وزير النقل: صنعاء لن تقبل بأي حلول بشأن مطار صنعاء الدولي سوى فتح كامل لجميع الوجهات
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
يمانيون|
أكد وزير النقل بحكومة تصريف الأعمال عبدالوهاب الدرة، أن صنعاء لن تقبل بأي حلول ترقيعية في موضوع مطار صنعاء الدولي، سوى بالفتح الكامل لجميع الوجهات وإعادة الرحلات كما كانت عليه قبل العدوان.
كما أكد وزير النقل خلال مؤتمر صحفي اليوم بصنعاء نظمته وزارتا النقل، والإرشاد وشؤون الحج والعمرة، عزم القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى على اتخاذ إجراءات صارمة وقوية لا يتوقعها العدوان.
وقال ” ضمن الحرب الاقتصادية والسياسية يريد تحالف العدوان إعادة الحصار على مطار صنعاء بينما يفتحون عشرات الرحلات والوجهات من المطارات الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان”.
وأشار إلى أن الحرب الاقتصادية الأمريكية السعودية على البنوك والطيران وغيرها تهدف إلى ايقاف مساندة اليمن لغزة التي تتعرض لأبشع هجمة ومجازر إبادة جماعية.. لافتا إلى أن تحالف الشر يفاوض القيادة لإيقاف الحرب الاقتصادية مقابل إيقاف العمليات العسكرية ضد السفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية.
وأكد الوزير الدرة، أن الشعب اليمني لن يتراجع عن موقفه ولن تثنيه هذه الحرب والاستهداف، وعلى تحالف الشر أن يوقف العدوان على غزة واليمن فورا لتقف هذه العمليات ما لم فإن التصعيد سيقابل بالتصعيد.
ولفت إلى ضرورة إعادة تشكيل إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية من موظفيها وقياداتها المعروفة بالنزاهة والكفاءة ومن كل المحافظات والمكونات اليمنية.. وقال” يجب أن تعمل الشركة كناقل وطني مملوك لكل أبناء الشعب اليمني، لا كشركة خاصة موروثة لأشخاص أو مكون سياسي، أو كأداة بيد تحالف العدوان لتبادل الأدوار لحصار مطار صنعاء والمواطنين وحرمانهم من حقهم في السفر”.
وأضاف” تفاجأنا بالقرارات التعسفية وغير المبررة بنقل ما تبقى من الخطوط الجوية اليمنية وموظفيها إلى عدن بل ونقل شركات ووكالات السفر، ولم نجد أي موقف من الأمم المتحدة والمبعوث الأممي ومنظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام ضد هذه القرارات”.
وبين وزير النقل أنه عندما أبقت قيادة شركة الخطوط الجوية اليمنية في صنعاء الطائرات بمطارها ومركزها الرئيسي بصنعاء، وورشتها التي تعتبر من أوائل الورشات بالمنطقة رغبة في إعادة ترتيب وتنظيم الشركة وتصويب أعمالها كناقل وطني، ضجت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي متناسية أن الشعب اليمني هو المالك للشركة وأن المركز الرئيسي لها هو في صنعاء”.
وقال “من حق قيادة الشركة بصنعاء اتخاذ أي قرار لصالح الشركة وإنقاذها وتصويب وتصحيح عملها وإدارتها لتقدم خدماتها لأبناء الشعب اليمني”.. لافتا إلى أن حكومة في صنعاء مصممة على فتح جميع مطارات الجمهورية من سقطرى حتى صعدة دون انتقاء أو تمييز، وتشغيل رحلات الناقل الوطني الخطوط الجوية اليمنية بالتساوي ووفقا للاحتياج الفعلي والاقتصادي ولا يمكن القبول بتشغيل مطار وإيقاف آخر.
وأضاف” في اجتماعنا مع وكالات السفر رفضنا القرارات التعسفية من المرتزقة حول قطاع النقل واليمنية، وحذرنا من استخدام الخطوط الجوية اليمنية أداة بيد تحالف العدوان السعودي الأمريكي لحصار مطار صنعاء، والإصرار على الإجراءات التعسفية لحصار مطار صنعاء واتخذنا إجراءات قوية لإيقافها عند حدها”.
وأكد وزير النقل أنه سيتم اختيار قيادة وطنية محايدة من خبرات وكفاءات الشركة للوصول بالخطوط الجوية اليمنية إلى بر الأمان لتقدم خدماتها لجميع أبناء الجمهورية اليمنية بعيدا عن السياسة والمناطقية والشللية.
بدوره طالب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة نجيب العجي، في المؤتمر الصحفي الذي حضره وكيل وزارة النقل لقطاع النقل الجوي عبدالله العنسي، والقائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية خليل جحاف، ووكيل هيئة الطيران المدني رائد جبل وعدد من ممثلي مكاتب وكالات السفر بصنعاء، بسرعة رفع القيود عن كافة المنافذ وفي مقدمتها مطار صنعاء وإعادة فتح المسار الإلكتروني لتسجيل الحجاج عبر مطار صنعاء.
وأكد أن وزارة الإرشاد تبذل جهودا من أجل إعادة الحجاج إلى مطار صنعاء الدولي من خلال مخاطبة السلطات السعودية بنقل الحجاج المتبقين بموجب تعليمات هيئة الطيران المدني السعودي التي تتضمن قيام هيئة الطيران السعودي بنقل الحجاج في حال تخلف الناقل أو تأخره، وذلك من الضمانات المودعة لديها من الناقل، إلا أن الوزارة لم تتلقى ردا من السلطات السعودية حتى الآن.
ودعا الخطوط الجوية اليمنية لإعادة قيمة تذاكر عودة الحجاج الذين لم يتمكنوا من العودة عبر طيران اليمنية.
وحمل وزير الارشاد النظام السعودي المسؤولية الكاملة عن احتجاز الحجاج.. مطالبا بعودتهم عبر مطار صنعاء وتعويضهم.
وأدان بيان صادر عن وزارة النقل تلاه نائب وزير النقل محمد الهاشمي، استمرار حظر الرحلات الجوية من وإلى المطارات اليمنية ومنها مطار صنعاء الدولي من قبل تحالف العدوان.
وأوضح أنه وللعام العاشر تستمر دول تحالف العدوان في حظر الرحلات الجوية من وإلى مطارات الجمهورية اليمنية، ومنها مطار صنعاء الدولي المطار الرئيسي الذي يخدم 80 بالمائة من مواطني الجمهورية اليمنية، مُخالفةً بذلك كافة القوانين والمعاهدات الدولية، والذي يعد انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لميثاق الأمم المُتحدة والقانون الإنساني الدولي.
واعتبر ما تقوم به دول تحالف العدوان من حظر للرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء حصارا للشعب اليمني في الداخل والخارج.
وأشار البيان إلى أن الإحصائيات تشير إلى وجود الآلاف من المسافرين اليمنيين عالقين خارج البلاد، الأمر الذي يستدعي عودتهم بسرعة إلى مطار صنعاء، بعد أن تقطعت بهم السبل وأصبحوا غير قادرين على تحمل نفقات الإقامة لاسيما وأن أغلبهم سافر لغرض العلاج، في حين أن عشرات الآلاف من المواطنين بحاجة ماسة للسفر إلى الخارج عبر مطار صنعاء كونهم من الحالات المرضية والإنسانية الحرجة.
وأكد تعمد دول تحالف العدوان اتخاذ سلسلة من الإجراءات لتدمير سوق النقل الجوي وشركات الطيران بالجمهورية اليمنية.
وتطرق إلى أبرز الإجراءات التدميرية المتخذة خلال فترة الهدنة لحظر رحلات مطار صنعاء الدولي وشركة الخطوط الجوية اليمنية، ومنها استخدام تحالف العدوان وأدواته الخطوط الجوية اليمنية ورقة للابتزاز السياسي وحصار الشعب اليمني من خلال التشغيل المحدود والمتقطع من والى مطار صنعاء والتي لم تخدم سوى ثلاثة بالمائة من الاحتياج للسفر من وإلى المطار.
وأكد البيان تنصل تحالف العدوان عن الالتزام بما تم التوافق عليه في الهدنة منذ أكثر من عامين بشأن فتح ست وجهات من وإلى مطار صنعاء والتي من أبرزها الأردن، ومصر، والهند وغيرها من الوجهات الهامة، بما يخدم الاحتياج الكبير للمرضى والمواطنين المحتاجين للسفر باعتبار الرحلات إلى هذه الوجهات إنسانية، بينما اقتصر التشغيل من مطار صنعاء على وجهة واحدة انحصرت بمطار عمّان فقط.
وبين انه وبعد تدمير تحالف العدوان لقطاع النقل الجوي والناقلات الجوية اليمنية ومنع شركات الطيران العربية والإقليمية من التشغيل إلى المطارات اليمنية واحتكار التشغيل على الخطوط الجوية اليمنية، مارست إدارة الشركة في عدن الاحتكار والتمييز في أسعار تذاكر السفر بين أبناء الشعب اليمني الواحد وقامت بتشغيل وجدولة رحلات الشركة إلى وجهات دون جدوى اقتصادية، ولا تخدم الشركة أو أبناء الشعب اليمني وإنما تخدم أجندات دول العدوان.
وعن التدمير الممنهج لشركة الخطوط الجوية اليمنية، أوضح البيان أن” هناك سلسلة من الإجراءات التي يتخذها تحالف العدوان السعودي الأمريكي عبر أدواته، والتي كان آخرها التصريح بنقل كافة أصول الشركة إلى عدن، وكذا الإضرار بوكالات ومكاتب السفر بالجمهورية اليمنية، وإيقاف المبيعات عبرها الأمر الذي يُعد تدميرا لمقدرات الشركة وموظفيها وسوق النقل الجوي في اليمن”.
ولفت إلى أن تحالف العدوان قام بتمكين وحماية الفاسدين من مرتزقته للاستيلاء والنهب الممنهج لأموال الشركة عبر فتح حسابات للشركة لدى شركات صرافة خاصة داخل وخارج البلاد، والصرف منها دون أي رقابة، وتعطيل الحسابات البنكية الرسمية للشركة، ونهب أموالها عبر صفقات شراء مشبوهة لطائرات مستخدمة دون أن تخضع للإجراءات الفنية والقانونية واللوائح المنظمة لذلك.
وأكد أنه وفي إطار التدمير الممنهج لأصول الشركة ومقدراتها، تعمد تحالف العدوان عبر أدواته تعطيل مراكز صيانة وتموين طائرات الشركة وإحلال مراكز صيانة خارجية بمبالغ طائلة.
وذكر أنه وفي إطار تضييق الخناق الاقتصادي على الشعب اليمني نتيجة موافقه المساندة للشعب الفلسطيني، قامت دول تحالف العدوان بالإيعاز لإدارة الشركة في عدن بإقفال أنظمة حجز الرحلات وسحب الصلاحيات لخنق مكاتب ووكالات السفر في المناطق التي لا تخضع لسيطرة العدوان، وصولاً إلى إقفال كافة أنظمة الحجز والمبيعات في داخل البلاد وفتحها في دول بالخارج، في إجراء يتنافى مع كافة القوانين الدولية المنظمة لهذا الشأن، بهدف تدمير اقتصاد البلد وسوق النقل الجوي وشركة الخطوط الجوية اليمنية.
وأدانت وزارة النقل ما يقوم به تحالف العدوان من إجراءات تعسفية واستمرار الحصار المفروض على أبناء الشعب اليمني وتدمير ونهب مقدراتها.
وأكد البيان عزم وزارة النقل الجاد والقانوني على اتخاذ إجراءات ومعالجات عاجلة في إعادة ترتيب أوضاع شركة الخطوط الجوية اليمنية، وفقاً لبروتوكول إنشائها والذي ينص على أن يكون المركز الرئيسي للشركة في العاصمة صنعاء ومركز عمليات الشركة في مطار صنعاء الدولي.
وشدد على ضرورة ممارسة شركة الخطوط الجوية اليمنية أعمالها بحيادية تامة ومهنية فنية عالية بما يسهم في خدمة كافة أبناء الشعب اليمني دون استثناء.
وطالبت وزارة النقل مجددا بسرعة رفع الحظر والحصار وكافة القيود المفروضة على مطار صنعاء الدولي ومطارات الجمهورية الأخرى.
كما جددت الدعوة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية ومنظمات المجتمع المدني ذات الصلة بتحمل مسؤولياتها بالضغط على دول تحالف العدوان لرفع كافة القيود عن مطارات الجمهورية بشكل عام ومطار صنعاء الدولي بشكل خاص، واستئناف جميع الرحلات المدنية، وضمان عدم تكرار ذلك في المستقبل.
وحملت وزارة النقل تحالف العدوان مسؤولية إعادة الحجاج اليمنيين وكل العالقين في مطارات دول العالم إلى مطار صنعاء الدولي وفقاً للحقوق الإنسانية المكفولة.
فيما أشار بيان صادر عن وزارة الإرشاد والحج والعمرة تلاه نائب الوزير فؤاد ناجي، إلى معاناة الحجاج اليمنيين خلال موسم الحج للعام الحالي 1445م بدءًا بإغلاق المنافذ وعدم اعتماد الجوازات الصادرة من المحافظات الحرة، ورفع تكاليف الحج مع تردي الخدمات المقدمة في المشاعر المقدسة إضافة إلى العديد من العراقيل التي تضيف معاناة للحجاج والمعتمرين اليمنيين.
وقال” لقد بذلت وزارتا الإرشاد والنقل- بناءً على توجيهات ومتابعة مستمرة من القيادة – جهودًا كبيرة حتى تم فتح مطار صنعاء في اللحظات الأخيرة حيث تم تفويج سبعة آلاف و824 حاجا، تم إعادة ستة آلاف و899 منهم، وتعثر إعادة الدفعة الأخيرة من الحجاج نتيجة عرقلة السلطات السعودية ومرتزقتها، وكذا القيود التي تفرضها دول العدوان على مطار صنعاء الدولي”.
وأشار إلى أن الوزارة عرضت على السلطات السعودية استعداد حكومة صنعاء لدفع تكاليف أي رحلات لإعادة الحجاج إلى مطار صنعاء الأمر الذي لم يتم الرد عليه حتى الآن.. موضحا أن الوزارة قامت بالتنسيق مع وزارة النقل والخطوط الجوية اليمنية في صنعاء بجدولة عدد من رحلات العودة للحجاج وتم إرسال طلب تصاريح الرحلات إلى السلطات السعودية ولا يزال طلب التصريح موقفا إلى الآن.
وحملت وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، السلطات السعودية مسؤولية ما حصل من فشل وسوء إدارة في موسم الحج لهذا العام، والاختلالات التي أودت بحياة مئات الحجاج.
كما حملت النظام السعودي المسؤولية الدينية والقانونية والأخلاقية نتيجة التقصير والتفريط في نقل الحجاج اليمنيين وإعادتهم إلى مطار صنعاء وتوفير السكن والإعاشة اللازمة لهم حتى يتم ذلك.
وأشارت وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، إلى أن النظام السعودي يتحمل مسؤولية سلامة نقل الحجاج إلى مطار صنعاء، وليس إلى مطار أو منفذ بري آخر، بسبب المخاطر الأمنية في مناطق سيطرة الاحتلال ومرتزقته والتي يعلمها جيدا.
وأدانت الإجراءات التعسفية التي يمارسها النظام السعودي بحق الحجاج اليمنيين.. مطالبة بتوفير الخدمات لضيوف الرحمن من الحجاج اليمنيين وعدم تسييس الحج أو الصد عن بيت الله الحرام.
وأكدت الوزارة أنها مستمرة في متابعة موضوع الحجاج العالقين بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة حتى عودتهم إلى أرض الوطن بسلام.
وطالبت وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، النظام السعودي برفع القيود عن كافة منافذ الجمهورية اليمنية وإعادة فتح المسار الإلكتروني لتسجيل الحجاج عبر صنعاء بما يضمن سلامة وسهولة سفر الحجاج والمعتمرين اليمنيين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: شرکة الخطوط الجویة الیمنیة أبناء الشعب الیمنی الجمهوریة الیمنیة مطار صنعاء الدولی دول تحالف العدوان السلطات السعودیة الحجاج الیمنیین النظام السعودی إلى مطار صنعاء وزارة الإرشاد وزارة النقل النقل الجوی وزیر النقل فی صنعاء من وإلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
في زمن التحالفات المتكسّرة.. صنعاء تثبت الرقم الصعب للمعادلة اليمنية
يمانيون|
تتصاعد التوترات في اليمن مع استعداد الميليشيات الانفصالية الجنوبية، المدعومة من الإمارات، لشن هجوم بري على محافظة تعز وميناء الحديدة، بدعم جوي أمريكي. هذه التطورات، التي أوردتها تقارير صحيفة “وول ستريت جورنال”، تُنذر بتصعيد خطير قد يعيد إشعال الحرب الأهلية في البلاد، على الرغم من الهدنة الهشة التي تم التوصل إليها في مارس 2022 في ستوكهولم. يُشار في هذا السياق إلى أن هذه العملية تثير انقسامات بين الأطراف الإقليمية، خاصة مع عدم رضا السعودية عن هذه الخطط، مما يطرح تساؤلات حول جدواها وتبعاتها.
التحضيرات العسكرية والدور الأمريكي
تُشير التقارير إلى أن الميليشيات المدعومة إماراتيًا، والتي يُقال إنها تضم حوالي 80 ألف مقاتل وفقًا لتصريحات عبدالعزيز صقر من مركز دراسات الخليج، تستعد للهجوم على تعز والحديدة. هذه الميليشيات ستعمل كقوات برية فعلية تحت غطاء جوي أمريكي، حيث تقوم الطائرات الأمريكية بقصف خطوط دفاع القوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء أحد قادة حركة أنصار الله.
في الوقت ذاته، كشفت “وول ستريت جورنال” أن ضباطًا أمريكيين متقاعدين سيقدمون المشورة لما يسمى المجلس الانتقالي في العمليات العسكرية ضد أنصار الله. هذا الدور الأمريكي يُثير تساؤلات حول مدى التزام الولايات المتحدة بهذه العملية، خاصة في ظل تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في اليمن.
موقف السعودية وأسباب عدم رضاها
يُشار في هذا الصدد إلى أن السعودية، التي تُعدّ أحد أبرز الداعمين للفصائل المعارضة لحكومة صنعاء، غير راغبة في هذه العملية البرية. هذا الموقف يعود إلى عدة أسباب:
المخاوف من تصعيد الصراع، السعودية، التي سعت خلال السنوات الماضية إلى تثبيت الهدنة وتقليص خسائرها في اليمن، تخشى أن تؤدي هذه العملية إلى توسيع رقعة الحرب، مما قد يعرض مصالحها الاستراتيجية للخطر.
التوازنات الإقليمية، السعودية ترى في الدور الإماراتي محاولة لتعزيز النفوذ الإماراتي في جنوب اليمن، مما قد يضعف نفوذ الرياض في المشهد اليمني.
على الرغم من هذا الرفض، فإن موافقة ضباط أمريكيين متقاعدين على تقديم المشورة لما يسمى المجلس الانتقالي تُظهر تصميم الإمارات والولايات المتحدة على المضي قدمًا في الخطة، مما يثير تساؤلًا جوهريًا، هل يمكن أن تكون هذه العملية فعالة دون دعم السعودية؟
جدوى العملية وفعاليتها
يُشكك العديد من المحللين في جدوى هذه العملية في ظل غياب الدعم السعودي. اليمن يُعدّ بيئة معقدة سياسيًا وعسكريًا، حيث تلعب التحالفات القبلية دورًا حاسمًا. حكومة صنعاء، المدعومة من أنصار الله، تتمتع بصلات قوية مع العديد من القبائل، مما يجعل أي هجوم بري محفوفًا بالمخاطر. كما أن رفض السعودية قد يحد من الدعم اللوجستي والمالي الذي تحتاجه الميليشيات، مما يقلل من فرص نجاح العملية.
علاوة على ذلك، فإن محاولة تكرار تجربة “تحرير الشام” في سوريا على الأراضي اليمنية تحمل مخاطر كبيرة. في سوريا، أدت الفصائل المدعومة خارجيًا إلى انقسامات داخلية وصراعات مستمرة، وهو ما قد يتكرر في اليمن.
المخاطر والتبعات على الأطراف المعنية
السعودية، بالنسبة للسعودية، فإن السكوت عن هذه العملية أوعدم التصدي لها قد يُضعف نفوذها في اليمن، خاصة إذا نجحت الإمارات في تعزيز سيطرتها على الجنوب المحتل. في الوقت نفسه، دعم العملية قد يجرّها إلى صراع طويل الأمد، مما يُعرّضها لخسائر اقتصادية وعسكرية إضافية.
الإمارات، التي تُراهن على الميليشيات الجنوبية لتوسيع نفوذها، تتحمل مخاطر كبيرة. نجاح العملية قد يعزز مكانتها كلاعب إقليمي رئيسي، لكنه قد يُفاقم التوترات مع السعودية ويُعرّضها لردود فعل عنيفة من أنصار الله، الذين هددوا بتوسيع الحرب لتشمل الدول الداعمة للميليشيات.
الدعم الأمريكي لهذه العملية، سواء من خلال الغارات الجوية أو تقديم المشورة العسكرية، قد يُعزز النفوذ الأمريكي في المنطقة، لكنه يحمل مخاطر تصعيد الصراع مع أنصار الله، الذين يربطون هذه الأعمال بدعم الكيان الصهيوني.
هل تخشى الأطراف التبعات؟
يبدو أن الإمارات والولايات المتحدة مصممتان على المضي قدمًا، على الرغم من المخاطر. الإمارات ترى في هذه العملية فرصة لتعزيز نفوذها في اليمن، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى إضعاف أنصار الله كجزء من استراتيجيتها الإقليمية. ومع ذلك، فإن السعودية، التي تُدرك تعقيدات المشهد اليمني، تبدو أكثر حذرًا، خشية أن تؤدي هذه العملية إلى نتائج عكسية.
من جانبها، أكدت جماعة أنصار الله أن أي غزو بري سيُواجه بمقاومة شرسة، محذرة من أن التصعيد قد يمتد ليشمل دول المنطقة. هذا التهديد يُضيف طبقة أخرى من التعقيد، حيث قد تتحول العملية من هجوم محدود إلى حرب إقليمية شاملة.
التداعيات الإقليمية والدولية
إن نجاح أو فشل هذه العملية البرية لن يقتصر تأثيره على اليمن وحدها، بل قد يُعيد تشكيل التوازنات الإقليمية. السعودية، التي استثمرت مليارات الدولارات في دعم الفصائل المعارضة لحكومة صنعاء، قد تجد نفسها مضطرة لإعادة تقييم استراتيجيتها إذا ما أدت هذه العملية إلى تعزيز النفوذ الإماراتي أو تصعيد الصراع. في الوقت نفسه، فإن الإمارات، التي تسعى إلى ترسيخ وجودها في جنوب اليمن، قد تُواجه تحديات داخلية وخارجية إذا ما فشلت الميليشيات المدعومة منها في تحقيق أهدافها.
على الصعيد الدولي، فإن الدعم الأمريكي لهذه العملية قد يُفاقم التوترات مع دول أخرى في المنطقة، خاصة تلك التي تدعم حكومة صنعاء بشكل مباشر أو غير مباشر. كما أن اتهامات أنصار الله للولايات المتحدة بدعم الكيان الصهيوني تُعزز الخطاب المناهض للنفوذ الأمريكي في المنطقة، مما يُعقّد الجهود الدبلوماسية لاحتواء الصراع.
من ناحية أخرى، فإن القبائل اليمنية، التي تُشكل عمودًا فقريًا للديناميكيات السياسية والعسكرية في البلاد، قد تلعب دورًا حاسمًا في حسم نتيجة هذه العملية. أي محاولة لفرض سيطرة عسكرية دون مراعاة هذه التحالفات القبلية قد تُؤدي إلى مقاومة شعبية واسعة، مما يُعرّض العملية للفشل.
في الختام، إن التحضيرات لمعركة برية في اليمن، بدعم جوي أمريكي، تُنذر بمرحلة جديدة من التصعيد في البلاد. غياب الدعم السعودي، إلى جانب تعقيدات المشهد السياسي والعسكري، يجعل نجاح هذه العملية موضع شك كبير. الأطراف المعنية، وخاصة الإمارات والسعودية، تتحمل مخاطر كبيرة، سواء من حيث الخسائر العسكرية أو التوازنات الإقليمية. في النهاية، يبقى السؤال: هل ستتمكن هذه العملية من تحقيق أهدافها، أم أنها ستُفاقم الفوضى في اليمن وتُشعل صراعًا أوسع في المنطقة؟
* المادة نقلت حرفيا من موقع الوقت الاخباري