بوابة الوفد:
2024-12-29@05:32:52 GMT

مسئولون أصحاب ضمير!

تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT

مع كل لحظة يأس تنتاب المرء من غياب الضمير العالمى على وقع عمليات الإبادة التى تجرى فى غزة تأبى الأحداث إلا أن تثبت أن هذا التصور غير صحيح، وأن مفهوم الضمير سيبقى ما بقيت الإنسانية. صحيح أن التباين ربما يكون كبيرا بين مساحة حضوره ومساحة غيابه، ولكنه فى كل الأحوال سيبقى حاضرا وفاعلا وإلى حد ما مؤثرا.

صحيح أيضا أن مساحة يقظة ذلك الضمير فى حدود منطقتنا العربية فى رفض ما تقوم به اسرائيل من مجازر ضد الفلسطينيين العزل فى غزة ضيئلة لأسباب عديدة لا مجال للتفصيل فيها، إلا أن توسيع نطاق الرؤية ربما يبعث على الراحة والأمل.

دعك من المظاهرات التى تجتاح العالم شرقه وغربه فى الجامعات وغير الجامعات ضد البربرية الإسرائيلية وهى مهمة وذات قيمة حيوية بلا شك، ولكن اذا أخذنا فى الاعتبار ذلك التطور الذى يجرى على صعيد الوضع فى الولايات المتحدة ذاتها وفى داخل مطبخها السياسى لأمكن لنا إدراك حيوية فكرة الضمير الحى وامكانيات تأثيره حتى لو كانت محدودة.

مفارقة السياسة الأمريكية فى موقفها من الحرب على غزة لكل أسس المنطق والواجب أدى إلى انتفاضة أو ما يمكن اعتباره كذلك داخل دوائر السلطة الامريكية المختلفة. واذا كان يوجد فى مواجهة هذا الواقع مسئولون بلا ضمير، فإن المطمئن أيضا أن هناك آخرين أيضا ولكن بضمير أبوا معه أن يمرروا تلك السياسة التى تتجاوز كل حدود الإنسانية دون أن يعلنوا عن رفضهم لها حتى لو كان الثمن هو التضحية بمنصبهم ومصدر عيشهم.

وبعد أن كانوا ينسبحون فرادى من مناصبهم بشكل دعا بلينكن وزير الخارجية الأمريكى للاعتراف بوجود اتجاهات واضحة داخل ادارة بايدن رافضة لسياسة بلاده تجاه الحرب فى غزة، فإنهم اصبحوا كقطرات الماء التى تجمعت بشكل لا يمكن تجاهله. ليس ذلك فقط بل إنهم راحوا يعززون موقفه بالتحرك الجماعى لزيادة فعالية موقفهم فكان اصدار نحو 12 مسئولا منهم لبيان يتهم ادارة بايدن بالتواطؤ الذى لا يمكن انكاره فى قتل الفلسطينيين فى غزة، مضيفين أن الغطاء الدبلوماسى الأمريكى لإسرائيل وتدفق الأسلحة المستمر تواطؤ لا يمكن إنكاره فى عمليات القتل والتجويع للسكان الفلسطينيين.

اللافت للنظر هو اتساع دائرة هؤلاء المسئولين، فمنهم مثلا أعضاء سابقون فى وزارات الخارجية والتعليم والداخلية والبيت الأبيض والجيش، والأكثر غرابة أنه لم يكن لدى البيت الأبيض ووزارة الخارجية تعليق فورى على البيان، وهو ما يعطيه مصداقية أو يؤكد أن البيان ينطلق من نظرة تستند إلى واقع حى على الأرض.

تفاصيل والأبعاد الشخصية لاستقالة هؤلاء المسئولين تفضح سياسة ادارة بايدن وتكشف بشكل حقيقى عن ممارستها الكذب والتلاعب من أجل توفير الغطاء الذى تقف به وراء اسرائيل فى حربها على غزة. ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر ستايسى غيلبرت التى استقالت من عملها فى مكتب السكان واللاجئين والهجرة بوزارة الخارجية، أواخر شهر مايو الماضى إنها بسبب تقرير إلى الكونغرس قالت فيه الإدارة كذبا إن إسرائيل لا تمنع المساعدات الإنسانية عن غزة، وقد شرحت فى مقابلة تليفزيونية كيف تمنع إسرائيل تدفق المساعدات إلى غزة.

من المؤكد، أن حدود تأثير تلك الإستقالات محدود فى توجيه سياسة الولايات المتحدة أيا كانت الإدارة القائمة على الحكم هناك فى ضوء العلاقات الإستراتيجية التى تربط واشنطن وتل أبيب، ولكنها استقالات كاشفة عن الحق الفلسطينى ولحجم الزيف والتضليل فى الكثير مما نسمعه ونشاهده من أخبار وتأكيد اخير على أن الإنسان ما زال به رمق من إنسانيته!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات غزة فى غزة

إقرأ أيضاً:

سوريون فارون يريدون سحب أموالهم من مصارف لبنان

أفاد مصدر مصرفي أنّ سوريين تابعين لنظام الاسد حاولوا التواصل مع بعض المصارف اللبنانية بغية استرجاع أموالٍ كانوا قد أودعوها في المصارف اللبنانية.
وحسب المصدر، فإن التوقعات أن يكون هؤلاء من بين السوريين الذين كانوا يعملون بشكل مباشر مع الاسد، وكان نفوذهم كبيرا في سوريا، واضطروا مع تراجع قيمة العملة السورية الى تحويل حساباتهم إلى لبنان.
ويلفت المصدر إلى أنّ معظم الحسابات السورية الموجودة في لبنان كانت تعوّل على السرية المصرفية بمعنى أنّ هوية هؤلاء بالنسبة إلى الغير ليست إلا عبارة عن أرقام من شأنها أن تخفي هوية صاحب الحساب.
وحسب المصدر فإنّه من المستحيل في الوقت الحالي أن يتم الإفراج عن اي حساب سوري أو تسليم هذه الودائع، ولكون المصارف تلتزم  بقرارات المصرف المركزي وتعاميمه.

المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • مات الضمير الدولي ولا عزاء للإنسانية
  • الأكشاك العشوائية كابوس يؤرق مواطني الدقهلية
  • الأبراج الأكثر حظًا في 2025.. إيمان خير تحذر هؤلاء من تحديات محتملة
  • عودة غير مكتملة و166 ألفاً لا يزالون نازحين
  • الأرصفة فى قبضة الباعة و أصحاب المقاهى
  • تعميم من مصرف لبنان... هؤلاء سيحصلون على دفعتين شهريتين
  • أخلاق المشتركة
  • هــــؤلاء هــم ثقب الفساد الأسود
  • على بابا حرامى!!
  • سوريون فارون يريدون سحب أموالهم من مصارف لبنان