أزعجتنى محاولات البعض، حرق الحكومة الجديدة، حتى قبل أن تحلف اليمين، وكأن ثمة خططا ممنهجة لتصدير حالة من اليأس الشعبى مع كل خطوة سياسية.
فالقوى الخفية، تريد جر الشارع نحو الفوضى بأى ثمن، تحت ذرائع تردى الأوضاع الاقتصادية، فى حين أن الفوضى لن تحقق سوى مزيد من الفوضى الأبدية، ولن يتحقق معها تحسين الأوضاع الاقتصادية.
والمتابع لأهداف أو محددات وأولويات عمل حكومة الدكتور مدبولى الثانية، سيجد قائمة منطقة تبدأ بتسلسل طبيعى لا يدغدغ مشاعر الشارع، وإنما يرتب أولويات عمل لا يمكن أن يتم استبدالها.
لكن لا يريد كثيرون إدراك الظروف الإقليمية المحيطة.
فطبقا لتكليفات الرئيس السيسى، التى نشرت فى بيان تكليف الحكومة، فإن أول الأهداف هو الحفاظ على محددات الأمن القومى المصرى فى ضوء التحديات الإقليمية والدولية، وبالطبع فإن الأمن القومى هو الأولوية.
أما ملف أسعار السلع، فقد جاء فى المرتبة الرابعة، تحت هدف عنوانه «بذل كل الجهد للحد من ارتفاع الأسعار والتضخم وضبط الأسواق، فى إطار تطوير شامل للأداء الاقتصادى للدولة فى جميع القطاعات».
مشكلتنا أننا نريد تبديل الأولويات، ونضع هدف «كبح التضخم» فى البند رقم واحد، وهدف الأمن القومى فى المرتبة الرابعة.. لكن كيف يتحقق ذلك وهو ضد المنطق؟
كيف تكبح التضخم وتحقق تنمية، دون أن تدعم ركائز الأمن القومى أولا؟
لا يشغل بال المنتقدين سوى تذكير الشارع بـ«لقمة العيش» وارتفاع الأسعار، وهى مشكلة نعانى منها جميعا.. لكن قد لا يشغل بالهم تذكير الشارع أيضا بالتحديات الإقليمية والدولية، ودول الجوار ومصيرها إذ اختفت بعض دول الجوار من على الخريطة السياسية ربما لعقود أو أكثر.
هل توجد دولة ليبية متماسكة؟
الإجابة هى «لا».. بل خليط من بقايا الجماهيرية، يكابد معه الأشقاء الليبيون ويلات معارك تندلع تارة وتتوقف تارة، ربما إلى ما لا نهاية.
هل توجد دولة سودانية متماسكة؟
الإجابة هى «لا».. بل خليط يتصارع من بقايا الدولة النظامية يكابد معه الأشقاء السودانيون معارك يومية، وكأن السودان الشقيق كان فى احتياج لتمزيق أكبر بعد انفصال الجنوب.
فى الشرق وما أدراك ما الشرق؟
فى الشرق، إسرائيل الصهيونية التى تم زرعها فى المنطقة، ويقاوم الجسد العربى بكل ما أوتى من قوة.. فى حين تمارس الولايات المتحدة كل أنواع الضغط للإبقاء على وضع 1967.
أتمنى أن نثق فى وعى الدولة المصرية، وفى قدرتها على ترتيب الأولويات، وفى رغبتها فى كبح التضخم وتحقيق حياة أفضل للجميع.. وأتمنى أن نوجد معارضة بناءة واعية تتعامل مع الحقائق على الأرض، ونطرح حلولا بعد مناقشات تراعى أبعاد الأمن القومى.
فليس كل ما يلمع ذهبا، ورتق الثوب أفضل من أن نمشى عرايا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحكومة الجديدة الأوضاع الاقتصادية الأمن القومى
إقرأ أيضاً:
السيسي يتابع جهود الحكومة لزيادة الإنتاج من الثروة البترولية وتنمية الآبار الجديدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اطلع الرئيس السيسي على جهود الحكومة لزيادة الإنتاج المحلى من الثروة البترولية، وتنمية الآبار الجديدة المكتشفة ووضعها على خريطة الإنتاج، وتكثيف أعمال البحث والاستكشاف في مناطق مصر البرية والبحرية، وكذا مستجدات العمل مع الشركاء على زيادة الإنتاج من الشركات العالمية والمستثمرين المحليين، وصياغة خطط عمل جديدة لزيادة جاذبية الاستثمارات في قطاع البترول في ظل ما يملكه القطاع من فرص واعدة في هذا الصدد.
واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس اطلع خلال الاجتماع على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.