تونس- بعد طول انتظار وترقب، قرر الرئيس التونسي قيس سعيد دعوة الناخبين للتصويت في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية يوم الأحد السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لكن تبديد الشكوك حول موعد الانتخابات لم يخفِ قلق المعارضة من احتمال إقصاء منافسي الرئيس.

وتنتهي ولاية الرئيس سعيد التي امتدت 5 سنوات في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بعدما فاز بأغلبية كاسحة في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بخريف 2019.

ولم يعلن سعيد بعد اعتزامه الترشح لولاية جديدة، لكن مؤشرات عدة توحي بذلك.

وقبل إعلانه الثلاثاء، عن تاريخ الاقتراع، أي قبل نحو 3 أشهر من انتهاء عهدته، كانت قوى المعارضة تنتقد ما تعتبره غموضا متعمدا بموعد الانتخابات، مستنكرة انتظار هيئة الانتخابات حتى يحدد الرئيس الموعد بدلا من تحديدها للرزنامة بمفردها وقبله.

والسؤال المطروح الآن هو ماذا بعد تحديد موعد الانتخابات الرئاسية في تونس؟ حيث لا تستبعد أطراف بارزة في المعارضة مقاطعة الانتخابات المقبلة والتشكيك بها، إذا لم تتوفر الشروط الكفيلة بنزاهتها وضمان تكافؤ الفرص بين المرشحين دون شروط على المقاس.

ما ردود الفعل إزاء تحديد موعد الانتخابات؟

يرى أنصار الرئيس قيس سعيد أنه احترم الآجال الدستورية عند تحديد موعد الانتخابات، وحافظ على دوريتها مرة كل 5 سنوات لفتح الباب أمام المترشحين للتداول السلمي على السلطة وتكريس الإرادة الشعبية في اختيار الرئيس القادم عبر صندوق الاقتراع كآلية ديمقراطية.

لكنَّ للمعارضة رأيا آخر؛ إذ يقول أمين عام حزب العمل والإنجاز عبد اللطيف المكي، الذي أعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، إن الرئيس سعيد قضم وقت المترشحين بإعلانه عن الموعد قبل 3 أشهر فقط من إجراء الانتخابات، مما سيجعل رزنامتها (جدولها الزمني) مضغوطة.

ويضيف للجزيرة نت، أن الرئيس في النهاية لم يكن قادرا على تأجيل الانتخابات الرئاسية، لكنه أخّر الإعلان عن موعدها حتى يبقى أمام المنافسين وقت وجيز لا يمكّنهم من الاستعداد للانتخابات بشكل مناسب. مضيفا "لقد تحقق مطلب تحديد موعد الانتخابات لكن فيه رائحة التضييقات".

من جهته، يقول أمين عام حزب التيار الديمقراطي، نبيل حجي، للجزيرة نت، إن انتظار هيئة الانتخابات الحالية إعلان الرئيس عن موعد الانتخابات دليل على أنها تأتمر بأوامره، مبينا أن هيئة الانتخابات السابقة هي من كانت تحدد الجدول الزمني للانتخابات بكل استقلالية.

ويرى أن انتظار هيئة الانتخابات الرئيس سعيد لدعوة الناخبين قبل إصدار رزنامتها (جدولها الزمني) للانتخابات فيه خلل كبير لأنها سمحت لمرشح محتمل بأن يحدد الموعد الذي يناسبه، في حين يجد بقية المرشحين أنفسهم في وقت ضيّق لجمع التزكيات والاستعداد للانتخابات.

من هم أبرز المترشحين للانتخابات القادمة؟

لم يعلن الرئيس سعيد بعد رسميا اعتزامه الترشح لولاية جديدة، لكن كل المؤشرات تدل على أنه سيكشف في الفترة القادمة ترشحه لولاية ثانية. وكان قد عبر في تصريحات سابقة عن مواصلة مشواره، مؤكدا أنه "ثابت على العهد" وأنه "لن يتراجع للوراء".

ويمسك سعيد بزمام الأمور منذ إعلانه التدابير الاستثنائية في 25 يوليو/تموز 2021، وقد أرسى نظاما رئاسيا يتمتع فيه بسلطات واسعة بعدما ألغى دستور 2014 وعوضه بآخر في 2022، وتتهمه المعارضة بالتفرد بالحكم وضرب معارضيه والتضييق على الصحافة.

أما من جانب خصوم الرئيس، فقد بلغ عدد مَن أعلنوا نيتهم الترشح إلى حد الآن 8 مترشحين، آخرهم أمين عام حزب العمل والإنجاز عبد اللطيف المكي، الذي كان قياديا في حركة النهضة الإسلامية قبل أن يقدم استقالته منها ويؤسس حزبه السياسي الجديد.

كما سبق لحزب "الدستور الحر" سليل النظام القديم أن أعلن عن ترشيح زعيمته عبير موسي، الموقوفة بتهمة السعي لقلب النظام، منذ أشهر. وهي ليست بمفردها من أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية من الموقوفين على ذمة قضايا خطيرة تم تحريكها من النيابة العمومية.

بدوره، أعلن الحزب الجمهوري عن ترشيح أمينه العام عصام الشابي، للانتخابات الرئاسية رغم توقيفه منذ عام ونصف بتهمة "التآمر على أمن الدولة". وهذه التهمة حركتها النيابة العمومية ضد العديد من رموز المعارضة أبرزهم رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي.

كما أعلن الترشح كل من الكاتب الصحفي الصافي سعيد، ومنذر الزنايدي الوزير السابق في نظام الرئيس بن علي، بالإضافة إلى أمين عام حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي، والإعلامي والناشط المستقل نزار الشعري، ورئيسة حزب الجمهورية الثالثة ألفة الحامدي.

عبد اللطيف المكي تلقى استدعاء للحضور أمام قاضي التحقيق بعد ترشحه للانتخابات الرئاسية (الجزيرة) ما موقف المترشحين للانتخابات من تحريك دعاوى قضائية ضدهم؟

بعد يوم من إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، تلقى المرشح للانتخابات عبد اللطيف المكي، استدعاء للحضور أمام قاضي التحقيق يوم الجمعة 12 يوليو/تموز الجاري في قضية وفاة رجل الأعمال الجيلاني الدبوسي، في فترة حكومة الترويكا التي كانت تقودها حركة النهضة.

ويقول المكي للجزيرة نت، إن تحريك الدعاوى القضائية ضد كل من يعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية أصبح ميزة النظام الحالي، مشيرا إلى أنه يسعى للتضييق على المرشحين سواء بتحريك قضايا أو فرض شروط جديدة عليهم لكن "كل شيء يهون لأجل تونس".

وقبل أيام تلقى المرشح الصافي سعيد، حكما غيابيا بالسجن لمدة 4 أشهر بتهمة "التحيّل في جمع التزكيات" خلال الانتخابات الرئاسية السابقة في 2019 رفعتها ضده هيئة الانتخابات. وهذا الحكم الغيابي قابل للاعتراض عليه من قبله في انتظار تحديد جلسة قضائية لمحاكمته.

وإلى جانب هؤلاء حكم على المرشح لطفي المرايحي، مطلع العام الجاري بالسجن 6 أشهر مع تأجيل التنفيذ بتهمة الإساءة إلى رئيس الجمهورية. كما تم الإعلان من قبل المحكمة الابتدائية منذ يومين عن فتح بحث قضائي ضده وإدراج اسمه بالتفتيش بتهمة تبييض الأموال.

هل هناك شروط جديدة للترشح؟ وهل تقصي مرشحي المعارضة؟

صادق مجلس هيئة الانتخابات على تنقيح القرار رقم (18) لسنة 2014 المتعلق بقواعد وإجراءات الترشح للانتخابات الرئاسية تماشيا مع أحكام الفصلين (89) و(90) من دستور 2022، والمتمثلة في منع مزدوجي الجنسية من الترشح ورفع سن الترشح من 35 إلى 40 سنة.

كما تم تضمين شرط التمتع بالحقوق المدنية في القرار المتعلق بقواعد وإجراءات الترشح للانتخابات الرئاسية. هذه الشروط المضافة أثارت جدلا بأوساط المعارضة التي تعتبر أن إدراجها وسط المرحلة الانتخابية الجارية يؤثر على نزاهة الانتخابات.

ويقول نجيب الشابي، زعيم جبهة الخلاص المعارضة (تضم حركة النهضة وعددا من الأحزاب الصغيرة): إن "تنظيم انتخابات نزيهة يقتضي عدم تغيير شروط الترشح وسط المرحلة الانتخابية، معتبرا أن هذه الإضافة "غايتها إقصاء خصوم الرئيس سعيد".

وأضاف الشابي للجزيرة نت، أن تحريك دعاوى ضد المرشحين وفرض شروط جديدة للترشح يغذي الشكوك بأنه لن تكون هناك انتخابات نزيهة وإنما "مجرد عملية شكلية تم تجديد شروطها لتجديد عهدة الرئيس قيس سعيد خارج أي انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية".

وتهدد جبهة الخلاص وعدد من الأحزاب المعارضة الأخرى بمقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة، والعمل على التشكيك فيها لدى الرأي العام إذا لم تتوفر بها شروط النزاهة ومبدأ تكافؤ الفرص.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الترشح للانتخابات الرئاسیة تحدید موعد الانتخابات الانتخابات الرئاسیة هیئة الانتخابات أمین عام حزب الرئیس سعید حرکة النهضة للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

الشرع يكشف موعد اجراء الإنتخابات الرئاسية في سوريا

قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن بلاده تحتاج إلى 4 أو 5 سنوات لتنظيم انتخابات رئاسية، وهي أول مرة يحدد فيها جدولا زمنيا للانتخابات بعد أقل من أسبوع على تعيينه رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية، وأقل من شهرين على الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.

وأوضح الشرع في مقابلة مع تلفزيون سوريا أمس الاثنين "لدي تقدير أن المدة ستكون تقريبا بين 4 إلى 5 سنوات وصولا للانتخابات، لأننا نحتاج إلى بنية تحتية واسعة، وهذه البنية تحتاج إلى إعادة إنشاء وتحتاج إلى وقت".

وأضاف أن السلطات السورية ستحتاج إلى توحيد البيانات السكانية في البلاد لتحديث بياناتها الانتخابية لأنه "دون هذا الأمر، أي انتخابات تُجرى سيُشكك بها".

وأكد الشرع أن سوريا ستطبق المعايير الدولية فيما يتصل بالفترة الانتقالية، بكيفية تطبيقها على الرئيس خلال تلك الفترة. وأضاف "دعنا نذهب إلى الأعراف الدولية، كيف تسير الأعراف الدولية، في الرئيس للمرحلة الانتقالية، فنسير إلى هذه الأعراف الدولية وفي نهاية المطاف إلى رئاسة منتخبة وسلطة منتخبة".

وتعهد بالشروع في عملية انتقال سياسي تتضمن عقد مؤتمر وطني لتشكيل حكومة شاملة. وأضاف "ستطرح في المؤتمر كل المشكلات المهمة في سوريا وسيتم نقاش بعض التفاصيل ثم سيخرج في بيان ختامي في هذا المؤتمر يؤسس لإعلان دستوري فيما بعد في سوريا.. ثم سيتم توجيه الدعوة لمن نعتقد أنهم يمثلون الشعب السوري بشكل عام".

وكانت مجلة الإيكونوميست الإنجليزية نقلت عن الشرع قوله "سنجري انتخابات حرة ونزيهة ونستكمل صياغة الدستور بعد 3 إلى 4 سنوات"، كما قال -وفقا للمجلة- "سنعين حكومة خلال شهر واحد وستكون أكثر تنوعا بمشاركة كل فئات المجتمع".

وأضاف الشرع أنهم حصلوا على موافقة كل الفصائل المسلحة للانضمام إلى الجيش السوري الجديد، وقال إن أي شخص يحتفظ بسلاح خارج سيطرة الدولة سيعرض نفسه لإجراءات، مشيرا إلى أن المحاكم ستستند في فصل القضايا المتراكمة إلى القانون المدني القائم.

كما نقلت المجلة الإنجليزية عنه قوله إن على إسرائيل الانسحاب من الأراضي التي احتلتها بعد سقوط النظام، وقال "نريد السلام مع الجميع لكن مادامت إسرائيل تحتل الجولان فأي اتفاق سابق لأوانه".

وقال أيضا -بحسب الإيكونوميست- إن الرئيس الأميركي دونالد "ترامب يسعى للسلام ونسعى لاستعادة العلاقات مع واشنطن الأيام القادمة"، وتحدث أيضا عن تعهده لتركيا بأن " سوريا لن تكون قاعدة لحزب العمال الكردستاني".

من ناحية أخرى قال الشرع إنهم يبحثون مع السعودية وقطر استثمارات في البنية التحتية وخلق فرص عمل، واعتبر أن "السعودية وقطر تحبان سوريا كثيرا وسارعتا لدعم شعبنا منذ اللحظة الأولى".

وكانت الإدارة السورية الجديدة أعلنت الأسبوع الماضي تولي الشرع رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية، إلى جانب قرارات أخرى، منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية ومجلس الشعب وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود، وإلغاء العمل بالدستور بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

مقالات مشابهة

  • تحديد موعد قرعة نصف نهائي كأس ملك إسبانيا
  • اللجنة العليا للانتخابات تُحيي الذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصماد
  • اللجنة العليا للانتخابات تنظم فعالية خطابية بذكرى سنوية الشهيد الرئيس الصماد
  • موعد إعادة الحلقة الأخيرة مسلسل إقامة جبرية.. تحديد مصير هنا الزاهد
  • الشرع يكشف موعد اجراء الإنتخابات الرئاسية في سوريا
  • الرئيس السيسي يهنئ هاتفيا نظيره الغاني بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية
  • السيسي يهنئ جون دراماني ماهاما لفوزه في الانتخابات الرئاسية الغانية للمرة الثانية
  • الرئيس السيسي يهنئ نظيره الغاني بالفوز في الانتخابات الرئاسية
  • الرئيس السيسي يهنئ رئيس جمهورية غانا بفوزه في الانتخابات الرئاسية
  • تحديد موعد مباراة الزمالك مع سبورتنج في نصف نهائي كأس السوبر للكرة الطائرة سيدات