ظهور جماعة الإخوان الإرهابية تم فى ظروف خاصة من تاريخ مصر، والمنطقة الإسلامية تميزت بهيمنة أجنبية بريطانية تحديداً على مصر والمنطقة العربية الإسلامية، حيث شهدت تداعيات اجتماعية وسياسية واقتصادية، شكلت فيما بعد أرضية لظهور حركات سياسية واجتماعية ذات توجهات متنوعة التى من بينها توجهات الإسلام السياسى التى مهدت لولادة جماعة الإخوان.
كما ساعد سقوط المرجعية السياسية والرمزية الإسلامية الممثلة فى الخلافة العثمانية على ظهور الجماعة فى ظل صراع فكرى وسياسى بين تيارات سياسية متباعدة الرؤى والأيديولوجيا وتزامن ظهورها كذلك مع تغيرات ديموجرافية واجتماعية عميقة، وصراع دولى وإقليمى محتدم فى فترة ما بين الحربين العالميتين، بالإضافة إلى نشاط واسع للفكر السلفى فى ذلك الوقت.
خطر جماعة الإخوان يتمثل فى تمسكها بنموذج سياسى دينى لا يسمح بالاختلاف وبالحريات السياسية وفرضه رقابة اجتماعية غير متسامحة ونوع تدين غريبا على المجتمع.
درجت جماعة الإخوان وحركات الإسلام السياسى بوجه عام على أنها تستغل أى أوضاع اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو ثقافية فى التمدد والانتشار فى المجتمع، وتوظفها بما يخدم مشروعها السياسى بالأساس الذى يستهدف الوصول إلى السلطة حتى لو كان ذلك على حساب الدولة الوطنية وتدير مقوماتها الرئيسية، كما حدث من ركوبها لثورة 25 يناير وسرقتها، وقفزها على السلطة وقام الشعب بإسقاطها فى ثورة 30 يونيو.
التطور التاريخى لجماعة الإخوان وعقيدتها الأيديولوجية وجميع هياكلها التنظيمية توضح وتؤكد أن الجماعة حركة شمولية/ ديكتاتورية سياسات بقدر ما هى متطرفة دينياً وتلجأ دائماً إلى الإرهاب وفرخت عدداً من الجماعات الإرهابية التى جلبت المصائب والآلام لمصر والمنطقة بأسرها.
تستمد جماعة الإخوان أعرافها ومبادئها العقائدية من النموذج السياسى المتطرف الذى تبناه الخوارج كما أنهم من الناحية التنظيمية لا يختلفون عن التنظيمات الاستبدادية المشابهة التى ظهرت تحت رايات الفاشية والنازية والشيوعية، إذ يسعى أعضاء الجماعة لبناء نظام ثيوقراطى دينى ويتصرفون فى أعمالهم وتنظيمهم وأيديولوجيتهم كحاضنة للإرهابيين وبؤرة حشد واجتذاب للموارد البشرية والمادية لتمويل الإرهاب والدفاع عنه، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
رغم قفز الجماعة على السلطة فى مصر، إلا أنها ظلت حركة دون إصلاح ودون إعادة تنظيم هيكلها ودون ندم على ما فعلت وغير قادرة على المشاركة فى نمط الإصلاح والتحليل والنقد الذاتى الضرورية للتكيف مع متطلبات التحولات السياسية.
المواجهة التامة لهذه الجماعة الإرهابية والقضاء عليها فى حاجة إلى معالجة جذور ظاهرة الإسلام السياسى من خلال التنمية الاقتصادية والتوزيع العادل لثمارها وإقامة نظام تعليمى حديث، وفعال وترشيد الخطاب الدينى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن جماعة الإخوان الإرهابية تاريخ مصر والمنطقة الإسلامية مصر الإسلام السياسي جماعة الإخوان
إقرأ أيضاً:
ثروت الخرباوي: الإخوان أصبحت جماعة عارية من المباديء والوطنية والهوية والدين (فيديو)
قال ثروت الخرباوي، المفكر السياسي،إن جماعة الإخوان تحاول صناعة تاريخ موازي لإعطاء قيمة غير حقيقة للإخوان، مضيفًا أن يوسف ندا قبل وفاته أصيب بالزهايمر، وكان يمتلك عددًا كبيرًا من الشركات والبنوك.
وفاة يوسف ندا أشهر ممول لعمليات الإخوان الإرهابية إعلامية تستنكر شماتة الإخوان في وفاة نبيل الحلفاوي: "يفتقدون للأخلاق والإنسانية" جماعة الإخوان أصيب بفيروس الانقساموأضاف ثروت الخرباوي، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "بالورقة والقلم"، المذاع على قناة “ تن”.، خروج أكثر من نعي من جماعة الإخوان في وفاة يوسف ندا، دليل على أن جماعة الإخوان أصيب بفيروس الانقسام، مضيفًا أن جماعة الإخوان تمتلك امبراطورية كبيرة ومخيفة جدًا، وصمتهم خلال الفترة الحالية ياتي في إطار اعادة ترتيب البيت من الداخل.
وتابع ثروت الخرباوي أن جماعة الإخوان أصبحت جماعة عارية من الأفكار والمباديء والوطنية والهوية والدين، ومن لا يرى ذلك فهو إنسان ليس في وعيه، مشيرًا إلى محمود حسين متهم بسرقة تبرعات مخصصة للشباب المصري في أنقرة، وقام باعداد لنفسه فيلا كبيرة في تركيا ، واشتري سيارات فاخرة.