الكل تابع التعديل الوزاري، بشغف وترقب كبير، والبعض كان يحضر دفاتر الصور القديمة، إذ ربما صادف أن يجد صورة له مع أحد الوزراء الجدد، ومن ثم ينشرها على منصات التواصل، مصحوبة بمليارات التبريكات والتهاني، والإشادات باختياره، وأنا أتحدى أحد من هؤلاء أن يكون يعرف سيرة أو مسيرة الشخصية، سوى أنه صادفه في مشهد من المشاهد فالتقط صورة معه، باعتباره مسؤل من المسؤولين.

تحلة اليمين

وبعد أن انتهى التشكيل الوزاري، وأقسم الوزراء، ولعلنا بعد عدة أشهر سنحتاج لفتوى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف الجديد، عن تحلة هذه اليمين، ـ ما علينا ـ، ما الفائدة من ترقب الشخصيات والوزراء، وما العائد النافع من هذه العجلة لمعرفة أسمائهم، لن أسأل السؤال المعهود، ماذا نريد منهم، فكلنا يعلم وهم على رأس العالمين يعلمون ماذا نريد، ونحن نعلم أنهم يعلمون أننا نعلم أنهم يعلمون ماذا نريد!!.

هذا المقال حذفته وعدلته عشرات المرات قبل أن أطل به عليكم، ولكن حقيقي ما الدور الذي يمكن أن يؤديه وزير في حكومة الدكتور مدبولي الثانية، هل كانت أزمتنا الماضية خلال تلك السنوات أزمة أشخاص؟.

هل هناك من يملك العصا السحرية لحل أزمات وزارته، ورفع المعاناة عن المصريين في ما يخص وزارته ومجال عمله، وهل هناك من لديه الحلم على تغيير الواقع، وزحزحة الماء الراكد، وكل هذه الاكليشيهات الإعلامية هل هناك من يستطيع فعل ذلك، والأهم هل لا زال الشعب المصري يثق في وزارء وحكومات ويضع عليها آمالا وأطروحات.

لو كنت وزيرا والحمد لله أني لست من هؤلاء لما نمت ليلي وما ارتحت في نهاري، فصاحب هذا المنصب دائما هو تحت المطرقة، ولا ينام إلا على السندان، فتركة الفساد كبيرة جدا، ليس لعظيم أعداد الفاسدين، ولكن لتأصل الفساد في العقول، حتى أصبح روتينا عاديا، آلفناه واعتدناه، ومن يحاول أن يقف ضد هذا الفساد، فهو سيكون أول الفاسدين في أعين السابقين.

أنا لا أملك حلولا، ولا أعرف إجابات، ولكن ما أعرفه أنها ضاقت، ولم تضق عليا وحدنا، إنما هؤلاء الذين ظنوا أنهم نجوا في سعة المال أو السلطة خرجوا من فسيح الضيق، إلا ضيق الفساحة تلك، و...

 

لهنا سأنهي هذا المقال، لإني تذكرت حديثي مع أحد أصدقائي ذات يوم، اقترح علي موضوعا صحفيا نتشارك فيه فأجبته باختصار واقتضاب شديد "عايز أربي الولا"، فاسمحوا لي أن أنتهي هنا حتى "أربي الولا".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التعديل الوزاري حكومة مدبولي مصر

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. لماذا نريد رضا الله؟.. الدكتور علي جمعة يجيب

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، أن الحياة الدنيا هي دار ابتلاء وامتحان، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل والاختيار والقدرة على الفعل أو الترك، كما بيّن له طريق الهداية من خلال الوحي الإلهي المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم: الدنيا دار ابتلاء، والابتلاء معناه الامتحان والاختبار، والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل، وأعطاه أيضًا الاختيار، وأعطاه القدرة، إذن، فهناك لديه ثلاثة: عقل، واختيار، وقدرة على أن يفعل أو لا يفعل، وهديناه النجدين، قدرة على أداء التكاليف، ثم أعطاه أيضًا البرنامج في سورة الوحي، الذي ختمه بالكتاب، وبتفسير ذلك الكتاب من السنة النبوية المشرفة: "وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى".

وتابع: "فرسول الله ﷺ معه وحي متلو، وهو القرآن، ووحي مفسر لهذا المتلو، وهو السنة: خذوا عني مناسككم، صلوا كما رأيتموني أصلي، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، برنامج متكامل، واضح، جلي، بين، وأسهل من شربة ماء في يوم حر، عقل، واختيار، وطاعة، وقدرة، وأيضًا أعطانا البرنامج: افعل ولا تفعل، وهو حقيقة التكليف، عندما يتبع الإنسان هذا البرنامج، يفهم كل يوم أن الله قد أنقذه في هذه الحياة الدنيا من قوانين وضعها سبحانه وتعالى".

وأضاف: "أيضًا، يقول له: قم صلِّ الفجر، فيقوم، سواء كان بدويًا في الصحراء، أو في الريف، أو حضريًا في المدينة، فيصلي الفجر، عندما يقوم الإنسان من النوم قد يكون ذلك ضد راحته أو رغبته، أو ربما لديه شهوة أن ينام، لكنه يخالف ذلك، ومن هنا سُمي هذا التصرف مشقة، الطبع يقول عنها إنها مشقة، لكنه يؤديها امتثالًا لله، ثم، لا يجد شيئًا يدفيء به الماء، والدنيا شتاء فيتوضأ، وعندما يطس وجهه بالماء البارد، وهو لِتَوِّهِ قد استيقظ، يشعر بالثقل، فيقال: الوضوء على المكاره، أي الأمور التي لو خُيِّر الإنسان، لما اختارها، فقد أعطاني الله العقل والاختيار، ولو كنت مخيرًا، لبحثت عن وسيلة لتدفئة الماء قبل أن أتوضأ".

وأردف: "انظر إلى نعم الله، نحن الآن نعيش في ترف زائد، فمن لديه سخان ماء، يستطيع تسخين الماء، وبدل أن يطس وجهه بالماء البارد، يستخدم الماء الدافئ، فيشعر بالانتعاش، وهذا جائز، وليس فيه مشكلة، فالدين لم يُلزمك بالوضوء بالماء البارد، لكن غالبية البشر ليس لديهم سخان، لذا علينا أن ننتبه لنعم الله التي اعتدناها حتى نسيناها، لقد اعتدنا نعمة البصر، ونسينا أن مجرد القدرة على الرؤية نعمة عظيمة، ولو حُرِمنا منها، لشعرنا بقيمتها، وهكذا، الوضوء على المكاره مشقة، لكنه في النهاية امتثال، وبعد الوضوء، أذهب لأصلي، لأن أبي علمني ذلك، ولأنني أعلم أن الصلاة ترضي الله، وأن تأخيرها أو التهاون فيها لا يرضي الله، وأنا أريد رضا الله".

وتابع: "لماذا أريد رضا الله؟ لأن هناك تجربة بيني وبينه، كلما دعوته، استجاب لي، وأحيانًا أدعوه فلا يستجيب، فأشعر بالخوف، وأتساءل: هل هو غاضب مني؟ ثم أجد أنه لا يغضب، ولكنه يختبرني، يمتحنني، يريد أن يرى: هل أصبر وأقول كما قال سيدنا يعقوب: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، أم أنهار؟، هو لا يريدني أن أنهار، بل يريدني أن أصبر، وفي مقابل هذا الصبر، سيمنحني أجرًا عظيمًا يوم القيامة، أضعاف ما دعوت به، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، إذن، هذه هي الحياة الدنيا: دار ابتلاء، دار اختبار، دار يقول لي فيها: "اعبد الله، عمّر الأرض، زكِّ النفس، نفّذ هذه التكاليف".

وأضاف: "إذا قلت: لا أستطيع، سيقول لي: ماذا تعني بعدم استطاعتك؟ إذا قلت: الطبيب منعني من الوضوء بالماء، سيقول لي: طاوع الطبيب، وتيمم بضربة على الحجر، وامسح بها وجهك ويديك، ثم صلِّ، الأمر بهذه السهولة! إذا ضاقت، تسعَّت، فقد جعل لنا الله يسرًا: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا.

مقالات مشابهة

  • قالها عايز اتصور معاكى.. ضبط بائع تحرش بفتاة أجنبية بقصر النيل
  • دعاء آخر ساعة من الجمعة الثانية في رمضان.. يفتح لك أبواب الرزق
  • لو عايز تقدم شكوى لـ«النيابة الإدارية» عبر الهاتف.. اعرف الخطوات
  • محمد رمضان يحذّر من استغلال برنامجه للاحتيال على الجمهور!
  • د.محمد عسكر يكتب: أخطاء الذكاء الإصطناعي في آيات القرآن الكريم: الأسباب والتحديات
  • بالفيديو.. لماذا نريد رضا الله؟.. الدكتور علي جمعة يجيب
  • عايز أحج.. مدفع رمضان يحقق حلم محمد محمود من الإسكندرية
  • كمونة: حسام حسن يسير على خطى الجوهري ولكن بأسلوب عصري
  • مكافحة الفساد تتسلم إقراري وكيلي وزارتي الصحة والتربية
  • مدبولي يكشف موعد إطلاق المرحلة الثانية من حياة كريمة