أعلن مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، التشكيل الوزاري الجديد الذي شهد خطوة مفاجئة أحدثت جدلا واسعا، بتعيين اللواء عبد المجيد صقر، الذي كان يشغل منصب محافظ السويس، والعسكري المتقاعد وزيرا للدفاع وترقيته ترقية مزدوجة من لواء إلى فريق أول وإعفاء الفريق أول محمد زكي من منصبه.

القرار جاء بعيدًا عن التوقعات التقليدية بتعيين أحد قادة الجيش الحاليين ومن خارج المجلس العسكري الحالي وأثار العديد من التساؤلات حول دوافع هذا الاختيار وتداعياته على هيكل القيادة العسكرية في مصر، حيث تجاهل السيسي لقيادات الجيوش والأفرع ورئيس هيئة الأركان يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا الاختيار.



وفي أعقاب القرار أعفى السيسي رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق أسامة عسكر هو الأخر من منصبه وعين الفريق أحمد فتحي ابراهيم خليفة له رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة.

وبهذه الإعفاءات خلى المجلس العسكري من شركاء قائد الانقلاب في انقلابه على الرئيس الراحل محمد مرسي، حيث كان زكي يشغل منصب قائد الحرس الجمهوري المرافق للرئيس مرسي، وكان عسكر أحد أعضاء المجلس العسكري وأحد قياداته، ولم يتبقى سوي شخص واحد فقط في تشكيل المجلس العسكري الجديد.

تتزامن تلك التغييرات مع انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، الذي قاده السيسي بدعم من المجلس العسكري آنذاك، ولعب وزير الدفاع السابق الفريق أول محمد زكي الذي كان يشغل منصب رئيس الحرس الجمهوري في ذلك الوقت دورا محوريا في القبض على الرئيس الراحل محمد مرسي واعتقاله ونقله إلى مكان مجهول، حين دخل عليه مكتبه وأمر باعتقاله مكتبه قائلا "أنتم معتقلون".


وكانت شهادة زكي على الرئيس مرسي أمام النيابة لها دور كبير في توجيه الاتهام في قضية قتل المتظاهرين، حين قال إن الرئيس مرسي طالبه فض التظاهرات وأن قوات الحرس الجمهوري رفضت تنفيذ أوامره بقتل المتظاهرين.

وبحسب تشكيل المجلس العسكري الحالي وبعد تلك التغيير فرغ المجلس من أعضاءه المشاركين في انقلاب 3 تموز/ يوليو باستثناء الفريق أحمد خليفة رئيس اركان القوات المسلحة الجديد، والذي شغل منصب أمين عام وزارة الدفاع، أمين سر المجلس الأعلى للقوات المسلحة (أمين السر ليس له صوت معدود) في اتخاذ القرارات.

أحمد وصفي وتصريح الإطاحة

وفي 2014 أطاح السيسي بالفريق أحمد وصفى قائد الجيش الثاني الميداني بعد أن انتشرت كلامته التي حاول فيها نفي تهمة الانقلاب عن تحركات الجيش في الـ 30 من حزيران / يونيو، وعجلت بالإطاحة به خارج القوات المسلحة.

إذ قال أمام جمْع من جنوده خلال برنامج تلفزيوني "لو ترشّح السيسي للرئاسة... قولوا على 3 يوليو انقلاب"، لتتم الإطاحة به في 2014 من منصبه، وتعيينه رئيساً لهيئة تدريب القوات المسلحة، ليتبع ذلك قرار آخر في أيار/ مايو 2017 أطاح به من الهيئة، قبل أن يتم تكليفه بمنصب شرفي كمساعد لوزير الدفاع.



ومع فرض سيطرته على السلطة عقب الانقلاب العسكري في تموز/ يوليو 2013، بمساعدة شركائه بدأ رئيس الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي سياسة التغيير المستمر في القيادات العسكرية، خاصة أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وبعد أن حافظ السيسي خلال فترة ولاية الأولي على أعضاء المجلس العسكري مع تبادل المناصب فيما بينهم، ومكن بسط سيرته مع بداية الولاية الثانية له في 2018 انطلق السيسي في عملية الإطاحة بشركائه والذي كان على رأسهم وزير الدفاع وشريك الانقلاب الأساسي الفريق أول صدقي صبحي.

الإطاحة بـ 12 عضوا

التغيير الأهم جاء مع بداية فترة ولايته الثانية 2018 بعد نحو شهرين من إعلان فوز السيسي برئاسة مصر، وذلك في 14 حزيران/ يونيو، أطاح السيسي بشريكه في الانقلاب الفريق أول صدقي صبحي ضمن تغيير وزاري كبير وعينه مساعدا لرئيس الجمهورية لشؤون الدفاع، وهو منصب شرفي دون صلاحيات، وعين بدلا منه الفريق أول محمد زكي، قائد الحرس الجمهوري، الذي كان له دور بارز في الانقلاب.

وقام السيسي بإقالة مدير المخابرات الحربية اللواء محمد فرج الشحات، الذي عين في نيسان / أبريل 2015، وعيّن بدلا منه قائد الجيش الميداني الثاني اللواء أركان حرب خالد مجاور، ونُقل قائد المنطقة الغربية العسكرية اللواء شريف فهمي بشارة إلى منصب مدير أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية.

وجاء إعلان حركة التغييرات الأخيرة بشكل غير رسمي بالتزامن مع اجتماع السيسي بوزير الدفاع الفريق أول محمد زكي صباح بمقر رئاسة الجمهورية.

ورغم تخصين منصب وزير الدفاع حسب دستور 2014 وفقا للمادة 234 الاستثنائية ضمن عدد من المواد الانتقالية، التي نصت على أن تعيين وزير الدفاع يكون "بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتسري أحكام هذه المادة لدورتين رئاسيتين كاملتين اعتبارا من تاريخ العمل بالدستور"، إلا أنه تمت تم إقالة صبحي في دستور 2014.

وفي سياق التغييرات الوزارية، أقال السيسي قائد القوات الجوية المصرية الفريق يونس المصري، وقرر تعيينه في منصب وزير الطيران المدني، وفي آذار/ مارس 2018 أقيل رئيس هيئة تسليح القوات المسلحة اللواء أركان حرب عبد المحسن موسي، وعين مكانه اللواء أركان حرب طارق سعد زغلول.


وتمت الإطاحة في يونيو/حزيران الماضي باللواء أركان حرب محمد رأفت الدش من منصبه قائدا للجيش الثالث الميداني، وتم تعيين اللواء أركان حرب رفيق رأفت عرفات خلفا له.

وتحدثت تقارير صحفية في تموز/ يوليو 2018 عن استبعاد رئيس هيئة العمليات اللواء أركان حرب وحيد عزت، وتعيين اللواء محمد المصري بدلا منه.

وفي 30 أغسطس/آب 2018، أصدر السيسي قرارا بتكليف مدير سلاح المشاة اللواء شريف سيف الدين حسين برئاسة هيئة الرقابة الإدارية لمدة عام، كما أقيل قائد المنطقة المركزية العسكرية اللواء أركان حرب أيمن عبد الحميد عامر في تشرين الأول/ أكتوبر2018، وتم تعيين لواء أركان حرب عماد أحمد الغزالي خلفا له.

وكنتيجة مباشرة لتغييرات السيسي، لم يتبق من المجلس العسكري والقيادات العسكرية التي كانت موجودا وقت الانقلاب سوى وزير الدفاع السابق الفريق اول محمد زكي، ورئيس الأركان الفريق أسامة عسكر، رئيس أركان القوات المسلحة الجديد الفريق أحمد خلفية والذي كان يحضر فترة واجدة في منصف أمين عام وزارة الدفاع.  

ووفقا للقانون رقم 20 الذي أصدره الرئيس المؤقت عدلي منصور يوم 24 فبراير/شباط 2014، يتكون المجلس العسكري من 25 عضوا، منهم وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان، إلا أنه يحق للسيسي ووزير الدفاع تعيين أعضاء في المجلس، ويستمر وزير الدفاع في رئاسة المجلس إلا عند حضور السيسي لأحد الاجتماعات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية محمد زكي المجلس العسكري السيسي أسامة عسكر السيسي المجلس العسكري رئيس الأركان أسامة عسكر محمد زكي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الفریق أول محمد زکی اللواء أرکان حرب المجلس العسکری القوات المسلحة الحرس الجمهوری أعضاء المجلس الفریق أحمد وزیر الدفاع رئیس هیئة من منصبه الذی کان

إقرأ أيضاً:

محافظ السويس يوافق على تخصيص 7 قطع أراضي للأبنية التعليمية

عقد اللواء طارق حامد الشاذلى محافظ السويس اليوم اجتماع المجلس التنفيذي للمحافظة بحضور الدكتور عبدالله رمضان نائب المحافظ و اللواء أحمد الإسكندراني السكرتير العام للمحافظة، والأستاذ أحمد وزيري السكرتير العام المساعد والقيادات التنفيذية والأمنية.

قرارات مهمة

وفي بداية الاجتماع قدم محافظ السويس التهنئة للأقباط بمناسبة قرب حلول أعياد الميلاد المجيد، مؤكدًا على جميع القيادات برفع درجة الاستعداد القصوي والالتزام بتنفيذ الإجراءات اللازمة لاستعداد المحافظة لاستقبال الاحتفالات بالأعياد.

أكد المحافظ على مدير مديرية الطرق بضرورة إعادة الشيء إلى أصله فور الانتهاء من أي أعمال إصلاح تتم بالطرق، وتقديم تقرير أسبوعي بذلك، وكلف جميع المديريات بعمل دراسة شاملة لجميع البيانات الرئيسية بالمحافظة على أن تقوم كل مديرية بتقديم تقرير عن البيانات والمعلومات الخاصة.

وشدد على التنسيق بين مباحث التموين ومدير مديرية التموين والأحياء والجهات المعنية للمرور والتفتيش والمتابعة اليومية المستمرة على منافذ بيع السلع الغذائية لمراقبة وضبط الأسعار، وتوافر السلع الأساسية، والتأكد من جودة السلع المعروضة للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين، مشيرًا إلى أنه سيتم افتتاح منفذ لمحافظة السويس بمدينة السادات أمام قسم الأربعين لعرض السلع والمنتجات الغذائية بأسعار مخفضة لرفع المعاناة عن كاهل المواطنين، ومحاربة جشع التجار المستغلين.

كما حضر المجلس التنفيذي اللواء أحمد ديوان رئيس فرع هيئة الرقابة الإدارية بالسويس، والنائب جمال عبيد، والنائبة عفاف زهران عضوا مجلس النواب، والنائب أحمد خشانة، والنائب سيد عبده عضوا مجلس الشيوخ، ورؤساء الأحياء، ومديرو المديريات، ومديرو مشروعات المحافظة، والمصالح الحكومية، والجهات المعنية بالمرافق العامة والخدمات.

مهلة 15 يوما

كما أكد اللواء طارق الشاذلي على إدارة المحلات بالتنبيه على أصحاب المحلات وإعطائهم مهلة 15 يومًا لتقنين أوضاعهم والسير في إجراءات الترخيص، مشيرًا إلى أن القانون يقدم العديد من التيسيرات لأصحاب المحلات لتوفيق أوضاعهم، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين.

ووافق المجلس التنفيذي على اعتماد دليل إجراءات مباشرة الإعلانات بالمحافظة، مؤكدًا على اتخاذ جميع الضوابط والقرارات بالتنسيق بين الأحياء وإدارة الإعلانات بديوان عام المحافظة.

وعرضت المهندسة شيماء فؤاد، مدير عام التخطيط العمراني بالمحافظة، تخصيص مساحات أراضٍ لبعض الجهات الحكومية لإنشاء مشروعات خدمية ومرافق عامة بنطاق الأحياء.

ووافق المجلس برئاسة اللواء طارق حامد الشاذلي، محافظ السويس، على تخصيص قطعة أرض على طريق صلاح نسيم لصالح لجنة الإشراف على المواقف لإنشاء ساحة انتظار للسيارات بنطاق حي فيصل، كما وافق المجلس على تخصيص أرض لصالح الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي لإنشاء عدد (٩) محطات رفع ومعالجة بمناطق الشلوفة، والألبان الجديدة، والعمدة شرق، وشندورة، وعزبة الشكلي، وأبو عرابي، وعزبة الشلوفة الجديدة، وأبو سيال.

تخصيص قطع أراضي لإقامة مدارس في السويس

كما قرر المجلس تخصيص عدد (7) قطع اراضى بنطاق احياء المحافظة لصالح الهينة العامة للأبنية التعليمية لإقامة مدرسة بمدينة الحرية بحى عتاقة ومدرسة على طريق السويس/ الاسماعيلية بحى الجناين وبحى فيصل وبحى عتاقة خلف مدينة الشهداء وبمدينة السلام 2 بحي عتاقة وبمدينة السلام 1 بحي فيصل و أيضا قطعة أرض لاقامة المدرسة اليابانية بحوض الدرس.

وفي الاجتماع قدم اللواء طارق الشاذلي محاضرة عن الاجراءات التى تتخذها الحكومة المصرية في ظل الأوضاع العالمية الحالية، موضحا أهمية ما قامت به مصر في تنمية وتطوير طرق المواصلات و تكوين مجتمعات جديدة ( عمرانية زراعية و صناعية) وأيضا المشروعات القومية والتنموية و المشروعات القومية العالمية التي قامت بمصر بتنفيذها علي مستوي عدد من دول العالم.

الموقف الاقتصادي العالمي

كما تحدث المحافظ عن الموقف الاقتصادي العالمي والداخلي، والموقف السياسي الدولي والإقليمي، وتأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الوضع العام والاقتصاد، والوضع في فلسطين وسوريا وبعض الدول العربية. وفي نهاية المحاضرة، أكد اللواء طارق الشاذلي أن العلم هو أساس تقدم الأمم، مؤكدًا على ضرورة الإعداد الجيد والتأهيل الشخصي والوعي المستمر، وأهمية الانضباط وحب العمل، وتنمية العادات الفاضلة، ونبذ العادات السيئة، وحب مصر وتنمية الولاء والانتماء، والعمل على النهوض بمصرنا الحبيبة في كافة المجالات.

وفي المجلس التنفيذي، تم عرض عدد من التقارير، بدأ بعرض تقرير عن موقف تقنين الأراضي في كل الأحياء، وتقرير عن موقف المتغيرات المكانية في كل الأحياء، وتقرير عن منظومة التصالح في البناء على مستوى الأحياء بنطاق المحافظة، وتقرير عن التعديات والإزالات بنطاق المحافظة. وفي نهاية الاجتماع، كرم اللواء طارق الشاذلي الشيخ محمد محمدي، إمام مسجد الحسين بحي فيصل، لحصوله على المركز الأول في المسابقة العالمية 31 لحفظة القرآن الكريم وترجمات معاني القرآن الكريم.

مقالات مشابهة

  • الدفاع الصينية تنتقد تقرير البنتاجون حول التطور العسكري
  • لماذا تعد سوريا من أكثر البلدان قابلية للانقلاب العسكري؟
  • لقاء ليبي-أمريكي يناقش التعاون العسكري وميزانية موحدة لعام 2025
  • كوريا الجنوبية: فشل محاولات تسليم رئيس البلاد وثائق محاكمته
  • الأهلي يطيح بلاعبه في صفقة تبادلية
  • محافظ سوهاج يفتتح المرحلة الثانية من تطوير وتوسعة الكورنيش الغربي
  • الأحرار يعلن موعد انعقاد مجلسه الوطني
  • محافظ السويس يوافق على تخصيص 7 قطع أراضي للأبنية التعليمية
  • «الإمارات للإفتاء» يستعرض إنجازات المجلس
  • مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية يوافق على خطة التحول الإعلامي لـ “واس