لبنان ٢٤:
2025-04-29@03:48:07 GMT

مقدمات النشرات المسائيّة

تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT

مقدمات النشرات المسائيّة

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان 

منطقة الحوش الواقعة على مرمى حجر من مدينة صور كانت هدفا لعدوان إسرائيلي بعد ظهر اليوم حيث استهدفت مسيرة معادية  سيارة ما أدى إلى إرتقاء شهيدين. 

في ما عدا ذلك كانت فترة ما قبل الظهر تشهد تراجعا نسبيا في وتيرة الإعتداءات تقابله بعض الحيوية على مستوى الحراك الدبلوماسي.



أبرز هذا الحراك تعكسه لقاءات الموفد الرئاسي آموس هوكستين اليوم في باريس مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان ومستشار في الخلية الدبلوماسية في الأليزيه وهي خلية نشطة منذ أشهر مع وزارة الخارجية للعمل على تجنب تصعيد عند الحدود الجنوبية للبنان.

وقبيل بدء محادثات الموفد الأميركي دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى "منع اشتعال الوضع بين إسرائيل ولبنان".

في موازاة المحادثات الأميركية - الفرنسية حول الوضع العسكري جنوبا ثمة إستعدادات لزيارتين يقوم بهما موفد قطري ووفد أمني مصري إلى بيروت في الأيام القليلة المقبلة على ذمة ما نشرته بعض الصحف اللبنانية.

وفي بيروت أيضا كلام لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن "شعبنا الذي ما رضي ولا يرضى بالإعتداءات على سيادته وكرامته الوطنية وسيادة أراضيه وعلى المدنيين من أبنائه وخصوصا الأطفال والنساء".

وقال رئيس الحكومة: "نحن معنيون من منطلقات عروبية ووطنية وإنسانية بحرب الإبادة الفعلية الجارية في حق الفلسطينيين ولا سيما في غزة.

وفي غزة يزداد مأزق المحتل الإسرائيلي  ولعل خير ما يعبر عن هذا المأزق قول مفوض شكاوى الجنود السابق اللواء الإسرائيلي (إسحاق بريك) إن "القتال في القطاع فقد هدفه ويجب أن يتوقف فورا ... جنودنا يقتلون ويجرحون عبثا ونحن غير قادرين على جعل حماس منهارة لأننا لا نستطيع البقاء في الاراضي التي نحتلها".

هذا الكلام تؤكده الوقائع على الأرض ومن ضمنها إعلان كيان الإحتلال اليوم إصابة اربعة وعشرين من جنوده خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بينهم ثلاثة وعشرون في قطاع غزة وحده.

إنطلاقا من هذه الوقائع يبدو جليا أن المعركة العسكرية وصلت إلى طريق مسدود مع سقوط إحتمالات النصر المطلق والعجز عن القضاء على المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس.

ولذلك بدأ العدو الإنتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب وهي مرحلة دونها الكثير من الإلتباسات ما لم تتضمن إنسحابا كاملا لجيش الإحتلال. ويفترض أن يحتل هذا الموضوع حيزا في الإجتماع الذي يعقده الرئيس الأميركي جو بايدن أواخر تموز الحالي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما يزور واشنطن لإلقاء كلمة في الكونغرس في الرابع والعشرين من تموز.

وتتزامن الزيارة مع انشغال الأميركيين بتداعيات المناظرة الأولى التي جمعت بايدن ومنافسه دونالد ترامب الذي كانت الغلبة له فيها لكن المرشح الديمقراطي عزا فشله إلى أنه كان مرهقا بسبب السفر قائلا: كاد النعاس يغلبني في تلك الليلة!!!

هذا ويستعد الديمقراطيون في الكونغرس لإقناع بايدن بالإنسحاب من السباق الإنتخابي وافاد إستطلاع للرأي بأن واحدا من كل ثلاثة ناخبين ديمقراطيين يرى أنه يتعين على الرئيس الحالي الإنسحاب  فهل يفعل ... أقله بضغط من الديمقراطيين الذين باتوا يتخوفون من تحول ولايات ديمقراطية إلى ولايات جمهورية بسبب أداء بايدن.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في 

فرنسا المنشغلة بانتخاباتها المصيرية لا تزال تجد متسعا من الوقت لمناقشة الوضع اللبناني. ففي باريس انعقد اجتماع لبحث الوضع في جنوب لبنان،  طرفاه الاساسيان : جان ايف لودريان وآموس هوكستين. اللقاء لافت، ويؤشر الى تنسيق فرنسي- أميركي عالي المستوى لمنع اندلاع حرب  في جنوب لبنان

وتزامن اللقاء مع استمرار السخونة، وان نسبيا،  على الجبهة الجنوبية. فقد استهدفت اسرائيل اليوم سيارة مسيرة في الحوش في صور ما ادى الى استشهاد قائد وحدة عزيز في حزب الله محمد نعمة ناصر. 

توازيا،  التهديدات الاسرائيلية التي يوجهها كبار المسؤولين للبنان مستمرة، لكنها أضحت مغلفة بالرغبة في التوصل الى اتفاق. فوزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أعلن ان الدبابات الاسرائيلية يمكنها الوصول الى الليطاني،  لكن اسرائيل تفضل التوصل الى حل بشأن لبنان. 

سياسيا،  الديمقراطية اللبنانية لا تزال معطلة نتيجة رفض الثنائي فتح ابواب مجلس النواب، فيما الآلية الديمقراطية على ثلاثة مواعيد متعاقبة في العالم بدءا من الغد. ففي بريطانيا انتخابات تشريعية غدا، وفي ايران انتخابات رئاسية الجمعة، اما فرنسا فعلى موعد مع استحقاق مصيري الأحد.  فكيف ستؤثر هذه الاستحقاقات  الثلاثة على الواقع اللبنان.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار 

ظفر بنعمة الشهادة بعد ان اتم سني الجهاد ناصرا للحق ومدافعا عن المظلومين .. الحاج ابو نعمة ناصر – كما حفظت اسمه ميادين الجهاد من تلال الجنوب وسهوله ، الى الشام والعراق وحيث حمله الواجب على مر السنين . انه القائد الحاج محمد نعمة ناصر، السائر على طريق القدس منذ البداية وحتى الشهادة ..

آلم المحتل الصهيوني بحساب طويل، منذ الطلقات الاولى وحتى الصواريخ والمسيرات التي عقدت على جيش العدو الحسابات، فما كان منه الا الغدر لينال من الحاج ابو نعمة بغارة على سيارته في منطقة الحوش قرب صور، فارتقى القائد شهيدا عزيزا، مصطحبا معه على طريق القدس الشهيد المجاهد محمد غسان خشاب ..

وستصطحب دماؤه بشائر النصر الذي ينمو يوما بعد يوم بفعل عظيم التضحيات على شتى الجبهات، ومن جبهة القائدين الشهيدين ابو نعمة وابو طالب، كانت رسائل المقاومين المؤكدة للمحتل ان فعل المقاومين يزداد عنفوانه بالشهادة، فكان بعض القصاص على جريمة الحوش أكثر من مئة صاروخ كاتيوشا على مقرات جيش العدو في نفح وكيلع بالجولان المحتل، وصواريخ فلق على ثكنة كريات شمونة...

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي 

الكل ينتظر نتائج محادثات آموس هوكستاين وجان ايف لودريان في باريس ، والكل ينطلق من مبدأ ان ليس هناك اي فريق معني بالحرب مباشرة او غير مباشرة، يريد توسعتها بين لبنان واسرائيل، كونها تشكل خطرا على الاستقرار الاقليمي، وهذا ما ابلغه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو.

اما السؤال الذي لم تتضح الاجابة عليه حتى الان، فهو: هل  ستتفق واشنطن وباريس على رؤية موحدة منعا للحرب ؟وهل ستتمكنان من التوصل الى توحيد افكارهما، بورقة موحدة او حتى دون ورقة ؟

معلومات ال  lbci،تشير الى ان الفرق الاساسي بين الافكار الاميركية والورقة الفرنسية مرتبط بالتفاصيل، فألافكار الاميركية عمومية،لا تفاصيل فيها.

اما المبادرة الفرنسية، فمفصلة ، وتعتمد في جزء من بنودها على معرفة القوات الفرنسية بالميدان، بحكم وجودها ضمن القوات الدولية العاملة في الجنوب.

اذا اعد الفريقان ورقة موحدة، سترفع الى كل من اسرائيل ولبنان لمناقشتها اولا والاتفاق بشأنها ثانيا، وهذا يفترض ان يحصل قبل محادثات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في واشنطن في الثامن والعشرين من الشهر الحالي.
محادثات يرتقب ان تكون مفصلية بالنسبة للحرب في قطاع غزة اولا، وتداعياتها على لبنان ثانيا.

قراءة هذه التفاصيل، تعني ان لا حرب الان، وان القتال الدائر بين حزب الله واسرائيل سيظل ضمن عدم انفلات الامور، مع تصعيد متقطع تمارسه تل ابيب، تارة بغارات تشنها لاسترداد هيبتها، وطورا باغتيالات قاسية كالاغتيال الذي اسقط اليوم  قائد محور عزيز في حزب الله ابو نعمة ناصر،شهيدا.

اغتيال بدأ رد  الحزب عليه ، ولكن تحت سقف منع الانزلاق نحو الحرب.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد 

ثالث الاعمدة الصاروخية في المقاومة تستهدفه اسرائيل ضمن قائمة تصفيات القادة الميدانيين  محمد نعمة ناصر ابن حداثا الرقم الصعب الذي اقتنصته اسرائيل على طريق الحوش --صور واعلن جيشها انه قتل مسؤولا عن إطلاق الصواريخ   لكن المقاومة وقبل تحضير بيان النعوة للشهيد ابو نعمة أنعمت على اسرائيل بدفعة صواريخ طالت  ثكنة كريات شمونة  والتجهيزات التجسسية في المالكية وموقع الرمثا. 

واستكملت الدفعات التالية نحو مثلث الطيحات  والسماقة وصولا الى مقر فرقة الجولان في ثكنة نفح والدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع  بمئة صاروخ .. ولا تزال الصليات مستمرة ، وأتبعت  النار بالمواقف المشتعلة اذ أعلنت عبر النائب حسن فضل الله أن  اغتيال القائد ناصر لن يدفعها الى التراجع او يضعفها وأن ردها العقابي آت. 

وقال إن المقاومة ولادة كفاءات وقيادات  فمن استشهد كان يربي  أجيالا من المقاومين . لا يقود خط النار هذا الى تفكيك قواعد الاشتباك المعتمدة منذ بدء الحرب على غزة ، لا بل إن الاسلاك الدبوماسية تفعلت في الساعات الاربع والعشرين الماضية وبدأت من الاتصال الذي أجراه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون برئيس  الحكومة الاسرائيلية بنيامين  نتنياهو، وأكد فيه  الرئيس الفرنسي  ضرورة منع اشتعال الوضع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، معبرا عن قلقه البالغ إزاء تصاعد التوترات 

وشدد ماكرون على أهمية منع التطورات الخطرة التي قد تضر بمصالح لبنان وإسرائيل وتهدد الاستقرار الإقليمي كان هذا لتعبيد طريق اللقاء بين الموفد الاميركي اموس هوكستين والناشط الفرنسي على درب لبنان جان ايف لودريان  وما رشح عن الثنائية الفرنسية الاميركية في باريس هو  العمل على تخفيف التصعيد على الجبهة الجنوبية اللبنانية والتأكيد على ان امكانية الحل الدبوماسي لا تزال موجودة . 

واذا كانت قواعد الاشتباك لا تزال مضبوطة في جبهات القتال وتتقدم عليها المساعي الدبلوماسية، فإن القواعد السياسية أفلتت داخليا من حدودها ولاسيما على جبهتي القوات والتيار الوطني الحر . فجنوح النائب جبران باسيل نحو تسويات سياسية على الرئاسة وملفات اخرى دفعه الى التوسع نحو الحرب الشاملة مع معراب ، اما معارك الالغاء بين بكركي والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى فقد قاربت على اعلان الصفح وبادرت الكنيسة للمرة الثالثة الى زيارات ومواقف تعيد وصل ما انقطع 

وقام النائب البطريركي المطران بولس مطر  بزيارة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب ، وقالت مصادر الجديد إن غيمة الصيف شارفت على  نهايتها. وتولت النائبة ستريدا جعجع من جهتها رد الضيم عن القوات في موضوع بكركي، وقالت  إن الجميع يعلم مدى عمق العلاقة التاريخية مع الصرح، ولكن يبدو أن طباخي مطابخ البروباغاندا السوداء في هذه الأيام ليسوا "بشطارة" من سبقوهم "غيرن كان أشطر"  فيما أسندت الى النائب بيار بو عاصي مهام قصف التيار واعتباره كاذبا، واصفا جبران باسيل بالانحطاط ولا سيما في ملف  النازحين السوريين . 

وسوريا نازحة عن القصر الرئاسي تتعرض لحادث سير غامض الاسباب حتى الساعة،  واذ تخضع المستشارة الاعلامية لونا الشبل لعلاج دقيق في المستشفى فإن المعلومات تدفقت عن الاسباب والخلفيات، وعن علاقة المستشارة الرئاسية بالدولة الروسية  وسط تساؤلات حول ما اذا كانت لونا الشبل قررت الخروج من ذاك الاسد. 

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بنیامین نتنیاهو الرئیس الفرنسی رئیس الحکومة نعمة ناصر فی باریس ابو نعمة لا تزال

إقرأ أيضاً:

الفرص المتاحة: كيف يمكن للحرب التجارية بين أمريكا والصين أن تكون نعمة للدول النامية؟

إن الحرب التجارية المطولة والمتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، والتي تتسم الآن بفرض تعريفات جمركية كبيرة ومتزايدة على مجموعة من السلع، تشكل شبكة معقدة من التحديات والفرص للاقتصاد العالمي. ورغم أن التأثير المباشر كان مدمرا، وخاصة بالنسبة للقوتين الاقتصاديتين العملاقتين في قلب الصراع، فإن التحليل الدقيق يكشف عن بصيص أمل بالنسبة للدول النامية. وهذا الاحتكاك التجاري، بعيدا عن كونه قوة سلبية بحتة، يمكن أن يكون بمثابة محفز، ويخلق فرصا ذهبية لهذه الدول لتعزيز قدراتها التجارية والتصديرية بشكل استراتيجي على المسرح العالمي.

وتكمن الفرضية الأساسية لهذه الفرصة في تعطيل سلاسل التوريد العالمية القائمة. فعلى مدى عقود من الزمان، كانت الولايات المتحدة والصين متشابكتين بعمق في نظام بيئي معقد للتصنيع والتجارة. وكانت الصين، التي يشار إليها غالبا باسم "مصنع العالم"، مصدرا رئيسا للسلع المصنعة للسوق الأمريكية، في حين كانت الولايات المتحدة مستوردا كبيرا للمنتجات الصينية وموردا رئيسا لبعض السلع والتقنيات. وإن فرض التعريفات الجمركية الباهظة من قبل كلا الجانبين يجعل هذه التجارة المباشرة مكلفة بشكل متزايد وغير قابلة للتطبيق في بعض القطاعات، ويؤدي هذا إلى خلق فراغ، أي فجوة في شبكة الإمدادات العالمية، حيث تتمتع البلدان النامية بوضع فريد يسمح لها بملئها.

تعمل الحرب التجارية على تسريع اتجاه تنويع سلسلة التوريد، وإن الشركات المتعددة الجنسيات، التي عانت من الهشاشة الناجمة عن الاعتماد بشكل كبير على مصدر واحد، تبحث الآن بشكل نشط عن بناء سلاسل توريد أكثر مرونة وتنوعا جغرافيا. ويتطلب هذا الاستكشاف والاستثمار في مراكز التصنيع في البلدان النامية التي توفر تكاليف عمالة تنافسية
ومن أهم السبل أمام البلدان النامية تحويل مسار التدفقات التجارية، وبما أن الرسوم الجمركية تجعل السلع الصينية أكثر تكلفة في الولايات المتحدة، والعكس صحيح، فإن الشركات في كلا البلدين سوف تسعى بنشاط إلى مصادر وأسواق بديلة. والبلدان النامية التي تمتلك قدرات تصنيعية قائمة أو لديها القدرة على زيادة إنتاجها بسرعة في السلع الخاضعة للتعريفات الجمركية سوف تستفيد بشكل كبير. وقد شهدت دول في جنوب شرق آسيا، مثل فيتنام وتايلاند وماليزيا، بالفعل زيادة في الاستثمار وطلبات التصدير مع تطلع الشركات إلى نقل الإنتاج أو تنويع مصادرها بعيدا عن الصين. وعلى نحو مماثل، تستطيع البلدان في أمريكا اللاتينية وأفريقيا التي لديها القدرة على إنتاج السلع، مثل المنتجات الزراعية أو المواد الخام التي كانت تستوردها الصين سابقا من الولايات المتحدة، أن تجد أسواقا جديدة وموسعة.

علاوة على ذلك، تعمل الحرب التجارية على تسريع اتجاه تنويع سلسلة التوريد، وإن الشركات المتعددة الجنسيات، التي عانت من الهشاشة الناجمة عن الاعتماد بشكل كبير على مصدر واحد، تبحث الآن بشكل نشط عن بناء سلاسل توريد أكثر مرونة وتنوعا جغرافيا. ويتطلب هذا الاستكشاف والاستثمار في مراكز التصنيع في البلدان النامية التي توفر تكاليف عمالة تنافسية، وبنية أساسية محسنة، وبيئات سياسية مستقرة. ويمكن أن يؤدي هذا التحول إلى زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر في هذه الدول، وتعزيز التنمية الصناعية، وخلق فرص العمل، وتعزيز قدراتها التكنولوجية. ويمكن أن يؤدي نقل مرافق الإنتاج أيضا إلى نقل المهارات والمعارف مما يزيد من تعزيز إمكانات النمو الطويلة الأجل لهذه الاقتصادات.

وتمتد الفرصة إلى ما هو أبعد من مجرد استبدال أحجام التداول الحالية، كما أن الحرب التجارية تخلق مساحة للبلدان النامية للارتقاء في سلسلة القيمة. ومع بحث الشركات عن بدائل لهيمنة الصين في قطاعات تصنيعية معينة، يمكن للدول النامية أن تستثمر استراتيجيا في الصناعات ذات القيمة المضافة الأعلى. ويمكن أن يشمل ذلك التركيز على إنتاج مكونات أكثر تطورا، أو الانخراط في عمليات تصنيع متقدمة، أو تطوير علاماتها التجارية والملكية الفكرية الخاصة بها. الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، في حين تشكل تحديات كبيرة للنظام الاقتصادي العالمي، لا يمكن إنكار أنها تقدم فرصة فريدة للبلدان النامية. ومن خلال الاستفادة الاستراتيجية من تحويل التجارة، والاستفادة من تنويع سلسلة التوريد، ورفع سلسلة القيمة، وتعزيز الروابط الإقليمية، يمكن لهذه الدول زيادة تجارتها وصادراتها بشكل كبير، وتعزيز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامينومن خلال استهداف هذه القطاعات ذات الهامش المرتفع استراتيجيا، لا تستطيع الدول النامية زيادة عائدات صادراتها فحسب، بل يمكنها أيضا تعزيز الابتكار والتحول الاقتصادي طويل الأجل.

وعلاوة على ذلك، يمكن للحرب التجارية أن تعمل كحافز للدول النامية لتعزيز علاقاتها التجارية الإقليمية. ومع تحول الولايات المتحدة والصين إلى الداخل إلى حد ما، أو التركيز على الصفقات الثنائية مع شركاء مختارين، يمكن للدول النامية الاستفادة من الاتفاقيات والشراكات التجارية الإقليمية لتعزيز قدر أكبر من التكامل الاقتصادي فيما بينها. ومن الممكن أن يؤدي هذا إلى إنشاء أسواق أكبر وأكثر مرونة، وتقليل الاعتماد على القوى الخارجية، وتعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب. ويمكن أن يؤدي تعزيز التجارة الإقليمية أيضا إلى تطوير سلاسل قيمة إقليمية، مما يسمح للبلدان النامية بالتخصص في مختلف مراحل الإنتاج والاستفادة من وفورات الحجم الجماعية.

كما أن المناخ الجيوسياسي الحالي، الذي شكلته التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، يتطلب اتباع نهج دبلوماسي دقيق. إن الدول النامية بحاجة إلى الحفاظ على علاقات متوازنة مع القوتين العالميتين، وتجنب الاضطرار إلى اختيار أحد الجانبين. ويظل الانخراط في المنتديات المتعددة الأطراف ودعم مبادئ التجارة الحرة والعادلة من خلال منظمة التجارة العالمية؛ أمرا حاسما لضمان نظام تجاري عالمي مستقر وقابل للتنبؤ يعود بالنفع على جميع الدول، وخاصة الدول النامية.

في الختام، إن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، في حين تشكل تحديات كبيرة للنظام الاقتصادي العالمي، لا يمكن إنكار أنها تقدم فرصة فريدة للبلدان النامية. ومن خلال الاستفادة الاستراتيجية من تحويل التجارة، والاستفادة من تنويع سلسلة التوريد، ورفع سلسلة القيمة، وتعزيز الروابط الإقليمية، يمكن لهذه الدول زيادة تجارتها وصادراتها بشكل كبير، وتعزيز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامين. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الإمكانات يتطلب استجابات سياسية استباقية، واستثمارات في البنية التحتية ورأس المال البشري، والتنقل الدقيق في المشهد الجيوسياسي. وبالتالي، فإن الاضطراب الحالي يمكن أن يتحول من تهديد إلى حافز قوي لتمكين العالم النامي اقتصاديا، وإعادة تشكيل أنماط التجارة العالمية لعقود قادمة.

مقالات مشابهة

  • مقدمات نشرات الاخبار المسائية
  • الدور البطولي الذي قاده اللواء أبو عبيدة.. تكريم رئيس هيئة العمليات العسكرية لمتحرك المناقل الغربي
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • الخارجية اللبنانية: للضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها وخروقاتها المتكررة لقرار مجلس الامن١٧٠١
  • معلومات... هذا الهدف الذي سيقصفه العدوّ الإسرائيليّ في الضاحية
  • الفرص المتاحة: كيف يمكن للحرب التجارية بين أمريكا والصين أن تكون نعمة للدول النامية؟
  • محمد معز رئيس المالديف الذي منع الإسرائيليين من دخول بلاده
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت
  • اسرائيل تفجر منازل المدنيين على ساكنيها وعشرات الشهداء والجرحى تحت الأنقاض
  • ريهام حجاج تحذّر من تيك توك: الأمومة مسؤولية صعبة