بوابة الوفد:
2025-01-22@10:45:21 GMT

صناعة الرقائق الإلكترونية

تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT

صناعة الرقائق الإلكترونية أصبحت ذات أهمية كبيرة فى الاقتصاد العالمى، مدفوعة بزيادة الطلب على الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، والتوسع فى تطبيقات الذكاء الاصطناعى، وزيادة اعتماد المركبات الكهربائية. ومن المتوقع أن يصل حجم سوق الرقائق إلى أكثر من تريليون دولار بحلول 2030 بمعدل نمو 8%.

تتجه مصر للاستفادة من هذا القطاع فى تنويع الاقتصاد الوطنى، وزيادة قدرتها التنافسية على الساحة الدولية، ولكنها تواجه العديد من التحديات المُعقّدة.

ففى ظل المنافسة العالمية الشرسة، تتطلب هذه الصناعة استثمارات هائلة وبنية تحتية متقدمة، وهو ما يضع مصر أمام اختبار حقيقى للحصول على موطئ قدم فى انتاج الصناعات المتقدمة.

إن تكلفة إنشاء مصنع لإنتاج الرقائق الإلكترونية تُعد من أكبر العوائق أمام دخول مصر هذا المجال. فوفقًا لتقديرات عالمية، قد تصل تكلفة بناء مصنع حديث إلى حوالى 10 مليارات دولار، وهو رقم يتجاوز بكثير ما يمكن للاقتصاد المصرى تحمله فى المرحلة الحالية. بالإضافة إلى ذلك، فإن البحث والتطوير فى هذا المجال يحتاج إلى استثمارات ضخمة، على سبيل المثال، تُنفق الشركات الكبرى مثل «إنتل» و«سامسونج» ما يزيد على 20% من إيراداتها السنوية على البحث والتطوير، وهو ما يعكس أهمية هذه الاستثمارات لضمان البقاء فى المقدمة.

نقص الخبرات المحلية يُعتبر تحديا آخر. صناعة الرقائق الإلكترونية تتطلب مهارات عالية وخبرات متخصصة يصعب العثور عليها فى السوق المحلى. تحتاج مصر إلى جذب الكفاءات العالمية وتطوير قاعدة محلية من المهندسين والعلماء المدربين، ولكن يمكن لمصر أن تستفيد من تجارب الدول الأخرى والتركيز على بناء الشراكات مع المؤسسات التعليمية العالمية لتدريب وتأهيل كوادرها.

المنافسة العالمية فى هذا المجال لا ترحم. الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية تهيمن على صناعة الرقائق، وتتمتع بمزايا تنافسية هائلة تشمل البنية التحتية المتطورة والدعم الحكومى القوى. وفقًا لتقرير «ماكينزي»، فإن الصين وحدها استثمرت أكثر من 150 مليار دولار فى هذا القطاع خلال العقد الماضى، ما يوضح حجم التحدى الذى تواجهه مصر.

من ناحية أخرى، البنية التحتية المصرية تحتاج إلى تحسينات كبيرة لتكون قادرة على دعم صناعة الرقائق الإلكترونية. تتطلب هذه الصناعة إمدادات مستقرة من الطاقة والمياه، وشبكة اتصالات قوية. وفقًا لتقرير البنك الدولى، فإن مصر بحاجة إلى استثمارات تزيد على 675 مليار دولار لتحسين بنيتها التحتية على مدى العقد القادم، وذلك يمثل تحديًا كبيرًا، ولكنه أيضًا فرصة لتحسين الاقتصاد بشكل عام.

عوامل أخرى مثل الاستقرار السياسى والاقتصادى تلعب دورًا حاسمًا فى نجاح مصر فى هذا المجال. الاستقرار السياسى يشجع الاستثمار الأجنبى والمحلى، بينما يؤدى ارتفاع معدلات التضخم والبيروقراطية المعقدة إلى تثبيط التقدم. لذا، فإن مصر تحتاج إلى سياسات اقتصادية فعالة لتعزيز الاستقرار وجذب الاستثمارات.

ولكن مع كل ذلك، تمتلك مصر بعض المزايا الفريدة التى يمكن أن تساعدها على النجاح. السوق المحلى الكبير والموقع الاستراتيجى الذى يربط بين إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، ووفرة الموارد الطبيعية مثل الرمال البيضاء، كلها عوامل يمكن أن تسهم فى تطوير صناعة الرقائق الإلكترونية.

عامةً، لتحقيق تقدم حقيقى وملموس، يجب على صناع القرار تبنى استراتيجيات متكاملة تجمع بين الاستثمار فى البنية التحتية، وتطوير الكفاءات المحلية، وتحسين بيئة الأعمال. كما ينبغى أن يتوازى مع ذلك التركيز على خلق بيئة مواتية للابتكار وريادة الأعمال، وتقديم الحوافز للشركات التى تستثمر فى البحث والتطوير. الالتزام القوى من الحكومة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص، كلها عوامل تمكينية من شأنها أن تساهم فى التغلب على التحديات الماثلة وتحقق الأهداف المنشودة وتفتح آفاق جديدة للاستفادة والتفوق فى هذا القطاع العالمى المتنامى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صناعة الرقائق الإلكترونية الرقائق الإلكترونية الأجهزة الإلكترونية المركبات الكهربائية سوق الرقائق صناعة الرقائق الإلکترونیة هذا المجال فى هذا

إقرأ أيضاً:

وزير الاستثمار يلتقى الرئيس العالمي لشركة "فيزا العالمية" الرائدة في مجال المدفوعات والتحويلات الإلكترونية.


في إطار مشاركة المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية بفعاليات النسخة 55 من "المنتدى الاقتصادي العالمي" بمدينة دافوس السويسرية، فقد عقد الوزير لقاءا مع روبرت تومسون الرئيس العالمي لشركة "فيزا العالمية" الرائدة في مجال المدفوعات والتحويلات الإلكترونية، والتي تقدم خدماتها في أكثر من 200 دولة حول العالم.

وقال الوزير إن اللقاء استعرض مستهدفات الشركة في المجال المصرفي، والذي يشمل المحافظ الرقمية ومدفوعات الهواتف المحمولة، وكذا الشراكات المتنامية بالأسواق الناشئة.


وأضاف «الخطيب» أن اللقاء استعرض فرص ومقومات الاستثمار في مصر وإمكانيات جذب المزيد من الاستثمارات العالمية للسوق المصري، وكذا التدابير والإجراءات التي تتبناها الحكومة المصرية حاليا والمتعلقة بالسياسات المالية والنقدية والتجارية الهادفة للتيسير على المستثمرين وتسهيل منظومة التصدير والاستيراد، وذلك بهدف جذب المزيد من الاستثمارات للسوق المصري وزيادة معدلات التجارة الخارجية.

وأشار الوزير إلى أن اللقاء استعرض أيضا التقنيات الحديثة التي تطبقها شركة "فيزا العالمية " لا سيما في مجالات المدفوعات اللاتلامسية والأمن السيبراني.

مقالات مشابهة

  • “المواصفات” تُطلق خدماتها الإلكترونية عبر “توكلنا”
  • وزير الاستثمار يلتقى الرئيس العالمي لشركة "فيزا العالمية" الرائدة في مجال المدفوعات والتحويلات الإلكترونية.
  • مذكرة تفاهم بين الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية والمدينة الطبية بجامعة الملك سعود
  • شراكة بين أبوظبي للاستثمار و"NIP" لدعم صناعة الألعاب الإلكترونية
  • لتعزيز التحول الرقمي وتحسين تجربة المستخدمين.. “المواصفات السعودية” تُطلق خدماتها الإلكترونية عبر “توكلنا”
  • توقيع اتفاقية تعاون بين التأمينات والشركة المتكاملة للخدمات المالية الإلكترونية
  • وزارة الإعلام تستعرض مبادراتها لدعم الصحف الإلكترونية
  • 5 نصائح لحماية عينيك من تأثيرات الضوء الأزرق والأجهزة الإلكترونية
  • تنافس «سوني».. منصة جديدة لمحبّي الألعاب الإلكترونية
  • وزير التعليم العالي: تحديث نظم التقييم بالجامعات والاعتماد على الاختبارات الإلكترونية