بقلم: يحيى السماوي ..

أحـتـالُ أحـيـانًـا عـلـى مُـقـلـي

فـأُغـمِـضُـهـا إذا حَـطَّـتْ عـلـى أغـصـانِـيَ الـخـضـراءِ فـاخِـتـةٌ ..

وتـهـربُ مـن أنـامِـلِـهـا يـدايْ

*

وأقـولُ لـيْ :

إيّـاكَ مـن عَـسَـلِ الـخـطـيـئـةِ ..

كُـنْ رقـيـبَ إلـهـةِ الأنـهـارِ والـعـشـقِ .. الـخـصـوبـةِ .. والـجـمـالِ الـسـومـريِّ .

.

نـزيـلـةِ الـفـردوسِ ” إيـنـانـا ” عـلـيـكَ

وغُـضَّ قـلـبَـكَ عـن سِــواهـا ..

لا تـقُـلْ هـيَ لا تُـقـيـمُ مـعـي

ولـيـسَ لـهـا رقـيـبٌ يـقـتـفـي أثـري

وأنَّ مـسـاءَهـا بُـعـدَ الـكـواكـبِ عـن ضُـحـايْ

*
إحـذرْ .. وكـنْ أنـتَ الـرقـيـبَ عـلـيـكَ ..

لـلـعـشـاقِ أفـئـدةٌ تـرى مـا لا تـراهُ الـعـيـنُ ..

لاتَ نـدامـةٍ ..

إيّـاكَ مـن عـذرٍ بـقـولِـكَ مـا عـسـايْ :

*
أغـوى شـتـائـي دفـؤهـا

فـسـقـطـتُ فـي بـئـرِ الـغـوايـةِ مـن عُـلايْ

*
الـبـحـرُ مـنـهـا والـسـفـيـنـةُ والـشـراعُ

ولـيـسَ مـنـي غـيـرُ صـوتِ الـنـورسِ الـحـجـريِّ ..

شـمـسـي حـيـن أُصـبِـحُ : وجـهُـهـا ..

وصـبـاحُ يـقـظـتِـهـا : دُجـايْ

*
تـشـكـو إلـيِّ مـن انـهِـمـامـي

بـارتـشـافِ نـدى أزاهِـرِهـا وإدمـانـي سُـلافــتَـهــا

وأشـكـونـي إلـيـهـا مـن ظـمـايْ

*
لا أدَّعـي زهـدًا بِـلـذّاتٍ وإنْ كـنـتُ الـجَـسـورَ (**)

ولـيـسَ خـوفـًـا مـنْ تُـقـايْ

*
أوقـفـتُ أمـطـاري عـلـى بُـسـتـانِـهـا ..

وعـلـى مـسـاربِـهـا خُـطـايْ

*
تـأبـى هـدايـايَ الأثـيـرةَ

لـيـس تُـرضـيـهـا يـواقـيـتـي ومُـرجـانـي

ومـا مَـلـكـتْ يـدايْ


تـأبـى سـوايَ هـديَّـةً

وأنـا امرؤٌ أمـسـيـتُ غـيـري ..

لـيـس بـيْ مـنـي سـواهـا

فـهـي مُـبـتـدئـي الـمـؤجَّـلُ ـ مـنـذ فـضـنـا لـيـلـةَ الإسـراءِ

مـن كـهـفِ الـخـريـفِ الـى فـراديـسِ الـربـيـعِ ـ ومـنـتـهـايْ

*
مـا عـدتُ أدريـنـي :

أكـنـتُ أنـا أنـاهـا ؟

أمْ أنـاهـا ـ فـي تـهَـيُّـمِـهـا ـ أنـايْ ؟

*

كـلُّ الـذي أدريـهِ : أنـي إبـنُـهـا وهـيَ ابـنـتـي

فـأنـا أبـوهـا وهـي أمـي

نـحـنُ فـي فِـقـهِ الـهـوى :

عَـلـمٌ وسـاريـةٌ .. وتـنـورٌ ومـحـراثُ ..

وحـنـجـرةٌ ونـايْ

*
وحـكـايـةٌ شـرقـيَّـةٌ عـن سـنـدبـادٍ سـومـريٍّ

فـرَّ مـن ” أوروكَ ” ذاتَ أسـىً فـعـاش الـغـربـتـيـنِ

مُـوزَّعـًا مـا بـيـن شـقـراءٍ وسـمـراءٍ ..

ومـحـرابٍ وحـانـوتٍ ..(***)

فـلـيـتَ خـطـايَ شُـلَّـتْ قـبـلَ ركـضـي خـلـفَ غـزلانِ الـغـوايـةِ ..

واسـتـعـاذتْ مـن شـيـاطـيـن الـفـحـولـةِ مُـقـلـتـايْ

*
كـذِبـتْ عـلـيَّ يَـفـاعـتـي ..

وأنـا كـذِبـتُ عـلـى حـقـيـقـةِ أنـنـي

أمـشـي الـى مـوتـي الـمُـؤجّـلِ

مـنـذُ قـدَّ الـعـشـقُ مِـن دُبُـرٍ شـبـابـي

بـعـد أنْ قـدّ الأسـى والـنـفـيُ مـن قُـبُـلِ صِـبـايْ

السماوة في 2/7/2024
() من ديوان جديد قيد الإنجاز. (*) إشارة الى بيت الشاعر سلم الخاسر :
من راقب الناس مات همّا
وفاز باللذةِ الجسورُ

(***) الحانوت : دكان بيع الخمور . (وليس الحانة ) .

يحيى السماوي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

البرهان … إياك و(البيض الممزر)!

في 2018 تم استدراج البشير الى توهم أن الخطر كل الخطر فيمن يرفضون ترشيحه في 2020 أو من لم يعلنوا تصفيقهم للفكرة حتى لو كانوا متعايشين معها بغير قناعة، لايمانهم أن تقويم الاعوجاج أفضل من كسر العود، وأن الاصلاح أفضل التغيير.

المهم، انصرف البشير من حل المشكلات الاقتصادية والتنفيذية، وصار يقرب ويؤخر بناء على الموقف من 2020، وأغفل أن النجاح الاقتصادي والتنفيذي هو (بطاقة التأهيل) الحقيقية، وليس المقالات والحملات الاعلامية والمخاطبات واللقاءات الجماهرية، بل الأسوأ من ذلك (التهجيس) الذي جعله يحضن (البيض الممزر) منتظرا أن يفقس له كوادر يحكم بها بعد 2020 من مختلف الأطياف، من الذين انحازوا لترشيحه علنا، وبدأ فعلا في التخلص ممن تم تصويرهم له أنهم غير مخلصين، لأنهم أذعنوا لأمر واقع وغير مقتنعين ب 2020.

بكل صراحة ووضوح، مطلوب من البرهان وقيادة الدولة الآن تأمين الأداء الاقتصادي من الفساد والاختراق، وإدارة دولاب الدولة التنفيذي والولائي، والنزول بطاقم متكامل فورا من رئيس وزراء للمعتمد ومدراء الوحدات الادارية ومنسق احتياطي شعبي وشرطة مجتمعية في اي قرية .. غير كدا سيضيع السودان قولا واحدا.

يجب أن يتقدم هذا الملف للأمام بذات التقدم المحرز عسكريا أو أسرع، والعنصر البشري أهم من الرضا الخارجي، ولا بد من إسقاط الكوزوفوبيا فورا ودون تردد، وليس المقصود هو اعادة نظام سابق ولا يحزنون حسب كلام (المهجسين)، ولكن المطلوب أن تكون يد الحاكم غير مغلولة في اختيار الشخص المناسب والمجرب لأي موقع، لا توجد هواجس داخله، ولا قيود خارجه.

على سبيل المثال، في مستوى الحكم المحلي، السودان فيه 133 محلية، وكان فيها 133 معتمد، وكان الناجحين والمخلصين هم النصف أو أكثر. وعليه، أي معيار غير النجاح السابق، أي تصنيف مؤسس على هواجس (أجنبية أو قحاتية) يعتبر جريمة في حق السودان لا تقل عن جرائم الجنجويد في ذبح وسرقة المواطنين.

أي محاولة ترقيعية للتجريب وصناعة كوادر وتحويل نظاميين لموظفين، لا يمكن أن تكون هي الأساس .. لا بد أن تبني الحكومة على الموجود وتراعي رغبة المجتمعات الأهلية، بحكم تجربتهم مع المعتمدين السابقين والخيارات الناجحة، وبعد ذلك تضيف بالتجريب.

أساسا الوصول لرقم 133 من المستوى المعقول أو الجيد كلف الانقاذ تجارب مريرة وخسارات واتفاقيات عبر سنين عددا، ولم يكن الموضوع تعيينات تنظيم، هذا كذب صراح، بل عدد من الناجحين تم ادخالهم تدريجيا في المؤتمر الوطني ولا صلة لهم بالتنظيم، يعني الموضوع كان فحص ودخول إجرائي وليس تجنيد، وهذا معروف، لأن الدولة بعد الرابع من رمضان باتت أقوى من التنظيم.

هذا مجرد نموذج في الحكم المحلي، وينطبق على كافة مستويات الدولة.
أي محاولة للتركيز على شخص البرهان وجعل الالتفاف حول ذاته هو (عقيدة الولاء والبراء) ضارة بالبرهان نفسه قبل غيره، وكل من يروجون لهذا الأمر هم (البيض الممزر) الذي لن يفقس، أو النحل الميت الذي لا ينتج العسل.
Dead bees don’t make honey
في حال عدم الإسعاف العاجل للأداء التنفيذي والاقتصادي والولائي حسب الوصفة أعلاه، لا جدوى من التحشيد والتهجيس.
التذاكي والتحايل والوصفات المعقدة بالاستفادة من شخصيات مع إستمرار ابعادهم، أو وجود رجال في الظل لمساعدة آخرين بالريموت كنترول، كلام فارغ، وفاشل.

مما أذكره أن أحدهم من الوطنيين، في عهد قحت، أغلق الأبواب وهمس لي دايرين اعلاميين منكم بس ما يكونوا ظاهرين، قلت له (اعلامي ما ظاهر) دا فاشل، زي عطر لا رائحة له أو (بيرفيوم برائحة الماء) لن يشتريه إلا مغفل!

أساسا الإعلامي الناجح ظاهر ومعروف وحوله دائرة من الجدل هي جزء من ظهوره وفعاليته، وتقاس جدواه بأثره وليس بانتماءه حقيقي كان مزعوما.

واضفت له من عندي نعم صحيح أن هنالك وظائف ليس من ضمن مواصفاتها الظهور، مثل (مهندس بترول شاطر) لكن الاعلام والدبلوماسية مثلا غير ذلك تماما .. الشخص هو نفسه أداة التنفيذ، لا يوجد معه بوكلين ولا ورشة لحام بالأوكسجين، من تراه أمامك الآن ويحدثك هو نفسه (عدة الشغل) لو دايره بدون عدة معناها ما دايره، ولن يسلمك علاقاته ولا شبكاته، لأنها هي ذاتها متغيرة ومتجددة غير ثابته و السيطرة عليها Manual.

هذا ليس في السودان، بل في العالم الاول نفسه لضمان النفاذ في المجتمع السياسي والمدني، يتم التعاقد مع الفاعل وليس شراء علاقته ووزنه وشهرته، ولا حتى (خطته المدونة)، لأن العمل جزء كبير منه قائم على ثغرات العدو وهي مسألة متغيرة أثناء الصراع، وليست وفق خطة، مثل قصة (أبوالقدح بعرف محل يعضي رفيقه)!
هم أنفسهم يقولون Results-oriented يعني التقييم بالنتائج وليس الخطة وأرقام هواتف الاصدقاء هذا جهل مريع بالعمل الإعلامي والمدني.

نصيحتي للبشير حول الاداء الاقتصادي والتنفيذي كانت مشابهة، في مقال (كلمات لا بد منها عن ترشيح البشير) في أول تعليق، مقالي في هذا البوست نشر في اغسطس 2018.
شاء الله أن تكون نصيحتي التالية هي لحمدوك في أغسطس 2019، في أربع نقاط، ونشرت سكرين من نصيحتي ورده علي (أتفق معك يا صديقي) في بوست سابق.

وكان رده مجرد مجاملة، أو كلام الواتس تمحوه (المزرعة)!
ونصيحتي للبرهان الآن … البيض الممزر لن يفقس ولو حضنته العنقاء في قمة جبل.

مكي المغربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • البرهان … إياك و(البيض الممزر)!