«الأزهر» تنظم ورشة «استخدام التكنولوجيا في إعداد معلمي الطفولة»
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انعقدت فعاليات الورشة الوطنية الأولى والاجتماع الإداري الثالث لمشروع "«استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إعداد معلمي مرحلة الطفولة المبكرة في مؤسسات التعليم العالي في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» في رحاب جامعة الأزهر، وهو مشروع دولي لبرنامج بناء القدرات المؤسسية التابع لبرامج الاتحاد الأوروبي للتعليم العالي - الإيراسموس بلس، وذلك بحضور 14 جامعة أوروبية وإقليمية عربية من شركاء المشروع.
جاء ذلك برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث المشرف العام على المستشفيات الجامعية، والدكتور ياسر حلمي، مدير مكتب التميز الدولي بالجامعة، والدكتور محمد منصور سعد، مسئول التعاون الدولي وبرامج الاتحاد الأوروبي للتعليم العالي بالجامعة.
وأوضح الدكتور محمود صديق أن الورشة الوطنية تضمنت عرض شركاء المشروع من مصر للمقررات التي تم تطويرها، كما شارك فيها ممثلون لجهات المجتمع في مجال تعليم الطفولة المبكرة من مؤسسات ومعلمين وطالبات بعرض رؤيتهم وتجاربهم لتطوير التعليم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأشار صديق إلى أن المشاركين أشادوا بالجهد المبذول من الجامعات لتحسين كفاءات معلمات الطفولة المبكرة واتساقه مع متطلبات سوق العمل.
واختتم النشاط بورشة عمل حول المنهجية المستخدمة في تطوير المقررات الخاصة بالمشروع، التي تهدف إلى دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح صديق أنه في اليومين الثاني والثالث انعقدت فعاليات الاجتماع الإداري الثالث بحضور جميع شركاء المشروع من جامعات أوروبية وإقليمية عربية، وتم مناقشة مراحل المشروع والتطور الذي وصل إليه حتى الآن، تبع ذلك ورشة عمل لمناقشة آلية تطوير وتطبيق المقررات وتحقيق تبادل الخبرات بين الجامعات العربية والأوروبية، كما تمت مناقشة الخطوات المستقبلية للمشروع وتنسيقها، وعلى هامش الأيام الثلاثة وانطلاقًا من دور الأزهر الشريف في زيادة الوعي الحضاري داخل مصر وخارجها؛ نظمت جامعة الأزهر عديدًا من الفعاليات لنقل التراث المصري العريق والهوية الإسلامية للضيوف؛ فقد قدم فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة، نبذة عن تاريخ الأزهر الشريف وشيوخه، وشاركت هيئة تنشيط السياحة بتقديم الكتيبات الوثائقية والهدايا التذكارية للضيوف للتعريف بالحضارة المصرية العريقة، وشارك قسم التربية الفنية برئاسة الدكتور محمد العربي بكتابة أسماء الضيوف بالخط العربي، كما تضمنت الفعاليات جولات افتراضية باستخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي لأشهر المعالم المصرية.
929e6f39-5168-4198-a0a7-206b3cd6c97e d9b8c78e-c372-4012-8671-8b4181789696 6a88ae8b-0117-46d0-aa82-95c2b87f88d3 63ffb4fa-2af1-4672-9f31-dac04d1f536c 5ab2b310-6b21-4542-853f-021ff76ff9d6 73f9d734-9b84-4889-956e-d37db0fe9877المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: احمد الطيب الاتحاد الأوروبي الأزهر الشريف الإمام الأكبر التعاون الدولي
إقرأ أيضاً:
ملتقى الأزهر: فترة الدعوة المحمدية بمثابة «ورشة عمل كبرى» لتعليم قيم التعايش
عقد الجامع الأزهر، اليوم الجمعة، حلقة جديدة من حلقات ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، والتي تناولت موضوع «السلام في الإسلام»، بحضور عدد من كبار علماء الأزهر، وفي مقدمتهم فضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمود الصاوي، وكيل كليتي الدعوة والإعلام السابق بجامعة الأزهر، وأدار الملتقى الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر.
في بداية الملتقى، أكد فضيلة الدكتور محمد الجندي أن السلام في الإسلام ليس مجرد مفهوم نظري، بل ترجمة عملية وجزء من الرسالة العالمية التي جاء بها نبينا محمد ﷺ، حيث قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا رَحْمَةًۭ لِّلْعَٰلَمِينَ﴾. وأضاف فضيلته أن الرحمة والعفو والصفح قيم عالمية مثل السلام، وقد أرساها الأزهر الشريف في مختلف جهوده وحواراته ومنصاته، سواء كانت واقعية أو افتراضية.
وأشار الدكتور الجندي إلى أن الجامع الأزهر كان - ولا يزال - منبرًا يعج بالسلام في أروقته، فقد احتضنت أروقته على مر العصور طلابًا من مختلف أنحاء العالم، جاءوا ليتعلموا علوم الدين واللغة، ثم عادوا إلى بلادهم سفراء للسلام. وذكر أن الأروقة العلمية التي أنشئت داخل الأزهر، كأروقة السليمانية، والجبرت، والشوام، والمغاربة، والجاوة، وغيرها، كانت تمثل تنوعًا ثقافيًّا يعكس رسالة الإسلام العالمية في نشر العلم والتسامح.
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن الأزهر يوفد مبعوثيه إلى مختلف دول العالم لتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم، تأكيدًا لرسالته السامية في نشر قيم السلام، وهو ما يتجلى أيضًا في وثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقعها شيخ الأزهر، والتي تتلاقى مع «وثيقة المدينة» التي وضعها النبي ﷺ لترسيخ مبدأ التعايش السلمي بين أبناء المجتمع الواحد بمختلف أديانهم ومذاهبهم.
من جانبه، شدد الدكتور محمود الصاوي، وكيل كليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر، على أن السلام ليس مجرد تحية يتبادلها المسلمون، بل هو جزء أصيل من عقيدتهم، حيث إن «السلام» اسم من أسماء الله الحسنى، وهو التحية التي يرددها المسلمون يوميًّا عشرات المرات في صلواتهم وفي حياتهم وتعاملاتهم.
دعاء الليلة الثامنة من رمضان .. ردده يقضي حوائجك ويفك الكرب
دعاء قبل المغرب المستجاب.. بـ10 أدعية تقضي جميع الحوائج وتصب عليك الخير صبا
وأوضح أن المسلم يبدأ صلاته بتحية السلام على النبي ﷺ، ثم يختتمها بالسلام على من حوله، وكان النبي ﷺ يقول بعد كل صلاة: «اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام». فالسلام ليس مجرد شعار في الإسلام، بل هو ممارسة فعلية أثبتها النبي ﷺ خلال بعثته، وكأن فترة الـ 23 عامًا التي قضاها في الدعوة الإسلامية كانت بمثابة «ورشة عمل كبرى» لتعليم الصحابة والأمة كلها قيم التعايش السلمي. واستشهد بقول النبي ﷺ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ».
وأشار الدكتور الصاوي إلى أن الإسلام وضع أسسًا راسخة لتعزيز السلام العالمي، تبدأ من الإيمان بوحدة الأصل الإنساني، حيث يقول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًۭا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌۭ﴾، مما يؤكد أن جميع البشر متساوون في الكرامة الإنسانية، وهو ما يرسخ قيم العدل والتسامح في المجتمع الإسلامي.
وفي كلمته، أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الإسلام دين السلام، وأن الله سبحانه وتعالى سمى نفسه «السلام»، وجعل تحية أهل الجنة «السلام». وجعل أول ما يوصي به المسلمون بعضهم بعضًا هو إفشاء السلام، حيث قال النبي ﷺ: «أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ تَحَابُّوا».
وأضاف أن من يدّعي أن الأمة الإسلامية ليست أمة سلام، أو أنها لا تقبل السلام، أو أنها أمة عنف وإرهاب، فهو مخطئ، لأن الواقع والتاريخ يرد عليه، فقد أمر الله المؤمنين بقوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدْخُلُواْ فِى ٱلسِّلْمِ كَآفَّةًۭ﴾. وقد حذر **النبي ﷺ من ترويع الآخرين، حتى لو كان ذلك على سبيل المزاح، فقد ورد أن أحد الصحابة شدّ حبلًا على آخر ليمازحه، ففزع الرجل، فقال النبي ﷺ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا».
وأوضح أن **الإسلام أرسى قواعد التعايش بين الطوائف المختلفة، وجاء بتحريم الاعتداء على غير المسلمين، حيث قال النبي ﷺ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ». مؤكدًا أهمية دور الأزهر في نشر قيم السلام والتسامح في العالم، من خلال مؤسساته التعليمية، ومبعوثيه المنتشرين في مختلف الدول، ومن خلال الفضاء الإلكتروني، حيث أصبحت أروقة الأزهر اليوم تضج برسائل السلام التي يبثها لطلاب العلم في كل مكان.
وفي ختام الملتقى، فُتح باب الحوار مع الحاضرين، حيث أتيحت لهم الفرصة لطرح أسئلتهم واستفساراتهم على السادة العلماء المشاركين، في أجواء من التفاعل البنّاء، بما يثري حلقات الملتقى ويجعله أقرب إلى الجمهور. وقد تنوعت الأسئلة حول دور الأزهر في نشر ثقافة السلام، وكيفية التصدي للفكر المتطرف، وأهمية الحوار بين أتباع الأديان لتعزيز التعايش المشترك.
وقد أجاب علماء الأزهر على أسئلة الجمهور، مؤكدين أن هذه الحوارات المفتوحة تمثل فرصة لنقل الفكر الوسطي الأزهري، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتعزيز الروابط بين العلماء والجمهور، بما يرسخ رسالة الأزهر في كونه منبرًا مفتوحًا لنشر العلم وتعزيز السلم المجتمعي.