مرضى السرطان بغزة.. معاناة متواصلة بسبب الإجرام الصهيوني
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
الثورة /وكالات
ليست صورةً اعتيادية يمكن المرور عليها مرور الكرام، تلك التي بثها جنديٌ صهيونيٌ ساخرًا، من داخل مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني المخصص لمعالجة مرضى السرطان في غزة، بعد أن خط شعارات “الموت للعرب” على جدار المستشفى الذي تمّ تدميره في الشهر الأول من بداية العدوان وتحويله لمقرٍ عسكريٍ، ليترك العدوّ هؤلاء المرضى – لمصيرهم المحتوم – حيث باتوا عاجزين عن إيجاد مكانٍ يأويهم أو دواءٍ يشفيهم، بسبب استمرار العدوان لشهره التاسع تواليًا وعدم قدرة أيٍ منهم على المغادرة للخارج لتلقي العلاج اللازم، بعد إغلاق معبر رفح وتدميره، الأمر الذي يجعل حياتهم في خطرٍ شديد.
صورة الجندي التي توثق حجم الإجرام والسخرية والاستهتار الصهيوني، بحياة الفلسطينيين في غزة وخاصة مرضى السرطان، تثبت بما لا يدع مجالا للشك النية الصهيونية المبيتة مع سبق الإصرار والترصد على جريمة الإبادة الجماعية، وجعل القطاع مكانا غير قابلٍ للحياة حتى لتلك لفئات الأضعف والتي كانت تعاني وما زالت، أوضاعًا صحيةً مأساوية بسبب الحصار الظالم ومنعهم من السفر للخارج، وزادت أوضاعهم الصحية حدة وصعوبة بعد العدوان، وإلا كيف يمكن فهم استهداف هذا المستشفى المخصص لعلاج مرضى الأورام من الأيام الأولى للعدوان؟
ويكشف الدكتور محمد أبو ندى- المدير الطبي لمستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، جانبًا مرعبًا من معاناة مرضى السرطان في غزة وما يواجهونه من مخاطر جمّة بعد عدوان الاحتلال.
ويقول أبو ندى: إنّ مرضى السرطان والأورام ومرضى الدم في غزة عانوا بصورة مضاعفة أو حتى ثلاث أضعاف، ذلك أن هؤلاء المرضى يعانون من ويلات الحرب، وليس ذلك فقط، ولكن أيضًا من ويلات نقص العلاج، وعدم وجود مكان مخصص لعلاجهم.
وينوه إلى أنّ كثيرًا من الأدوية الكيماوية والتي كانوا يتناولونها قبل ذلك سواء الوريدي أو الفموي حاليًا غير متوفرة.
ويعبر عن حزنه وأسفه الشديد من أنّ الأدوية الداعمة والهرمونية غير متوفرة، بالإضافة لذلك أنّ هؤلاء المرضى ليس لهم مكان يلجأون إليه، ذلك أنّ مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني الذي يعتبر المستشفى الوحيد الذي يقوم برعاية هؤلاء هو حاليا غير موجود.
ويلفت إلى أنّ كثيرًا من الحالات التي يتم تشخيصها كحالاتٍ جديدةٍ، لا يوجد لها علاج، وهؤلاء بمعدل ??? مريض شهريًا يتمّ الكشف عن إصابتهم، ويؤكد أنه وطوال العدوان المتواصل على غزة هناك من ???? إلى ???? مريض بالسرطان في غزة منهم من وصلنا ومنهم من لم يصلنا.
ويؤكد أبو ندى أنّ من المشاكل التي يواجهونها مع هؤلاء المرضى نزوحهم في أماكن غير مناسبة.
وينوه إلى أنّ الأمر الآخر أنه ومنذ إغلاق معبر رفح لم يغادر أي مريض عدا بعض الأطفال الذين سافروا الأسبوع الماضي لتلقي علاجه الكيماوي والإشعاعي خارج قطاع غزة.
وأعلن مصدر طبي في مدينة العريش المصرية إجلاء 21 مريضا بالسرطان من غزة عبر معبر كرم أبو سالم لأول مرة منذ إغلاق المعبر في مايو عندما سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه.
ووفقا لمحمد زقوت المسؤول في وزارة الصحة في غزة، فقد تم إجلاء نحو 5 آلاف مريض منذ بدء الحرب، لكن 25 ألفا آخرين “ما زالوا بحاجة إلى العلاج في الخارج”.
وقال زقوت للصحافيين الخميس الماضي “من بين هؤلاء 10200 مريض سرطان بينهم نحو ألف طفل، و250 مريضا بحاجة إلى مغادرة غزة على الفور”.
ودقت الأمم المتحدة مرارا ناقوس الخطر بشأن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة الذي يعاني سكانها من المجاعة ويتعرض للقصف حيث تكافح المستشفيات القليلة المتبقية لتعمل بينما من الصعب بشكل متزايد الحصول على الغذاء وغيره من الضروريات.
ونتيجة لنقص الوقود، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الخميس الماضي أنه اضطر إلى وقف أكثر من ثلث أسطول سيارات الإسعاف التابعة له.
يذكر أنّ منظمة آكشن إيد الدولية، حذرت منذ مطلع العام الحالي من أنّ 10 آلاف مريض بالسرطان في قطاع غزة محرمون من الحصول على الأدوية والعلاج، في ظل استمرار القصف ونفاد الإمدادات الطبية، ووصول النظام الصحي إلى حافة الانهيار.
وأشارت المنظمة في بيانٍ صادرٍ عنها، إلى أن المستشفى الوحيد في غزة المتخصص في علاج مرضى السرطان، مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، توقف عن العمل منذ الأول من نوفمبر (تشرين الأول) الماضي بعد نفاد الوقود وتعرّضه لأضرار جسيمة بسبب الغارات الجوية.
صورة قاتمة من قبل العدوان
وتصف منظمة الصحة العالمية في تقرير صادر عنها في العام ????م، أوضاع مرضى السرطان في غزة بالقول: غالباً ما يضطر المرضى في غزة، بعد تشخيصهم بالسرطان، للانتظار شهوراً طويلة قبل أن يتمكنوا من الحصول على العلاج، أما الحصول على تصريح لتلقي الرعاية الصحية اللازمة خارج غزة، فهي عملية مُجهِدة ويصعب التنبؤ بها، إذ يقدم كثير من المرضى أكثر من طلب قبل أن يتمكنوا من الخروج، ومع ذلك، لا يحصل بعض المرضى أبداً على التصاريح اللازمة لتلقِّي الرعاية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وداعًا للجمال والشباب.. مأساة ملك جمال الأردن وأشهر النجوم وفاة بالسرطان
أثار خبر وفاة ملك جمال الأردن موجة من الحزن والأسى بين محبيه، وذلك بعد وفاته بسبب السرطان شابٌ وُصف بالجمال والأخلاق، لكنه لم يسلم من براثن المرض الخبيث الذي أنهى حياته وهو في ريعان شبابه. هذه الحادثة المؤلمة تعيد للأذهان ذكريات نجوم آخرين واجهوا المعركة ذاتها، وخسروا أرواحهم بعد صراع طويل مع المرض.
هند رستم: ملكة الإغراء التي هزمها السرطان
النجمة المصرية هند رستم، أيقونة الجمال والإغراء في السينما العربية، كانت من بين أبرز الشخصيات الفنية التي قضت بسبب السرطان. بعد مسيرة حافلة بالأعمال السينمائية التي خلدت اسمها، غادرت عالمنا عام 2011 بعد صراع مع المرض، تاركة وراءها إرثًا فنيًا لا يُنسى.
أحمد زكي، واحد من أعظم نجوم السينما المصرية، واجه المرض بشجاعة تُحسب له. على الرغم من صعوبة رحلته مع سرطان الرئة، ظل النجم الكبير يعمل حتى آخر أيامه ليُكمل تصوير فيلمه الأخير "حليم". وفاته في عام 2005 شكّلت صدمة كبرى لعشاقه، وما زال يُذكر كرمزٍ للتحدي والإصرار.
على الرغم من عدم وفاته بسبب السرطان، إلا أن العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ عانى من مرض البلهارسيا الذي أثّر بشكل كبير على كبده وأضعف صحته، ليكون مثالًا آخر للمعاناة التي يعيشها النجوم خلف الأضواء.
اشتهرت النجمة المصرية سعاد نصر بخفة ظلها وأدوارها الكوميدية المحبوبة. لكن خلف هذه الابتسامة، كانت هناك معاناة طويلة مع المرض الخبيث الذي انتهى بوفاتها عام 2007 أثناء إجرائها عملية جراحية.
مثلما رحل ملك جمال الأردن، فقد خسرت الساحة الفنية في الأردن الفنان محمد قنديل بسبب السرطان. قنديل كان يُلقب بـ"ريان رينولدز العربي" لجماله ووسامته، إلا أن مرضه لم يمنحه فرصة طويلة في الحياة.
الفنان الكوميدي
يوسف داوود كان آخرين من المشاهير الذين واجهوا السرطان، لكنه لم يتحدث كثيرًا عن مرضه. غادر عالمنا عام 2012 بعد مسيرة طويلة في إسعاد الجماهير، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الفن المصري.
دروس ملهمة من ألم النجوم
المرض الخبيث لا يفرق بين شاب وكبير، ولا نجم ومجهول. نجوم مثل ملك جمال الأردن وغيرهم يعلّموننا أن التحدي الحقيقي هو في مواجهة المصاعب بكرامة وشجاعة. رغم ألم المرض، اختار هؤلاء النجوم أن يكونوا مصدر إلهام لمحبيهم، مقدمين مثالًا في الصبر والإرادة.
فإن وفاة ملك جمال الأردن هي تذكير قاسٍ بقسوة السرطان، المرض الذي لا يعرف حدودًا ولا جنسية. لكنه أيضًا مناسبة للتفكر في أهمية الأمل والدعم النفسي للمصابين بهذا المرض، والتأكيد على دور الأبحاث الطبية في إيجاد علاج فعّال له. رحل هؤلاء النجوم، لكنهم سيظلون دائمًا في قلوب محبيهم وأعمالهم ستبقى شاهدة على بصمتهم في حياتنا.
يوسف داود عبد الحليم حافظ هند رستم احمد ذكي سعاد نصرريان رينولدز العربي: محمد قنديل الأردني وقصة مؤلمة