"سي إن بي سي": نزوح جديد في خان يونس نتيجة رد إسرائيل على صواريخ حماس
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
ذكرت شبكة قنوات “سي إن بي سي نيوز” الأمريكية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن هجمات على مدينة خان يونس، ردًا على إطلاق حركة حماس صواريخ خلال اليومين الماضيين من المدينة الأخيرين من المدينة الفلسطينية، ما تسبب في موجة نزوح جديدة لآلاف المدنيين.
وبينت الشبكة الأمريكية أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي أطلقتا نحو 20 صاروخًا باتجاه إسرائيل، الاثنين الماضي، في حين شنت الأخيرة هجوما بالطائرات والدبابات على المدينة بعد رسائل وجهتها للفلسطينيين بإخلاء مساحة 17 كيلومتر داخل خان يونس ومحيطها.
وبحسب الشبكة، فإن الصواريخ التي أطلقتها حماس باتجاه إسرائيل لم تسبب أي خسائر في الأرواح، لكن أظهر الهجوم أن حماس والجهاد الإسلامي لا يزالان يملكان صواريخ بعد مرور 8 أشهر من الهجوم الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة.
وبينت الشبكة أن الرد الإسرائيلي سبب نزوحًا جديدًا من المدينة باتجاه أماكن متفرقة في قطاع غزة، كما أسقط 8 شهداء فلسطينيين وأصاب 30 آخرين، جراء الضربات الإسرائيلية في موقع الضربات الصاروخية.
وقالت الشبكة: "في كل مرة يحدث إطلاق للصواريخ من جانب حماس أو حركة الجهاد الإسلامي باتجاه إسرائيل من خان يونس، ترد عليها إسرائيل بضربات جوية عنيفة، تسفر عن موجة نزوح من الأماكن المحيطة بمكان إطلاق الصواريخ"، موضحة أن البعض يوجه اللوم للحركتين في هذه الضربات الصاروخية باتجاهها، بعدما تمكنوا من العودة إلى المدينة.
ولفتت الشبكة إلى أن النازحين يبدو عليهم الإنهاك وعدم القدرة على التنقل، مع التدمير الواسع الذي حدث في المدينة وعدم وجود طعام كاف، منوهة بأن عمليات الإجلاء تطول 250 ألف مواطن، الكثير منهم ليس له مأوى، وسط صعوبات بالغة، ويتزامن ذلك مع درجة حرارة مرتفعه وغياب الطعام والمياه، حسب تحذيرات الأمم المتحدة.
وقال أحد الأطباء بقطاع غزة، إن "الكثير من النساء يحاولن الهرب دون حذاء، ويحملن أطفالهن معهن"، موضحًا أن العديد من سكان خان يونس تلقوا رسائل صوتية من أرقام هواتف إسرائيلية تطلب منهم مغادرة المنازل.
فيما توقع البعض أن تعيد إسرائيل الانتشار مجددا في خان يونس، الأمر الذي يزيد من الدمار الكبير الذي لحق بالمدينة، بعدما غادرتها منذ أسابيع مضت.
ووجه البعض اللوم لحماس على هذا التصرف على مواقع التواصل، فكتب أحدهم حسب الشبكة: "لماذ نحن هنا!! كما حصل شرق خان يونس للتسبب في ذبح العشرات ودمار باقي البيوت ارحموا الناس كفى كفى!"، كما قال أحد السكان النازحين، “الله أعلم أين نذهب، تعب، تعب، تعب، المرة الحالية لم نتمكن من أخذ شيء معنا”.
وتتسبب الأعمال القتالية بين الطرفين في عمليات نزوح واسعة في قطاع غزة، فمنذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي، نزح الفلسطينيون لمرات عديدة، هربا من القتال والضربات الجوية الإسرائيلية التي تلت هجوم 7 اكتوبر.
ومن جانبها، نقلت وكالة “رويترز” الأمريكية عن سكان في قطاع غزة، تعبيرهم عن الإحباط من النزوح الجديد بعد إطلاق حماس الصواريخ، مؤكدين رغبتهم في إنهاء الحرب ونزيف الدم الكبير، مطالبين الطرفين بوقف الحرب.
وانتشرت كتابات جرافيتي على العديد من الجدران في خان يونس وغيرها من المدن في القطاع كتب عليها "أوقفوا الحرب والدمار والفقد".
ويوجه الفلسطينيون اللوم لإسرائيل وحماس، بعدم إنهاء الحرب، والاستمرار في القتال، مع موجات جديدة، والتي تسببت في كوارث مادية وإنسانية للفلسطينيين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الاحتلال الاسرائيلي غزة فلسطين حركة حماس صواريخ حماس جيش الاحتلال خان یونس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
قصة 5 شقيقات يتيمات يواجهن مآسي الحرب على غزة بخيمة نزوح
غزة- تسأل الطفلة آلاء عصام أبو طعيمة نفسها باستمرار "هل نعيش كابوسا؟"، وهي التي وجدت نفسها فجأة مسؤولة عن 4 شقيقات يصغرنها ويعشن وحيدات في خيمة داخل مخيم للأيتام النازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس في جنوبي قطاع غزة.
كل ما تتمناه آلاء ذات الـ15 عاما أن يكون ما تمر به مجرد كابوس وتستيقظ منه مع شقيقاتها الأربع، ليجدن أنفسهن برفقة والدهن الشهيد في منزلهن بمدينة رفح المحتلة للشهر السابع على التوالي منذ اجتياحها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي.
تقوم آلاء بدور "الأب والأم" بالنسبة لشقيقاتها أسيل (14 عاما) وتالا (12 عاما) ورهف (9 أعوام) وديما (7 أعوام)، ويواجهن وحيدات ويلات الحرب والنزوح بعدما استشهد والدهن، في وقت تعيش فيه الأم بعيدا عنهن منذ انفصالها عن أبيهن قبل سنوات من الحرب.
آلاء أبو طعيمة طفلة وجدت نفسها معيلة لشقيقاتها الأربع بعد استشهاد والدهن (الجزيرة) تجربة قاسيةبمرارة، وجدت طريقها مبكرا لقلب هذه الفتاة، وبعيون سارحة يلمؤها الحزن، تقول آلاء للجزيرة نت إنها أصيبت بالذهول عندما وجدت نفسها فتاة يتيمة ومسؤولة عن 4 أخوات أصغر منها سنا، وتضيف "كلنا طفلات وبحاجة لمن يرعانا ويحمينا".
وفي خيمة بمخيم للأيتام النازحين، تقيم آلاء وشقيقاتها بعد نزوحهن من مدينة رفح على وقع العملية العسكرية الإسرائيلية البرية المستمرة، وكان هذا النزوح الثاني للشقيقات الخمس لكنه أشد قسوة وعذابا، بحسب وصف آلاء، وتقول "عندما نزحنا في المرة الأولى من منزلنا في حي السلام (جنوبي شرقي المدينة) كان يرعانا أبي وهو من يتولى المسؤولية عن كل صغيرة وكبيرة، وقد توجهنا لمركز إيواء في مدرسة ومكثنا فيها شهورا".
وفي يوم لن تنساه هذه الفتاة وشقيقاتها، تروي آلاء ما شهدته من تفاصيل استشهاد والدها، وتقول "في ذلك اليوم ذهب أبي لمدينة خان يونس، ووعدنا بأنه سيعود لنا سريعا لكنه لم يعد أبدا (..) وعلمنا أنه استشهد ولم نتمكن من العثور على جثته رغم أننا بحثنا عنه مدة طويلة، حتى أخبرنا شهود أن الاحتلال قتله وتم دفنه مع شهداء آخرين في مقبرة جماعية".
ومع هذا الفقد الأليم، لم تعد آلاء طفلة كما باقي شقيقاتها، وقد انقلبت حياتها رأسا على عقب، ووجدت نفسها المسؤولة عن تفاصيل حياتهن وعن الأعباء اليومية كالتنظيف والغسيل وتوفير الطعام والمياه، وتقول "الشعور بأنني مسؤولة عن تربية أربع أخوات في ظل ظروف الحرب الصعبة والمخيفة شعور مؤلم جدا".
تتعاون الشقيقات الخمس على تحمل الأعباء اليومية ويعتمدن في طعامهن على مساعدات خيرية (الجزيرة) الطفلة المعيلةتتوقف آلاء عن الكلام بين الحين والآخر، وقد تعلق بصرها بسقف الخيمة، ومن ثم تلقي نظرات على شقيقاتها، مما يعكس مقدار ما قست به الحياة على هذه الطفلة، وببراءة تقول "نحن 5 بنات من دون سند، وليس لنا أخ أكبر يساعدنا".
"أنا الآن المعيلة الوحيدة لأخواتي" تكمل آلاء وقد أيقنت هذه الحقيقة المرّة، ورغم صغر عمرها فإنها تدرك مسؤوليتها الكبيرة، لذا تحظى باحترام شقيقاتها الأصغر اللواتي يساعدنها بما تسنده لهن من أدوار يومية، ويحافظن على حضور دروسهن في مدرسة المخيم.
ووجدت الشقيقات الخمس أنفسهن مضطرات للاعتماد بشكل أساسي على الطعام الذي تقدمه تكيات خيرية بالمجان، وتقول تالا للجزيرة نت "حياتنا وحيدات يتيمات بدون أب ولا أم قاسية ولا تحتمل، ونعيش في هذه الخيمة وقد بات مستقبلنا مجهولا، ولا نعلم ما تخبئه لنا الأيام".
وتقر تالا بالمسؤولية عنهن لشقيقتها الكبرى آلاء، وتبدي لها قدرا كبيرا من الاحترام، ووفقا لحديثها عن روتين حياتهن اليومي، فإنهن يلتزمن الطاعة فيما توزعه عليهن آلاء من مهام بحسب قدرة كل منهن.
ويبدأ يومهن باكرا بتنظيف أماكن النوم داخل الخيمة، وتناول ما يتوفر في الإفطار، ومن ثم التوجه لمدرسة المخيم والعودة للخيمة بحثا عن وجبة الغداء. وذكرتها شقيقتها أسيل بحفاظهن أيضا على دروس تحفيظ القرآن الكريم.
وتعمل تالا في صناعة مشغولات يدوية بسيطة كحلي للفتيات، وبيعها بين خيام النازحين بغية الحصول على بعض المال تضعه بين يدي شقيقتها الكبرى من أجل شراء الاحتياجات الأساسية.
تعمل تالا في صناعة الحلي يدويا وبيعها للفتيات في خيام النازحين لتوفير بعض المال لشراء احتياجات أخواتها الأساسية (الجزيرة) تحديات يوميةوشاركت رهف شقيقتها تالا الحديث، وحكت في السياق نفسه عن تحديات الحياة اليومية والمعاناة في الحصول على الطعام والشراب، وقالت "الحياة صعبة للغاية بدون والدين.. النهار تعب في التنظيف وجلب للمياه والطعام، والليل مخيف جدا بسبب صوت القصف والانفجارات".
وصمتت رهف وكأنها تستحضر ذاكرتها، ثم تابعت "كان أبي كل شيء لنا في الحياة.. ليش (لماذا) قتلوه وحرمونا من حنانه ورعايته؟".
ولكل واحدة من الشقيقات الخمس أمنية خاصة بها وحلم تتمنى تحقيقه بعد النجاة أولا من هذه الحرب، ويتشاركن في أمنية كبرى بالشوق لوالدهن، ومعرفة مكان دفنه ونقله لقبر في مدينة رفح من أجل زيارته باستمرار.
وخلفت الحرب الدموية غير المسبوقة في عامها الأول 12 ألفا و633 طفلة يتيمة، من بينهن 11 ألفا و970 طفلة فقدت أحد الوالدين و663 طفلة فقدت كلا الوالدين، وحرمت زهاء 650 ألفا من الأطفال -أكثر من 50% منهم فتيات- من التعليم الأساسي، وشردتهم عن مقاعد الدراسة في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، التي تعرضت غالبيتها للتدمير كليا أو جزئيا، بحسب توثيق هيئات محلية ودولية.