شهود عيان لـ«التغيير»: قوات الدعم السريع وموالين لها يستهدفون ناجين من مجازر الجنينة
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
قال شهود عيان، إن مكونات موالية لقوات الدعم السريع تجمع قوائم بأسماء وصور الناشطين من أبناء الجنينة لاستهدافهم في أدري التشادية.
كمبالا: التغيير
كشف أحد الناجين من مجازر مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور- غربي السودان، أنهم لازالوا يواجهون المخاطر من قبل قوات الدعم السريع والمجموعات الموالية لها رغم فرارهم من المدينة إلى تشاد، وذلك لاستمرار استهدافهم على أساس إنتمائهم إلى إثنية المساليت الناجين من التصفيات العرقية التي حدثت بغرب دارفور خلال الأشهر الأولى من الحرب الدائرة الآن.
وكانت سلطنة دار مساليت، نشرت تقريراً قالت فيه إن السلطنة شهدت خلال أبريل- يونيو 2023 سلسلة من الهجمات الدموية الممنهجة شنتها قوات الدعم السريع و”مليشيا الجنجويد”، بهدف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بأسلوب عنصري ضد المدنيين الأفارقة، ما أدى لسقوط آلاف القتلى والمصابين.
ترصد وملاحقةوروى “محسن”- وهو اسم مستعار لشاب عشريني- أحد الناجين من مجازر مدينة الجنينة، فر مؤخراً إلى معسكرات اللاجئين السودانيين بمدينة “أدري” التشادية في رحلة مليئة بالمخاطر، تفاصيل عن المخاطر التي لازالوا يتعرضون لها.
وقال لـ(التغيير)، إن المجموعات الموالية لقوات الدعم السريع اعتقلت اثنين من الشباب على أساس إنتمائهم العرقي مما أجبر أسرهم على دفع فدية حتى تم إطلاق سراحهم، ولاحقاً أرسلتهم أسرهم إلى مناطق بعيدة عن “أدري” حفاظاً على أرواحهم وحتى لا تتكرر الحادثة مرة أخرى.
وأضاف محسن، أن قوات الدعم السريع الموجودة على الحدود السودانية التشادية قامت قبل أيام قليلة بإرسال تسجيل صوتي وصور إلى المجموعات الموالية لها داخل المعسكر عبر تطبيق المراسلة الفورية (واتساب) تحثهم على استهدافه شخصياً باعتبار أنه موجود داخل المعسكر ومن أبناء المساليت “ولابد من استهدافه”.
استهداف الناشطينمن جانبها، قالت مصادر لـ(التغيير)، إن قوات الدعم السريع- رغم المجازر الدامية التي ارتكبتها بحق المساليت في الجنينة- إلا أنها مازالت تلاحق عشرات الناجين من تلك المجازر خصوصاً الشباب المدافعين عن حقوق الإنسان بهدف تصفيتهم عرقياً.
وكشفت أن القوات أصبحت تجند العشرات من المكونات الإثنية الموالية لها والموجودة داخل معسكرات منطقة “أدري” التشادية، حيث ظلت ترصد الشباب من أبناء المساليت داخل تلك المعسكرات، وأوضحت أن تلك المجموعات ترسل معلومات وصور المستهدفين إلى القوات على الحدود السودانية- التشادية.
وذكر شهود عيان لـ(التغيير)، أن هنالك مكونات موالية لقوات الدعم السريع موجودة بين “أدري وأدكوا” على الحدود ظلت تجمع قوائم تحمل أسماء وصور الناشطين من أبناء الجنينة.
وأشاروا إلى أن لدى تلك القوات ترتيبات مع المجموعات داخل المعسكرات وتساعدهم في الوصول إلى النشطاء المستهدفين من أبناء المساليت الذين يتواجد معظمهم من النساء والأطفال بمعسكر “بجكي” الحدودي.
وكان تقرير سلطنة دار مساليت عن مجزرة الجنينة العام الماضي طالب بضرورة تقديم قادة الدعم السريع وعلى رأسهم اللواء عبد الرحمن جمعة وقادة قوات الاحتياطي المركزي إلى العدالة، بجانب التدخل الدولي العاجل والفوري لحماية المدنيين من إعمال العنف ووضع سلطنة دار مساليت تحت الوصاية الدولية.
ووفقاً لتقرير أممي نشر في يناير الماضي، أن ما بين 10 و15 ألف شخص قتلوا في غرب دارفور العام الماضي خلال أعمال عنف عرقية نفذتها قوات الدعم السريع ومليشيات عربية متحالفة معها.
وتبعد مخيمات اللجوء في أدري التشادية حوالي 16 كيلو من غرب دارفور وتضم سودانيين يترواح عددهم ما بين 600 إلى 800 ألف لاجئ ولاجئة، 50% منهم أطفال و30% نساء، و20% من الرجال بالرغم من تزايد العدد يومياً بحسب تقارير صحفية سابقة.
الوسومأدري الجنينة الخرطوم الدعم السريع السودان تشاد غرب دارفور قبيلة المساليت مجازر الجنينةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أدري الجنينة الخرطوم الدعم السريع السودان تشاد غرب دارفور قبيلة المساليت قوات الدعم السریع غرب دارفور الناجین من لـ التغییر من أبناء
إقرأ أيضاً:
38 قتيلا بالفاشر واتهامات للدعم السريع بارتكاب عنف جنسي
أسفر هجوم شنته قوات الدعم السريع بطائرة مسيّرة عن 38 قتيلا على الأقل في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في حين اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي في السودان.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان لتنسيقية "لجان المقاومة-الفاشر" ارتفاع حصيلة قتلى "مجزرة" حي أولاد الريف بالفاشر إلى 38 منذ وقوع الهجوم في وقت متأخر السبت.
وكانت التنسيقية قالت في بيان سابق "قصفت طائرة مسيرة إستراتيجية تابعة للمليشيا، ليلة أمس، حي أولاد الريف وسط المدينة بـ4 صواريخ شديدة الانفجار"، معلنة مقتل 3 مدنيين وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح خطيرة.
وترزح مدينة الفاشر منذ أشهر تحت وطأة حصار تفرضه قوات الدعم السريع، كما تشهد اشتباكات توصف بالأكثر عنفا، في ظل سيطرة قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور.
ومساء الجمعة، نفّذت قوات الدعم السريع هجوما آخر بطائرة مسيّرة على مستشفى رئيسي في الفاشر، وفقا لوزارة الصحة التابعة للحكومة السودانية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 9 أشخاص قُتلوا وأصيب 20 بجروح في هذا الهجوم، في حين أفاد طبيب بأن المنشأة اضطرت إلى التوقف عن العمل.
من جانب آخر، أورد إعلام مجلس السيادة الانتقالي تصريحات لقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، قال فيها إن "العالم غير مهتم بما يجري في السودان"، مشيرا إلى قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن فك الحصار عن الفاشر، والتي لم يتم تنفيذها بجانب استمرار إمداد المليشيا بالسلاح".
إعلانوخلال تفقده مواقع للجيش بمنطقة البطانة، أفاد البرهان بأن ما سماها "معركة الكرامة" مستمرة بفضل الإسناد الشعبي، مؤكدا أنه "لا تفاوض ولا هدنة" مع المتمردين.
"عنف جنسي"من جهتها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش "قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة" معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد التي تشهد حربا دامية منذ أكثر من عام ونصف العام.
وأكّدت المنظمة -في تقرير نشرته الاثنين- أن "عشرات النساء والفتيات، تراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرّضن للعنف الجنسي في ولاية جنوب كردفان".
وبحسب "هيومن رايتس ووتش"، تعرضت الكثير من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن أو أمام عائلاتهن، بينما اختطفت بعضهن واستُعبدن.
واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، وجريمة حرب" داعية "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة".
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر حذّر الشهر الماضي -أثناء زيارة للسودان- من "وباء عنف جنسي" تتعرض له النساء، محذرا من أن نطاق هذه الاعتداءات "غير مقبول".
وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول، قالت الأمم المتحدة في تقرير إن جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة"، في حين أوضحت المنظمة الأممية أنها أجرت تحقيقا أكد أن معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.
وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان".
وأضاف عثمان، الذي يرأس هذه البعثة التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ بدء الصراع في أبريل/نيسان 2023، "لا يوجد مكان آمن في السودان الآن".
إعلانواندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وقد خلفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 11 مليون سوداني، وتسببت -وفق الأمم المتحدة- بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.