كلما التقى الكاتب يوسف إدريس بالسيناريست الشاب وحيد حامد كان يسأله متى يكتب سيناريو فيلم أو مسلسل عن إحدى قصصه؟.. ولما كاتب بحجم عبقرى القصة القصيرة يوسف إدريس وصاحب الرؤية الثاقبة فى حياتنا الثقافية يطلب ذلك بنفسه من شاب فهذا يعنى إننا امام كاتب كبير وعبقرى ايضًا!
وقد كان يروى ذلك الكاتب الراحل وحيد حامد، الذى نحتفل هذه الأيام بمناسبة ذكرى ميلاده الـ«٨٠» حيث ولد يوم 1 يوليو عام 1944 فى أحد حواراته الصحفية بكل فخر وامتنان!
ويتفرع ابداع وحيد حامد إلى ثلاثة أفرع رئيسية كسيناريست ومنتج وكاتب صحفى.
فلم ُيضبط وحيد حامد بالتنازل عن مبادئه فى اعماله الفنية أو بالمتاجرة بالفن من أجل المال، كان عشقه لهذا الوطن هو بصلته الوحيدة فى كل كلمة يكتبها.. ومنذ أعماله الاذاعية الأولى فى أوائل السبعينيات ظهرت همومه وأحلامه وأمانيه للعدالة الاجتماعية والحق فى حرية التعبير والديمقراطية لكل الناس، فهو تعلم وتربى فنيًا ووطنيًا داخل أروقة الإذاعة المصرية وعلى ايدى عظماء الإخراج مثل مصطفى أبو حطب وباهر النحال وكبار الممثلين منهم صلاح منصور وسناء جميل وغيرهم العشرات.. وذلك فى أوائل السبعينيات عندما كانت الإذاعة المصرية هى منارة العالم العربى وليس فى مصر فقط.. وكان من السهل ان تلتقى فى طرقاتها أم كلثوم وعبدالوهاب وطه حسين والعقاد وبليغ حمدى وحسين السيد ويوسف وهبى ونعمان عاشور ونجيب محفوظ.. وسط كل هؤلاء كانت موهبة وحيد حامد تكبر!
ولذلك من الصعب أن تجد عملا للكاتب وحيد حامد لا يكون له هدف، كل اعماله ليست سوى ارض خصبة لأفكاره ومبادئه التى تنحاز للمواطن والوطن ولا شيء آخر!
وإذا اردت أن تعرف حجم الدور الذى قام به شخص ما فى زمانه، سواء اتفقت أو اختلفت معه، ابحث عن تأثيره الكبير فى مجاله.. وأعتقد أن وحيد حامد من الكتاب القلائل الذين أعطوا للسينما والدراما المصرية قدرًا كبيرًا من الاحترام والعمق والتقدير بأعماله المتفردة!
إن افلامًا مثل طائر الليل الحزين، البريء، اللعب مع الكبار، النوم فى العسل، طيور الظلام، سوق المتعة.. متفردة فى الموضوع وفى الرؤية، وفيها جرأة لن يستطيع أن يتناولها بهذه المعالجة كاتب سوى وحيد حامد الذى قدم موضوعات محرمة بموضوعية وبدون ابتذال أو متاجرة بهموم الناس وأحلامهم.. فمثلًا فى فيلم النوم فى العسل كان يمكن أن تكون المعالجة مبتذلة ورخيصة وتلعب على الغرائز ويتحول الفيلم إلى نكت جنسية ومداعبات حسية ورقص وعرى.. ولكنه وحيد حامد الذى صاغ ازمة عجز الرجال جنسيًا فى أزمات عجز السياسات والأفكار المسطرة وفشلت فى قيادة وطن بحجم مصر!
وحيد حامد.. من نفس روح الكتاب الكبار مثل توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس.. ولم يكن إدريس يحتاج لكاتب سيناريو لإحدى قصصه.. ولكنه كان يحتاج لعبقرى مثله يعرف كيف يستخرج من قصصه أفكاره المبدعة.. ولم يكن سوى وحيد حامد يقدر على ذلك!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وحيد حامد ويوسف إدريس الناصية فيلم أو مسلسل الرؤية الثاقبة القصة القصيرة وحید حامد
إقرأ أيضاً:
يسري وحيد جناح طلائع الجيش يدخل دائرة اهتمامات الزمالك
قام أحد وكلاء اللاعبين بعرض اسم يسري وحيد جناح فريق طلائع الجيش على مسؤولي نادي الزمالك للتعاقد معه خلال فترة الانتقالات الشتوية الجارية.
ويسعى الزمالك لتدعيم مركز الجناح الأيسر خلال فترة الانتقالات الشتوية الجارية بناء على طلب السويسري كريستيان جروس المدير الفني.
وسيتم حسم عرض الأمر على السويسري كريستيان جروس المدير الفني للأبيض لمعرفة موقفه من ضم اللاعب من عدمه.