التمترس خلف الجيش، الدواعي والمآلات!؟
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
التمترس خلف الجيش، الدواعي والمآلات!؟
محمد القاضي
يهدف هذا المقال إلى تقديم مساهمة نقدية، لحالة التمترس خلف القوات المسلحة السودانية، في الحرب الدائرة الآن مع قوات الدعم السريع. مع استصحاب وضع وتوجهات المؤسسة العسكرية، وسلوك أفرادها في أثناء الحرب الجارية. وهو معني بتقديم نقد موضوعي لهذه الحالة. والنقد في جوهره ليس هو القدح والذم، بل هو طرح للأسئلة الدالة والكاشفة المحللة للحالة.
ويتأمل هذا المقال، طرح أسئلة في إطار تطلعنا لعملية الإصلاح الشامل للبنية السياسية في وطننا، ومن ضمنها إصلاح المؤسسة العسكرية.
ونتساءل: هل يقف الجيش في هذه الحرب الموقف الصحيح أخلاقياً، ووفق قواعد ضابطة لأجهزته، وملزمة لأفراده وسلوكهم أثناء الحرب؟ وهل يخوض هذه الحرب وفق ضوابط مؤسسية، مغايرة لسلوك المليشيا المتفلت؟ ثمة تمترس جماهيري واسع خلف الجيش، والملاحظ أن هذا التمترس لا يستند على قواعد ومعايير عقلانية وأخلاقية واضحة ومتفق عليها، ويمكن التحاكم إليها، لتقييم هذه الحرب الجارية، وشرعيتها، وشرعية موقف أطرافها، وذلك باعتبار أن الطرف الآخر (معتدي) وخلو بالمطلق من الخير، متجرد في سلوكه وأهدافه من المعايير: الدينية والوطنية والإنسانية، عند هذه الطائفة؛ بحيث أن الأمر عندهم لا يحتاج لجدال! ويتبدى هذا التمترس كحالة من العصبية الأولية، غير المتعقلة؛ أشبه بعصبية أفراد قبيلة في مواجهة أعدائها، وجدت نفسها في بيئة تنافسية معادية.
وتنحو هذا الحالة المتمترسة خلف الجيش، وخطاباتها أثناء الحرب، إلى أن تتحول لما يشبه الآيديولوجيا في مرحلة تكونها! أي أن هذا التمترس ربما كان في طريقه لأن يصبح آيديولوجيا تضع الجيش في خانة المقدس، الذي تتقوم به الدولة؛ أفرزتها هذه الحرب، ووضع الجيش فيها. وربما لو قاربنا هذا الأمر من زاوية أخرى، نجد أن بعض التبريرات لأداء الجيش في هذه الحرب، تقارب التبرير الغيبي، كدفاع الحيران عن شيخهم المتصوف الذي يأتي ببعض (الموبقات) المخالفة للشرع؛ فيفسرونها تفسيراً غيبياً، استناداً على ما يعرف بالحقيقة في مقابل الطريقة عند القوم.
ولنا أن نطرح السؤال التالي، من باب الاستشكال على مدعانا: هل يقف هذا التمترس الداعم على قيم ومعايير عقلانية/أخلاقية، واضحة؟ ونقول إن ذلك- فيما يبدو- لا وجود له، إذا أنهُ وعند المحكات، والتي تمثل امتحانات (فاحصة وممحصة) ستتلاشى تلك العقلانية المعيارية، ليحل محلها حالة تبريرية لكل التجاوزات، من جهة، واستنكارية لكل محاولات ناقدة وقادحة في هذه التجاوزات. مستندة في ذلك على موقف ذاتي، نازع من الطرف الآخر (المعتدي) كل ما هو إنساني وأخلاقي؛ فهو محض شر مطلق وشيطاني! وكل من يحاول تعقل الحالة (حالة الحرب والصراع) بوقوفه على الحياد الموضوعي؛ فهو بالضرورة منحاز، تحت قاعدة (من ليس معنا فهو ضدنا)!
وقد أصابت هذه الحالة فيما يبدو الجميع، متجاوزة بذلك مشعلي الحرب وعامة الناس، إلى النخب! وحين تصدر تجاوزات من قبل الجيش، فهي- ومن باب التبرير- إما حالات فردية لا تمس بنية مؤسسية الجيش، أو آثار جانبية للعمليات العسكرية. أو في حال انعدام المسوغات التبريرية، يتم- وللمفارقة بصورة لا واعية لما يترتب على ذلك- وضع الطرفين على قدم المساواة، من حيث مقدار التجاوزات، ومحاكمة الطرف الآخر وفق قاعدة تفضيلية وكمية؛ فهو قد أتى بما هو: أكثر، وأشنع، من الانتهاكات! مع العلم أن هذه الفئة المتمترسة لا تقبل بوضع الطرفين في موضع الندية. فالجيش مؤسسة الدولة التاريخية وما الدعم إلا مليشيا طارئة! وحين العجز التام عن التبرير الدفاعي، يتم الدفع بتبرير طفولي تعسفي من شاكلة: هذا هو جيشنا، نقف معه ظالماً ومظلوما!
ورفض وضع الطرفين على قدم المساواة، هو موقف لا يطرح الفروقات والمعايير المائزة بين طبيعة المؤسسة والمليشيا، ومن ثم السلوك المتوقع من كليهما، بحسب تكوينه. من ذلك مثلاً: أمر معاملة الأسرى، وفق المعايير الإنسانية الدولية أو الدينية، وكلاهما- أي الطرفين- قد سقط في هذا الامتحان! وبالتالي ينطرح السؤال: هل الجيش السوداني يتقيد بقواعد مؤسسية!؟ تميزه عن المليشيا!؟
وفي جانب آخر، يتجاوز هذا الموقف المتمترس، التاريخ وأسئلته: تأسيس هذه المليشيا، كيف ولماذا وُجدت؟ من يقف خلف ذلك؟ ومدى مسؤوليته؟ ومن الذي أشعل الحرب وأهدافه؟ فتجاوزات المليشيا تجبُ ذلك!
وأية سرديات ناقدة لتلك الخطابات والمواقف المتمترسة؛ يتم موضعة طارحيها، في خانة الانحياز للطرف الآخر، ومن ثمّ وصمهم بوصمة حلفائه وداعميه! وقد حدث لي ذلك، لا مع إنسان لم يجد حظاً من التعليم؛ بل مع متعلم يحمل صفة أكاديمية! ويحمل هذا النوع من البشر قلم التخطئة والتبرئة، ولهُ أن يدون اسمك في أي من كتاب الفريقين، استناداً لمسطرة معيارية ذاتية تخصه، يتم معايرتك بها؛ فإن طابقتها فأنت برئ، وإن تقاصرت عنها أو تجاوزتها فأنت من الخطائين الظلمة!
هذا النوع من البشر، هو مالك الحقيقة المطلقة، وغير الراغب في تحمل، وتقبل مُساءلته، ونقد خطابه وتمحيصه!
إن خطورة هذا الموقف أو الحالة (التمترسية)؛ منحها قادة الجيش شيكاً على بياض، غير عابئة بأهدافهم، ونواياهم، وتطلعاتهم السلطوية، وتقاطعاتها مع غير الراغبين في التحول المدني الديمقراطى، والذي من لوازمه، استعادة دور الجيش الطبيعي الدفاعي، وخضوعه لسلطة الشعب، وخروجه من دائرة الزبائنية.
ما سيحدث هو عودة السلطة الإنقاذية القابضة بأفظع مما كان، وبدعم شعبي، مستثمرة في الحرب وما ترتب عليها من خوفٍ وفقدانٍ للأمن والاستقرار. أما دعاة تأجيل المعركة مع قادة الجيش لما بعد الحرب؛ باعتبار أننا قادرون على استعادة الديمقراطية من براثنهم؛ فنقول لهم لن تجدوا أمامكم سوى السجون والمشانق، وبدعم شعبي!
الوسومالتحول المدني الديمقراطي الجيش الدعم السريع السلطة الإنقاذية السودان محمد القاضيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: التحول المدني الديمقراطي الجيش الدعم السريع السودان محمد القاضي الدعم السریع خلف الجیش هذه الحرب الجیش فی
إقرأ أيضاً:
ما المادة التي تفرزها الغدة الدرقية؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحدث فرط الدرقية عندما تفرز الغدة الدرقية الكثير من الهرمون الدرقي، تسمى هذه الحالة المرَضية أيضًا بفرط نشاط الغدة الدرقية. يعمل فرط الدرقية على تسريع عملية الأيض في الجسم. يمكن أن يسبب ذلك العديد من الأعراض، مثل فقدان الوزن ورُعاش اليد وسرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.
يتوفر العديد من علاجات فَرْط الدرقية. يمكن استخدام الأدوية المضادة لنشاط الغدة الدرقية واليود المشع لإبطاء كمية الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية. في بعض الأحيان، يتضمن علاج فَرْط الدرقية إجراء جراحة لاستئصال الغدة الدرقية بأكملها أو جزء منها. في بعض الحالات وعلى حسب سبب الإصابة، قد يتحسن فرط الدرقية بدون دواء أو علاج آخر.
الأعراضتتشابه أعراض فرط الدرقية مع غيره من المشكلات الصحية الأمر الذي يجعله من الحالات صعبة التشخيص. ويمكنه أن يسبب العديد من الأعراض، ومنها:
نقصان الوزن دون رغبة.
سرعة ضربات القلب؛ الحالة المعروفة بتسرّع القلب.
عدم انتظام ضربات القلب، المعروف أيضًا باضطراب النظم القلبي.
خفقان القلب.
زيادة الشعور بالجوع.
العصبية والقلق سهولة الاستثارة.
الرُعاش، عادة ما ترتعش اليدان والأصابع رعشة بسيطة.
التعرق.
تغيرات في دورة الحيض.
الحساسية المتزايدة تجاه الحرارة.
تغيرات في أنماط التبرز، وخاصةً زيادة عدد مرات التبرز.
تضخُّم الغدة الدرقية، قد يظهر على هيئة تورُّم عند قاعدة العنق.
الشعور بالتعب.
ضعف العضلات.
مشكلات النوم.
دفء الجلد ورطوبته.
ترقُّق الجلد.
تقصُّف الشعر وهشاشته.
يُصاب كبار السن في الأغلب بأعراض تصعُب ملاحظتها. ومن هذه الأعراض عدم انتظام ضربات القلب ونقصان الوزن والاكتئاب والشعور بالضعف أو التعب أثناء أداء الأنشطة المعتادة.
متى تزور الطبيب
إذا لاحظت فقدانًا في الوزن من دون محاولة، أو إذا لاحظت تسارعًا في ضربات القلب، أو تعرقًا غير عادي، أو تورمًا في قاعدة عنقك، أو أعراضًا أخرى لفرط الدرقية، فحدد موعدًا مع الطبيب. أخبر طبيبك بجميع الأعراض التي لاحظتها حتى لو كانت بسيطة.
بعد التشخيص بفرط الدرقية، يحتاج معظم المرضى إلى زيارات متابعة منتظمة مع الطبيب لمراقبة الحالة المرَضية.
الأسبابقد يكون فرط الدرقية ناتجًا عن حالات مَرضية متعددة تصيب الغدة الدرقية. الغدة الدرقية هي غدة صغيرة على شكل فراشة وتوجد في قاعدة العنق. وتؤثر تأثيرًا كبيرًا على الجسم. وتتحكم الهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية في كل جزء من أجزاء عملية الأيض.
وتنتج الغدة الدرقية هرمونين رئيسيين: الثايروكسين (T-4) وثلاثي يودوثيرونين (T-3). تؤثر هذه الهرمونات في كل خلية في الجسم. وتدعم المعدل الذي يستخدم به الجسم الدهون والكربوهيدرات. وتساعد على التحكم في درجة حرارة الجسم. وتؤثر في سرعة القلب. وتساعد على التحكم في كمية البروتين التي ينتجها الجسم.
ويحدث فرط الدرقية عندما تنتج الغدة الدرقية الكثير من الهرمونات الدرقية في مجرى الدم. وتتضمن الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى فرط الدرقية ما يأتي:
داء غريفز. داء غريفز هو اضطراب مناعي ذاتي يسبب مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الدرقية. وهذا يحفز الغدة الدرقية على إفراز الكثير من الهرمونات الدرقية. داء غريفز هو السبب الأكثر شيوعًا لفرط الدرقية.
العقيدات الدرقية مفرطة النشاط. تُسمى هذه الحالة أيضًا بالورم الغدي السمي والدراق متعدد العقيدات السام وداء بلمر. ويحدث هذا النوع من فرط الدرقية عندما يفرز ورم الغدة الدرقية الكثير من الهرمونات الدرقية. والورم الغدي هو جزء من الغدة أحاط نفسه وعزلها عن باقي الغدة. ويكوّن كتلًا غير سرطانية يمكن أن تجعل حجم الغدة الدرقية أكبر من المعتاد.
التهاب الغدة الدرقية. تحدث هذه الحالة عندما تلتهب الغدة الدرقية. في بعض الحالات، يكون ذلك بسبب اضطراب مناعي ذاتي. وفي حالات أخرى، يكون السبب غير معروف. ويمكن أن يتسبب الالتهاب في تسرب الهرمون الدرقي الزائد المخزن في الغدة الدرقية إلى مجرى الدم ويسبب أعراض فرط الدرقية.
عوامل الخطرتشمل عوامل خطر فرط الدرقية ما يلي:
وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض الغدة الدرقية، وخاصة داء غريفز.
وجود تاريخ شخصي للإصابة بأمراض مزمنة معينة مثل فقر الدم الخبيث وقصور الغدة الكظرية الأولي.
حدوث حمل حديث، ما قد يزيد احتمال الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية. وربما يؤدي هذا إلى فرط الدرقية.
المضاعفاتيمكن أن يؤدي فرط الدرقية إلى المضاعفات الآتية.
مشكلات في القلب
تتضمن بعض المضاعفات الأكثر خطورة لفرط الدرقية حدوث مشكلات في القلب، بما في ذلك ما يأتي:
اضطراب نظم القلب المعروف بالرجفان الأذيني الذي يزيد من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
فشل القلب الاحتقاني، وهو حالة لا يستطيع فيها القلب ضخ كمية كافية من الدم لتلبية احتياجات الجسم.
هشاشة العظام
يمكن أن يؤدي عدم علاج فرط الدرقية إلى ضعف العظام وهشاشتها. وتُعرَف هذه الحالة باسم هشاشة العظام. تعتمد قوة العظام جزئيًّا على كمية الكالسيوم والمعادن الأخرى التي تحتويها. ويمكن لفرط إفراز الهرمون الدرقي أن يجعل من الصعب على الجسم إيصال الكالسيوم إلى العظام.
مشكلات في الرؤية
تظهر على بعض الأشخاص المصابين بفرط الدرقية حالة مرضية تُسمى مرض العين الدرقي. وهي أكثر شيوعًا بين الأفراد المدخنين. يؤثر هذا الاضطراب على العضلات والأنسجة الأخرى المحيطة بالعينين.
تشمل أعراض مرض العين الدرقي:
انتفاخ العينين.
الإحساس بما يشبه وجود ذرات رمل في العينين.
الشعور بضغط أو ألم في العينين.
انتفاخ الجفون أو انكماشها.
احمرار العينين أو التهابهما
الحساسية للضوء.
ازدواج الرؤية.
قد تؤدي مشكلات العين التي لا تُعالَج إلى فقدان البصر.
تورّم الجلد وتغيّر لونه
في حالات نادرة، يتعرض المصابون بداء غريفز للإصابة باعتلال غريفز الجلدي. ويؤدي هذا الاعتلال إلى تورّم الجلد وتغيّر لونه، وغالبًا ما يكون ذلك في الساقين والقدمين.
نوبة التسمُّم الدرقي
يطلق على هذه الحالة النادرة أيضًا اسم عاصفة الغدة الدرقية. يزيد فرط نشاط الغدة الدرقية من احتمال الإصابة بالنوبة السمية الدرقية. ويسبب أيضًا أعراضًا قد تكون مهددة للحياة في بعض الأحيان. ولهذا يتطلب رعاية طبية طارئة. وقد تشمل الأعراض:
الحمى
تسارع ضربات القلب
الغثيان
القيء
الإسهال
الجفاف
التشوش الذهني
الهذيان