أكد الصحفي اليمني أحمد الشلفي، الأربعاء، أن لسلطنة عمان دورا مهماً في ظل الصراعات والتجاذبات التي شهدتها السنوات السابقة من الحرب في اليمن، بالتزامن مع إختراق شهدته المفاوضات الجارية في مسقط بشأن ملف الأسرى والمختطفين لدى الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي.

 

وقال محرر الشؤون اليمنية في قناة الجزيرة الإخبارية، في مقال له على منصة إكس: "منذ اندلاع الحرب في اليمن، كانت العاصمة العمانية مسقط ملتقى هاماً لجميع الأطياف اليمنية المختلفة بتوجهاتها، كونها جاراً جغرافياً قريباً وللعلاقات التاريخية التي تجمعها باليمن، إضافة إلى دورها الدائم كوسيط في العديد من القضايا".

 

 

وأضاف: "هذا الأسبوع، ولأول مرة، التقى الحوثيون والحكومة اليمنية في مسقط بحضور أعضاء من التحالف العربي لمناقشة مسألة الأسرى والمختطفين خلال الحرب، والذين يبلغ عددهم الآلاف. يتم ذلك برعاية الأمم المتحدة، على أمل أن يسهم اللقاء في حل هذا الملف الإنساني الهام، والذي قد يكون مؤشراً على حسن نية المتحاربين".

 

وأوضح الشلفي أن عُمان استضافت الوفد الحوثي المفاوض برئاسة محمد عبد السلام منذ سنوات طويلة، وساهمت في حلحلة بعض القضايا، من بينها اتفاق الهدنة الأخير عام 2021، مشيرا إلى أن الإتفاق تضمن "فتح مطار صنعاء، تصدير النفط من الموانئ اليمنية، توحيد العملة، وصرف مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين في مناطق الحكومة الشرعية والحوثيين، بالإضافة إلى فتح الطرقات في تعز وبقية المناطق، وإطلاق سراح الأسرى".

 

ولفت إلى أنه وبالرغم من "هشاشة الهدنة وعدم تطبيق العديد من بنودها، اعتبرها الكثيرون إنجازاً مهماً خاصة فيما يتعلق بتخفيف معاناة المواطنين".

 

وقال الشلفي إن دور مسقط في اليمن أثار العديد من التساؤلات حول دوافعه، وخصوصاً فيما يتعلق بكونها عاصمة سياسية ينطلق منها الحوثيون لأداء أدوارهم السياسية، متسائلا: "هل تتمكن مسقط مع شركائها من تبديد الشكوك وإيجاد حل جزئي ينهي الأزمة في اليمن، أم أن الحل مازال بيد اليمنيين وحدهم؟ وهل دور عمان مازال مقتصراً على الحفاظ على مصالحها الحيوية بحكم قربها الجغرافي من محافظة المهرة وشعورها بالخطر من أدوار جيرانها هناك؟ إلى أي مدى ستكون عمان قادرة على الحفاظ على دورها كوسيط نزيه وكفاعل استراتيجي في منطقة الصراع؟"

 

وأردف: "لا شك أن الأدوار التي تقوم بها عمان تثير العديد من التساؤلات، خصوصاً من قبل من لا يرون دورها خالصاً لوجه السلام" مضيفا: "لكن في نهاية المطاف، كان دورها مهماً في ظل الصراعات والتجاذبات التي شهدتها السنوات السابقة من الحرب".

 

وختم متسائلا: "هل نرى إنجازاً يمنياً جديداً من مسقط، أم أن التعقيد في اليمن سيظل مستمراً؟".

 

وفي وقت سابق، أكد مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أن مفاوضات الأسرى والمختطفين التي تجري في العاصمة العمانية مسقط توصلت لتفاهمات للإفراج عن السياسي محمد قحطان، المخفي قسرا في سجون الحوثيين منذ أكثر من تسع سنوات.

 

وقال مكتب المبعوث الأممي في بيان على حسابه بمنصة إكس: "جولة المفاوضات الجارية والتي انطلقت في سلطنة عمان بشأن ملف المحتجزين على خلفية النزاع تجري في أجواء إيجابية وبناءة حتى الآن، وقد توصلت الأطراف لتفاهم حول إجراءات لإطلاق سراح محتجزين على ذمة النزاع بينهم محمد القحطان".

 

وشدد البيان، على أهمية استكمال التفاوض حول هذا التفاهم بروح من المسؤولية لتحقيق نتائج ملموسة على طريق الإفراج عن جميع المحتجزين على خلفية النزاع بموجب مبدأ "الكل مقابل الكل".

 

وأشار إلى أن جولة المفاوضات الحالية تأتي كجزء من الجهود الأممية المستمرة في دعم الأطراف لتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق ستوكهولم.

 

وقال المتحدث الرسمي لوفد الحكومة المفاوض ماجد فضائل في تغريدة على منصة إكس: "توصلنا إلى اتفاق مع وفد الحوثيين بشهادة الأمم المتحدة على تبادل 50 أسيرا حوثيا مقابل السياسي محمد قحطان المختطف والمخفي لأكثر من تسع سنوات مضت".

 

وفي وقت سابق، أكد رئيس لجنة الأسرى الحوثية عبد القادر المرتضى، بأنه تم الاتفاق في مفاوضات "مسقط"، لضم السياسي والقيادي الإصلاحي محمد قحطان في صفقة التبادل المتفق عليها، خلال المفاوضات الجارية في سلطنة عمان بشأن ملف الأسرى.

 

ونقلت وكالة سبأ الحوثية عن المرتضى قوله بأن الاتفاق تضمن الإفراج عن محمد قحطان مقابل الإفراج عن 50 من أسرى الجماعة، وإن كان متوفيا فيتم تسليم جثته مقابل تسليم الطرف الآخر 50 جثة.

 

ويعد السياسي محمد قحطان أحد الأربعة المشمولين بقرار مجلس الأمن لإطلاق سراحهم وأخفته جماعة الحوثي منذ إختطافه في ابريل 2015م، ورفضت الإفصاح عن مصيره أو السماح لأسرته بالتواصل معه، وسط مطالبات واسعة محلية ودولية للكشف عنه وإطلاق سراحه.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: عمان الشلفي مسقط مليشيا الحوثي الحرب في اليمن محمد قحطان العدید من فی الیمن

إقرأ أيضاً:

البحرين تحقق إنجازا طبيا عالميا في علاج فقر الدم بزراعة النخاع

حقق مركز البحرين للأورام إنجازاً طبياً تاريخيًا رائداً بنجاحه في استكمال علاج مريض مصاب بمرض فقر الدم المنجلي باستخدام علاج كاسجيفي (Exagamglogene Autotemcel) القائم على تقنية كريسبر لزراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني ليكون أول مريض خارج الولايات المتحدة الأمريكية يُعلن عن تلقيه العلاج بنجاح على مستوى العالم، مما يعزز مكانة مملكة البحرين كدولة رائدة عالميًا في مجال الطب الدقيق والحلول الصحية المبتكرة.

تم تطوير علاج "كاسجيفي"، من قِبل شركتي "فيرتكس فارماسيتيكالز" و"كريسبر ثيرابيوتيكس"، وهو أول علاج مرخص يعتمد على تقنية كريسبر/كاس9 لزراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني، والتي حصل مبتكروها على جائزة نوبل في الكيمياء في عام 2020. ويوفر هذا العلاج علاجًا وظيفيًا محتملاً لمرض فقر الدم المنجلي (SCD) ومرض الثلاسيميا الكبرى المعتمد على نقل الدم (TDT) – وهما امراض دم وراثية تؤثر بشكل كبير على الصحة والعمر المتوقع.

يُعد هذا الإنجاز خطوة نوعية في مجال الطب الدقيق في مملكة البحرين والمنطقة، ويأتي بعد أن أصبحت مملكة البحرين في 2 ديسمبر 2023 ثاني دولة على مستوى العالم، والأولى في الشرق الأوسط، التي تعتمد استخدام "كاسجيفي" لعلاج مرض فقر الدم المنجلي (SCD) والثلاسيميا بيتا المعتمدة على نقل الدم (TDT)، وذلك بعد تقييم شامل ودقيق لمعايير السلامة والجودة وفعالية العلاج.

تتضمن عملية الزرع تحفيز نخاع عظم المريض لإنتاج كميات كبيرة من الخلايا الجذعية باستخدام حقن متخصصة، ومن ثم تعديل الخلايا الجذعية لإنتاج خلايا دم حمراء تحمل هيموغلوبين يعادل في وظيفته الخلايا الطبيعية وتشمل آخر مرحلة زرع الخلايا المعدلة مرة أخرى في مجرى دم المريض بعد اختبارات دقيقة لضمان الجودة والسلامة. ويمكن أيضا استخدام هذه التقنية الحديثة لعلاج الثلاسيميا (انيميا البحر الأبيض المتوسط).

وبهذه المناسبة، صرحت الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن، وزيرة الصحة قائلة: "يمثل هذا الإنجاز التزام مملكة البحرين بدمج الابتكارات الطبية العالمية في استراتيجيتها الصحية الوطنية. من خلال تعزيز الشراكات بين المؤسسات، نحقق مهمتنا في توفير وصول شامل إلى علاجات تغير حياة جميع المواطنين، ونعزز مكانة مملكة البحرين كمركز للرعاية الطبية المبتكرة، تماشيًا مع توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبمتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله".

وأضاف العميد طبيب الشيخ فهد بن خليفة بن سلمان آل خليفة، قائد الخدمات الطبية الملكية: "تفخر مملكة البحرين بكونها في طليعة الابتكار الطبي في المنطقة. نجاحنا في تقديم علاج فقر الدم المنجلي عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني يعكس التزام المملكة بتوفير أحدث التقنيات الطبية وتعزيز ريادتها الإقليمية في مجال الطب الدقيق. فهذا العلاج يوفر أملًا جديدًا لمرضى أمراض الدم الوراثية، ويعزز الجهود الرامية لتطوير دور مملكة البحرين المتنامي في مجال الابتكار الصحي."

وقال الدكتور إدوارد رولاند، الرئيس التنفيذي لمركز البحرين للأورام: “نيابة عن الفريق الطبي المسؤول عن تقديم هذا العلاج الرائد القائم على تقنية CRISPR، يشرفنا أن نتيح العلاج للمرضى في مملكة البحرين وخارجها. يعكس نجاحنا التزام مركز البحرين للأورام بدمج التكنولوجيا المتقدمة مع الخبرة العالمية. فهذا الإنجاز، الذي تم تحقيقه بعد الحصول على الاعتماد الدولي لخدمات زرع النخاع العظمي، يؤكد حرصنا على تحسين الحلول الصحية المتوفرة للمرضى من خلال الطب الدقيق والتعاون مع المؤسسات العالمية الرائدة."

يأتي إطلاق برنامج علاج أمراض الدم الوراثية عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني ضمن استراتيجية مملكة البحرين الصحية الرامية إلى تعزيز الشراكات العالمية وضمان الوصول إلى أحدث التقنيات الطبية، مع تحقيق تحسين مستمر في الخدمات الصحية، في إطار الرعاية التي يوليها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه للقطاع الصحي في المملكة، وتنفيذاً للتوجيهات المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لتوفير أفضل الطرق العلاجية وأحدث مستويات الرعاية الصحية بمملكة البحرين.

وتم إطلاق برنامج علاج أمراض الدم الوراثية كفقر الدم المنجلي والثلاسيميا بيتا عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني بالتنسيق ما بين وزارة الصحة، والخدمات الطبية الملكية – مركز البحرين للأورام، والمستشفيات الحكومية، والهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية لتبني أعلى معايير الممارسات الطبية العالمية في تقديم الرعاية الصحية.

ويُعد مركز البحرين للأورام من أبرز المراكز المتخصصة في تقديم خدمات شاملة لعلاج مرضى السرطان في مملكة البحرين. يلتزم المركز بتقديم أعلى مستويات الرعاية الطبية من خلال نهج متعدد التخصصات واستخدام أحدث التقنيات والعلاجات المتقدمة، وقد حصل مركز البحرين للأورام على اعتماد فيرتكس في عام 2024، مما يمكنه كمركز تميز عالمي من إتاحة علاج أمراض الدم الوراثية كفقر الدم المنجلي والثلاسيميا بيتا عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني.

مقالات مشابهة

  • محطة استخباراتية للحوثيين في مسقط لتنسيق التواصل مع إيران وتسهيل عمليات التهريب والدعم.. هل سلطنة عمان متورطة؟
  • البحرين تحقق إنجازا طبيا عالميا في علاج فقر الدم بزراعة النخاع
  • قوة بحرية أوروبية تحرر قارب صيد يمنياً من قبضة قراصنة صوماليين
  • “القسام” تقدم قطعة ذهبية لأحد الأسرى الإسرائيليين.. لماذا؟
  • القسام تقدم قطعة ذهبية لأحد الأسرى الإسرائيليين.. ما السبب؟
  • مدرب شباب اليمن: لم نكن محظوظين ضد أوزبكستان
  • نادي عمان يلاقي دبا الحصن الإماراتي .. والكويت يلاقي العربي القطري
  • محمد وداعة يكتب: صمود .. وبرضو الطرفين
  • الأمم المتحدة تقدم ثلاثة مطالب عاجلة لمجلس الأمن لإنقاذ اليمن
  • تعرف إلى شهد الزرعوني التي نالت ترقية محمد القرقاوي أمام فريق 'القمة'