سينر ينجو من لقاء «المواطنة»!
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
لندن (رويترز)
أخبار ذات صلة
نجا يانيك سينر المصنف الأول عالمياً من مواجهة إيطالية خالصة أمام ماتيو بريتيني، ليحجز مقعده في الدور الثالث لبطولة ويمبلدون للتنس.
وتفوق سينر في أول مجموعتين، بعد شوطين فاصلين تحت سقف مغلق، لكنه تعرض لصدمة من بريتيني، قبل أن ينتصر 7-6 و7-6 و2-6 و7-6.
وبدا بريتيني، الذي كان وصيفاً لنوفاك ديوكوفيتش في 2021، لكنه عانى من الإصابات العام الماضي، ويحتل الآن المركز 59 عالمياً، قادراً على فرض مجموعة فاصلة ببعض الأداء القوي.
وكان سينر المصنف الأول مهزوزاً، عندما تسببت بعد الأخطاء في الضربات الأرضية، إلى كسر إرساله في بداية المجموعة الرابعة، لكنه تمكن من استعادة السيطرة في الوقت المناسب.
وأنقذ بريتيني نقطة لحسم المباراة، عندما كان يرسل، والنتيجة 5-6 في المجموعة الرابعة، وسدد ضربة أمامية، ليبدأ الشوط الفاصل الثالث في صراع ممتع.
وتفوق بريتيني صاحب ضربات الإرسال القوية هذه المرة، لكن مرة أخرى كان سينر هادئاً، عندما كان من المهم حسم المباراة.
وقال سينر، الذي احتضن صديقه ومواطنه بحرارة عند الشبكة، «كان من الصعب للغاية مواجهة ماتيو في الدور الثاني في مثل هذه البطولة المهمة، وكانت مباراة عالية المستوى، ولعبنا بشكل جيد وفي الأشواط الفاصلة الثلاث، كنت محظوظاً بعض الشيء، كنت أعرف أنني يجب أن أرتقي بأدائي، فهو متخصص في الملاعب العشبية، كانت هناك بعض التقلبات في الأداء، وهذا أمر طبيعي، لكني سعيد بالوصول للدور التالي».
ويواصل سينر «22 عاماً»، والذي عزز سجله أمام زملائه الإيطاليين إلى 14 فوزاً، دون هزيمة، سعيه لإضافة لقب ويمبلدون إلى بطولة أستراليا المفتوحة هذا العام أمام الصربي ميومير كتسمانوفيتش «الجمعة».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التنس ويمبلدون إنجلترا نوفاك ديوكوفيتش
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: المواطنة العالمية
في مقابلة مع طالبات يدرسن في ألمانيا، وهن من بيئات آسيوية، وصفت إحداهن نفسها بأنها مواطنةٌ عالمية، وحيث ما وجدت البحث العلمي ذهبت إليه وانتسبت لمكانه، وهذه الطالبة تدرس الذكاء الاصطناعي وتشارك فرقاً بحثية تعمل على مشروعات في هذا المجال (دي دبليو 15 نوفمبر 2024)،
هنا يحضر مصطلح برتراند راسل عن المواطن العالمي، ويقصد فيه الفيلسوف الذي منحه راسل صفات تجعله متميزاً عن سائر البشر من حيث معاني المثالية المتعالية، ولكن مصطلح راسل سيتصادم مع فكرة الفيلسوف الواقعي الذي من شأنه أن يعمل مع عقول الآخرين من عموم البشر، وهي عقول متعددة تعدداً يبلغ حدود التناقض حتى بين الفلاسفة أنفسهم، ولا يتعامل مع عقل واحد كلي في ذاته وفرداني في جوهره، ومن ثم هو عقل متعدد ومتغير بالضرورة، وله لغات لا تحصى وله انشقاقات ذاتية أهمها أنه إنساني تمسه كل سمات وصفات الإنسانية، لأنه يقوم على المنطق والاجتهاد والاحتمالية على نقيض الذكاء الاصطناعي، الذي هو عقل واحد كلي وقطعي وله إجابة واحدة يشترك فيها البشر مع تنوع وحيد هو تنوع اللغة لكن النتيجة واحدة.
وإن كان تعبير الطالبة ذا قيمة علمية وبحثية من حيث الانتماء للبحث، إلا أن عالميتها هنا هي إلغاء للعالمية لأن الحاصل في حال الطالبة هو تهشيم الفروق، فإن تنوعت ذكاءات البشر فإن الاصطناعي واحدٌ، وإن كان كلياً عالمياً فهذه سمات تعتمد التماثل، وأي عمل في وادي سيليكون مثلاً سيتكرر بكامل عناصره في كل بقعة من العالم بمجرد شراء البرنامج وتطبيقه أو ترجمته لأي لغة حية.
هنا نحن أمام فارق جوهري، فالطالبة الهندية لم تعد هندية إلا بلونها ولهجتها لكن نظامها التفكيري سيسير وفق الذكاء الاصطناعي وليس الذكاء البشري، وستتصنع مع الاصطناعي كما أي طالب ألماني أو غيره، بينما عالمية راسل أخذت منظومة صفات أخلاقية هي صفات مطلوبة إنسانياً وهي مثالية وتنوعها يأتي عبر تنزيلها العملي وهل سيتمثلها البشر أم ستظل حلماً فلسفياً مثالياً يعبر عن أمنية، كانّها قصيدة شعرية تبعث على الدهشة ولكنها تقف عند حد الاندهاش، مقابل واقع بشري مختلف تماماً، وهذا ما جعل راسل يخص ذلك بالفيلسوف أي بنفسه تحديداً لأن غيره سيقول غير ذلك.
ويقابل هذا التنوع ما يطرحه الذكاء الاصطناعي من صيغة بشرية واحدة قد تئد إبداعية العقل البشري وتخضعه لنظام من الثقافة الرقمية التي لا تتسع للاجتهاد ولا للأخطاء، في حين أن الأخطاء هي أعمق سمات التفكير البشري لأنها مفاتيح الكشف والابتكار وكأن الذكاء الاصطناعي يسير ضد فكرة الإبداع التي هي فردانية وليست جمعية.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض