تسلل ألماني في منطقة الجزاء الدولية!
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
كتب جورج شاهين في" الجمهورية": لا يمكن تجاهل دور المخابرات الألمانية الخارجية (بي. إن. دي) في كثير من العمليات الدولية والاقليمية الكبرى التي ساهمت في إنجازها بأشكال مختلفة. لكن أبرزها واكبرها حجماً ما جرى في منطقة الشرق الاوسط، وهي تلك التي خطّطت لها وتعهّدت بتنفيذها بنَفَس طويل، عندما أنجزت بسرّية تامة اكبر عملية تبادل للأسرى بين إسرائيل و"حزب الله" مطلع تموز 2008، نتيجة جهود بُذلت على مدى عامين، احتسبت أولى التحضيرات لها إبان وقبيل نهاية حرب تموز 2006، فيما كان العالم منهمكاً بوضع حدّ لها إلى حين صدور القرار 1701 في 12 آب 2006.
وتأسيساً على هذا الإنجاز الذي عدّ تاريخياً قياساً الى ما انتهت إليه عملية التبادل في 16 تموز 2008، بالإفراج عن "أغلى الاسرى" سمير القنطار الذي أمضى 30 عاماً في السجون الاسرائيلية، ومعه اربعة أحياء من عناصر الحزب وجثث 199 فلسطينياً من "مقبرة الأرقام"، وكل ذلك مقابل جثتين لجنديين إسرائيليين خُطفا في 12 تموز من ذلك العام. وهو ما ادّى إلى بناء قناة عميقة من الثقة بين الطرفين ما زالت مفتوحة الى اليوم. وهو ما أعطى الزيارة الاخيرة لنائب رئيس المخابرات الألمانية الخارجية أولي ديال الى لبنان قبل أيام، ولقاءه مع نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ومسؤولين آخرين طابعاً استثنائياً وسط تكتم شديد رافق الزيارة وما تلاها من نتائج.
لكن المراجع العليمة لفتت إلى انّ هذه الزيارة ليست الاولى، ولن تكون الأخيرة. فهو كان في بيروت قبل فترة أعقبت الزيارة الاولى لوزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك في 9 شباط الماضي، وقبل زيارته التي تلت الثانية لها في 25 حزيران الماضي، بهدف التشاور مع قيادة الحزب في ما سُمّي خفض التوتر على الحدود الجنوبية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة ومنع الحرب الشاملة في المنطقة على خلفية منع تورط دول أخرى بعيدة عن المنطقة فيها، بما فيها ايران. والتي ربما استدرج تدخّلها قوى دولية اخرى سبق لها ان شاركت في التصدّي للصواريخ والمسيّرات الايرانية ليل 13 – 14 نيسان الماضي، ومنع 95 % منها من بلوغ أهدافها في اسرائيل، بعد اسبوعين على الغارة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق.
وفي انتظار معرفة الظروف التي حالت دون تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري للوزيرة الالمانية موعداً للقاء معها خلال زيارتها الثانية، بقي صعباً البحث في ما دار من تفاصيل في لقاءات المسؤول الألماني، فاقتصر الحديث على تسريبات ضئيلة، وقيل إنّه نقل اقتراحات تتعدّى السعي الى وقف للنار في غزة وانعكاساته المحتملة على الجنوب. وقيل انّ للزيارة أهدافاً بعيدة المدى تتخطّى ما يتم تداوله اليوم لجهة ما يسمّى "اليوم التالي" للحرب. وانّ لدى الجانب الألماني مشاريع اخرى تعني المرحلة اللاحقة التي تتجاوز ما هو مطروح على مستوى مجلس الأمن الدولي وجهود الخماسية العربية ـ الدولية من اجل لبنان ومسألة انتخاب الرئيس، لتطاول مستقبل المنطقة.
وأضافت التسريبات، انّ المسؤول الألماني تجنّب الحديث عن التطورات الآنية والتهديدات الاسرائيلية، مع اشارته الى انّه يعلم أنّ الخيارات الديبلوماسية ما زالت مفضّلة لدى جميع الاطراف، وانّ الضغوط الدولية ستحول دون توسع الحرب. ولكن في المقابل، على "حزب الله" ان يعزّز هذه الجهود بالتعاون المسبق مع اي مشروع لوقف الحرب في غزة، متجنّباً المطالب التعجيزية. ولذلك فقد حمل معه اقتراحات بمشاريع عدة يمكن البحث فيها لاحقاً، ومنها على سبيل المثال ما يمكن ان يكون عليه شكل العلاقات بين اسرائيل وجاراتها، وخصوصاً إن استؤنفت برامج التطبيع في المنطقة لتنحو عندها إلى سلام شامل يعزز الإعتقاد بضرورة التفكير ببناء مشاريع تعزز الثقة بين دول المنطقة واستنهاض اقتصاداتها بما فيها الدولة الفلسطينية المقبلة، ان توصل العالم الى الإقرار بـ "مشروع الدولتين" قبل ان تقول المانيا رأيها فيها.
وبناءً على ما تقدّم، خلصت المراجع الديبلوماسية الى استنتاج مفاده انّ هناك عملية "تسلّل المانية" تحت جنح الحراك الدولي الخاص بلبنان، في انتظار اللحظة التي تتكشف فيها خططهم لمستقبل المنطقة. فهم على اقتناع بقدرتهم على اللعب في منطقة "الجزاء الدولية"، وخصوصاً على مقربة من الشِباك الفرنسية والأميركية، فألمانيا على تواصل مع الدولتين وإسرائيل والمجموعة الخليجية والعربية، وعلى تنسيق تام في شأن عدد من القضايا الدولية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
جمعية مسافرون للسياحة تضع تصورا للتغلب على معوقات التشغيل التجريبي لمنطقة الأهرامات
قال الدكتور عاطف عبد اللطيف رئيس جمعية مسافرون للسياحة و السفر، إن تطوير منطقة الأهرامات شيء جيد يحسب للحكومة لتحسين التجربة السياحية أمام زوار الأهرامات، لكن طريقة التطبيق والتنظيم تحتاج إلى إعادة نظر لتخرج بالشكل المناسب وتحقق الهدف من عملية التطوير.
و أوضح عبد اللطيف، أنه لسنوات طويلة عانى زوار منطقة الأهرام من الزحام الذي يضرب المنطقة الأثرية، ما استدعى إطلاق مشروع لتطوير المنطقة بأكملها، بما في ذلك مسار جديد للزيارة، و إغلاق طريق مينا هاوس.
و أوضح أن، تطبيق المسار الجديد بهذا الشكل قد يعيق القدرة على تقديم تجربة سياحية متكاملة للزوار وقد يجعل هذا النظام كل منطقة أثرية مستقلة عن غيرها، ما يقلل من الترابط بينها، وهو جانب بالغ الأهمية في المواقع الأثرية المصرية.
و نوه إلى أن منع دخول الحفلات السياحية و الاعتماد على حفلات كهربائية محدودة لنقل السياح للزيارة يؤدي في أغلب الأحيان إلى توزيع المجموعة السياحية الواحدة على حافلات عدة، ما يصعب عملية الشرح والتوجيه واحتمال وجود مجموعات سياحية تتحدث لغات مختلفة في الحافلة نفسها، تحتاج إلى أكثر من مترجم كما ان الحفلات التي تقل السياح تحتاج إلى توفير مقاعد اكثر وعدم الوقوف بالحافلة حتي يستمتع السائح بمشاهدة بانوراما المنطقة و التقاط الصور التذكارية و كذلك للتغلب على طول مدة الزيارة نتيجة إلى الزحام قد تزيد عن ساعتين بدلا من المدة المحددة وهي ٤٥ دقيقة.
واقترح عبد اللطيف، عددا من الحلول لتسهيل زيارة منطقة الأهرام ومنها السماح الموقت بدخول حافلات المجموعات السياحية خلال فترة تجريبية لرصد المعوقات، وليس فقط الحافلات التي تحمل أكثر من 35 زائراً و إبقاء موقف الحافلات مفتوحاً أمام هرم منكاورع، مع استمرار خدمة نقل الزوار إلى هرم خوفو و افتتاح موقف جديد للحافلات في منطقة أبو الهول.
ودعا إلى توفير سيارات ليموزين كهربائية لنقل السائح الذي يستقل سيارة ليموزين تضم ٣ او ٥ افراد مع تحديد رسوم اعلى لمن يرغب استقلالها من قبل الشركة المشغلة.
ودعا إلى إعداد دورات تدريبية لأصحاب الخيول و الجمال على طريقة التعامل السائح و كذلك ضرورة تواجد أصحاب الخيول والجمال في منطقة البانوراما، وعدم اقتصار وجودهم على منطقة التريض لتمكين السياح من التقاط صور تذكارية مع الأهرام.
و أكد الدكتور عاطف عبد اللطيف على أهمية السماح لجميع الحافلات السياحية سواء الكبيرة أو الصغيرة بالدخول إلى المنطقة الأثرية للأهمية الكبيرة التي تتمتع بها الحافلات السياحية في توفير الخصوصية والراحة اللازمتين للسياح خلال الجولات على ان يتم سحب الحفلات السياحية تدريجيا و إحلال الباصات الكهربائية بشكل أكبر يستوعب عدد الزوار.