الوطن:
2024-11-25@19:09:44 GMT

يا وزير الثقافة.. «نحتاج أداءً عكاشيًا»

تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT

يا وزير الثقافة.. «نحتاج أداءً عكاشيًا»

لعبت الثقافة المصرية دورًا تاريخيًا مهمًا في تشكيل الحضارة الإنسانية، بتأثيرها في شتى مجالات الحياة، من العلوم والفنون إلى الأدب والفلسفة، فضلا عن الحفاظ على الهوية، والتصدي لكل الأبواق الشيطانية، التي حاولت المساس بقوتنا الناعمة، كونها صاحبة إحدى أقدم وأعرق الحضارات في التاريخ، إذ تركت إرثا ثقافيا غنيا ومتنوعا، أثّر على مختلف بقاع العالم، حيث برزت في مجالات شتى، مثل: العمارة، الكتابة، العلوم، الفلك، الطب، الفنون، والأدب.

وتشهد الثقافة المصرية حراكا كبيرا خلال العقد الأخير، في ظل التطور التكنولوجي الهائل، فضلا عن إيمان الجميع بأهمية «الفنون» كقوة هائلة تستطيع مواجهة المخاطر التي تحيط بنا، فضلا عن قدرتها على مجابهة البغاء والغباء والشائعات المغرضة، وهو ما نأمل استمراره خلال وزارة الدكتور أحمد هنو.  

ولا شك أن فترتي تولي الدكتور ثروت عكاشة حقيبة وزارة الثقافة، سواءً في الأولى «1958 - 1962»، أو في عودته كنائبٍ لرئيس الوزراء ووزيرا للثقافة في عامي «1966 - 1970»، من أهم الفترات في تاريخ الوزارة، إذ شهدت نهضة ثقافية وفنية هائلة، اتسمت بإنجازات استثنائية، وضعت معالم جديدة على خريطة الثقافة المصرية.

تميزت وزارة «عكاشة» بعدم الإقصاء، فضلا عن اهتمامه المدهش بكل القطاعات، إذ لم يجامل قطاعا على آخر، بل عمل بدأب وإخلاص في كل المجالات، حيث حرص على إنشاء العديد من المؤسسات الثقافية المهمة، مثل مجمع الفنون، ودار الأوبرا المصرية، والمسرح القومي، والمجلس الأعلى للفنون والآداب، وغيرها.

«عكاشة» بحسب سيرته الذاتية المهمة، أعطى اهتماما خاصا بدعم المبدعين في مختلف المجالات، من خلال توفير المنصات المناسبة لعرض أعمالهم، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، فضلا عن نشر الوعي الثقافي بين جميع فئات الشعب المصري، من خلال إقامة العديد من الفعاليات الثقافية، وتشجيع القراءة، ونشر الكتب، وإنشاء المكتبات في مختلف أنحاء البلاد.

أدرك الدكتور ثروت عكاشة، كما ذكر الباحث النابه محمد سيد ريان في كتابه البديع «السياسة الثقافية في عهد ثروت عكاشة»، أهمية الحفاظ على التراث الثقافي المصري، فبذل جهودا كبيرة في ترميم المواقع الأثرية، وإنشاء المتاحف، وحماية الآثار من التلف.

وتضمَّنت سياسته المستنيرة، العديد من المبادرات الرائدة، شملت إنقاذ آثار النوبة، إنشاء شبكة من قصور الثقافة في جميع أنحاء الجمهورية، تأسيس الفرقة القومية للفنون الشعبية وفرقة الموسيقى العربية، ابتكار نظام تفرغ الأدباء والفنانين، بناء دار الكتب والوثائق القومية الجديدة، إحياء احتفالات الألفية للقاهرة، دعم وإنشاء أول معرض دولي للكتاب في مصر، وضع الأسس الأولى لأكاديمية الفنون، وغيرها من المؤسسات الثقافية المهمة، التي ما زالت تلعب دورًا حيويًا حتى يومنا هذا.

إنّ هذه السياسة الثقافية الشاملة لم تكن مجرد مجموعة من المشاريع المنفصلة، بل كانت رؤية ثاقبة لمستقبل مصر الثقافي، حيث أدرك «عكاشة»، أهمية الثقافة في بناء هوية الأمة، وتعزيز وحدتها الوطنية، وسعى من خلال سياسته، إلى نشر الوعي الثقافي والفكري بين جميع فئات الشعب المصري.

ترك «عكاشة» بصمة خالدة في تاريخ الثقافة المصرية، حيث لا تزال المؤسسات التي أسسها تُساهم بشكل كبير في إثراء الحياة الثقافية في مصر، وتُشكل منارات للإبداع والابتكار، لذا نحتاج أداءً عكاشيًا يا دكتور «هنو».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزارة الثقافة وزير الثقافة الجديد الدكتور أحمد هنو التغيير الحكومي الحكومة الجديدة بناء الإنسان الثقافة المصریة فضلا عن

إقرأ أيضاً:

«الأمن الثقافي ومكتسبات أكتوبر».. أولى جلسات مؤتمر الأدباء بجامعة المنيا

شهدت جامعة المنيا، صباح اليوم الاثنين، أولى الجلسات البحثية للمؤتمر العام لأدباء مصر في دورته السادسة والثلاثين، دورة الكاتب الكبير جمال الغيطاني، والمنعقدة تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، وتنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت عنوان «أدب الانتصار والأمن الثقافي.. خمسون عاما من العبور»، ويعقد برئاسة الفنان الدكتور أحمد نوار، والأمين العام للمؤتمر الشاعر ياسر خليل.

الأمن الثقافي حجر الزاوية في الأمن القومي

وأقيمت الجلسة بعنوان «الأمن الثقافي ومكتسبات أكتوبر»، وأدارها الدكتور عصام خلف، واستهلت بمناقشة بحث بعنوان «الأمن الثقافي بين الوطنية والوطنية الافتراضية» للباحثة دعاء شديد، أوضحت خلاله أن البحث يسلط الضوء على أهمية الوعي للحفاظ على هوية المجتمعات، موضحة أن الأمن الثقافي هو حجر الزاوية في الأمن القومي من أجل تماسك المجتمعات واستمراريتها مع ضرورة التأكيد على هويتها المميزة.

وأضافت أن أخطر شيء على الوعي الاجتماعي هو العالم الافتراضي، الذي جعلنا في عزلة، حيث غاب التواصل الحقيقي بين الجميع، وصار هناك تشوية لكل من الأمثال والعادات والثقافة والفنون.

وأشارت إلى أنه رغم وجود بعض الوعي، لكن هناك قصور في البيوت في حماية أبنائنا، فنحن في حاجة شديدة للأمن الثقافي، والأمر ليس مقتصرا على المدن بل حتى الأرياف فقدت جزءا كبيرا من هويتها، ولعل من أخطر الأشياء في هذا الشأن ما يسمى بالبصمة البحثية والبصمة الروحية.

واختتمت حديثها بالإشارة إلى أنها تقدمت بفكرة مشروع تكاملي بين المؤسسات، تبدأ من المؤسسات التي تهتم بالطفل ومن ورائها كل المؤسسات، بحيث نستطيع أن نحقق النجاح ونحتفظ في الوقت نفسه بهويتنا.

مكتسبات حرب أكتوبر

كما شهدت الجلسة مناقشة بحث بعنوان «الأمن الثقافي ومكتسبات حرب أكتوبر 1973»، أوضح خلالها الكاتب محمد سيد ريان أن الأمن الثقافي استراتيجية ثقافية مهمة يجب التركيز عليها من أجل تحقيق القوة الحضارية لمصرنا الحبيبة، موضحا أن مفهوم الأمن الثقافي من المفاهيم التي نشأت عالميا في أوائل السبعينيات من القرن العشرين، وقد انتشر عربيا مصاحبا لمصطلحات في حقول ومجالات أخرى مثل الأمن الاقتصادي والأمن الغذائي والأمن الاجتماعي والأمن السياسي.

وأضاف أن علاقة الثقافة بحرب أكتوبر 1973، جاءت من خلال دور المثقفين في الحرب وما بعدها، كما نرى في مقالات نجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم ونزار قباني.

دور المثقفين بعد هزيمة 1967

وأشار أن دور المثقفين بدأ بعد هزيمة 1967 وذلك بحرص كثير من المثقفين والفنانين على زيارة الجنود على الجبهة، وتقريبا زار الجبهة حوالي 300 مثقف، كذلك ما قام به الفنانون مثل أم كلثوم في دعم الوطن.

وفي ختام حديثه أوصى «ريان» من خلال مؤتمر أدباء مصر، أن تدشن وزارة الثقافة موقعا إلكترونيا بحيث يصبح منصة عليها كل المعلومات والمواد المتعلقة بالحرب، فنحن بحاجة لمشروع قومي يوجه لجماهير السوشيال ميديا.

مقالات مشابهة

  • افتتاح الأسبوع الثقافي الرابع ضمن المبادرة الرئاسية "بداية جديدة" بكفرالشيخ
  • افتتاح فعاليات الأسبوع الثقافي الرابع بكفر الشيخ ضمن مبادرة «بداية»
  • محافظ كفر الشيخ: افتتاح فعاليات الأسبوع الثقافي الرابع
  • «الأمن الثقافي ومكتسبات أكتوبر».. أولى جلسات مؤتمر الأدباء بجامعة المنيا
  • مؤتمر أدباء مصر يناقش "الأمن الثقافي ومكتسبات أكتوبر" في جلسة بحثية
  • مؤتمر الأدباء.. "الأمن الثقافي ومكتسبات أكتوبر" في أولى الجلسات بالمنيا
  • بحضور ثلاثة وزراء.. إعلان المنيا عاصمة للثقافة المصرية 2025 خلال افتتاح مؤتمر أدباء مصر
  • بعد انطلاق الدورة 36 للمؤتمر العام لأدباء مصر.. "هنو": المنيا عاصمة الثقافة المصرية خلال عام 2025
  • وزير الثقافة يعلن المنيا «عاصمة للثقافة المصرية لعام 2025»
  • البحوث الإسلامية يكرِّم ٥٠ فائزًا في المسابقة الثقافية للحج والعمرة لعام 1445هـ