بقلم: د. حكم امهز ..

في ذكرى صدور، صحيفة الزوراء عام 1869 أول صحيفة عراقية، حولت نقابة الصحافيين في العراق هذه الانطلاقة الى مهرجان احتفالي غير مسبوق على المستوى العربي، دمج الماضي بالحاضر، ليستخرج منه استثناء صحفيا عراقيا متقدما، يمزج الفلكلور بالحرية، والثقافة بالراي والتعبير، والموقف بالمسؤولية..


والاعلام بالدعاية السياسية، فيؤكد رئيس الحكومة محمد شياع السوداني خلال المهرجان، على ثوابت القرار العراقي … “مع الصحافة المسؤولة ونفخر بانه ليس لدينا سجين راي صحفي”..
هذه التوليفة الاستثنائية، قادها رجل متميز بنشاطه ومتابعته الدؤوبة لتفاصيل الحركة الصحافية، ليس في بلاده فحسب، بل في البلاد العربية والاجنبية..هو مؤيد اللامي نقيب الصحافيين في العراق ورئيس اتحاد الصحافيين العرب..
للاسف هذا الاسم مغبون الى حد ما، في العالم العربي، رغم انه من انشط النقباء الصحافيين العرب.. فبينما بعض النقباء، يتجاهل قضايا وازمات الصحافيين في بلادهم، يتقصى اللامي اوضاع صحفييه ومشاكلهم، ويقدم مشروعا بالخصوص الى مجلس النواب يعالج هذه المشكلات وصولا الى ضمان تقاعدهم..
وكثيرون هم الصحافيون في البلاد العربية محرومون من الضمان الصحي والتقاعد فضلا عن ضمان الشيخوخة وغيرها.. ولكن اللامي، وقف في احتفالية العيد الوطني الــ155 للصحافية العراقية، مطالبا رئيس البرلمان العراقي بالوكالة محسن المندلاوي، امام الحضور الغفير، بضرورة المسارعة الى اقرار المشروع في البرلمان، باعتباره حاجة ملحة. المندلاوي التفت الى اللامي واومأ بالايجاب، واضعا يده على رأسه، مع انحناءة جسدية تعبيرا عن السعي..لكنه اي المندلاوي، لم يأت على ذكر المشروع والموقف منه، اثناء خطابه على المنبر، رغم ان الخطاب جاء اثر كلمة اللامي.
ما ميز الاحتفال باليوم الوطني للصحافة العراقية الذي نظم تحت شعار “الصحفيون العراقيون ألق الحرية والهام للبناء”، الاتقان والتنظيم، حتى بأدق التفاصيل. فهو استُبق باجتماع مع مختلف مسؤولي الاجهزة المعنية (امنية وعسكرية وصحافية وسياحية وتراثية..) بتوجيه من رئيس الوزراء وبادارة اللامي.
ثم اتبع بتوزيع المهام بشكل متقن، بحيث لم يترك تفصيلة صغيرة الا وبحثها، بحيث يمكن القول، تكاد الثغرت تنعدم. لكن الاهم هو في افكار برنامج الاحتفال الذي لم يكن وطنيا فحسب، بل كان عربيا ودوليا وذو اهداف وابعاد….
فقد كان الضيوف عربا واجانب اضافة الى مسؤولي الاتحاد الدولي للصحافيين ومنظمات صحافية عالمية اخرى، اضافة الى سفراء عدد من الدول العربية والاجنبية.
اُعلنت خلال المهرجان، مواقف هامة على المستوى العراقي تدعم الصحافيين وعلى المستوى العربي تدعم غزة وتدين استهداف الصحافيين فيها من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي، وكشفت الكلمات عن اعداد شكاوى الى المحاكم الدولية المختصة ضد الكيان الاسرائيلي المحتل، بتهمة قتل الصحافيين الفلسطيين، وهذا ما اعلنه اللامي والامين العام للاتحاد الدولي للصحافيين أنتوني بيلانجي.
كذلك لم ينس المنظمون احد ابطال الصحافة وائل الدحدوح الذي قدم عددا من افراد اسرته شهداء واصيب هو بجراحأ اثناء ممارسة مهنته، فقلدوه درعا، تقبلها، وهو يقول ان غزة تطلب من الصحافة مزيدا من الدعم .
منطمو المهرجان، زينوا الذكرى بالاحتفالات الفولكلورية، فجمعوا لضيوفهم الآتين من اكثر من ثلاثين دولة، نماذج عن موروثات المحافظات العراقية، فجاءت هذه المحافظة بالتنور والخبز والثانية بالرقص التقليدي والثالثة بالازياء التراثية والرابعة بآلات الموسيقى وهكذا، بحيث اَمتع الحفل الليلي المدعوين وابهرهم.
فعالية المهرجان الرئيسية كانت الاحد، ورغم الهيبة والفخامة التي تميزت بها، فان برنامجها كان مختصرا وغير ممل مطلقا، فقد اقتصر على كلمات قصيرة للنقيب اللامي ورئيس الوزراء السوداني ورئيس البرلمان المندلاوي وبيلانجي، ثم على مقتطفات لفرقة التراث العراقية التي جذبت الحضور باغنيات غاية في الجمال مع الموسيقى التقليدية المشهورة.

اعتقد ان المنظمين ومن خلال التجوال بالحضور في بغداد، تقصدوا لفت نظر المدعوين، الى الانجازات والتطورات العمرانية والبنيوية التي تجري في عهد حكومة السوداني.. وفعلا بدت مشاريع بناء الجسور والانفاق والطرق واضحة المعالم، بحيث تكاد، لا تمر في شارع، والا وترى فيه ورشة عمل عامة لجسر او لتعبيد طريق او لمشروع نفق او لحفر بنى تحتية وغيرها…
كذلك لفت الموضوع الامني.. وأتحدث هنا عن جولة قمتُ بها ليلا في بغداد، استمرت حتى الساعة الثالثة صباحا، وتفاجأت بمستوى الاستقرار الامني من خلال فتح المحال التجارية والمطاعم لابوابها، اربعا عشرين ساعة على اربع وعشرين، فأكلنا “السمك المسقوف” الطيب جدا والذي يشتهر به العراق، الساعة الواحدة ليلا في احد المطاعم، وبقينا حتى الساعة الثانية، ثم قمنا بجولة على احياء العاصمة بحثا عن شيء نشتريه،. كل ذلك يجري وسط حركة مواطنين نشطة في الشارع، وانتشار للقوى الامنية حفاظا على سير الانتظام العام.. مع العلم ان بعض المدعوين للمهرجان، كان يتخوف من زيارة العراق، خشية الوضع الامني، لكنه مع هذا المشهد، شعر بالاطمئنان الكامل.

باختصار نقابة الصحفيين العراقيين ضربت من خلال المهرجان، عدة عصافير بحجر العيد الوطني.. فقط اضاءت على دورها المتقدم على العديد من النقابات المماثلة عربيا، وبينت قدرتها على تنظيم مهرجان دولي بهذا الحجم، بشكل متقن ومنظم من كل الجوانب، ودعمت قضية غزة وشهداء الصحافة فيها، وبينت التطور العمراني في العراق في عهد السوداني، ووجهت دعوة للجميع لزيارة العراق وطمأنتهم بان العراق آمن للجميع واهلا وسهلا بالجميع..
كل ذلك من خلال رجل، يجب الاعتراف بنجاحه، هو مؤيد اللامي. نأمل ان يحذو الكثير من نظرائه العرب، حذوه، ويدعموا قضايا الصحافة والصحافيين في بلادهم، كما يفعل هو..
شكر للامي على هذا النموج الصحفي المتقدم.

user

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الصحافیین فی من خلال

إقرأ أيضاً:

السوداني: جنّبنا العراق الانزلاق في الحرب والصراعات

قال محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي، اليوم الجمعة، إن حكومة بلاده تمكنت من المحافظة على العراق من خلال التعامل بحكمة ومسؤولية وعدم الانزلاق في ساحة الحرب والصراعات.
وأوضح السوداني، في كلمة خلال لقائه بعدد من قادة وزعماء العراق، أن "بعض الأصوات الانفعالية والمتسرعة كانت تريد بالعراق أن يذهب للحرب والصراع وكلنا ثقة بأن مستقبل العراق واعد بشعبه وإمكانياته وموارده والمبدأ السليم في إدارة الدولة"، بحسب بيان للحكومة العراقية.
وأضاف أن "المنطقة شهدت ظروفا استثنائية وكان الاختبار الأكبر للحكومة في كيفية التعامل مع هذه الأزمة، في ظل موقف العراق المبدئي من القضية الفلسطينية".
وذكر أن "مصلحة العراق والعراقيين هي الأولوية بالنسبة لمسار عمل الحكومة ولا مجال للمجاملة مع أي طرف داخلي أو خارجي وهناك من يعتاش على خطاب الفتنة والتأزيم والمؤامرات وعلينا الانتباه لهذا الأمر، لاسيما مع استحقاقات الانتخابات المقبلة".
وقال السوداني إن "منهج الحكومة هو المحافظة على مصالح الدولة العليا، وكلنا أمل برجال الدين وزعماء العشائر والنخب في إشاعة خطاب الوحدة والتكاتف والأخوة بين كل أبناء المجتمع".  
وتابع "ما ننعم به اليوم هو بفضل التضحيات ومواقف العشائر المشرفة التي لا يمكن أن ننساها وأن العراق قوي ومقتدر ومعافى ويتقدم وبشهادة كل المؤسسات الإقليمية والدولية".
وأضاف أن "العراق له دور ريادي مهم وما يشهده من إعمار وتنمية من البصرة إلى نينوى مرحلة غير مسبوقة والحكومة عملت، منذ البداية، على أولويات أساسها حاجة الناس، بعيدا عن أي هدف شخصي أو حزبي".
وذكر السوداني "لا يمكن أن نرهن مستقبل البلد بالنفط فقط، خصوصا أن العراق يمتلك مقومات الزراعة والصناعة والسياحة وبلدنا يتميز بموقعه الجغرافي كممر تجاري عالمي. لهذا، أطلقنا مشروع طريق التنمية ونعمل ليلا ونهارا من أجل تحقيق ما التزمنا به، ولدينا إمكانيات وموارد وعزيمة قادرة على مواجهة مختلف التحديات".
وأكد "العمل مستمر في مشروع لنقل الغاز إلى محطاتنا الكهربائية وهناك إرادة حقيقية على تحقيق الإصلاحات وقطعنا شوطا مهما فيها، بظرف زمني لا يتجاوز السنتين ونصف من عمر الحكومة".

أخبار ذات صلة واشنطن: تشكيل حكومة جديدة في سوريا «خطوة إيجابية» بريطانيا تستضيف قمة لبحث الهجرة غير الشرعية المصدر: د ب أ

مقالات مشابهة

  • السوداني: العراق يواجه تحديات في المجالات المالية والمصرفية
  • بين مؤيد ورافض.. مقصلة المحتوى الهابط تطارد مشاهير التواصل في العراق
  • نائب إطاري:حكومة السوداني غير قادرة على حماية سيادة العراق
  • حلول مرتقبة للتواجد التركي وأزمة المياه في زيارة السوداني لتركيا
  • حلول مرتقبة للتواجد التركي وأزمة المياه في زيارة السوداني لتركيا - عاجل
  • إعصار الرسوم الأمريكية يضرب أسواق العالم.. والاقتصاد العراقي في مهب الريح
  • إعصار الرسوم الأمريكية يضرب أسواق العالم.. والاقتصاد العراقي في مهب الريح - عاجل
  • على ذمة التحقيقات.. حبس سائق هشم رآس جاره بحجر في سوهاج
  • السوداني: جنّبنا العراق الانزلاق في الحرب والصراعات
  • خبير: إسرائيل تفرض قيودًا صارمة على الصحافة العبرية خلال العمليات العسكرية على غزة