة صحيحة، يجب تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال، وتعليمهم كيفية مواجهة مواقف التنمر بقوة وكرامة، يمكن تحقيق ذلك من خلال برامج التوعية في المدارس، وجلسات الدعم النفسي، وورش العمل التي تركز على تعزيز مهارات التواصل وحل النزاعات.
دور الأسرة والمدرسة فى مواجهة التنمريجب على الأسر والمدارس العمل معًا لمواجهة هذه الظاهرة، يمكن أن يكون للوالدين دور كبير في تقديم الدعم لأبنائهم، من خلال الاستماع إليهم وفهم مشاعرهم، كما يجب على المدارس توفير بيئة تعليمية آمنة، تتضمن إجراءات صارمة ضد التنمر، وتعزيز ثقافة الاحترام والتعاون بين الطلاب.
طالبة الاسكندرية ريناد عادلالتعامل مع التنمر في المدارس: دليل شامل للأسر
وبحسب ما نشره موقع parents، أنه يمكن أن يظهر التنمر في أشكال متعددة، منها الجسدي (مثل الدفع أو الضرب)، واللفظي (كالشتائم أو التهديدات)، والنفسي (مثل نشر الشائعات أو استبعاد شخص ما). ومع انتشار التكنولوجيا، أصبح التنمر الإلكتروني ظاهرة شائعة، حيث يتواصل المتنمرون عبر الرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل آثار التنمر تمتد إلى ما بعد المدرسة.
علامات تنبهك بتعرض طفلك للتنمرللتعامل مع التنمر، يجب أولاً التعرف على العلامات التي تشير إلى أن طفلك يعاني منه، وفقًا للدكتور ستيفن باستيرناك، رئيس قسم علم النفس في مستشفى هيلين ديفوس للأطفال، تشمل الأعراض الشائعة:
- شكاوى جسدية مثل آلام البطن.
- رغبة متزايدة في عدم الذهاب إلى المدرسة.
إذا لاحظت هذه العلامات، يُنصح بالتحدث مع طفلك حول وضعه الاجتماعي ومعرفة من هم أصدقاؤه ومن لا ينسجم معهم.
بناء تواصل مفتوح
تأسيس حوار مفتوح مع الأطفال أمر ضروري. استخدم نبرة هادئة وودودة لتشجيعهم على التحدث عن مشاعرهم، استمع جيدًا لمخاوفهم دون أن تبالغ في رد فعلك، الأطفال يحتاجون إلى دعمك واهتمامك.
نصائح فعالة للتعامل مع التنمرإذا كان طفلك ضحية للتنمر، إليك بعض الاستراتيجيات لمساعدته:
1. التأكيد على أن التنمر ليس خطأه
من المهم أن يفهم الطفل أن التنمر يتعلق بالمتنمر وليس بالضحية.
2. إعداد خطة للتعامل مع التنمر
- إنشاء قائمة ردود: علم طفلك عبارات بسيطة مثل "اتركني وحدي" أو "هذا ليس لطيفًا" ليستخدمها عندما يتعرض للتنمر.
- لعب الأدوار: تدرب على سيناريوهات مختلفة لمساعدة طفلك على الاستجابة بشكل أفضل.
- تعزيز لغة الجسد الإيجابية: شجع طفلك على الحفاظ على تواصل بصري والمشي بثقة.
3. الحفاظ على خط اتصال مفتوح
تأكد من أن طفلك يشعر بالراحة في مشاركة مشاعره معك. أكد له أن سلامته وصحته النفسية هي أولويتك.
4. تعزيز ثقة الطفل بنفسه
شجع طفلك على ممارسة الأنشطة التي يحبها واحتفل بإنجازاته، مهما كانت صغيرة.
5. تعليم طرق الرد الصحيحة
علّم طفلك أن يستجيب للمتنمرين بطريقة هادئة وثقة، مثل قول: "أشعر بالغضب عندما تناديني بمثل هذا "
خطوات التدخل ضد التنمرإذا استمر التنمر، يجب اتخاذ خطوات فعلية:
- الإبلاغ عن الحوادث: إذا كان طفلك يتعرض للتنمر، ساعده في التواصل مع المعلمين أو المسؤولين في المدرسة.
- الشراكة مع المدرسة: تواصل مع المعلمين حول القضية وتأكد من أنهم على دراية بالموقف.
- تشجيع الدفاع: علم طفلك أن يكون مدافعًا، وليس متفرجًا، عندما يشهد على حالات التنمر.
ما لا ينبغي للوالدين فعله في حالة التنمرلا تتجاهل التنمر أو تفترض أنه سيحل من تلقاء نفسه، يجب أن تكون دائمًا داعمًا لطفلك وتساعده في التعامل مع هذه المواقف بطريقة صحية.