اغتيال الحاج أبو نعمة.. خبراء يتوقعون مستوى الرد
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
بيروت- اغتال الاحتلال الإسرائيلي عصر اليوم الأربعاء القائد العسكري في حزب الله محمد نعمة ناصر الملقب بـ"الحاج أبو نعمة" باستخدام مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارته في منطقة الحوش بمدينة صور جنوبي لبنان.
وذكر الحزب في بيان له أن "الحاج أبو نعمة" من مواليد عام 1965 في بلدة حداثا جنوبي لبنان، ونعاه بوصفه "شهيدا على طريق القدس".
ويعد ناصر أحد القادة العسكريين البارزين ويضطلع بتوجيه العمليات العسكرية التي تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال الطائرات المسيّرة أو الصواريخ أو العمليات المركّبة، وكان يتولى قيادة "وحدة عزيز" المسؤولة عن القطاع الغربي.
رفع السقفيعتمد حزب الله في تقسيم قواته العسكرية في لبنان على 5 وحدات تعمل 3 منها في جنوب لبنان، وهي وحدات "بدر" و"نصر" و"عزيز"، وكانت كل وحدة منها تعمل على مستوى القطاعات، الغربي والأوسط والشرقي، وتكلف بتنفيذ العمليات العسكرية فيها، وذلك قبل التصعيد مع الجانب الإسرائيلي المرتبط ببدء العدوان على قطاع غزة.
ويعتبر "الحاج أبو نعمة" ثاني أرفع مسؤول عسكري في حزب الله تغتاله القوات الإسرائيلية، وباغتياله رفعت سقف التصعيد والتوقعات، ففي 11 يونيو/حزيران الماضي اغتالت القيادي طالب سامي عبد الله الملقب بـ"الحاج أبو طالب" في بلدة جويا بقضاء صور، وهو قائد "وحدة نصر"، ويعتبر من أبرز القادة العسكريين الذين استهدفتهم إسرائيل.
وفي حديثه للجزيرة نت، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد منير شحادة أن المقاومة في لبنان انتقلت إلى المرحلة الثالثة من الحرب مع إسرائيل بعد اغتيال الحاج أبو طالب، ويقول "إن الحرب مع إسرائيل كر وفر".
وعن عملية اغتيال القائد الميداني اليوم، يقول شحادة إن هذا أسلوب تعتمده إسرائيل منذ زمن بعيد "حيث تعتقد أنها بذلك تدمر البنية العسكرية للمقاومة، لكن هذا وهم، لأنه بالنسبة للمقاومة كل قائد يغتال يحل محله مئات القادة، ولا يعني استشهاد قائد تفكيك المنظومة العسكرية للمقاومة".
ويقسم الخبير العسكري والإستراتيجي الحرب إلى 3 مراحل:
عند بداية الحرب، حيث كانت ضمن قواعد الاشتباك، وعلى عمق 5 إلى 7 كيلومترات من كلا الجانبين. عند اغتيال القيادي بحركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية في بيروت، حيث انتقلت الحرب إلى قواعد الردع، وأصبحت المقاومة تستهدف مراكز إستراتيجية مهمة، منها قاعدة ميرون. المرحلة الحالية، حيث وصل القصف إلى مدى 35 كيلومترا، غربا إلى حيفا وشرقا إلى طبريا.ويلفت شحادة إلى أن كثافة النيران وصلت إلى مستوى أعلى منذ اغتيال "أبو طالب"، حيث أطلقت المقاومة 270 صاروخا في اليوم الأول و150 صاروخا في اليوم الثاني، وعندها صرح الإعلام الإسرائيلي بأن حزب الله "جن جنونه".
ومن المؤكد بالنسبة للعميد شحادة أن الرد هذه المرة لن يقل قوة عن الرد الأخير، بل سيكون أكثر وبأهداف أعلى، ويقول "إذا اتجهت إسرائيل نحو التصعيد فسنصل إلى حرب شاملة، ولها محاذير كبيرة"، لكنه يعتقد أن الأمور لن تنزلق لهذه الدرجة، مؤكدا في الوقت ذاته أن "المقاومة ستقوم بالرد بما يليق بهذا القائد، وبحجم الرد الذي حدث بعد اغتيال أبو طالب".
رد خارج السقوفمن جهته، يوضح الخبير في الشؤون الإسرائيلية علي حيدر للجزيرة نت أنه كان من المتوقع أن يقوم العدو برفع مستوى اعتداءاته في هذه المرحلة "نظرا لعوامل عدة، منها اقتراب الانتقال إلى المرحلة الثالثة في قطاع غزة، والفشل الإسرائيلي بإجبار حزب الله على تغيير موقفه بخصوص دعم غزة، وعدم تمكن العدو من فرض وقائع ميدانية في الجنوب".
ويشير حيدر إلى الجانب الإسرائيلي ومن خلال تجدد رفعه سقف العدوان فيمكن القول إنه "يحاول أن يلمّح إلى استعداده لتحمّل العواقب ودفع الأثمان على الرغم من الوضع المأزوم الذي يواجهه".
ويستبعد الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن تكون إسرائيل حتى الآن تسير نحو حرب مفتوحة، ويقول إن "العدو يدرك أن هذه الحرب لها تكاليف لا يمكن لمجتمعه ومؤسساته تحمّلها، بالإضافة إلى عدم قدرته على التصدي لها بالقدرات المتاحة لديه، فهو بحاجة إلى دعم الولايات المتحدة الأميركية"، ولذلك يرى حيدر أن قرار الدخول في حرب من هذا النوع ليس في تل أبيب بل في واشنطن.
وتحاول إسرائيل -وفق حيدر- استغلال حرص حزب الله على تجنب الحرب المفتوحة بتوسيع نطاق اعتداءاتها على افتراض أن رد حزب الله لن يصل إلى مستوى يستدعي الدخول في هذه الحرب.
ويضيف "من الممكن أن يكون خطأه في هذا السياق، إذ إن حزب الله يدرك أيضا أن العدو يخشى الحرب الشاملة، ورغم ذلك يحتاج إلى تعزيز خطابه السياسي وتعزيز موقفه من خلال الإيحاء بأنه مستعد لخوضها".
ويتوقع الخبير أن حزب الله لن يسمح باستغلال هذا الضابط لتوسيع نطاق اعتداءاته بشكل غير محكم، ولذلك "لن يكون مفاجئا أن يأتي الرد من خارج السقوف التي شهدناها حتى الآن"، وتشمل هذه السقوف برأيه العناوين الثلاثة: طبيعة الأهداف، والعمق الجغرافي، والوسائل المستخدمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أبو طالب حزب الله
إقرأ أيضاً:
رمضان عبد المعز: رضا الله عن عبده أعظم نعمة.. وما سواه متاع زائل
أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن رضا الله عن عبده هو أعظم نعمة يمكن أن ينالها الإنسان، وأن هذا الرضا يعد وسامًا عظيمًا كما ذكر في القرآن الكريم في حديثه عن الصحابة رضوان الله عليهم.
وقال الشيخ رمضان عبد المعز، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين: "من أعظم النعم التي يمكن أن ينالها المسلم هي أن يرضى الله عنه، كما ورد في القرآن: 'لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة'، وهذا دليل على أن رضا الله عن الإنسان هو غاية المؤمنين."
وأضاف الشيخ رمضان عبد المعز: "السؤال المهم هو كيف نصل إلى هذا الرضا؟ هل يكفي أن نكون مشغولين بالطاعات مثل قيام الليل، أو الطواف حول الكعبة، أو زيارة المريض؟ الرضا يحتاج إلى سعي حقيقي في الحياة كلها، مع الاستمرار في الطاعات والدعاء، يجب أن يكون دعاؤنا دائمًا: 'اللهم اجعلنا من أهل الرضا'، لأن هذا هو طريقنا للنجاة."
وأوضح الشيخ عبد المعز، أن الرضا من الله لا يأتي إلا من خلال التقوى، فالمتقون هم أهل الرضا، وهم من يتقون الله في جميع أمور حياتهم، والنبي صلى الله عليه وسلم وصانا بالتقوى، فالتقوى تكون في كل مكان وفي كل زمان، في المسجد وفي العمل وفي البيت وفي الشارع، بل حتى في امتحانات الحياة، حيث يجب أن يكون المسلم أمينًا ولا يغش أو يتهاون".
وتابع الشيخ رمضان عبد المعز: “ سورة آل عمران التي توضح لنا أن ما في الدنيا من زينة ومال ليس إلا متاعًا زائلًا، حيث يقول الله تعالى: ”زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة"، إلى قوله تعالى: “ذلك متاع الحياة الدنيا”، ولكن الله سبحانه وتعالى يقدم لنا أفضل من ذلك، فيقول: "قل أأنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله".