الرؤية- أحمد السلماني

 

شخصية رياضية فريدة، تعشق كرة القدم، شغوفة بالبطولات العالمية وخاصة الأوروبية، إذ يرى أن كأس الأمم الأوروبية "اليورو" بمثابة كأس عالم مُصغّر، يضم أعتى وأقوى منتخبات العالم في الجغرافيا الأوروبية، عدا ذلك فإن باقي القارات ومنتخباتها مجرد أرقام، حسب رأيه.

إنه المُشجِّع الكروي سالم بن مسلّم تبوك الذي أفرد زاوية من منزله للاحتفاظ بمكتبة وكنز معرفي وأرشيف رياضي كبير للبطولات التي وثّق أدق تفاصيلها من كؤوس العالم، وبطولات قارية.

سالم تبوك، يحتفظ بأرشيف كبير من الصحف والمجلات والعناوين التي غطّت البطولات الكروية، وعندما اتجه العالم نحو التقنية والتكنولوجيا ووسائل التواصل والاعلام الالكتروني، ظل سالم تبوك وفيًا وولاءه مُطلق للصحافة الورقية المطبوعة.

يسرد تبوك في حديثه إلى "الرؤية"، حكايته مع هذا الشغف، فيقول: "كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في العالم ومعشوقة الجماهير، أينما اتجهنا في رحاب هذه المعمورة، فنحن عشقنا هذه اللعبة منذ نعومة أظافرنا وتعلقنا بأهم مسابقاتها وبطولاتها كبطولة كأس العالم والبطولات القارية المختلفة، وهذا الحب والعشق للكرة انعكس إيجابيًا على مناحي مختلفة، مثل: الاحتفاظ بكل ما يتعلق بكأس العالم وكأس أوروبا". ويوضح تبوك أنه أنشأ متحفًا ومكتبةً صغيرة حول كل ما جمعه من كتب ومجلات رياضية وأكسسوارات خاصة بتلك البطولات العالمية، والتي تعود للزمن الماضي القريب، عندما كانت فيه الصحافة الرياضية الورقية رائجة ومنتشرة بشكل واسع في وطننا العربي الكبير.

ويُشير تبوك إلى المجلات التي كانت تسهم بدور كبير في تثقيف وتشجيع النشء والشباب على القراءة والثقافة، مثل مجلة "الصقر" القطرية ومجلة "الوطن" الرياضي اللبنانية ومجلة "السوبر" الإماراتية ومجلة "كووووورة وبس" العمانية، وغيرها الكثير من المجلات المتخصصة في عالم كرة القدم.

وبعد ظهور الهواتف الذكية وانتشار مواقع التواصل الإجتماعي وارتفاع تكاليف الطباعة وابتعاد الجمهور عن اقتناء مثل تلك المجلات، توقف معظم هذه المجلات الرياضية عن الإصدار والتوزيع في الأسواق واتجهت بعضها إلى الإصدارات الإلكترونية.

ويعود تبوك بالزمن إلى "صيف 1992"، وهي المرحلة الزمنية التي يوثق فيها تبوك بداية شغفه بعالم كرة القدم؛ حيث استضافت السويد البطولة التاسعة لليورو وحققت الدنمارك المعجزة ونالت اللقب. ويحتفظ تبوك بعدد خاص عن تلك البطولة صادر عن مجلة "الوطن" الرياضي اللبنانية، ويظهر على غلاف المجلة لاعبي الدنمارك وهم على منصة التتويج، في لقطة نادرة.

ويضيف تبوك: "مكتبتنا تزخر بالعديد من المجلات الرياضية العربية التي كانت تُبدع في تغطيتها لبطولة اليورو، بدءًا بمجلة الصقر القطرية ومجلة الوطن الرياضي اللبنانية، واللتين كانتا مفخرة الإعلام الرياضي العربي".

ويؤكد تبوك أنه عند البحث الدقيق في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لأي تغطية صحفية عربية لبطولة اليورو التي بدأت في سنة 1960 لن نجد هناك أي منشور عربي عن البطولة إلّا في يورو إيطاليا 1980؛ حيث كانت معظم  المجلات العربية الرياضية بدأت في الظهور في آواخر سبعينيات القرن الماضي.

ومع توقف الغالبية العظمى للصحافة الرياضية العربية الورقية في ظل الطفرة الرقمية، اتجه تبوك إلى إطلاق إصدارات خاصة تُوَثِّق هذه البطولات الكبرى، وصمم مجلة خاصة ببطولة "يورو ألمانيا 2024" التي تجري منافساتها خلال الفترة الحالية.

واعترافًا بما يبذله من جهد في هذا الإطار، نال تبوك شهرة واسعة؛ حيث استضافته قناة عُمان الرياضية، كما حل ضيفًا على قنوات "بي إن سبورتس" الرياضية؛ للاحتفاء بما يملكه من "كنوز رياضية".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

متى يتحول الجهل إلى غباء؟!

بداية نذكر بقول الله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون)، فالعرب فى الجاهلية الأولى رفضوا أحكام الإسلام التى آتى بها النبى صلي الله عليه وسلم، وارتضوا لأنفسهم الاحتكام إلى أعرافهم وتقاليدهم وعاداتهم السيئة.
ومن الأمور التى ارتضوها لأنفسهم والتى ألغوا معها عقولهم، عبادة الأوثان، الأصنام، فكيف بحجر صنم أصم لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنا شيئا نتخذه إلها، والأدهى والأمر من ذلك إذا حاورتهم يقولون مجادلين، ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى وقد حاجهم الخليل إبراهيم عندما حطم أصنام قومه وأتوا به لسؤاله أأنت فعلت هذا بآلهتنا، قال هذا كبيرهم فسئلوهم إن كانوا ينطقون، إذن جميعهم يعلم أنهم لا ينطقون ولا ينفعون ولا يضرون، وهذا هو تعطيل العقول، فى قولهم لسيدنا إبراهيم، لقد علمت ما هؤلاء ينطقون، فهذه ومضة وصحوة عقلية لبرهة من الوقت ثم عادوا لما نهوا عنه، فقال لهم الخليل: أف لكم ولم تعبدون من دون الله.
وكذلك الأمر مع مشركى قريش، يعملون عقولهم ثم يعطلونها، فهم يعلمون أن لهم إلها واحداً، وهذه التماثيل تقربهم إلى الله زلفي، فلو احتكموا إلى عقولهم احتكاما يقينيا لأدركوا أن هذه الأصنام لا طائل ولا عائد من ورائها اللهم إلا الشقاء الذى يتبع الاشراك بالله والذى حذر منه الله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما)
وكذلك قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا).
انظروا إلى بلاغة القرآن الكريم، الآية الأولى افتراء الإثم العظيم، جرم عظيم، جريمة الشرك بالله، والآية الثانية، الضلال البعيد، فليس بعد الشرك ذنب، وليس بعد الاشراك إشراك، فلو أعمل هؤلاء عقولهم اعمالا مصحوبا باليقين لتغير حالهم ولانتقلوا من ديار الكفر والشرك إلى ديار الإسلام، لكنهم نكصوا على أعقابهم وولوا مدبرين.
وهذا حالنا اليوم إلا ما رحم ربي، تجد الحق والصواب واضحا وضوح الشمس فى كبد السماء وفى وضح النهار، أبلج ناصع البيضاء، وللأسف الشديد تجد من يتنطع ويكابر ويتعالى ويناقش مناقشات جوفاء لا طائل من ورائها ولا عائد إلا تعطيل الفكر وتعطيل عمل المفكرين المخلصين الذين يريدون الخير للبلاد ويعملون مواصلين الليل بالنهار لخدمة العباد ومحاولة إيجاد حلول لقضايانا المعيشية، كل فى مجاله، فعلماء الدين المخلصين يعكفون ويعتكفون فى مكتباتهم من أجل البحث والدرس والاجتهاد للوصول إلى الفتاوى الرشيدة، مجددين ومجتهدين فى فقهم بما يتماشى مع متطلبات العصر دونما إخلال بثوابتنا وبقيمنا، واجتهادهم هذا محمود غير مرذول، فلو أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر اجتهاداتهم.
فيخرج عليهم من يشكك فى علمهم وفى فتواهم ويكيل لهم الاتهامات، وأنهم لا يعلمون شيئا ولا يؤخذ منهم علما، وإذا لم يؤخذ من هؤلاء علم فممن يؤخذ، إذا لم يؤخذ من العلماء العاملين المرابطين المجاهدون علما فممن يؤخذ، إذا لم يؤخذ من علماء الأزهر الشريف شرفه الله وحيى عمائم رجالاته فممن يؤخذ العلم، إذا لم يؤخذ علم من علماء الأوقاف ودار الفتوى فتاوى فممن يؤخذ.
ما لكم كيف تحكمون، لماذا ثم لماذا عطلتم عقولكم، عطلتموها فى ناحية، واستعملتموها فى ناحية أخري، عطلتموها فى الوقوف بجوار وإلى جانب هؤلاء العلماء الربانيين.
واستعملتموها فى الطعن على هؤلاء والتشكيك فى علومهم.
إذا لم نأخذ العلم من هؤلاء فممن نأخذه، نأخذه من الذين لا يستطيعون حتى التفرقة بين فروض العين وفروض الكفاية ممن نأخذه، نأخذه من الذين لا يستطيعون التفرقة بين الفقه وعلم أصول الفقه.
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.

مقالات مشابهة

  • بايدن في مقابلة مع ABC: ترامب خطر شديد على العالم في هذه المرحلة التاريخية
  • متى يتحول الجهل إلى غباء؟!
  • هل تتحول العضلات إلى دهون عند التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية؟.. تفاصيل
  • وكيل شؤون الخريجين في جامعة تبوك: برنامج تطوير الخريجين يهدف لدعم التوظيف والتأهيل لسوق العمل
  • روان مسعد تكتب: في الصيف.. حقا العالم علمين
  • أيمن سالم: نقابة الأطباء كانت عبارة عن مجموعة من عصابة شيطانية أثناء حكم الإخوان
  • تبوك تحتضن البرنامج التدريبي الصيفي لذوي الإعاقة الفكرية والنمائية 14 يوليو
  • "كيف صنع العالم الغرب؟"
  • أكتوبر المقبل.. مسقط تستضيف مؤتمر وزراء التربية بدولِ العالم الإسلامي