لجريدة عمان:
2024-07-06@03:01:09 GMT

رايات الشمس البنفسجية

تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT

يستبشر أصحاب بساتين النخيل خيراعندما ترتفع درجات الحرارة في موسم الصيف؛ كونها تسارع في إنضاج التمور، وفي هذه يشتركون مع الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي (1889-1857م) في الترحيب بشمس الصيف، فهو يرى أن صبا الأرض يعود مع الصيف، والفتنة والجمال، حيث الخضرة التي تتسع كلما سقطت أشعة الشمس عليها، فهو يقول:

عادَ لِلأَرضِ مَعَ الصَيفِ صِباها

فَهي كَالخَودِ الَّتي تَمَّت حُلاها

صُوَرٌ مِن خُضرَةٍ في نَضرَةٍ

ما رَآها أَحَدٌ إِلّا اِشتَهاها

ذَهَبُ الشَمسِ عَلى آفاقِها

وَسَوادُ اللَيلِ مِسكٌ في ثَراها

ويبدو أنه قال ذلك بتأثير البيئة التي نشأ فيها الشاعر المولود في قرية (المحيدثة) في جبل لبنان، وفيها أمضى طفولته، وغادرها عام 1992 وكان قد دخل الثالثة عشرة من عمره، ليتّجه إلى الإسكندرية، وسواحلها التي يصطاف فيها السيّاح، قبل أن يهاجر إلى أمريكا، عام 1912م ويستقرّ في نيويورك، ويموت ويدفن فيها، وللبيئة تأثيراتها على ساكنيها، كما يعرف المختصّون، لذا تغنّى أبو ماضي بالصيف، وشمسه الساطعة، بينما يخالفه الشاعر العباسي أبو بكر الصنوبري الذي اشتهر شعره بوصف الطبيعة، وعاش متنقّلا بين حلب ودمشق واستقرّ وتوفي فيها عام 945م، فيرى أن الأرض تتحوّل في الصيف إلى موقد، وتنوّر يفور من شدّة حرارة الشمس، دون أن ينسى نضج الثمار في الصيف، بقوله:

إن كان في الصيف ريحان وفاكهة

فالأرض مستوقد والجوّ تنّور

ما الدهرُ إلا الربيعُ المستنيرُ إِذا

أتى الربيعُ أتاكَ النَّورُ والنور

هذا البنفسجُ هذا الياسمينُ وذا الـ

نّسرينُ ذا سوسنٌ في الحُسْنِ مشهور

وورد البنفسج الذي يسهب الصنوبري بوصف جماله في الربيع، يتحوّل اسمه إلى نقمة ورعب في الصيف، عكس الشعور بالارتياح الذي يخلّفه البنفسج، ملهم الشعراء والمغنين، ومنهم المطرب ياس خضر الذي غنى للبنفسج واحدة من أجمل الأغاني التي كتب كلماتها الشاعر مظفر النواب هي «يا ليلة من ليل البنفسج» مشيرا للّيلة المقمرة التي تفوح فيها رائحته، وتلهب خياله، بينما لون البنفسج في الصيف ينذر بالخطر، فحين تصل درجات الحرارة إلى درجة تهدّد حياة الإنسان، وتستهدف سلامته، تُرفع الراية البنفسجية، كما فعلت الشركات الأجنبية المستثمرة في حقل غرب القرنة وحقول نفطية في البصرة، قبل أيّام قليلة، بعد أن تخطّت درجات الحرارة حاجز الـ 52 درجة، فاللون البنفسجي مأخوذ من الأشعة فوق البنفسجية القصيرة، التي إذا ما تعرّض لها الإنسان، فسيصاب بضربة شمس، وهي كفيلة بقتل خلاياه الحية، لذا تحذّر الشركات العاملين من خطرها للحيلولة دون ما لا يحمد عقباه، وتطلب منهم الابتعاد عن الشمس في ساعات الظهيرة، تلك التي تكون فيها الشمس عمودية، إذ يشتدّ الحر في «الهاجرة» ويوصي الأطباء بتجنّب التعرّض للشمس وقت الهجير الذي هو شدّة الحر في منتصف النهار، وفي ذلك يقول الأصمعي، كما جاء في كتاب (المحاسن والمساوئ) للبيهقي: «بينا أنا ذات يوم قد خرجتُ في الهاجرة والجو يلتهب ويتوقّد حرّا، إذ أبصرتُ جارية سوداء قد خرجتْ من دار المأمون ومعها جرّة فضة تستقي فيها ماء، وهي تردّد هذا البيت بحلاوة لفظ وذرابة لسان:

حرُّ وجدٍ وحرُّ هجرٍ وحرُّ

أيّ عيشٍ يكونُ من ذا أمرُّ؟»

وإذا كانت حرارة الوجد تزيد من سخونة الجو في البيت الذي ذكرته الجارية، فالراية البنفسجية التي تناقلت أخبارها وكالات الأنباء ترفع درجات الخوف وهذه تزيد درجات الحرارة بدلا من تخفيضها، ويتّفق الجميع أن الإكثار من شرب الماء في مثل هذه الأيام ضروري، للتعويض عن السوائل المفقودة، وكذلك تناول اللبن مع حبّات التمر التي تكون قد نضجت بفعل حرارة الشمس، لقطع المراحل الثلاث المطلوبة لنضجه التي كما يقول المزارعون: (صباغ اللون)، و(طباخ التمر) و(جداد النخل)، وحتى يصل المرحلة الثالثة تكون الأرض قد رفعت أكثر من راية بنفسجية !.

عبدالرزّاق الربيعي شاعر وكاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: درجات الحرارة فی الصیف

إقرأ أيضاً:

مع ارتفاع درجات الحرارة.. ازاي تحمي نفسك من ضربات الشمس؟

ضربات الشمس.. تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها البلاد هذة الفترة، ومع بداية فصل الصيف بشكل عام، يتعرض العديد من الأشخاص لضربات شمس، من الممكن أن تؤدي إلى عوامل خطر مختلفة.

تسبب ضربات الشمس ارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الجسم ويمكن الخلط بينها وبين الصداع والارتباك والغثيان، ومع ذلك، يمكن أن يكون لهذا بعض الآثار الخطيرة على الدماغ، مما يؤدي إلى القيء والنوبات وحتى الغيبوبة المفاجئة.

وتوفر «الأسبوع»، من خلال السطور التالية، عدة نصائح يجب اتباعها للحماية من ضربات الشمس.

ضربات الشمسالحماية من ضربات الشمس

1- استخدام واقي الشمس: يمثل واقي الشمس معامل حماية عالي (SPF) على البشرة المكشوفة قبل الخروج تحت أشعة الشمس، يجب إعادة وضعه بانتظام وفقًا لتعليمات الشركة المصنعة.

2- تجنب أوقات الذروة: حاول تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس القوية خلال أوقات الذروة، وهي عادةً من الساعة 10 صباحًا حتى الساعة 4 مساءً. حاول البقاء في الظل أو تحت مظلة خلال هذه الفترة.

3- ارتداء الملابس المناسبة: ارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة الوزن تغطي الجسم بشكل جيد.

ويُفضل ارتداء قبعة ونظارات شمسية لحماية الوجه والعينين من الشمس.

4- البقاء مترطباً: يجب شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم، وتجنب تناول المشروبات الكحولية أو الكافيينية بكميات كبيرة، حيث يمكن أن تزيد من فقدان السوائل وتجفيف الجسم.

الوقاية من ضربات الشمس

5- البقاء في مكان بارد: حاول البقاء في أماكن مكيفة أو مظللة في أيام الحرارة الشديدة. إذا لم يكن لديك وصول إلى تكييف الهواء، فاستخدم مراوح أو مناطق باردة مثل المكتبات أو المراكز التجارية للحفاظ على برودة الجسم.

6- تجنب النشاطات الجسدية الشاقة: قم بتقليل النشاطات البدنية الشاقة في الهواء الحار، خاصة خلال فترات الذروة، إذا كنت بحاجة إلى القيام بأنشطة بدنية، فافعل ذلك في الصباح الباكر أو في المساء عندما تكون درجات الحرارة أقل.

7- الاهتمام بالأشخاص الأكثر عرضة للخطر: تحقق من أن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الأمراض المزمنة يبقون في أماكن باردة ويشربون الماء بانتظام.

اقرأ أيضاًكيفية الوقاية من النوبة القلبية

سجدة السهو.. كيفية صلاتها والدعاء الذي تردده

لا تسقط ما دام عاقلاً.. كيفية أداء المريض لـ الصلاة

مقالات مشابهة

  • طقس الفيوم.. حار رطب نهارًا والعظمى 37 درجة
  • طقس الجمعة.. شديد الحرارة نهارًا والعظمى بالفيوم 39
  • أبرزها «النوم الجيد».. نصائح لبشرة نضرة ومشرقة في الصيف
  • نصائح هامة للحفاظ على العينين من الشمس والتلوث.. تعرفوا عليها
  • ارتفاع شديد في درجات الحرارة على أنحاء محافظة الشرقية
  • مع ارتفاع درجات الحرارة.. ازاي تحمي نفسك من ضربات الشمس؟
  • الزعاق: البعد والقرب بين الأرض والشمس نسبي وليس أساساً في الحرارة ..فيديو
  • طقس الفيوم.. شديد الحرارة رطب نهارا والمحسوسة 41 درجة
  • لماذا يُعد يوليو/تموز أكثر الشهور حرارة كل عام؟