علاقة النظافة الشخصية وترتيب المنزل بالصحة النفسية
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا يعرف البعض أن المشاكل النفسية التي يعاني منها اي شخص مثل الاكتئاب مرتبطة بكل شيء يقوم به الشخص من تصرفات وافعال وردود فعل وميول، فمثلا شخص قبل الاصابة بالاكتئاب يحب الخروج والتجمعات والنظافة لانه يمتلك طاقة وشغف، اما بعد اصابة نفس الشخص بالاكتئاب تجد تصرفاته تحولت تماما يجلس في مكان غير مرتب لفترات طويلة ونظافته الشخصية بدأ الاهمال فيها لذلك قام العلماء بدراسة لتحليل هذا الاختلاف والسلوك ومعرفة علاقة النظافة الشخصية وترتيب المنزل بالأمراض النفسية.
يقول الخبراء أنه قد يحدث أن يترك شخص الأطباق المتسخة لمدة ساعة أو ساعتين أثناء مشاهدة التلفاز مثلا أو لأي سبب طارئ، ولكن ترك الأطباق تتراكم لعدة أيام يمكن أن يؤدي إلى شعور بالارتباك وربما يرتبط بحالات الصحة النفسية فضغوط العمل والحياة قد تجعل الشخص يهمل بعض الاشياء لفترات قصيرة لحاجته الى الراحة ولكن لعدة ايام وبشكل متكرر على عكس عادته فهذا امر غير طبيعي حيث أظهرت الأبحاث وجود رابط بين الغرف الفوضوية والاكتئاب.
واشارت الابحاث الى ان الشعور قد يؤدي أيضا إلى فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان الفرد يستمتع بها من قبل مثل التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء والمشاركة في الهوايات وقد يرغب الشخص في الانخراط في بعض الأنشطة، ولكن ببساطة لا يمتلك الطاقة العاطفية أو الجسدية للقيام بها لذلك إذا كانت غرفتك فوضوية، فقد يكون ذلك أكثر من مجرد تأجيل للأعمال المنزلية، واثبتت الدراسة ان عدم ترتيب الغرفة قد يدل على مشاكل نفسية.
واضاف الخبراء الذين قاموا بالدراسة ان الفوضى في المنزل تعكس الحالة النفسية لصاحبه فمعظم المنازل تعاني من بعض الفوضى، وإنه كثيرا ما كان يطلب منا ترتيب الغرف، وكان ذلك يبدو لنا مهمة كبيرة ومزعجة، ويمكن للفوضى أن تتسبب في الاكتئاب، وأحياناً يكون الاكتئاب هو سبب الفوضى وبالتالي يجب علينا كسر هذه الدائرة في مرحلة ما ومن المهم التمييز بين حالتين:
الأولى:
انشغال بعض الأفراد بشكل مستمر مما يؤدي إلى فوضى. والثانية:
أشخاص يعانون من عدم الرغبة في تحسين حياتهم نتيجة لتعب شديد وإرهاق إضافي وأزمات نفسية متراكمة.
وذكرت الدراسة ان بعض الاشخاص يميلوا إلى تأجيل المهام بسبب نقص الدافع لتحقيق السعادة أو الالتزام بجدول منتظم، وقد يعتبر كسر الروتين اليومي حلاً مؤقتاً، إلا أنه قد يؤدي لاحقاً إلى تراكم المهام، ويجب ضرورة إدارة المهام بفعالية لتجنب الشعور بالإرهاق والتوتر ومعالجة المهام بسرعة وعدم تركها تتراكم، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة بدء المهام وإكمالها، فضلاً عن الشعور بالاكتئاب، ومن خلال التعرف على علامات الضغط المتزايد واتخاذ خطوات استباقية لمعالجة المهام في الوقت المناسب، يمكن للأفراد منع الآثار النفسية السلبية والحفاظ على الشعور بالسيطرة.
واشارات الدراسات إلى أن التأجيل والتسويف يمكن أن ينجم عن خمود المشاعر أو التعب النفسي، وفي بعض الأحيان قد يكون نتيجة للاكتئاب الحاد، كما يضعف الشعور الداخلي قدرتنا على تجميع الطاقة اللازمة لإنجاز المهام في وقتها المناسب، ومع تكرار تأجيل الأمور، تتراكم الواجبات والمسؤوليات تدريجيًا، ومن الضروري أن يتدخل أحدهم ليكسر هذه الحلقة المفرغة سواء كان ذلك من خلال شخص ما يساعدك على الخروج من حالة الاكتئاب، أو عن طريق المساعدة في ترتيب البيت وتنظيمه لتجاوز هذا الوضع.
واوضحت الدراسة ان الخبراء توصلوا لوجود ترابط دائم بين العقل الباطن وطريقة العيش، وفقًا لبعض الآراء، يُعتبر الشخص الذي يعيش وسط الفوضى مُبتكرًا وذكيًّا جداً، نظراً لتداخل أفكاره وتعددها، حيث يمكن التغلب على تجربة الفشل العاطفي وتجاوزها من خلال تنظيم خزائنك وممتلكاتك، ويعود ذلك إلى ارتباط العقل الباطن بالروتين الخارجي، فعندما تبادر بترتيب أغراضك الشخصية وخزائن ملابسك، يشرع عقلك أيضاً في ترتيب وتنظيم الأفكار، مما يُسهم في إعادة ترتيب حياتك بشكل شامل، فبعض الأشخاص يعيشون في حالة من الفوضى، وقد تكون هذه الحالة اعتيادية بالنسبة لهم، لكن هناك فرق بين الفوضى البسيطة والفوضى التي لا تحتمل.
وفسر الخبراء الفوضى الشديدة بأنها تتضمن أمورا مثل ترك الأطباق متكدسة لأربعة أو خمسة أيام، النوم في نفس المكان دون ترتيب الملابس والطعام الملقى على الأرض فهذا الوضع يعتبر خطرًا للغاية، ولا ينبغي التعامل مع هذا الموضوع باستخفاف أو الانخراط في جدال حول أنماط الحياة ويجب الإدراك بأن الشخص المعني قد يمر بأزمة اكتئاب حادة وعميقة، وهو بحاجة ماسة إلى دعم ومساعدة مناسبة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المشاكل النفسية الاكتئاب النظافة الشخصية ترتيب المنزل
إقرأ أيضاً:
«الفوضى الخلاقة».. إسرائيل ومحاولة فرض نظام إقليمي جديد في الشرق الأوسط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
منذ عام 1982، كان الإسرائيليون والأمريكيون يحلمون بـ«إعادة بناء» المنطقة. لكن كل محاولة حتى الآن أنتجت نتائج معاكسة لتلك المطلوبة.
وفي الوقت الذي تواصل فيه القوات البرية الإسرائيلية دخول الأراضي اللبنانية، منذ الثلاثاء 1 أكتوبر، لتنفيذ «غارات محلية»، كما يعرّفها الجيش، تواصل العمليات الإسرائيلية ضرباتها على نطاق جغرافي أوسع بلا حدود فى غزة وغيرها.
يوم الأحد الأخير من سبتمبر، بث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رسالة ذات مغزى، قال فيها: «نحن في منتصف الأيام التاريخية»، قبل أن يتعهد: «نحن نغير الواقع الاستراتيجي للشرق الأوسط.. إسرائيل تنتصر».. ما هذا «الواقع الاستراتيجي» الذي يتغير مع هذه الهجمات على حزب الله ومقتل زعيمه حسن نصر الله وخليفته الذى كان مرجحاً هاشم صفى الدين وغيره من قيادات حزب الله، فيما يشكل الحزب بترسانته من الصواريخ والقذائف ركيزة الردع الإيراني؟.
«هيكو ويمين»، مدير المشروع المعني بالعراق وسوريا ولبنان في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية، يرى، فيما كتبه، أنه ليس هناك شك في أن الدمار الذي لحق بحلفاء إيران، وعلى رأسهم حزب الله، هو بالفعل علامة على تغيير في «الواقع الاستراتيجي». ويمكن فهم الوضع على أنه: «من الآن فصاعداً، يمكن لإسرائيل أن تفكر في ضرب المصالح الإيرانية، واستهداف حلفاء طهران كما تشاء، ويتم القيام بذلك مراراً وتكراراً».
ويبدو أن تضاعف العمليات الإسرائيلية وتكثيفها يندرج أيضًا في تعريف «الجبهات السبع» التي تقودها إيران ضد إسرائيل، وفقًا لبنيامين نتنياهو، وهى صيغة تشمل الدول التي يتواجد فيها حلفاء طهران، وأيضا الجماعات المسلحة في الضفة الغربية المحتلة.
لنذهب أبعد من ذلك، هل يميل رئيس الوزراء الإسرائيلي، في المناخ الذي يصاحب هذه الضربات بالطائرات والطائرات بدون طيار في جميع أنحاء المنطقة، إلى تغيير النظام الإقليمي بشكل أكثر عمقا؟.
يوم الإثنين، 30 سبتمبر، أثناء حديثه، مرة أخرى عبر الفيديو، ولكن هذه المرة للشعب الإيراني، أشار بنيامين نتنياهو إلى اقتراب حدوث تغييرات كبيرة في طهران: «في كل يوم، ترون أنكم تحت سيطرة نظام يسحقكم، ويلقي خطابات نارية حول الدفاع عن غزة والدفاع عن لبنان». وحذر قائلاً: «لا يوجد مكان واحد في الشرق الأوسط لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه»، ثم شنت إسرائيل ضربات على العاصمة الإيرانية طهران، في 26 أكتوبر الماضى، وهكذا فإن إعادة رسم المشهد الاستراتيجي في الشرق الأوسط بالقوة هي فكرة إسرائيلية أمريكية قديمة. وعلى الرغم من ميلها إلى الخمود لفترة، فقد عاودت الظهور، على فترات منتظمة، لمدة نصف قرن على الأقل. عندما أمر أرييل شارون، وزير دفاع الدولة اليهودية آنذاك قواته بغزو لبنان عام 1982، لم يكن يسعى فقط إلى سحق فدائيي ياسر عرفات. بل كان يهدف أيضاً إلى طرد القوات السورية من الأراضي اللبنانية التى كانت موجودة وفق قرار لبنانى منذ عام 1976.
وسرعان ما تم إجهاض هذا المخطط الكبير، الذي كان بمثابة عودة للحلم الإسرائيلي القديم، الذي تم استحضاره في الخمسينيات، والذي يتألف من تقطيع أوصال لبنان وإنشاء دويلة مسيحية صغيرة تابعة للدولة اليهودية. وإذا كان مقاتلو منظمة التحرير الفلسطينية قد اضطروا إلى الإخلاء من لبنان تحت ضغط إسرائيل، فإن رحيلهم مهد الطريق لظهور ميليشيا جديدة أيضاً معادية لإسرائيل وأكثر قتالية، وهى حزب الله.
عادت خيالات إعادة تشكيل بلاد الشام إلى الظهور من جديد عام 2003، في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق. وبعد الإطاحة بصدّام حسين، تحول الرئيس جورج دبليو بوش وصقور المحافظين الجدد الذين أحاطوا به إلى «رسل الديمقراطية المفروضة من أعلى» تحت ستار حملة تهدف إلى خلق «شرق أوسط أكبر» وأكثر تصالحية مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وبعد ثلاث سنوات، في صيف عام 2006، وفي خضم الحرب بين حزب الله والدولة اليهودية، أرادت كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية آنذاك في إدارة جورج دبليو بوش، أن تضع المسمار في رأس لبنان والمنطقة. ووسط وابل القنابل التي هطلت على بلاد الأرز وحوّلت بنيتها التحتية إلى أشلاء، زعمت أنها تكتشف «مخاض شرق أوسط جديد».
وفي الحالتين جاءت النتيجة عكس ما كان مستهدفاً. أدى سقوط نظام صدام حسين إلى دفع العديد من فصائل العراق إلى فلك إيران، وانتهى الهجوم الإسرائيلي على لبنان بشبه فشل، وهو ما اعتبر انتصاراً لحزب الله.
وانتهزت الحركة الشيعية الفرصة لتعزيز قبضتها على المشهد السياسي اللبناني، وحصلت على أقلية معطلة فعلياً فى البرلمان وداخل الحكومات المتعاقبة. وهكذا فإن «الفوضى الخلاقة» التي نظرت لها كوندوليزا رايس سهّلت ظهور «محور المقاومة».
ويعتقد السياسي اللبناني كريم إميل بيطار أن «الإسرائيليين متغطرسون». ويتصرفون على أساس أنهم «يتمتعون بتفوق عسكري ساحق، مما يسمح لهم بفعل ما يريدون». ولكن ينبغي لهم أن يتأملوا في مقولة الفرنسي شارل موريس تاليران الشهيرة: «يمكنك أن تفعل أي شيء باستخدام الحراب، باستثناء الجلوس عليها». ماذا يمكننا أن نبني على الفوضى التي يزرعونها؟.
وبالنسبة لأولئك الذين يميلون إلى نسيان ذلك، فقد نبهت الأحداث إلى أن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتم دون تسوية القضية الفلسطينية.
وبعد عام من التفجيرات التي حولت قطاع غزة إلى ساحة هائلة من الخراب وخلفت أكثر من 40 ألف قتيل، تغير المشهد وأصبح يسير على شكل تروس عكسية، حتى يمكن القول أن جيلاً كاملاً من العرب يكبر ويواجه صور الدمار الذي سببته إسرائيل. إن الرغبة في إعادة تشكيل الشرق الأوسط هي بمثابة فتح صندوق باندورا.
*نقلاً عن صحيفة "لوموند" الفرنسية
الكاتبان صحفيان بالصحيفة.. بنيامين بارت نشر كتاباً بعنوان "حلم رام الله.. رحلة في قلب السراب الفلسطيني"، وجان فيليب ريمى متخصص فى قضايا الشرق الأوسط وأفريقيا
بنيامين بارتجان فيليب ريمي