إسرائيل تكشف تفاصيل الهجوم على مقر الجيش في لبنان عام 82
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
أعلنت إسرائيل مساء اليوم الاربعاء 3 تموز 2024 ، أن الانفجار الذي وقع قبل 42 عاما في مقر قيادة الجيش آنذاك في صور بلبنان وأسفر عن مقتل 76 جنديا وضابطا، كان ناجما عن "هجوم انتحاري مفخخ" وليس انفجار أسطوانات غاز كما كان يُعتقد.
جاء ذلك وفق ما حدده فريق تحقيق مشترك من الشاباك (جهاز الأمن العام) والجيش الإسرائيلي والشرطة، قدم نتائج تحقيقاته لعائلات القتلى ووسائل الإعلام الأربعاء، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.
الحادث الذي يسمى إعلاميا في إسرائيل "كارثة صور الأولى" وقع صباح 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 1982 في نهاية حرب لبنان الأولى (بدأت في يونيو/ حزيران من العام نفسه باجتياح الجيش الإسرائيلي لجنوب لبنان)، حيث انهار مبنى الحكم العسكري الإسرائيلي في صور ما أسفر مقتل 91 شخصا.
وبين القتلى الإسرائيليين 34 شرطيا من حرس الحدود و33 جنديا و9 من عناصر "الشاباك" و15 معتقلًا لبنانيًا.
ويُعد الحادث من أعنف الكوارث في تاريخ إسرائيل، وفق "هآرتس".
ووقتها، قالت لجنة تحقيق تابعة للجيش الإسرائيلي إن الانفجار نجم عن تسرب غاز من أسطوانات داخل المبنى.
لكن اللجنة الجديدة التي كشفت نتائجها الأربعاء، قالت إن عنصرا من "حزب الله" أو من حركة "أمل" اللبنانية فجّر نفسه بسيارة مفخخة ما تسبب في انهيار المبنى المكون من عدة طوابق.
وادعت نتائج التحقيق، أنه تم تنفيذ الهجوم بدعم إيراني وبتخطيط الرجل الثاني في "حزب الله" عماد مغنية (كان عضوا بحركة "أمل" قبل انتقاله لحزب الله) الذي قتل في انفجار سيارته عام 2008، في عملية اغتيال مشتركة نفذتها إسرائيل والولايات المتحدة، وفق تقارير مختلفة.
وخلال العقود التي مرت منذ ذلك الحين، تراكمت الكثير من الأدلة التي تناقض استنتاجات اللجنة العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك التحقيق الأول الذي نشره الصحفي الإسرائيلي رونين بيرغمان في ملحق "هآرتس" عام 1998، والذي ذكر أن الحديث يدور عن هجوم، وأن "لجنة التحقيق تجاهلت الأدلة وأخفى الجيش والشاباك المعلومات عن العائلات الثكلى والجمهور لاعتبارات معنوية وسياسية".
لكن، فقط في عام 2022، وبعد ضغوط من عائلات القتلى، قرر رئيس جهاز الشاباك رونين بار إعادة فحص النتائج، في الذكرى الأربعين للحادث.
وقرر فريق التحقيق الذي أنشأه بار في ذلك العام أن "الشك في أن الحديث يدور عن هجوم يزداد قوة"، ونتيجة لذلك، تم تشكيل فريق التحقيق المشترك، الذي نُشرت نتائجه اليوم، وفق "هآرتس".
وتشكل فريق التحقيق الإسرائيلي من عشرات الأشخاص، بما في ذلك أعضاء بالشاباك والجيش والشرطة والصناعات الدفاعية والأوساط الأكاديمية، وترأسه اللواء (احتياط) أمير أبو العافية.
وبين أمور أخرى، اكتشف فريق التحقيق تفاصيل لم تكن معروفة من قبل، من بينها العثور على جثة منفذ الهجوم ومحرك السيارة المفخخة التي فجرها في مكان الحادث.
وقام الفريق بإجراء تحليل للمبنى المنهار وفحص النتائج التي توصل إليها تشريح الجثث في معهد الطب الشرعي بإسرائيل.
إلى جانب ذلك، اعتمد الفريق أيضًا على شهادات جنود الجيش الإسرائيلي والمواطنين اللبنانيين التي نُشرت في تحقيق "هآرتس" عام 1998، وكذلك على المعلومات العلنية التي نشرها "حزب الله".
ويقول "حزب الله" إن منفذ العملية بمدينة صور جنوبي لبنان هو "أحمد قصير" (17 عاما)، الذي يعتبره "أول شهيد" للحزب بعد إعلان تأسيسه عام 1982.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من العام التالي 1983، أدى انفجار سيارة مفخخة قرب بوابة مدخل مقر قيادة الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود في صور إلى مقتل 59 شخصًا، بينهم 16 عنصرا إسرائيليا من شرطة حرس الحدود و9 جنود الجيش و3 من أفراد الشاباك، بجانب 31 معتقلاً لبنانياً، فيما اصطلح إعلاميا داخل إسرائيل على تسميتها "كارثة صور الثانية".
المصدر : وكالة سوا - الاناضولالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فریق التحقیق حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تكشف نواياها تجاه جنوب لبنان
كشفت دولة الاحتلال الإسرائيلية نواياها الشريرة تجاه جنوب لبنان، وذلك على الرغم من الرغبة اللبنانية في انسحاب قوات الاحتلال عن كافة الأراضي المُحتلة.
اقرأ أيضًا.. العدوان على غزة يُحفز سلسلة من جرائم الكراهية ضد المسلمين
انتشال جثامين 120 شهيدا من تحت الركام في غزة إٍسرائيل تُواصل عدوانها السافر على مُخيم جنين في الضفةوذكرت وسائل إعلام محلية في الدولة العبرية أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت حليفتها أمريكا برغبتها في إبقاء قواتها العسكرية في جنوب لبنان لشهر إضافي على الأقل.
ونقلت شبكة سكاي نيوز الإخبارية تأكيد سفير تل أبيب في واشنطن على سعي الجيش الإسرائيلي للاحتفاظ بمواقع مُعينة في الجنوب اللبناني.
تسعى الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب إلى إنجاح جهودها لتحقيق السلام في جنوب لبنان، وسط التوغلات الإسرائيلية المستمرة.
وذكرت تقارير محلية إسرائيلية أن إدارة ترامب تمارس ضغوطًا على حكومة بنيامين نتنياهو لإتمام الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان بحلول يوم الأحد.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن اتفاق وقف إطلاق النار في الشمال يُفترض أن يتحول إلى هدنة دائمة خلال الأيام المقبلة، مع التزام الجيش الإسرائيلي بإجلاء كامل قواته من جنوب لبنان. ومع ذلك، أفادت مصادر مقربة من نتنياهو بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي طلب من ترامب الموافقة على الإبقاء على خمس بؤر استيطانية إسرائيلية في جنوب لبنان، مُشيرًا إلى أن هذه البؤر تُعد ضرورية لتشكيل حاجز أمني بين سكان شمال فلسطين المحتلة وجنوب لبنان.
هذا الطلب يتعارض مع رؤية الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، الذي يؤكد على ضرورة انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية. وتُمثل التحركات الإسرائيلية الأخيرة تحديًا كبيرًا أمام الإدارة اللبنانية، خاصة مع إصرار الرئيس عون على تحقيق انسحاب شامل كخطوة نحو استعادة السيادة الكاملة للبنان.
يعاني جنوب لبنان منذ عقود من آثار العدوان الإسرائيلي المستمر، الذي خلّف دمارًا واسعًا في البنية التحتية، وتهجير آلاف السكان من قراهم ومنازلهم. تتعرض المنطقة لاعتداءات متكررة تشمل قصفًا جويًا وتوغلات برية، إضافة إلى محاولات إنشاء بؤر استيطانية على الحدود. هذا العدوان أثّر بشكل مباشر على استقرار السكان، حيث تدهورت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية نتيجة تدمير الزراعة، التي تُعد مصدر رزق أساسي لأهل الجنوب. كما يعاني السكان من أضرار نفسية جرّاء العنف المتكرر والخوف المستمر. ورغم كل ذلك، يبقى أهل الجنوب رمزًا للصمود في وجه الاحتلال، مع إصرارهم على الدفاع عن أرضهم واستعادة حقوقهم المشروعة