اغتيال قيادي بارز في حزب الله.. قاسم :ردَّنا ومقاومتنا لن يكونا ضمن سقف وقواعد
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
سجل امس تطور في الجنوب أشعل احتداماً ميدانياً واسعاً حيث استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة على طريق الحوش شرق مدينة صور بعد الظهر، وكان على متنها شخصان نقلتهما سيارات الإسعاف إلى المستشفى، قبل أن يُعلن مقتلهما، أحدهما هو قائد "وحدة عزيز" في "حزب الله" محمد نعمة ناصر وهو ثاني قيادي كبير يُقتل بعد قائد"وحدة النصر".
وكتبت" الاخبار": في خطوة تُعدّ تصعيداً نوعياً، وبعد محاولات اغتيال فاشلة عدة خلال الأشهر القليلة الماضية، نجح العدو في الوصول إلى القائد الجهادي في المقاومة محمد نعمة ناصر «أبو نعمة» الذي استهدفته صواريخ أطلقتها طائرات إسرائيلية على سيارة كانت تقلّه في منطقة الحوش في صور، ما أدى إلى استشهاده ومرافقه الشهيد محمد خشاب.الخسارة الكبيرة التي أصابت الجسم الجهادي في حزب الله باستشهاد «أبو نعمة»، تطرح أسئلة حول خلفية قرار استهدافه الذي لا بد أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وافق عليه، إذ إن الاغتيال رغم ارتباطه بعناصر المعركة القائمة، يعكس قراراً من جانب العدو، على صلة بما هو مطروح من خيارات على الطاولة، ربطاً بما يطلق عليه المرحلة الجديدة من العمل العسكري للعدو في غزة وانعكاس ذلك على الجبهة مع لبنان.
غير أن أهمية الحدث لا تنفي إمكان إدراجه في سياق المعركة القائمة، إذ إن عملية كهذه يستغرق التحضير لها وقتاً غير قصير، والكثير من عمليات الرصد والتعقّب، وسبقتها محاولات فاشلة لاستهداف «أبو نعمة». أضف إلى ذلك أن الشهيد قائد ميداني على رأس وحدة «عزيز» التي تتولى قيادة جانب رئيسي من الجبهة من غرب القطاع الأوسط حتى رأس الناقورة، وهو أوجع العدو في أكثر من مواجهة وأكثر من موقع في سياق المعركة القائمة، إلى جانب «تصفية حساب قديم» للعدو معه لمشاركته في مئات العمليات التي استهدفت العدو وعملاءه قبل التحرير في عام 2000 وبعده، إلى جانب دوره الكبير في حرب 2006.
الواضح أيضاً أن رسالة العدو الأهم هي أنه قرّر المضي في برنامج الاغتيالات، وأنه يقول للمقاومة بأنه مستعد لتحمّل نتيجة أفعاله، مراهناً في الوقت نفسه على أن رد المقاومة على الاغتيال لن يكون بطريقة تدفع الأمور نحو حرب مفتوحة.
وبمعزل عن كيفية تعامل المقاومة مع الحدث الكبير، ونوعية الرد المتوقّع على عملية الاغتيال، وهو ما سيظهر في الساعات المقبلة. يسعى العدو أيضاً إلى استثمار العملية في السياق السياسي المتصل بالبحث حول ما يُسمى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة.
وكان نائب الامبن العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أكّد لوكالة «اسوشيتد برس» أنَّ «الطريق الوحيد المؤكد لوقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية هو وقف إطلاق النار الكامل في غزة»، مبقياً على حالة الغموض حول طريقة تصرف حزب الله مع المرحلة المقبلة.
وردّ قاسم ضمناً على أسئلة الأميركيين والغربيين بالقول: «إذا كان ما يحدث في غزة مزيجاً بين وقف إطلاق النار وعدم وقف إطلاق النار، والحرب وعدم الحرب، فلا يمكننا الإجابة كيف سيكون رد فعلنا الآن، لأننا لا نعرف شكله ونتائجه وآثاره». ونبه قاسم من أنه «حتى لو كانت إسرائيل تنوي شن عملية محدودة في لبنان لا ترقى إلى حرب شاملة، فلا يجب أن تتوقع أن يبقى القتال محدوداً. يمكن للعدو أن يقرر ما يريد: حرباً محدودة، حرباً شاملة، حرباً جزئية، لكن عليه أن يتوقع أنَّ ردَّنا ومقاومتنا لن يكونا ضمن سقف وقواعد اشتباك يحددها هو».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إطلاق النار حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل يُمدد وقف إطلاق النار في لبنان؟
تحدثت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عن جهود إسرائيلية وأمريكية لتمديد وقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني، لتجنب الانسحاب المبكر أو العودة إلى وضع الحرب الشاملة في الجبهة الشمالية.
وقالت "جيروزاليم بوست" في تقرير، إن المفاوضات تجري في ظل مزيج من الاتجاهات الإيجابية والسلبية تجاه وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن السيناريو الأفضل هو محاولة الحفاظ على الاتجاهات الإيجابية والبناء عليها مع إعطاء المزيد من الوقت لمواجهة الاتجاهات السلبية.هل ينتخب قائد الجيش اللبناني رئيساً للبلاد؟https://t.co/e31zeBx119
— 24.ae (@20fourMedia) January 6, 2025بقاء الجيش الإسرائيلي
وذكرت الصحيفة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، عقد بعد ظهر أمس الأحد، اجتماعاً أمنياً لمناقشة وقف إطلاق النار، وصرح مسؤول إسرائيلي للصحيفة، بأنه ما لم تكن هناك مفاجأة كبيرة، فلن يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار بالكامل خلال وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، مما يعني أن إسرائيل ستضطر إلى البقاء لفترة أطول، مؤكداً أن تلك الرسالة تم نقلها إلى إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن.
زيارة هوكشتاين
وأشارت الصحيفة إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص، عاموس هوكشتاين، وصل اليوم إلى لبنان بهدف محاولة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار. وقال أحد مستشاريه في تصريح لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الاجتماع يأتي في إطار رئاسته لأول اجتماع كامل للآلية الموضوعة لمراقبة والتحقق من التزامات وقف إطلاق النار.
وأضاف المستشار أن هوكشتاين من المقرر أن يلتقي بمسؤولين في الحكومة اللبنانية لمناقشة تنفيذ وقف إطلاق النار، ويرافق هوكشتاين اللواء غاسبر جيفيرز من القيادة المركزية الأمريكية.
ووفقاً للصحيفة، على الرغم من أن الـ60 يوماً ستنتهي في 26 يناير (كانون الثاني)، بعد ستة أيام من تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الرئاسة، فإن مسؤولي إدارة بايدن يحاولون حل المشاكل ومنع انهيار وقف إطلاق النار على مدى الأسبوعين المقبلين، مشيرة إلى أن أحد الخيارات التي كشفتها بعض المصادر، هو محاولة تمديد الهدنة ربما لمدة 30 يوماً أخرى.
إسرائيل تعتزم الانسحاب من "الناقورة" وتسليمها للجيش اللبنانيhttps://t.co/K5h4TRfZaC
— 24.ae (@20fourMedia) January 5, 2025التزام الجيش اللبناني
وتقول الصحيفة، أنه حتى الآن، انسحبت القوات الإسرائيلية من الخيام وعدة مناطق أخرى في عمق جنوب لبنان مع توقعات بانسحابها قريباً من الناقورة وغيرها من المناطق التي تم تطهيرها في الغالب من أسلحة حزب الله، مشيرة إلى أن الجيش اللبناني اتخذ مواقع في العديد من هذه المناطق، على ما يبدو للاستعداد لمنع حزب الله من العودة إلى جنوب لبنان، كما هو مطلوب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من ذلك، تقول الصحيفة، إن الجيش اللبناني فشل في الانتشار، كما تشير المؤشرات إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تدعم بقاء الجيش الإسرائيلي في مثل هذه المناطق على الأقل لبعض الوقت، في لوقت نفى فيه الجيش اللبناني بأنه يقصر في الوفاء بالتزاماته.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يرغب في المغادرة بعد 60 يوماً نظراً إلى نية أن حزب الله هي العودة على الفور إلى الحدود، مشيرة إلى تحذيرات وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس يوم الأحد الماضي، من عواقب وخيمة حال عدم انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.