نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، تحدّثت فيه عن قرار المحكمة العليا الأمريكية، منح الرئيس السابق، دونالد ترامب، حصانة جزئية من الملاحقة القضائية، في قضية أحداث السادس من كانون الثاني/ يناير.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المحكمة العليا الأمريكية قضت، الإثنين، بأن الرئيس السابق محمي جزئيًا من الملاحقة القضائية بينما يحاول درء لائحة اتهام من المستشار الخاص، جاك سميث، فيما يتعلق بجهود ترامب لإحباط انتقال السلطة بعد انتخابات 2020.



وكان المراقبون السياسيون والمحاكم يتوقعون الخطوط العريضة للحكم منذ أشهر، التي تفيد بأن الرؤساء يحق لهم الحصول على حماية كبيرة لأعمالهم الرسمية، وقد هلّل ترامب لذلك باعتباره انتصارًا.

ويعني القرار أنه من شبه المؤكّد أن المحاكمة في هذه القضية سيتم تأجيلها إلى ما بعد انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر؛ وفي حالة فوز ترامب، من المؤكّد تقريبًا أن وزارة العدل ستُسقط القضية، وذلك وفقًا لأشخاص مقربين منه.

وبالنسبة للرئيس جو بايدن، الذي يسعى لولاية ثانية، لم يكن الحكم هو النتيجة الأكثر فائدة في جهوده لوصف ترامب بأنه خطير بل كان ذلك بمثابة تأكيد للائحة الاتهام. وسلّط فريق بايدن الضوء فورا على الحُكم كدليل على التهديد الوجودي الذي قال الرئيس الحالي إن سلفه وخليفته المُحتمل يشكله على البلاد.

وبحسب بيان منسوب إلى أحد كبار مستشاري حملة بايدن: "حكم اليوم لا يغير الحقائق، لذا دعونا نكون واضحين للغاية بشأن ما حدث في 6 كانون الثاني/ يناير. إن ترامب يترشح بالفعل للرئاسة، كمُجرم مدان لنفس السّبب الذي جعله يجلس مكتوف الأيدي بينما هاجم الغوغاء مبنى الكابيتول بعنف: فهو يعتقد أنه فوق القانون ومستعد لفعل أي شيء من أجل الحصول على السلطة والاحتفاظ بها لنفسه".

وذكرت الصحيفة، أنه عندما واجه ترامب محاكمة عزله بسبب أحداث 6 كانون الثاني/ يناير 2021، أوضح الجمهوريون واحدا تلو الآخر عدم التصويت لإدانته في مجلس الشيوخ من خلال القول إن نظام العدالة الجنائية هو المكان الأنسب لمحاسبته. ويدعم نفس هؤلاء الجمهوريون الآن ترامب لولاية ثانية، وهي الولاية التي وعد فيها باتباع نهج متطرف في السلطة التنفيذية، والتي ستأتي بعد أن قدمت المحكمة العليا تعريفًا شاملاً للأعمال الرسمية باعتبارها محصنة من الملاحقة القضائية. 

وفي مقابلة مع موقع "فوكس نيوز"، ادّعى ترامب أنه تعرّض "لمضايقات" من قبل الديمقراطيين لسنوات، بما في ذلك الرئيس السابق، باراك أوباما، والرئيس الحالي، جو بايدن. وقال ترامب: "والآن تكلمت المحاكم".

وأضاف ترامب، في وقت لاحق: "الآن أنا حر في القيام بحملة مثل أي شخص آخر. نحن نتقدم في كل استطلاعات الرأي، بفارق كبير، وسوف نجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".

لقد أدار ترامب دائمًا حملته الانتخابية كيفما أراد. ويبدو أنه يستمتع بتلك اللحظات، والضجّة الإعلامية التي تلت ذلك. ولكن في شهر نيسان/ أبريل، عندما أصبح من شبه المؤكد الآن أنها المحاكمة الجنائية الوحيدة التي سوف يواجهها قبل بدء يوم الانتخابات في مانهاتن، تلاشت البهجة تقريبا.


وقد أُدين ترامب في محاكمة استمرت ستة أسابيع بـ34 تهمة جنائية، تتعلق بتزوير سجلات تجارية، والتي قال ممثلو الادعاء إنه دفعها لإخفاء دفع رشوة لنجمة إباحية خلال حملة سنة 2016.

ومن المقرر أن يصدر الحكم عليه في تلك القضية في 11 تموز/ يوليو، ومن غير المرجح أن يؤدي حكم المحكمة العليا إلى تأخير ذلك. وفي حين يشعر البعض من فريق ترامب بالقلق بشأن هذا الاحتمال، يعتقد عدد قليل من المراقبين أن القاضي خوان ميرشان، سيجبر ترامب على البقاء إما خلف القضبان، أو تحت الإقامة الجبرية في منزله خلال السباق الرئاسي.

وعلى الصعيد السياسي، حقّقت الإدانة فوائد لترشحه على المدى القصير. فقد جمع مبلغاً مذهلاً من المال، في حين دعا السواد الأعظم من الجمهوريين فجأة إلى محاكمة الديمقراطيين انتقاما منهم.

وبينما اتخذت المحكمة العليا خطوة أولية تحدد الحصانة، فإن توقيت ما سيأتي بعد ذلك غير واضح. حيث أعادت المحكمة الأمر إلى قاضية المحاكمة، تانيا تشوتكان، التي يجب عليها الآن أن تقرر ما إذا كانت ستعقد محاكمة صغرى لتقرر ما هي الادعاءات الواردة في لائحة اتهام المحامي الخاص التي تشكل أفعالاً رسمية، وبالتالي من المحتمل أن يتمتّع بالحصانة من الملاحقة القضائية وفقًا لقرار المحكمة العليا، الاثنين.

وذكرت الصحيفة أن مثل هذه الإجراءات، اعتمادًا على نطاق الأمور التي تسمح القاضية تشوتكان بسماعها، يمكن أن تكون مشكلة في التفاصيل بالنسبة لترامب. إذ أنّ حقائق الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني/ يناير من قبل مجموعة مؤيدين لترامب، وما يقوله ترامب بخصوص الفوز في انتخابات سنة 2020 في الأسابيع التي تلت الانتخابات، هي بالتأكيد غير مفيدة له مع الناخبين المتأرجحين.


ولهذا السبب، شعر حلفاء ترامب بالارتياح لأن الأسئلة الأولية في المناظرة ضد بايدن، الأسبوع الماضي، لم تكن حول هجوم الكابيتول، الذي يواصل ترامب الدفاع عنه، بل حول الاقتصاد.

ومن الممكن أن تعيد المحاكمة المصغّرة تركيز الاهتمام على ما حدث في ذلك اليوم في واشنطن. لكن الفريق القانوني لترامب أثبت خبرته في تأخير الأمور، وقد لا يحدث ذلك قبل الانتخابات. وحتّى لو حدث ذلك، فإن أي محاكمة فعلية تتعلق بتصرفات ترامب في محاولة للبقاء في السلطة لا تزال بعيدة المنال.

ومع ذلك، فإن الأمل في إجراء تلك المحاكمة المصغرة قد يكون الخيار الأفضل للديمقراطيين الذين يسعون إلى إبقاء سلوك ترامب الذي يقوض الانتخابات في دائرة الضوء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية المحكمة العليا ترامب الحصانة المحكمة العليا الحصانة ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من الملاحقة القضائیة المحکمة العلیا کانون الثانی

إقرأ أيضاً:

بلاتر يشعر بالثقة قبل «المحاكمة الثانية» في «جريمة الفساد»

جنيف (د ب أ)

أخبار ذات صلة «الفيفا» يرفع عقوبة إيقاف باكستان المطالبة بسجن بلاتر وبلاتيني في «تهمة الاحتيال»!


قال جوزيف بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إنه «واثق للغاية» من صدور حكم بالبراءة لصالحه، قبل بدء محاكمة جديدة في سويسرا، اليوم الاثنين، تتعلق بدفعه أموالاً للفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السابق.
وتمت تبرئة الثنائي من تهمة الاحتيال في عام 2022 بشأن دفعة مالية قدرها مليونا فرنك سويسري (2.2 مليون دولار) سدّدها بلاتر إلى بلاتيني، قالا إنه وفقاً لاتفاق بينهما منذ تسعينيات القرن الماضي نظير عمل استشاري، ولكن تم تسديد هذا المبلغ في عام 2011، وتم اعتبار هذا المبلغ رشوة ليقضي على المسيرة المهنية للثنائي في الإدارة الرياضية، ويواجهان حالياً محاكمة جنائية جديدة، بعد استئناف المدعين السويسريين ضد الحكم الأصلي، بداعٍ أن المبلغ المذكور تم سداده بشكل غير قانوني.
وتحدث بلاتر البالغ من العمر 88 عاماً للصحفيين قبل دخوله إلى المحكمة في موتينز، بينما التزم بلاتيني 69 عاماً الصمت التام.
وقال بلاتر لوكالة الأنباء الألمانية، قبل جلسة الاستماع «التعاقد الشفهي يبقى شفهياً، لم أسدد المبلغ تحت الطاولة، بل وفقاً للوائح المعمول بها في (الفيفا)».
وأضاف «إذا لم يكن الحكم في صالحي، فسأحاول تجميع طاقتي مجدداً للطعن ضده».
وكانت الإجراءات القانونية بدأت في سويسرا، مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم.
من جانبها ذكرت وكالة أنباء أسوشيتدبرس أن بلاتيني حصل على البراءة لأول مرة بعد 7 سنوات من تفجير هذه القضية التي أنهت آماله في خلافة بلاتر رئيساً للفيفا، بعدما أطاحت بهما من رئاسة الاتحادين الدولي والأوروبي.
وأضافت أن المحاكمة الجديدة ستستمر أربعة أيام حتى الخميس المقبل، ومن المقرر أن يصدر القضاة الثلاثة قرارهم بشأن القضية في 25 مارس.
وطالب المدعون الفيدراليون في سويسرا بحبس الثنائي لمدة 20 شهراً مع إيقاف التنفيذ لمدة عامين.
وظهرت ملامح القضية في أعقاب أزمة الفساد التي ضربت الفيفا في مايو 2015، حيث فتح المحققون الفيدراليون في الولايات المتحدة الأميركية تحقيقاً شاملاً مع مسؤولين بارزين بالاتحاد الدولي، وقامت السلطات السويسرية بحملة اعتقالات واسعة في زيوريخ في الصباح الباكر قبل التحفظ على السجلات المالية والتجارية للفيفا.
وابتعد بلاتيني وبلاتر عن العمل في كرة القدم منذ قرار لجنة الأخلاقيات بالاتحاد الدولي لكرة القدم بإيقافهما في أكتوبر 2015، وتم تجديد إيقاف الثنائي لاحقاً بعدما فشلا في الاستئناف ضد العقوبة أمام المحكمة الرياضية الدولية في 2016.
وانتهى إيقاف بلاتيني في 2019 بينما فرض (الفيفا) عقوبة إيقاف جديدة ضد بلاتر في عام 2021 قبل عدة أشهر من انتهاء عقوبته الأولى.
وستبعد العقوبة الجديدة بلاتر عن العمل في مجال كرة القدم حتى عام 2028 حيث سيبلغ حينها 92 عاماً، وذلك بسبب اتهامه بالحصول على مكافآت بمبالغ مالية طائلة بملايين الدولارات مقابل منح تنظيم كأس العالم 2010 لجنوب أفريقيا و2014 للبرازيل.

مقالات مشابهة

  • توماس فريدمان ينصح قادة العرب: لا تسمحوا لترامب بأن يملي عليكم كل شيء
  • بلاتر يشعر بالثقة قبل «المحاكمة الثانية» في «جريمة الفساد»
  • زيلينسكي لترامب: استبدالي لن يكون سهلاً
  • الإدارية العليا: المحكمة مقيدة بالقوانين النافذة أثناء مجازاة الموظف لا وقت وقوع الجريمة
  • ستارمر يرفض إلغاء الدعوة الموجهة لترامب لزيارة بريطانيا
  • القانون الكبير الجميل يختبر ولاء الجمهوريين لترامب
  • جنود أوكرانيون عن المشادة بين ترامب وزيلينسكي: على الطرفين تقديم تنازلات
  • بعدما وبخه ترامب.. زيلينسكي يعلن عن موقفه من توقيع صفقة المعادن مع أمريكا
  • إيكونوميست: ستيف ويتكوف صانع الصفقات الذكي لترامب
  • رفض الاعتذار لترامب.. زيلينسكي: يمكن إنقاذ العلاقات مع أمريكا