شبكة اخبار العراق:
2025-01-01@06:06:56 GMT

الموت يفقد مواصفاته العراقية!

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

الموت يفقد مواصفاته العراقية!

آخر تحديث: 7 غشت 2023 - 10:46 صبقلم:كرم نعمة لن تكون المرة الأخيرة التي يفقد فيها الموت “مواصفاته العراقية” برحيل ماجد أحمد السامرائي في مغتربه البارد، أدركت ذلك وأنا أقف بين العدد الضئيل حد الخيبة من أصدقاء الراحل في صلاة الجنازة.أين توارى الأصدقاء؟ ألم تكن للموت جلجلة عراقية، أم أن الموت نفسه لم يبق لنا الكثير ممن نعرفهم أو يعرفهم الراحل أبوأحمد.

تعاطف عشرات المصلين في مسجد “كينغستون” بعد إكمالهم صلاة الظهر، مع الجثمان الموضوع أمامهم من دون أن يعرفوا الراحل، فأكملوا معنا صلاة الجنازة في طقس وداعي يستعيد ذلك المشهد التاريخي الذي يعيش العراقيون فيه حزنهم الأزلي على الموت.لكن هذا المشهد لم يكتمل، بل تضاعفت الخيبة عندما ذهب العدد الضئيل نفسه لمواراة الجثمان في طقس لندني ممطر بشدة، فهؤلاء فقط ممن بقي يودع السامرائي في رحلته الأبدية. قبل أن يسرق المرض صوته لم نتوقف عن المحادثة، كان يغدق عليّ بالثناء كلما أعدت ذاكرته إلى زمن تلفزيوني عراقي، أو كلما كتبت عن فنان كان السامرائي شاهدا على تجربته بحكم عمله كمدير عام لدائرة الإذاعة والتلفزيون، بينما كنتُ الشاهد القريب منه منذ السنوات التي عاشها في ليبيا وقصة تركه موقعه كسفير للعراق في فنزويلا في تسعينات القرن الماضي، والعذاب الذي عاشه بين المطارات عندما كانت تعيده البلدان من حيث أتى، من دون أن يعرف أين وجهته. في يوم ما قصّ عليّ جانبا من الزمن التلفزيوني العراقي الذي لن تغتفر فيه الأخطاء، فبينما كان يضع رأسه بين يديه ليخفف شيئا من آلامه، شاكيا لمن جلس قبالة مدير التلفزيون آنذاك الشاعر سامي مهدي، قائلا “لم أعد أحتمل المزيد من ضغوط رئاسة الجمهورية عن كل ما يعرض على الشاشة”. لم يجد مهدي غير حكمة الصبر في زمن الحرب، وهو يهدئ من روع مديره بالقول “الحكومة حكيمة، وعليك أن تقبل بحكمتها”. وفي صباح لندني بارد جمع مبنى صحيفة “العرب” من دون موعد مسبق عباس الجنابي وماجد أحمد السامرائي وكنتُ مع فاروق يوسف أشبه بمن يكمل “لعبة الاستذكار الصحافي”، فالثلاثة عملوا معا في الإذاعة والتلفزيون في ثمانينات القرن الماضي وكان عليهم ألا يفرطوا بفرصة اللقاء النادرة، بينما كنتُ كمن يضرم النار في موقد الاستذكار عندما أعيد الأسماء بينهم، محرضا إياهم على الذكرى. اتفقوا على ما كان يجمعهم معا، العمل العراقي الوطني، لكنهم لم يقللوا من شأن ما يفرقهم، وهو حقيقة سائدة بين العراقيين اليوم. رحل عباس الجنابي عام 2021 في مغتربه اللندني، فرثاه فاروق يوسف بتساؤل موجع وصريح وكأن الجنابي وحده في حياته وموته من يُعبّر عن جدل الزمن العراقي الملتبس! والأسبوع الماضي استعاد فاروق بمقاله في “العرب” السامرائي الكاتب والإنسان في مرثاة موازية، بينما كنت أقف تحت المطر قريبا من الجثمان وأعيد السؤال عن كل الأصدقاء الذين تواروا وعن الموت الذي يعمل بجد وكأن كل من نعرفهم قد ماتوا، ولم يبق في العمر متسع لمزيد من الأصدقاء.استقبلت مقبرة ضاحية “كينغستون” على ضفاف نهر التايمز جثمان ماجد أحمد السامرائي، تحت المطر الشديد وفي آب اللاهب! تحف به الزهور والأعشاب الرطبة مثل بقية الأرواح التي ترقد بسلام في هذا الفضاء الأخضر الصغير، لكن المشهد السينمائي لمواراة الجثمان تحت المطر لا يوقف السؤال عن القدر الغامض لموت المغترب في البلاد التي اختارها.يرقد اليوم جثمان السامرائي في المقبرة المحمية بالزهور والأشجار، بينما هناك في بلاد الموت لم يتوقف العراقيون عن مهرجان احتفالهم بأكبر مقبرة في العالم! وكأن الموت قدر العراقي وحده ولا يعمل بجد منذ الأزل في كل بقاع الأرض.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

تعديل موعد جنازة الكاتب بشير الديك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قررت أسرة الكاتب بشير الديك في قرية الخياطة دمياط، إرجاء تشييع جنازته والتي كان مقرر لها عقب صلاة العصر من المسجد الكبير في قرية الخياطة بدمياط حيث مسقط راسة، بسبب تأخير وصول الجثمان، وذلك لحين وصول الجثمان من القاهرة.

ويستعد أهالي قرية الخياطة في دمياط ، لتشييع جنازة السيناريست بشير الديك من المسجد الكبير في القرية عقب وصول الجثمان من القاهرة بعد ان سادت حالة من الحزن لدى أهالي قرية الخياطة دمياط خاصة وأهالي محافظة دمياط بصورة عامة على أثر تلقي خبر وفاة الكاتب الصحفيّ والسيناريست بشير الديك بعد صراع مع المرض حيث  ان الكاتب بشير صديق الديك ابن قرية الخياطة دمياط ولد بها عام 1944 ونشأ وتعلم فيها وبدأ حياته الوظيفية بالتربية والتعليم بدمياط في الحسابات وبدأ حياته الأدبية بكتابة القصة القصيرة وانضم إلي نادي الأدب وجماعة الرواد الأدبية بدمياط في أوائل الستينيات وزامل خلالها الأدباء الدمايطة ومنهم مصطفي الأسمر وأنيس البياع والسيد النماس ويسري الجندي ومحمد السلاموني ثم انتقل إلي القاهرة وكافح حتي فرض اسمه ككاتب سيناريو متميز وكتب وأعد حوالي 50 فيلما سينمائيا وكان أول أعماله فيلم "مع سبق الإصرار"، من إخراج أشرف فهمي وبطولة محمود ياسين ونور الشريف وميرفت أمين، والذي عرض في فبراير 1979، ثم كون ثنائيا ناجحا مع المخرج عاطف الطيب في عدد من أهم أفلامه، مثل "سواق الأتوبيس"، و"ضربة معلم"، و"ضد الحكومة"، و"ناجي العلي"، و"ليلة ساخنة"، بالإضافة إلى ذلك اشترك مع المخرج الراحل محمد خان في العديد من الأفلام مثل "الرغبة"، و"موعد على العشاء"، و"الحريف". وظل بشير مرتبطا بأهله وقريته وأصدقائه في دمياط إلي وقت قريب حتي أنه قدم بعضهم في فيلمه الشهير سواق الأتوبيس الذى تم تصوير أجزاء منه في رأس البر بدمياط.

وتعرض الكاتب بشير الديك منذ شهر تقريبا لازمة  صحية عنيفة وعارضة نقل بسببها للرعاية المركزة بأحد المستشفيات بالقاهرة  ولكن الحالة زادت سوءا مما دعا ابنته للاستغاثة بوزيري الصحة والثقافة اللذان لم يتأخرا عن اللحاق به ونقله إلي العناية المركزة في مستشفى آخر وتحسنت حالته نسبيا وعاد إلي منزله ولكن الحالة عادت للتدهور مرة أخري مما احتاج معه الأمر إلي نقله مرة أخري للعناية المركزة ووضعه علي أجهزة التنفس الصناعي.

مقالات مشابهة

  • صبي يفقد عائلته بأكملها في عيد الميلاد بالبرازيل .. والسبب كعكة
  • الموت يحاصر نازحي غزة بينما العالم يحتفل بالعام الجديد
  • تعديل موعد جنازة الكاتب بشير الديك
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام الرسمي الخميس المقبل
  • قصة نجاح ( تكافل) في تجهيز الجثمان السوداني وترحيله
  • واشنطن تحدد مواعيد مراسم تشييع جنازة كارتر
  • جنازة أحمد عدوية| عبد الباسط حمودة على كرسي ومصطفى كامل يرافق الجثمان
  • شبكة الإعلام العراقي تقيل مدير مكتب قناة العراقية في بيروت
  • قطاع التجزئة في بريطانيا يفقد نحو 170 ألف وظيفة خلال 2024
  • خالد النبوى يفقد ابنه فى الحلقات الأولى من «سراب»