مزيد من العدوانيّة الإيرانيّة
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
آخر تحديث: 7 غشت 2023 - 10:53 صبقلم:خيرالله خيرالله من اشتباكات مخيم عين الحلوة الفلسطيني في جنوب لبنان ببعدها الداخلي الفلسطيني، إلى ما يدور في اليمن والخليج العربي، مرورا بأحداث أخرى على الصعيد اللبناني وفي العراق وسوريا، يبدو المشروع التوسعي الإيراني وكأنّه دخل مرحلة جديدة. أقلّ ما يمكن وصف هذه المرحلة به هو مزيد من العدوانيّة ترافق محاولة لتثبيت أمر واقع في المنطقة.
مرّة أخرى، يتبيّن بالملموس أنّ نظام “الجمهوريّة الإسلاميّة” في إيران لا يستطيع العيش من دون تنفيذ مضمون شعار “تصدير الثورة” مع ما يعنيه ذلك من استخدام لميليشيات تعمل بإمرة “الحرس الثوري” في هذا البلد أو ذاك. من هذا المنطلق، يمكن فهم السعي الإيراني إلى استغلال الارتباك الداخلي الإسرائيلي المترافق مع أزمة في العلاقات الإسرائيلية – الأميركيّة في كلّ الاتجاهات وعلى كلّ الصعد.يعبّر عن ذلك الموقف الذي اعتمده النظام السوري أخيرا في تعاطيه مع الإدارة الأميركيّة. ليس سرّا أن إدارة جو بايدن كانت تجري مفاوضات مع ممثلين للنظام السوري في سلطنة عُمان. يوجد اهتمام أميركي بمصير الصحافي الأميركي أوستن تايس الذي اختفى في العام 2012 في منطقة داريا السوريّة. رضخ الأميركيون لرغبة النظام وأجروا معه مفاوضات مباشرة على مستوى معيّن. توقف كلّ شيء عند الجلسة الثالثة التي لم تستغرق سوى دقائق قليلة. اعتبر الجانب السوري، فجأة، أن لا مجال لمفاوضات من أي نوع من دون انسحاب عسكري أميركي سريع من الأراضي السوريّة. أكثر من واضح أن القرار في هذا الشأن كان قرارا إيرانيا. بعثت “الجمهوريّة الإسلاميّة” برسالة إلى كلّ من يعنيه الأمر. فحوى الرسالة أن القرار السوري ملكها. ما ينطبق على الموقف من أميركا ينطبق على الموقف من تركيا. لا وجود حاليا لأي مفاوضات بين النظام وتركيا في شأن الترتيبات الأمنيّة في الشمال السوري والتطبيع مع الرئيس رجب طيب أردوغان كما يرغب الجانب الروسي. وضعت طهران حدّا لأي أخذ وردّ بين أنقرة ودمشق.لم تترك “الجمهورية الإسلامية”، للأسف الشديد، غير خيار التصعيد بغية الدفاع عن نفسها في وجه التطورات التي تشهدها المنطقة كلّها. لذلك نراها تتشدّد في لبنان وتمنع انتخاب رئيس للجمهوريّة. لذلك أيضا تجهد من أجل السيطرة على المخيمات الفلسطينية، عن طريق “حماس” وأخواتها، في إطار أوسع. هذا الإطار هو معركة خلافة محمود عبّاس (أبومازن) في الضفّة الغربية. في اليمن أيضا تتصرّف إيران عبر أداتها الحوثية تصرّفا غريبا. إذا استثنينا عملية تبادل الأسرى اليتيمة التي حصلت وتفريغ شحنة النفط التي في الناقلة “صافر” قبالة ميناء الحديدة، لا جديد في اليمن. لا وجود لعمليّة سياسيّة تؤدي إلى تسوية تعيد تركيب البلد على أسس جديدة وتوقف الحرب الداخلية الدائرة فيه وإن على نار خفيفة.في العراق، تبذل إيران كلّ يوم جهدا لتكريس أمر واقع. ممنوع على العراق الخروج من تحت الاحتلال الإيراني وذلك بعدما صار “الحشد الشعبي” جزءا لا يتجزّأ من تركيبة النظام، تماما كما حال “الحرس الثوري” في إيران. يسعى الحرس للتأكيد في المرحلة المقبلة، مرحلة ما بعد علي خامنئي، أنّه القوة المهيمنة كلّيا على البلد. أكثر من ذلك، صار النظام العراقي نسخة عن النظام الإيراني الذي يهيمن فيه “الحرس الثوري” على مرافق الدولة. إيران ليست غبية، ولا هي بصدد اللعب. جرعات التهدئة الموضعية التي تقدمها هنا وهناك ليست أكثر من وقت مستقطع لالتقاط الأنفاس. نساء إيران اللواتي انتفضن على سياسة الحجاب الإجباري يردن لأنفسهن الانفتاح الذي تخوضه عواصم جارة لاسيما الرياض، التي تخلع عن نفسها ثوب التشدد الديني والاجتماعي بشكل غير مسبوق. يعرف الحاكم الإيراني أن أبوظبي ودبي والرياض، اللاحقة بركبهما، أكثر جاذبية للشباب الإيرانيين من قم ومشهد وغيرهما. لا نتحدث هنا عن المدن الأوروبية والأميركية التي تلعب فيها الجاليات الإيرانية أدواراً مهمة وتحقق فيها نجاحات لافتة تصل أصداؤها لمن لا يزالون في إيران. الثورة الجارية في المنطقة تطال التكنولوجيا والاستثمار الحديث وتطوير البنى التحتية والربط مع مراكز المال والأعمال والابتكار. ما عاد ممكناً في زمن السوشيال ميديا منع هذه الصورة من الوصول إلى كل شاشات الإيرانيين، عبر الهواتف، وهي صورة يسعى إليها الشباب في كل العالم. ليس صعباً على أجيال إيران الجديدة الاختيار بين ما يقترحه نظام طهران وبين ما تقترحه عواصم أخرى في الإقليم. تدرك إيران هذه الحقائق وتعرف أنها بحاجة إلى بعض الفرملة، ووقف النزيف المالي والاقتصادي، وربما جذب بعض الاستثمارات للتخفيف من حدة الانهيار الذي تعانيه. لا تتجاوز التفاهمات التي تقوم بها إيران هذه الحدود أبداً. من غير المجدي الرهان عليها لأن تصبح خياراً ثابتاً ونقطة تحول في سلوك إيران ومشروعها. ليس معروفا إلى أي مدى ستذهب “الجمهوريّة الإسلاميّة” في التصعيد. التصعيد مستمر على الرغم من أن البيان الثلاثي الذي وقعته مع المملكة العربيّة السعوديّة والصين في بيجينغ يوم العاشر من آذار – مارس الماضي، أي منذ أربعة أشهر، يتحدث صراحة عن “الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخليّة للدول الأخرى”. هل لا يزال هذا البيان يعني شيئا لإيران… أم كلّ ما في الأمر أنّ النظام في طهران يعتبر “تصدير الثورة” علّة وجوده؟يبدو أن ليس في استطاعة هذا النظام تبديل جلده، خصوصا في مرحلة انتقالية مثل المرحلة الحالية. سيتوجب في هذه المرحلة بقاء “الحرس الثوري” ممسكا بكلّ مفاصل السلطة كي يكون رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي خليفة لعلي خامنئي في موقع “المرشد” مستقبلا.سيستمر التصعيد، ستزداد إيران عدائية لمحيطها. لا يبدو أن لديها خيارا آخر غير ذلك. هذا ما يفسّر أيضا موقفها العجيب الغريب من حقل الدرة الكويتي الذي اتفقت الكويت مع السعودية على استغلال مشترك له.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: الحرس الثوری
إقرأ أيضاً:
البريميرليج يعلن مواعيد موسم 2025-2026 مع مزيد من الراحة للاعبين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليج»، اليوم الجمعة، رسميًا عن تواريخ انطلاق ونهاية الموسم الجديد 2025-2026 من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، والذي يشهد عدة تعديلات تهدف إلى منح اللاعبين مزيدًا من الراحة وتخفيف الضغط عليهم.
تنطلق أولى جولات الموسم الجديد يوم السبت الموافق 16 أغسطس 2025، بينما تختتم مباريات الموسم في يوم الأحد 24 مايو 2026.
البريميرليج يراعي ارتباطات اللاعبين في الموسم الجديديشهد الموسم الجديد من بطولة الدوري الإنجليزي، 33 عطلة نهاية أسبوع بالإضافة إلى 5 جولات خلال أيام الأسبوع.
يبدأ الموسم الجديد من البريميرليج في 16 أغسطس 2025، مما يتيح للاعبين فترة راحة تصل إلى 83 يومًا بعد نهاية الموسم الحالي.
وينتهي الموسم في 24 مايو 2026، قبل بداية فترة استدعاء اللاعبين للمشاركة في كأس العالم 2026.
ولن تقام أي مباريات في يوم عيد الميلاد المجيد (24 ديسمبر 2025)، كما لن تقام جولتين متتاليتين في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز خلال فترة 60 ساعة.
وتقام بطولة كأس العالم 2026 في الصيف المقبل، في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، بمشاركة 48 منتخبًا.