أيًا تكن الأسباب التي قدّمتها القوات الأمريكية لتسويغ انسحاب حاملة طائراتها «ايزنهاور» من البحر الأحمر، فالنتيجة واحدة. وهي عجز في التصدي للعمليات اليمنية، وفشل في حماية الملاحة الإسرائيلية. ومهما تكن خصائص المجموعة الهجومية البديلة لحاملة الطائرات «يو إس إس ثيودور»، فلن تشكّل فارقًا أو تغيرًا من الواقع في شيء، فاليمن بإمكاناته البسيطة وإنجازاته المتراكمة يتغلّب على أكبر تحالفين بحريين «حارس الازدهار» بقيادة الولايات المتحدة والقوّة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي «أسبيدس» في مهمتهما المشتركة والمعلنة.


من خلال تقييم معطيات ومسار المعركة البحرية، انسحاب «ايزنهاور» تزامن مع تصعيد اليمن لعملياته البحرية، وبشكل مختلف عن المراحل السابقة لناحية الفاعلية والتأثير وإدخال أسلحة جديدة، مثل الزوارق المتفجرة والصاروخ الباليستي «حاطم 2» الفرط صوتي، ومع ذلك جرى سحب الحاملة الأمريكية حتّى قبل وصول البديل عنها إلى ساحة الاشتباك المشتعلة.
«معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» لفت، في تقرير له، إلى هذه المسألة. ورأى أنّ غياب المدمرات الأمريكية عن البحر الأحمر، من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، إشارة مثيرة للقلق، والمعني هنا شركات الملاحة التجارية وشركاء البيت الأبيض من الدول الداعمة لاستمرارية حرب الإبادة في غزّة.
وبعد انسحابها من المنطقة، أقر طاقم المدمرة الأمريكية «يو اس اس كارني»، كما سابقوه، بالقدرات الصاروخية اليمنية المتطورة، والتي شكّلت تهديدًا حقيقيًا للتواجد الأمريكي. وقال قائد المدمرة جيريمي روبرتسون، في مقابلة مع شبكة «سي بي إس نيوز» الأمريكية، إنّ ما رأوه من قدرات يمنية لم يكن متوقعًا, وأضاف أنّ أولى عملياتهم كانت دفاعًا عن «إسرائيل» من خلال التصدي لعشرات المسيّرات وصواريخ كروز التي أطلقت من اليمن باتّجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتابع أن أكثر ما كان يقلق القوات الأمريكية هي الصواريخ الباليستية الفرط صوتية، والتي شكّلت ميدان الاختبار الحقيقي الأول للبحرية الأمريكية ضدّ هذا النوع من الأسلحة لسرعتها الكبيرة.
ووفقًا للعديد من ضباط البحرية الأمريكية؛ فإنّ الردود على العمليات اليمنية كانت تقتصر على تتبع الأهداف ومواجهتها، والتي جاءت ضمن نطاق المدمرات المحدود. وعن الخسائر الباهظة، فالبحرية الأمريكية كانت تعترض طائرة مسيّرة بقيمة ألف دولار بصاروخ يتجاوز قيمته مليون دولار.
وعلى مسافة أسبوع من دخول العدوان الإسرائيلي على غزّة شهره العاشر واقتراب العمليات اليمنية المساندة لغزّة من دخول شهرها الثامن، ما يزال ميناء «إيلات» مغلقًا وطريق الشحن المؤدّي إليه غير سالك. الأمر الذي دفع المدير التنفيذي للميناء للمطالبة أمام «الكنيست» بأن يضع الكيان يده في جيبه ليقدم مساعدات مالية لعمال الميناء.
من الميناء؛ لم يعد يُنظر إسرائيليًا لحجم الخسائر الناجمة عن توقف الأنشطة التجارية فيه، وجني صفر من الإيرادات طيلة الأشهر الماضية. فالمشكلة وصلت إلى عجز الميناء عن سداد مرتبات نحو 200 موظف، ليجري الحديث عن استيعاب ميناء «أشدود» لثلثي العمال والمطالبة بتقديم مالية العدوّ قرضا بقيمة 30 مليون شيكل لدفع المستحقات المالية.
احتدام المعارك البحرية، يزيد من المأزق الصهيوني وينهي حقبة من الغطرسة الأمريكية، ويبشّر بميلاد قوة صاعدة ممثلة باليمن ومحور الجهاد والمقاومة لتغيير المعادلات الإقليمية وفرض التوازنات العسكرية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

رحيل الفنان عادل الفار بعد صراع مع المرض

متابعة بتجــرد: توفي فجر اليوم الجمعة الفنان المصري عادل الفار عن عمر يناهز 62 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، تاركاً خلفه إرثاً فنياً متنوعاً ومميزاً امتد لعقود. عادل الفار، الذي وُلد في 20 ديسمبر 1961، بدأ مسيرته الفنية في الثمانينيات كمونولوجست، قبل أن ينتقل إلى التمثيل في التلفزيون والسينما، حيث قدّم أعمالاً لا تُنسى.

مسيرة فنية حافلة

شارك الفار في العديد من الأفلام والمسلسلات التي تركت بصمة في قلوب الجماهير، من أبرزها أفلام “هيستيريا” (1998)، “شجيع السيما” (2000)، و**”زكية زكريا في البرلمان” (2001)، بالإضافة إلى مسلسلات شهيرة مثل “الكومي” (2001) و”صاحب السعادة” (2014)**. كما ظهر في مسلسل “الفتوة” إلى جانب الفنان ياسر جلال.

أغنيات مميزة وإسهامات فنية

عرف الجمهور عادل الفار أيضاً من خلال أغانيه الكوميدية التي أثرت في الساحة الفنية، مثل “مين سرق العمود”، “الواد الفلفل”، و**”لولو”**، والتي أضافت إلى شعبيته كمونولوجست فريد من نوعه.

مأساة شخصية

عانى الفنان الراحل من أزمة نفسية شديدة بعد وفاة نجله شادي عام 2022، وهي مأساة أثّرت بشكل كبير على حالته الصحية والنفسية. وكان شادي قد توفي فجأة عن عمر يناهز الثلاثين إثر أزمة صحية مفاجئة.

برحيل عادل الفار، تفقد الساحة الفنية المصرية أحد أعمدتها الذين تركوا بصمة فنية وإنسانية لا تُنسى. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

main 2024-11-22Bitajarod

مقالات مشابهة

  • قائد القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر يكشف تفاصيل هجمات “جو-جو” لطائرات الحوثي المسيرة
  • عام سقوط الردع الأمريكي.. هكذا خلقت العمليات البحرية اليمنية فجوة استراتيجية في أمن “إسرائيل”
  • مصرع فتاة في اشتعال أنبوبة غاز بوتجاز فى الغربية
  • كاتب صحفي: السفارة الأمريكية في لندن الأكثر تأمينا ببريطانيا
  • رحيل الفنان عادل الفار بعد صراع مع المرض
  • السفير الضحاك: يجب إنهاء مفاعيل “ورقة المبادئ والمعايير الناظمة لعمل الأمم المتحدة في سورية” بالغة العدائية والتي تتناقض مع المبادئ الإنسانية الأساسية وتحرم الفئات الأكثر احتياجاً من الحق في ظروف معيشية مناسبة
  • ‏حزب الله يعلن شن هجوم بسرب من المسيرات على قاعدة حيفا البحرية والتي تبعد 35 كم عن شمال مدينة حيفا
  • الجاز ادلق عليه.. التحقيق في إصابة عامل بحروق عقب إصلاح جرار زراعي بالوراق
  • منع ثلاثة قرارات كانت ستوقف نقل بعض الأسلحة الأمريكية لإسرائيل.. التفاصيل
  • التحقيقات تكشف عدم وجود شبهة جنائية حول إصابة عامل بحروق بالوراق