لن تتغير.. احذروا الزواج من الشخصية البخيلة
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حذرت الدكتورة سمر كشك، اخصائي صحة نفسية، من الزواج من شخص بخيل، لافتة إلى أن البخيل أو البخيلة يكون بخيل فى كل شيئ سواء عواطفه أو مشاعره أو عطائه أو التزامه.
وأوضحت أخصائي صحة نفسية، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، بحلقة برنامج "البيت"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الأربعاء: "البخيل بيحس بأزمة نفسية وهو بيعطى، بيخاف على ابنه وبيحبه لكنه لا يعطيه، علشان لو هى البر يبقى بلاش الزواج، لأن البخل بيكون صفة أساسية فى سماته ولن يتغير".
وأضافت: "البخيل لن يتغير حتى لو بيحبها أو عنده مشاكل لازم يحلها لن يتغير، إلا بصدمة عصبية شديدة نتيجة البخل، لكن لو تزوجت عليها أن تضعه فى التزاماته الأساسية".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البخيل
إقرأ أيضاً:
الإنسانية أولا أو الشخصية .. وأيهما نتيجة للآخر؟
في حوار قصير؛ طرح -في تقديري الشخصي- سؤال مهم: أيهما الأهم؛ الشخصية أو الإنسانية؟ ويمكن أن أستدرك بسؤال آخر؛ أيهما أولا: الإنسانية أو الشخصية؟ بمعنى: هل الإنسانية هي نتيجة لأفعال الشخصية، أو الشخصية هي نتيجة الإحساس بمعنى الإنسانية؟ وهو المعنى القائم على «قدرة الشخص على تقديم الرعاية والاحترام وإظهار الضيافة والتسامح.. وتعزيز الانسجام الحقيقي» -حسب المصدر- وبمعنى آخر أيهما نتيجة للآخر؟ ومن هنا يحضر استنتاج معين؛ مفاده: إن كانت الشخصية هي نتيجة للفهم الواعي للإنسانية، فإن الإنسانية هي الأهم، وإن كانت الإنسانية هي نتيجة لممارسات تقوم بها الشخصية، فإن الشخصية هي الأهم، وهذا كله يعتمد على الرؤية الفلسفية التي يقوم عليها التفكير في كلا الاتجاهين، وهي الرؤية التي تتقصد تفسير المفاهيم، وهذا يعتمد كثيرا على مستوى وعي الفرد الذي يستطيع تفكيك الحزم المعيارية للمفاهيم، وبمعنى أوضح أن كل المفاهيم «التنظيرية» التي يتم تداولها بين الناس، يظل الحكم عليها حكما نسبيا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنطبق عليها أحكاما مطلقة، لا تقبل التأويل، وإلا أوقع الفرد نفسه في مأزق التعقيد، فـ«الفلسفة؛ تقدم العبارات المعيارية ادعاءات حول كيف ينبغي أو يجب أن تكون الأشياء، وكيف نقيمها، وأي الأشياء جيدة وأيها سيئة، وأي الأفعال صحيحة، وأيها خاطئة» -وفق المصدر.
يمكن لاستيضاح الرؤية في هذه المناقشة طرح مجموعة من الأسئلة الاستفهامية، والأسئلة الاستنكارية، والأسئلة الإخبارية، والأسئلة التوضيحية، تجلية للفهم الغارق في التعقيد في مسألة المفاضلة بين الإنسانية والشخصية؛ ومن ذلك: هل كلاهما (الشخصية والإنسانية) يتيحان الفرصة لإسقاطهما في القيمة المعيارية؟ بمعنى هل كلا المفهومين قابل للقياس في واقع الحياة؟ وإذا كان الأمر كذلك؛ فيمكن النظر إلى تأثير أحدهما على الآخر؛ أو قد يكون أحدهما نتيجة للآخر؛ أليس كذلك؟ هذا من الناحية النظرية، أما من الناحية العملية؛ فلنستحضر حالة أسرة ما -أي أسرة- ولنسقط عليها الملاحظات التالية: كل أسرة غالبا؛ يتجاوز أعداد أفرادها: الأب والأم؛ أي وجود أبناء؛ بنين وبنات، فهل هؤلاء الأبناء تتوحد صفاتهم، وميولاتهم، وسلوكياتهم؟ الجواب: إطلاقا؛ وبصورة قطعية، هذا إذا سلمنا أن هناك تقاربا شديدا بين الأم والأب في كثير من الصفات، بحكم العشرة، وبحكم التوافق، وبحكم مجموعة من التنازلات للحرص على مصالح الأسرة إلى أطول فترة زمنية في الحياة، ونتيجة لهذا التقييم النظري، فإذا كانت الإنسانية هي أولا؛ فلماذا لم تلق بحقيقتها الإنسانية على كل أفراد الأسرة بنفس المستوى من الإنسانية؟ فمن الأبناء كريم؛ ومتواضع، ومحترم، ومتسامح، وعندها القدرة على الانسجام مع الآخرين من حوله، ومن خارج محيط أسرته، ومن الأبناء سيئ الخلق؛ متجبر، ولعوب شقي/ شقية، يسرق، ولا يقيم وزنا لأي قيمة أخلاقية إيجابية، مع أنهم هؤلاء جميعهم تربوا في كنف أسرة واحدة، ومنشأهم أب واحد وأم واحدة، وإذا جئنا إلى الجانب الشخصي؛ فهؤلاء جميعهم يؤثرون بسلوكياتهم الشخصية على المجتمع المحيط، ولن يستطيع هذا المجتمع المحيط أن يغير من سلوكهم، فهم منساقون وفق فطرتهم أو بنيانهم التكويني النفسي، ولن تستطيع كل المكتسبات التي اكتسبوها أن تؤثر عليهم في تغيير سلوكياتهم، مع أن المكتسبات قوية، ومنطقية، وكثيرة، ويفترض أن تكون مؤثرة؛ بدءا من: حاضنة الأسرة بتعاليمها ونظمها وقوانينها التربوية والأخلاقية، ثم تأتي المدرسة والتي لا تقل من تعدد النظم والتدريبات، بعد ذلك تأتي الحاضنة الكبرى «المجتمع» الذي تتسع فيه مساحة الاشتغال أكثر، وتتنوع فيه النظم والقوانين والتعليمات، والممارسات، ومع ذلك ينفذ كل هؤلاء بسلوكياتهم التي تختمر بين جوانحهم، ولا يقيمون عرضا لكل هذه المحددات سواء عبر حاضنة الأسرة، أو حاضنة المدرسة، أو حاضنة المجتمع، فماذا يعني هذا؛ أليست الشخصية هنا هي التي تملي تأثيراتها على الإنسانية؛ إذا سلمنا أن كل الحواضن الثلاث هي تمتثل الإنسانية، وتنادي بها، وتعض عليها بالنواجذ؟ ومع ذلك نرى أن مسارات الشخصية الـ«ناشزة» في مختلف سلوكياتها تنزع نفسها من كل هذه التأثيرات ولا تقيم لها وزنا، بينما الشخصية المنسجمة مع ذاتها؛ توظف كل هذه الروافد المعرفية والسلوكية، فتصنع منها مساحة إنسانية لا تحدها حدود، ومن هنا يمكن القول إن الإنسانية هي نتيجة مكتسبة لأفعال الشخصية الذاتية المنبثقة من الفطرة، وليس العكس.
يقول الباحث عادل المعولي في كتابه (لما تقدم العلم وتأخر الوعي) ما نصه: «... والأفراد يرثون من أسلافهم خصائصهم الطبيعية؛ حجم أجرامهم، ولون البشرة، وشكل الأنف، وفصيلة الدم والاستعداد للأمراض، ولكن لا يرثون الاختيار الإنساني، فالاختيار الإنساني ينتقل باحتكاك الإنسان بما حوله (من البيئة الطبيعية) وبمن حول من (البيئة الاجتماعية)» -انتهى النص. وإن كان الواقع لا يتطابق بصورة مطلقة مع هذا التقييم، فالاحتكاك الذي يشير إليه الكاتب؛ قد؛ يظل مؤقتا، ثم يعود الإنسان إلى حقيقته البيولوجية الصرفة، وينزع نفسه من كل التأثيرات التي قد يراها أنها تحد من طموحه، أو تحقيق إشباعاته من مختلف الأشياء التي يريدها، وهذه مسألة واضحة لا تحتمل جدلا سفسطائيا مملا، وقد قرأ معظمنا قصة الراعي الذي ربى ذئبا صغيرا وجده في الصحراء، فلما كبر الذئب، واعتلته غريزة الافتراس هجم على شياه الراعي فافترس ما استطاع إلى ذلك سبيلا؛ وولى هاربا في متون الصحراء لا يلوي على أثر من كرم الراعي ورحمته وإنسانيته التي احتوته زمنا من التربية والرعاية والعناية، والذي قال فيها الراعي: «من أنبأك أن أباك ذئبا» والقصة معروفة، ومنشورة لمن أراد الاستيضاح أكثر.
قد يبرر الحديث هنا؛ في مسألة تأثير (الإنسانية/ الشخصية) على الصفة الغالبة في مجتمع ما، فهناك مجتمعات تربت أو عايشت صراعات دموية قاتلة، ظل فيها سيلان الدم على الأرصفة هو المحتكم على نوع، أو شكل الحياة التي يعيشها الناس، وهي حالة «مستنفرة» بلا شك، مثل هذا الواقع التي تتسلط فيه الشخصية على الإنسانية، حيث تصبع الأخيرة هي نوع من الحلم الجميل، فكيف للإنسانية هنا أن تبدو ظاهرة، أو أن يرتفع سهمها وسط هذا الركام من القتل والتدمير والتسلط، كما هو الحال الذي يعيشه الشعب الفلسطيني منذ بدأ نكبته إلى اليوم، فالشخصية العدوانية التي يوظفها العدو في القتل والتدمير؛ أن لها أن تعكس شيئا من وضوح الرؤية لشيء اسمه إنسانية؟ مع أن الإنسانية التي يراها البعض هي المساحة التي يتسع فيها الأفق، ولكن الفعل القاسي الذي تمارسه الشخصية على الواقع لا يدع لهذا الأفق مجالا صافيا للرؤية، وبالتالي فوق هذه الرؤية تظل الشخصية هي المؤثرة، وليس الإنسانية، لأن هذه الشخصية العدوانية القاسية والقاتلة تمثل -وفق تعريف الشخصية-: «الكمية الكلية من الاستعدادات والميول والغرائز والدوافع البيولوجية الفطرية والموروثة، وكذلك الاستعدادات والميول المكتسبة من الخبرة» -بحسب تعريف جوجل. وفي المقابل فالمجتمعات التي تعيش آمنة مطمئنة، وتخلو من الشخصية المرتبكة، فإن ذلك أيضا عائد إلى ذات التعريف أعلاه، ومن هنا يمكن الوصول إلى نتيجة مفادها إلى أن الإنسانية هي نتيجة لفعاليات وسلوكيات ومكتسبات الشخصية، السوية الهادئة، التي لم تصدم تركيبتها الفسيولوجية بحمل قاس يقوض فيها الجانب الإنساني، فالجانب الإنساني يحتاج إلى بيئة نظيفة ينشأ فيها ويكمل دورة حياته بكل انسجام، ولذلك فالبيئات التي تعيش صراعات أمنية، وعدم استقرار؛ تعيش فيها الإنسانية في مأزق كبير، ولذلك تعاني المجتمعات الآمنة من الوفود الآتية من تلك المجتمعات المستنفرة، ومعاناتها تتمثل في أن هؤلاء الوافدين يأتون محملين بثقافات بلدانهم، وهي ثقافات فيها ما فيها من الإجرام؛ بكل أنواعه وقسوته، ولا يتوانى هؤلاء الوافدون في توظيف هذه الحمولة السيئة في البلد المضيف، فتكثر فيه حالات القتل، والسرقة، والرشوة، والخيانة، وانتهاك الأعراض، مما يحمل البلد المضيف أعباء أمنية واجتماعية، وتنموية، تتجاوز الحالة التي كان عليها قبل ذلك.
أحمد بن سالم الفلاحي كاتب وصحفـي عماني