إيكونوميست تحذر من نشوب حرب مرعبة بين حزب الله وإسرائيل
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
حذرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية من أن حربا تلوح في الأفق بين إسرائيل وحزب الله في لبنان تكون الهجمات فيها بالمسيّرات الانتحارية، وأبرز ملامحها انقطاع التيار الكهربائي وإطلاق وابل من الصواريخ.
وأشارت في تقرير من القدس المحتلة وتل أبيب، إلى أن القذائف التي أطلقها حزب الله على شمال إسرائيل أدت إلى إخلاء القرى والبلدات من سكانها بعد أن نزح منها 70 ألف شخص.
وقالت إن قادة إسرائيل يتحدثون عن الحرب وكأنها أمر لا مفر منه، مشيرة إلى أن هذا الصراع سيكون الأكثر حدة في المنطقة منذ عقود، ووبالا على إسرائيل ولبنان على حد سواء.
تفاؤل أقلومع ذلك، فإن المجلة ترى أن هناك مخرجا من الأزمة، حيث يواصل الدبلوماسيون الأميركيون والأوروبيون رحلاتهم المكوكية بين لبنان وإسرائيل، على أمل -بتفاؤل أقل- في إقناع حزب الله بالانسحاب إلى مسافة 7 إلى 10 كيلومترات من الحدود.
وأعلن حزب الله أمس، 2 يوليو/تموز، أنه سيتوقف عن إطلاق النار إذا تم التوصل إلى هدنة في غزة. وحتى في هذه الحالة فإن النتيجة سوف تكون سلاما هشا في أحسن الأحوال، مع تلويح الحزب بشن غارات عبر الحدود على إسرائيل مما قد يثني العديد من الإسرائيليين عن العودة إلى منازلهم.
وإذا قررت إسرائيل، بحسب تقرير المجلة، شن حرب لإضعاف حزب الله ودفعه نحو الشمال، فقد ينطوي ذلك على غزو بري محدود لجنوب لبنان، وهي المنطقة التي كانت تحتلها حتى عام 2000. وهذا وحده يشكل مهمة عسكرية كبرى.
ويحذر قادة في الجيش الإسرائيلي من التهاون، إذ نقلت المجلة البريطانية عن أحدهم القول إن حزب الله مستعد لغزو بري إسرائيلي للبنان أفضل بكثير مما كانت عليه أوكرانيا عندما غزتها روسيا في فبراير/شباط 2022.
تكلفة أعلى بكثيروتوقعت إيكونوميست أن يتقدم الجيش الإسرائيلي، ولكن بوتيرة أبطأ وبتكلفة أعلى بكثير مما تكبده في الحرب الأخيرة، ومن المحتمل أن "يمتص حزب الله الصدمة"، كما يقول خليل الحلو، وهو جنرال لبناني متقاعد، قبل أن يضرب أجنحة إسرائيل ومؤخرتها باستخدام "تكتيكات حرب العصابات"، بما في ذلك من خلال شبكة أنفاق واسعة النطاق، تم بناؤها بمساعدة كوريا الشمالية.
ووفقا لتقرير المجلة، فقد حدثت 4 تغييرات رئيسية منذ عام 2006. أحدها هو أن حزب الله حصل على مجموعة واسعة من الطائرات الانتحارية المسيّرة الإيرانية، فيما يمتلك الجيش الإسرائيلي العديد من الدبابات والمركبات المدرعة المزودة بأنظمة حماية نشطة يمكنها اعتراض الصواريخ المضادة للدبابات. لكن الطائرات المسيّرة تستهدف النقاط الأضعف في الجزء العلوي من المركبات.
والتغيير الثاني هو التطور الذي طرأ على قوات حزب الله البرية. والثالث أن تجربة الحزب في القتال في سوريا بجانب القوات الجوية الروسية علمته قيمة الرؤوس الحربية المتفجرة الأثقل وزنا.
وأخيرا، أصبحت هذه القوة النارية أكثر دقة، حيث يستخدم حزب الله الآن بشكل روتيني طائرات صغيرة رباعية المروحيات لتحديد الأهداف المباشرة للصواريخ. كما أنه يرسل طائرات استطلاع مسيّرة لتحديد الأهداف قبل ضربها بعد ذلك بيوم أو يومين.
وتعتقد المجلة أن الحرب البرية ليست سوى نصف المشكلة، والنصف الآخر يتمثل في حتمية سقوط ضحايا مدنيين؛ إذ إن العديد من منصات الإطلاق موجودة في القرى على جانبي الحدود.
مقاتلون من حزب الله خلال تدريبات سابقة (شترستوك) عواقب مدمرةوذكر التقرير أن شاؤول غولدشتاين، رئيس شركة نوجا للطاقة المملوكة للحكومة الإسرائيلية، حذر، في 20 يونيو/حزيران، من أن ضربات حزب الله على شبكة الكهرباء يمكن أن تكون لها عواقب مدمرة، "مما يجعل من المستحيل العيش في إسرائيل بعد 72 ساعة". وأضاف غولدشتاين "نحن لسنا مستعدين لحرب حقيقية. نحن نعيش في عالم خيالي".
واعتبرت إيكونوميست أن الهدف من أي حرب إسرائيلية سيكون في نهاية المطاف إزالة الشعور بالخوف الذي يخيّم على شمال إسرائيل والذي يمنع المواطنين من العودة.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي سئم من الحرب في قطاع غزة، ويحتاج إلى 6 أشهر على الأقل للتحضير لحرب أخرى وللسماح لقادته السياسيين بإصلاح العلاقات مع أميركا وحلفاء آخرين، كما يقول أحد كبار الشخصيات في جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، وهو أحد الأسباب التي تجعله، مثل العديد من الجنرالات الآخرين، يريد التوصل إلى اتفاق.
وخلص التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي يمكنه أن يقيم منطقة عازلة بطول 10 كيلومترات في لبنان، كما يقترح رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية تامير هايمان، لكن النتيجة ستكون حرب استنزاف مرهقة، تشبه إلى حد كبير تلك التي شنها خلال تسعينيات القرن الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الجیش الإسرائیلی العدید من حزب الله
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يستهدف موقعاً في جنوب لبنان
بيروت (وكالات)
أخبار ذات صلة وزير الزراعة اللبناني لـ«الاتحاد»: بدأنا خطة لتعافي القطاع الزراعي ومسح أضرار الحرب العام الجديد يبدأ في غزة بعشرات القتلى والجرحىأعلن الجيش الإسرائيلي صباح أمس، أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ غارة جوية استهدفت منشأة لتخزين الأسلحة في جنوب لبنان.
وأوضح أن الاستهداف جاء بعد رصد جنود من الجيش الإسرائيلي عناصر تابعة لـ«حزب الله» تقوم بنقل أسلحة إلى شاحنة قريبة، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وفي سياق آخر، شدد وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو في سياق زيارته لبنان على ضرورة أن يصمد وقف إطلاق النار الساري منذ 27 نوفمبر في لبنان.
وشكلت لجنة تضم ممثلين لفرنسا والولايات المتحدة ولبنان وإسرائيل وقوة الأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل» للسهر على حسن تطبيق وقف النار ورصد الانتهاكات.
وقال لوكورنو خلال زيارته قاعدة لـ«اليونيفيل» في بلدة «دير كيفا» بجنوب لبنان: إن «هذه الآلية الفرنسية - الأميركية أحصت عملياً 300 خرق، ما يعني أنها تضطلع بدورها في شكل تام».