ليس من باب التمنى أن نرى، أو نتصور أن إسرائيل تنزلق نحو منحدر النهايات التاريخية. هذا النبت الشيطانى الذى أعلن عن نفسه عام 1947، ولم يكمل عقده الثامن بعد، يتآكل من الداخل لأن دولة الشتات اليهودى التى تآمرت بريطانيا وكل الغرب على زرعها فى فلسطين لم ولن تنضج مكوناتها بعد.. مجتمع مقسم ما بين يهود غربيين ويهود شرقيين ويهود حريديم لا يجندون، وآخرين يجندون ليموتوا فى سبيل إله غير المجندين.
امتلكت إسرائيل قوة السلاح، ولكنها لم تتمكن من يقين الحياة وظلت مشروع لصوص وليس كيان دولة.. وإذا كان قادة إسرائيل قد جمعت بينهم روح وثقافة العصابة، فإن بنيامين نتنياهو يعد أقذر هؤلاء القادة على الإطلاق من حيث الفجاجة ومعاداة الإنسانية فى أبسط صورها.. نتنياهو مجرم حرب بامتياز، وقد تصدر الجنائية الدولية قرارًا بوجوب اعتقاله هو وآخرين من عصبجية إسرائيل.. فى يوم 7 أكتوبر 2023 لم يكن طوفان الأقصى مجرد هجوم مباغت على الكيان الصهيونى، ولكن المغزى الأكبر لهذا اليوم العظيم أنه كان إعلانًا صريحًا بتعرية إسرائيل، وبداية أولى للعد التنازلى للكيان الصهيونى السرطانى الخبيث.. لا بد أن نتوقف أمام تصريحات وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان العسكرى السابق بينى غانتس، اللذين حذرا علنًا من أن نتنياهو يقود إسرائيل إلى كارثة. داخل الإدارة الأمريكية هناك شبه يقين غير معلن بأن نتنياهو لاعب متطرف، وقد قوض المصالح الرئيسية للولايات المتحدة و«للحلفاء» العرب، وأصبح بمثابة هدية أعياد النيروز لإيران.
ظل نتنياهو يقنع أمريكا ويضغط على أعصاب البيت الأبيض للقيام بعمل عسكرى ما ضد إيران لتعطيل وتدمير طموحها النووى، ولكن المفاجأة أن إيران لا يمكن إنكار حضورها القوى فى زلزلة إسرائيل من الداخل بصور مختلفة، وأحد تجلياتها ترتبط بشكل أو آخر بطوفان الأقصى الذى زعزع إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023– وأجبر عشرات الآلاف من الإسرائيليين على النزوح بعيدًا عن حدود إسرائيل الغربية والشمالية، وأوقع الكيان الصهيونى فى عزلة عالمية. إسرائيل تسقط تاريخيًا فى حين أصبحت إيران قريبة جدًا من العتبة النووية، وأكثر اندماجًا فى المحيط الإقليمى والدولى مقابل إسرائيل كيان منبوذ إقليميًا ودوليًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح إسرائيل دولة الشتات
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: بحثت مع ترامب نووي إيران والتهجير وما تفعله تركيا
بحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين، في واشنطن حرب غزة والملف النووي الإيراني الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب.
وبشأن الملف النووي الإيراني، قال نتيناهو: "نتفق مع الرئيس ترامب على منع إيران من الحصول على سلاح نووي ولن نسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية".
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب: "تحدثنا عن موضوع الرهائن في غزة وسبل الإفراج عنهم والسماح بالمغادرة الطوعية من القطاع، والقضاء على قوة حماس، كما تحدثنا عن سوريا والوضع بالنسبة لتركيا حيث تجمع بين الرئيس ترامب والرئيس أردوغان علاقات جيدة تمكن واشنطن من لعب دور الوسيط بيننا.
وتابع قائلا " نعمل على إطلاق من تبقى من الرهائن وعددهم 59".
وتعهد نتنياهو "إلغاء" العجز في الميزان التجاري مع الولايات المتحدة ، في وقت تعاني دول العالم من تداعيات التعرفات الجمركية الأميركية الجديدة.
وقال نتنياهو أثناء جلوسه الى جانب ترامب في المكتب البيضاوي "سنلغي العجز التجاري مع الولايات المتحدة... نعتقد أنه الأمر الصائب"، معربا عن اعتقاده بأن الدولة العبرية قد تكون "مثالا للعديد من البلدان" في هذا المجال.