منذ أزمة كورونا تشعر بأن العالم لم يعد كما كان، وما بين نظرية المؤامرة والغموض واتهام أياد خفية تدير العالم بنشر هذا الفيروس للتخلص من كبار السن وتقليل عدد سكان الكرة الأرضية، واعتباره وباء يضرب الأرض كل عدة سنوات كالكوليرا وقف العالم متشككًا عن إدراك الحقيقة رغم أن المؤامرة ظاهرة كالشمس.
المشهد خلال أزمة الفيروس القاتل وما تبعها من صراعات وحروب وأزمات اقتصادية وسياسية، وتغيير موازين القوى أثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن هناك قوى كبرى لا تريد الحياة لغيرها هى فقط ومن بعدها الطوفان، لا مكان للضعفاء والباحثين عن الحياة الهادئة فى سلام وأمان.
خلال السنوات الخمس الماضية بات المشهد حزينًا ومؤلمًا، فقدت البشرية ملايين الأشخاص، راحوا ضحايا للفيروسات ومتحوراتها، وللصراعات والحروب الأهلية، ولاعتداءات بعض القوى الفاشية الظالمة على الأضعف منها فى ظل صمت عالمى ومواقف متباينة كشفت الكيل بأكيال مختلفة فى قضايا ومواقف متشابهة، وأكدت هراء القوانين والمواثيق الدولية وتطبيقها وفقًا للأهواء والمصالح.
ربما لم تقع حروب عالمية منذ انتهاء الحرب الثانية عام ١٩٤٥، ولكن ما يحدث فى العالم عبر السنوات الماضية من صراعات باردة وساخنة وعمليات إرهابية وحروب بالوكالة ومخططات لتفكيك وتقسيم بعض الدول كان وقعه على البشرية أشد قساوة وضررًا، وأصبح السلام والعدالة حلمًا صعب المنال.
معهد الاقتصاد والسلام «IEP» أصدر مؤشر السلام العالمى الـ18، والذى يرصد مستوى السلام فى 163 دولة حول العالم، وتضمن المؤشر معلومات خطيرة ومؤكدة حول حالة السلام العالمى والذى وصل لمستوى صراعات غير مسبوق.
كشف المؤشر وجود 56 صراعًا فى جميع أنحاء العالم، فى جميع أنحاء العالم، والذى يعتبر الأكبر منذ نهاية الحرب العالمة الثانية، بالإضافة إلى تدهور الأوضاع السلمية داخل 97 دولة، وهو العدد الأكبر الذى رصده المعهد منذ إطلاقة لمؤشر السلام العالمى عام 2008.
واعتبر التقرير أن اليمن هى الدولة الأقل سلمية فى العالم يليها السودان وجنوب السودان وأفغانستان وأوكرانيا.
ورصد التقرير مشاركة 92 دولة فى صراعات خارج حدود أراضيها، وهو ما يعتبر العدد الأكبر منذ انطلاق المؤشر مع رصد تزايد المنافسة بين القوى العظمى وصعود القوى المتوسطة.
وأشار إلى أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو الأكثر سخونة عالميًا، واعتبر التقرير أوروبا هى المنطقة الأكثر سلمية، حيث تحتوى على 8 دول ضمن أكثر 10 دول سلمية فى العالم، بينمل ظل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أقل المناطق سلمية فى العالم.
كما رصد التقرير حدوث ارتفاع كبير فى معدلات الوفيات نتيجة لهذه الصراعات خلال العقدين الماضيين، ووصول الوفيات لأعلى مستوى لها خلال 20 عامًا.
وأكد المعهد فى تقريره أن التحول من عالم أحادى القطب تهيمن عليه الولايات المتحدة إلى عالم متعدد الأقطاب أدى إلى اشتداد المنافسة وإطالة أمد الصراعات، وأن التحولات الجيوسياسية أدت إلى زيادة تعقيد إدارة الصراع العالمى فى الوقت الذى تعانى فيه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى من ضغوط شديدة، مما يحد من قدرتها على إدارة التوترات العالمية بفعالية.
المعلومات الواردة فى التقرير لا تخفى على أحد وهى بمثابة رصد لأحداث فى عدة مناطق، ولكنها تكشف عورة القوى الكبرى التى تدعى رعايتها لحقوق الإنسان، وتتصارع بطريقة غير مباشرة وفى غير أراضيها، تتناحر على الوجود والاستحواذ، تتكالب على الموارد الطبيعية وتحاول احتكارها للخروج من أزماتها الاقتصادية والسياسية واستعباد الدول الضعيفة أو النامية بشكل غير إنسانى يؤكد أننا أصبحنا نعيش فى عالم بلا قلب، غابة لا مكان فيها للضعفاء.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خالد إدريس هوامش تدير العالم نظرية المؤامرة إدراك الحقيقة فى العالم
إقرأ أيضاً:
سوريا بين الفرح والخوف.. هل يصنع المزاج الشعبي مستقبلها أم يعيدها للفوضى؟
في عالم السياسة، لا تُبنى القرارات الكبرى فقط على موازين القوى العسكرية أو الاقتصادية، بل هناك عنصر خفي لكنه بالغ الأهمية: مزاج الشعوب ومستوى رضاها عن واقعها. الدول الكبرى لا تكتفي بمراقبة تحركات الجيوش وتقلبات الأسواق، بل تمتلك أدوات متطورة لقياس مستوى الفرح أو الإحباط داخل المجتمعات، وتبني استراتيجياتها بناءً على ذلك.
اليوم، ونحن نشهد مرحلة ما بعد سقوط الأسد، يبرز هذا السؤال بقوة: كيف ستتعامل القوى الدولية والإقليمية مع المزاج السوري الجديد؟ هل ستُستثمر مشاعر الفرح والتفاؤل في بناء استقرار حقيقي، أم أن المخاوف والتوترات ستتحول إلى أدوات لإعادة تشكيل المشهد وفق حسابات القوى المختلفة؟
كيف تقيس الدول مشاعر الشعوب؟
على الرغم من عدم وجود مقياس رسمي يقيس السعادة بشكل مباشر، إلا أن هناك أدوات ومؤشرات متعددة تستخدمها أجهزة الاستخبارات والمحللون الاستراتيجيون لرصد المزاج العام، ومن أبرزها:
1 ـ تحليل البيانات الضخمة (Big Data Analysis):
رصد وسائل التواصل الاجتماعي، وتحليل طبيعة الخطاب العام، والكلمات الأكثر تداولًا، وتفاعل الناس مع القضايا السياسية والاقتصادية.
2 ـ الاقتصاد كمؤشر نفسي:
ـ ارتفاع معدلات الادخار مقابل انخفاض الاستهلاك = خوف من المستقبل.
ـ زيادة الإنفاق = تفاؤل وثقة بالاستقرار.
ـ تراجع الاستثمارات وهروب رؤوس الأموال = حالة قلق وعدم يقين.
3 ـ معدلات الهجرة واللجوء:
ـ ارتفاع أعداد المهاجرين = فقدان الأمل بالمستقبل داخل البلاد.
ـ عودة اللاجئين = شعور بالاستقرار والثقة بوجود مستقبل أفضل.
4 ـ الأزمات الاجتماعية:
ـ تزايد معدلات الطلاق والجريمة والانتحار = ارتفاع مستويات الإحباط الشعبي.
ـ انخفاض هذه المؤشرات = تحسن في المزاج العام.
5 ـ استطلاعات الرأي السرية:
تقوم الدول الكبرى بإجراء دراسات دورية لقياس مستوى الرضا الشعبي، وهذه البيانات تلعب دورًا رئيسيًا في توجيه القرارات السياسية.
6 ـ تحليل الخطاب الرسمي والإعلامي:
ـ تصاعد الخطاب القومي والديني = محاولة لاحتواء غضب شعبي متزايد.
ـ تكرار الحديث عن الإصلاحات والتنمية = مساعٍ لاستعادة الثقة بالنظام القائم.
المعادلة السياسية.. استقرار أم تهديد؟
الدول تفهم أن:
ـ الشعوب السعيدة والمستقرة لا تثور، وبالتالي لا حاجة للتدخل أو تغيير الوضع القائم.
ـ الشعوب المحبطة واليائسة تصبح أكثر عرضة للثورات أو التلاعب الخارجي، ما يجعل التدخل حتميًا.
ـ إذا كان هناك مزيج من الفرح والخوف، يتم استغلال هذا الانقسام لدعم تيارات معينة ضد أخرى.
قبل اندلاع الأحداث في عام 2011، بدا المشهد السوري مستقرًا ظاهريًا، لكن تحت هذا الغلاف من الهدوء، كانت هناك حالة من الاحتقان الشعبي المتصاعد. النظام كان يحكم عبر “توازن الخوف”، حيث جرى قمع أي محاولات للتغيير، بينما كانت الأوضاع الاقتصادية والسياسية تشهد تدهورًا تدريجيًا، مما أدى إلى شعور عام بالإحباط لدى قطاعات واسعة من المجتمع.بناءً على هذه المعادلة، يتم رسم السياسات الدولية وتحديد الأولويات تجاه أي بلد، سواء كان الهدف هو استقراره أو إعادة تشكيله وفق مصالح القوى الفاعلة.
سوريا بين مرحلتين.. الثورة وسقوط الأسد
ما قبل 2011.. الاستقرار الظاهري والاحتقان تحت السطح
قبل اندلاع الأحداث في عام 2011، بدا المشهد السوري مستقرًا ظاهريًا، لكن تحت هذا الغلاف من الهدوء، كانت هناك حالة من الاحتقان الشعبي المتصاعد. النظام كان يحكم عبر “توازن الخوف”، حيث جرى قمع أي محاولات للتغيير، بينما كانت الأوضاع الاقتصادية والسياسية تشهد تدهورًا تدريجيًا، مما أدى إلى شعور عام بالإحباط لدى قطاعات واسعة من المجتمع.
على المستوى الإقليمي، كانت هناك قوى ترى في استقرار النظام مصلحة استراتيجية لها، فيما رأت قوى أخرى أن تغييره قد يفتح الباب أمام إعادة ترتيب المنطقة بما يتناسب مع أهدافها. لم يكن التدخل الإقليمي مباشرًا في تلك المرحلة، لكنه كان حاضرًا في المشهد من خلال العلاقات السياسية، والدعم الاقتصادي، ومحاولات التأثير على توازنات القوة الداخلية.
مع تراكم الأزمات وغياب أي بوادر إصلاح حقيقي، أصبحت سوريا مهيأة للانفجار، وهو ما حدث في 2011، عندما وجدت الاحتجاجات طريقها إلى الشارع، مدفوعة بمزيج من المظلومية السياسية، والتراجع الاقتصادي، وتوق السوريين إلى التغيير.
مرحلة الثورة (2011 ـ سقوط الأسد).. بين الأمل والإحباط والفوضى
كيف بدأ الأمل؟
مع انطلاق الثورة السورية، كان الشارع السوري يعيش حالة من النشوة والأمل بالتغيير، مدفوعًا بشعارات الحرية والكرامة. لكن مع تحولها إلى نزاع مسلح، غرق السوريون في سنوات طويلة من الألم والدمار، وغلبت على المجتمع مشاعر الإحباط والخوف، حيث أصبح الخيار المتاح إما الموت تحت القصف، أو الهرب نحو المجهول.
كيف استُغلت هذه المرحلة دوليًا؟
1 ـ القوى الإقليمية دعمت أطرافًا مختلفة وفقًا لمصالحها الاستراتيجية.
2 ـ الدول الكبرى حافظت على موقف غير حاسم لضمان استمرار الصراع بما يخدم توازناتها.
3 ـ تدخلت قوى عسكرية خارجية لمنع انهيار النظام أو التحكم في مسار الصراع.
في هذه المرحلة، انخفض مؤشر الفرح في سوريا إلى أدنى مستوياته، وارتفع مؤشر الإحباط إلى مستويات غير مسبوقة، ما جعل سوريا بيئة خصبة للصراعات الإقليمية والتدخلات الخارجية.
مرحلة ما بعد سقوط الأسد: بين الأمل والمخاوف
كيف تغيرت المعادلة بعد سقوط الأسد؟
مع سقوط النظام، انتقل السوريون من مرحلة القهر والإحباط إلى مزيج معقد من الفرح والخوف.
ـ فرح بالخلاص من النظام، لكنه ممتزج بقلق من المستقبل.
ـ الخوف من الفراغ السياسي، ومن أن يتحول سقوط النظام إلى بداية لصراع جديد.
كيف ستقرأ الدول هذا المزاج الجديد؟
1 ـ إذا ساد الفرح والتفاؤل، قد تستثمر الدول في إعادة الإعمار وإرساء استقرار جديد.
2 ـ إذا غلب الخوف والتشاؤم، فقد يُترك الفراغ ليملأه صراع جديد بين القوى المحلية والإقليمية.
3 ـ القوى الغربية ستنتظر لتقييم الوضع قبل تحديد موقفها النهائي.
4. الدول الإقليمية قد تسعى لتعزيز نفوذها عبر دعم جهات محلية متحالفة معها.
هل سيكون هناك استقرار حقيقي؟
السيناريوهات المحتملة لمستقبل سوريا بعد سقوط الأسد
المشهد السوري بعد سقوط النظام يحمل في طياته العديد من الاحتمالات، بعضها إيجابي وواعد، والبعض الآخر قد يكرّس الفوضى والانقسام. لكن العامل الحاسم في أي اتجاه ستسير البلاد يعتمد على المزاج الشعبي، ومدى قدرة السوريين على توجيه مشاعرهم نحو البناء والتوافق، بدلًا من الخوف والانقسام.
السيناريو الأول.. مرحلة انتقالية مستقرة وبناء سوريا جديدة
في هذا السيناريو، يتمكن السوريون من توظيف مشاعر الفرح والأمل لصالح مستقبلهم، فتسود حالة من التفاؤل الوطني، ويبدأ العمل الجاد على إعادة الإعمار سياسيًا واقتصاديًا.
ـ يتم تشكيل حكومة انتقالية توافقية تضمن تمثيلًا عادلًا لمختلف القوى السياسية، وتعمل على وضع دستور جديد يعكس تطلعات الشعب.
المشهد السوري بعد سقوط النظام يحمل في طياته العديد من الاحتمالات، بعضها إيجابي وواعد، والبعض الآخر قد يكرّس الفوضى والانقسام. لكن العامل الحاسم في أي اتجاه ستسير البلاد يعتمد على المزاج الشعبي، ومدى قدرة السوريين على توجيه مشاعرهم نحو البناء والتوافق، بدلًا من الخوف والانقسام.ـ تنخرط القوى الدولية والإقليمية في دعم استقرار سوريا بدلًا من استغلال ضعفها، ما يعزز من فرص الاستثمارات وإعادة الإعمار.
ـ تبدأ مرحلة إعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع، ويتم تعزيز الهوية الوطنية السورية فوق أي انتماءات أخرى، مما يقلل من خطر الصراعات الداخلية.
ـ يعود اللاجئون تدريجيًا إلى بلادهم، مع توفير البيئة المناسبة لذلك.
هذا السيناريو يتطلب تغليب مؤشر الفرح والأمل على الخوف والتوتر، حيث تؤدي مشاعر التفاؤل إلى تعزيز الاستقرار، وخلق ديناميكية مجتمعية إيجابية تدفع سوريا نحو مستقبل جديد.
السيناريو الثاني: استمرار الفوضى والصراع على السلطة
في هذا السيناريو، يتحول الفرح بسقوط النظام إلى مزيج من الشك والخوف، حيث تبدأ القوى المختلفة في التنافس على السلطة بدلًا من العمل على استقرار البلاد.
ـ غياب رؤية واضحة للمرحلة الانتقالية يؤدي إلى صراع سياسي داخلي قد يتحول إلى مواجهات مسلحة بين الفصائل المختلفة.
ـ القوى الخارجية تستغل حالة الانقسام لتعزيز نفوذها عبر دعم أطراف متصارعة، مما يزيد من تعقيد المشهد.
ـ استمرار الأزمة الاقتصادية وغياب مشاريع إعادة الإعمار قد يؤدي إلى تصاعد السخط الشعبي، ما قد يفتح الباب أمام احتجاجات جديدة أو موجة نزوح جماعي.
ـ تزايد معدلات الجريمة والانقسامات الطائفية والمناطقية يجعل البلاد غير قادرة على النهوض مجددًا.
هذا السيناريو قد يصبح واقعًا إذا لم يتم توجيه المزاج الشعبي نحو البناء والتعاون، وإذا سيطرت مشاعر الخوف وعدم الثقة على المجتمع.
السيناريو الثالث.. إعادة إنتاج نظام جديد بملامح قديمة
في هذا السيناريو، يتم تشكيل نظام جديد لكنه يحمل نفس أدوات الحكم القديمة، حيث تعود المؤسسات الأمنية إلى فرض سيطرتها، ويتم قمع أي أصوات معارضة تحت شعار "الاستقرار أولًا".
ـ يتم تركيز السلطة بيد نخبة جديدة، لكن بأساليب الحكم نفسها التي أثارت الثورة أصلًا.
ـ قد تُفرض إصلاحات شكلية لكسب رضا الشارع والمجتمع الدولي، لكن دون تغييرات جذرية.
ـ يتم توظيف الدعم الدولي والإقليمي لإعادة تأهيل النظام الجديد، بدلًا من تغيير جذري في طريقة الحكم.
هذا السيناريو قد يحدث إذا لم يضغط المجتمع السوري باتجاه تحقيق تغيير حقيقي، وإذا لم يُوظف الفرح بسقوط الأسد في بناء دولة جديدة فعلًا، وليس فقط تغيير الأسماء والمناصب.
كيف يمكن للسوريين التأثير على مستقبلهم؟
المزاج الشعبي ليس مجرد عامل نفسي، بل هو قوة يمكن توظيفها لتحديد مصير الدولة. الدول الكبرى تراقب هذه المشاعر لأنها تدرك مدى تأثيرها على الاستقرار، وبالتالي فإن مفتاح الخروج من الأزمة ليس فقط في القرارات السياسية، بل أيضًا في قدرة المجتمع السوري على تعزيز مشاعر الأمل والعمل الجماعي، بدلًا من الخوف والانقسام.
ـ إذا ساد التفاؤل والروح الوطنية، ستتجه سوريا نحو الاستقرار والبناء.
ـ إذا استمر الخوف والتوجس بين الأطراف المختلفة، فقد تبقى البلاد عالقة في الفوضى والتجاذبات الإقليمية.
إن تحقيق السيناريو الأفضل ليس مجرد خيار سياسي، بل يتطلب وعيًا شعبيًا بضرورة استثمار لحظة الفرح وعدم السماح بتحويلها إلى إحباط جديد
الخاتمة.. مشاعر الشعوب تحدد مصيرها أكثر مما تظن
ليس من قبيل الصدفة أن الدول الكبرى تراقب مستوى السعادة والإحباط في المجتمعات، فهو أحد أقوى العوامل التي تحدد شكل المستقبل السياسي لأي دولة.
اليوم، بعد سقوط الأسد، لا تزال سوريا في مرحلة إعادة التشكيل، والسؤال الكبير هو: هل ستُستغل مشاعر الفرح في بناء مستقبل جديد، أم أن المخاوف ستتحول إلى وقود لصراع جديد؟
الإجابة ليست بيد القوى الدولية وحدها، بل أيضًا بيد السوريين أنفسهم. إذا لم يدركوا قيمة هذه اللحظة، فقد يجدون أنفسهم بعد سنوات في دوامة جديدة من الفوضى، خُطط لها بدقة بناءً على مشاعرهم ذاتها.