إيران.. هكذا يحشد جليلي وبزشكيان لرفع نسبة المشاركة والظفر بالرئاسة
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
طهران- ليس صعبا على المتابع لتطورات الانتخابات الإيرانية أن يلمس علاقة مباشرة بين سخونة المناظرات التلفزيونية والمشاركة الشعبية خلال العقود الماضية، بيد أن السجال الذي بلغ ذروته في آخر مناظرة ثنائية كشف عن خسارة التيارين المحافظ والإصلاحي نسبة كبيرة جدا من أصواتهما مقارنة بآخر استحقاق رئاسي ظفرا به.
وجاءت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت في 28 يونيو/حزيران الماضي مخيبة للآمال -وفق مراقبين- على صعيدي نسبة المشاركة وسلة كلا التيارين من أصوات الناخبين البالغ عددهم أكثر من 61 مليون نسمة.
فقد تصدر المرشح الإصلاحي الوحيد مسعود بزشكيان السباق الرئاسي بحصوله على 10 ملايين و415 ألفا و991 صوتا، في حين بلغ مجموع الأصوات التي حصدها المرشحون المحافظون الثلاثة سعيد جليلي ومحمد باقر قاليباف ومصطفى بور محمدي 13 مليونا و63 ألفا و35 صوتا.
جولة انتخابات ثانية بين المرشحين مسعود بزشكيان (يسار) وسعيد جليلي (رويترز) عزوف وإحباطورغم الدعم الذي حظي به المرشح الإصلاحي إلى جانب انسحاب مرشحين محافظين هما علي رضا زاكاني وأمير حسين قاضي زاده هاشمي لصالح المرشحين المحافظين المتبقين فإن نسبة المشاركة في انتخابات يوم الجمعة الماضي توقفت تحت عتبة 40%، في حين تجازوت 48% في رئاسيات 2021، وفي رئاسيات 2017 بلغت 73%.
تاريخيا، سجلت الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية بدورتها السابعة التي فاز فيها المرشح الإصلاحي محمد خاتمي عام 1997 مشاركة شعبية بلغت نحو 80%، في حين شهدت رئاسيات 2009 التي فاز فيها المرشح المحافظ محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية مشاركة بلغت نحو 85%.
ولدى مقارنة عدد أصوات المرشح المتصدر في الجولة الأولى من رئاسيات 2024 يلاحظ أن أصوات الإصلاحيين تراجعت من 23 مليونا وأكثر من 500 ألف صوت عام 2017 إلى 10 ملايين وأكثر من 400 ألف صوت في الاستحقاق الأخير، في حين تراجعت أصوات المحافظين من أكثر من 18 مليونا عام 2021 إلى 9 ملايين ونحو 500 ألف صوت في الاستحقاق يوم الجمعة الماضي.
ويرى الباحث السياسي صلاح الدين خديو أن نسبة المشاركة وحصة كلا التيارين الإصلاحي والمحافظ من أصوات الناخبين تراجعت للنصف خلال الدورات الأخيرة من رئاسيات إيران.
وعزا السبب إلى إحباط الناخب وفقدانه الأمل بقدرة الشعب على مواجهة إرادة السلطات الحاكمة التي تدعم فوز مرشحها المفضل على حساب المشاركة الشعبية.
وفي حديث للجزيرة نت يعتقد خديو أن الأحداث التي أعقبت رئاسيات 2009 وسلوك السلطات مع الناخبين الذين أرادوا تسجيل اعتراضهم على ما يرونه تلاعبا بالعملية الانتخابية أديا إلى عزوف نسبة كبيرة من جمهور الإصلاحيين عن صناديق الاقتراع.
وتابع أن عددا آخر ممن صوتوا لصالح الرئيس السابق حسن روحاني عام 2013 عزفوا عن صناديق الاقتراع بسبب "وضع التيار المنافس العصي في عجلة برامجه وسياساته الداخلية والخارجية"، مؤكدا أن التيار المحافظ فقد جزءا من أصواته المنظمة جراء تراجع الوضع المعيشي خلال السنوات الماضية.
أسباب وعوائقبدوره، يوضح الباحث خديو أن الطبقة المتوسطة في إيران تؤيد التيار الإصلاحي بشكل تقليدي، كما أن الطبقات المحرومة ترى في التيار المحافظ المنادي بالعدالة منقذا لها.
وأضاف أن شريحة من الطبقة الوسطى أمست تعتقد بوجود نوايا لهندسة الانتخابات في البلاد، وأن جزءا من الشريحة الفقيرة سئمت الوعود البراقة التي لم تجد طريقا إلى تنفيذها أصلا، وأنها باتت تفقد الأمل بتحسن الوضع المعيشي.
وانطلاقا من تأثير سياسة طهران الخارجية في خفض التوتر مع القوى الغربية فإن الحزب الفائز في رئاسيات الولايات المتحدة ونوع الإدارة الأميركية لهما دور مؤثر على تحسين الوضع المعيشي في إيران، وفقا للباحث.
ويرى خديو أن فوز الجمهوريين والعقوبات التي یفرضونها علی طهران قد أفسدا بالفعل ما أصلحه الرئيسان الأسبقان الإصلاحي محمد خاتمي والمعتدل حسن روحاني علی المستوى المعيشي.
وخلص إلى أن المشاركة الشعبية في إيران تتراجع بنسبة تراجع الديمقراطية وإمكانية التغيير وفق إرادة الشعب، وكذلك تقويض مستوى الخدمات العامة التي تقدمها الدولة للمواطن، وعلى رأسها العلاج والتعليم والضمان الاجتماعي.
من ناحيته، يوجز النائب السابق في البرلمان حشمت الله فلاحت بيشه أسباب تراجع نسبة المشاركة في بلاده في "سياسة مجلس صيانة الدستور لإقصاء النخب من إدارة البلاد"، وعجز الحكومات الأخيرة عن تحسين الوضع المعيشي.
وفي حديثه للجزيرة نت، يرى فلاحت بيشه أن هناك استقطابا عاليا قد تشكل خلال فترة الدعاية لجولة الإعادة المقررة يوم الجمعة المقبل، وأنه يتوقع ارتفاع نسبة المشاركة في جولة الإعادة.
وأضاف أن التنافس في الدورة الثانية تحول إلى مواجهة بين مدرستين:
الأولى تؤمن بضرورة مواصلة المفاوضات النووية ووضع حد للعقوبات التي أثقلت كاهل البلاد بسبب الملف النووي. والأخرى ترى أن الجانب الغربي غير قابل للثقة، وتعمل على استمرار الوضع الراهن. برامج وخططوباعتقاد فلاحت بيشه، فإن تراجع نسبة المشاركة كفيل بفوز المرشح المحافظ في الانتخابات الرئاسية بإيران، ذلك أن التيار المحافظ يحظى بجمهور منظم وموالٍ يصوت له.
وأوضح أن فوز المرشح الإصلاحي مرهون بزيادة نسبة المشاركة وتصويت المقاطعين في الجولة الأولى، ولذلك يرى أن بزشكيان وأنصاره يعملون على إقناع الشريحة الرمادية بضرورة المشاركة ووضع حد للوضع الراهن.
والمتابع لتطورات الانتخابات في إيران هذه الأيام يرى جليا أن حملات التيار الإصلاحي تعمل على إرسال إشارات قوية إلى الناخب بأن المرشح مسعود بزشكيان يقف إلى جانب الشعب في مواجهة ما يعتبرونه "تمييزا" بحق النساء والقوميات والنخب الإيرانية، وأن فريقه لن يألو جهدا في سبيل معالجة غلاء المعيشة وسياسات الحجاب وتقييد الإنترنت.
في الجانب المقابل، تعوّل حملة المرشح المحافظ على استقطاب أصوات المرشح المحافظ الخاسر في الجولة الأولی قاليباف إلى سلة أصوات المرشح جليلي، وقد نجحت في حثه على إصدار بيان يعلن دعمه للأخير.
لكن الناشط سامي نظري ترکاني رئيس الحملة الشعبية للمرشح الخاسر قاليباف لم يأبه بالبيان وانضم إلى حملة بزشكيان، مما أدى إلى نشر العديد من أعضاء حملة قاليباف تغريدات تؤكد دعمهم المرشح الإصلاحي.
لكن ذلك لم يمنع أنصار جليلي من توظيف كتلتهم المتجذرة في المراكز الدينية والمؤسسات الرسمية لتسيير طواقم إلى المدن والقرى النائية للدعاية لصالحه وجها لوجه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المرشح الإصلاحی المرشح المحافظ نسبة المشارکة الوضع المعیشی من أصوات فی إیران فی حین
إقرأ أيضاً:
إطلاق تقرير «تمكين أصوات الشباب في سياسة المناخ العربية»
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة تونس.. تكثيف جهود التكيف مع تغير المناخ الإمارات تنضم إلى معاهدة القارة القطبية الجنوبية لتسريع العمل المناخيأطلق مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، التابع لمركز الشباب العربي، وبالشراكة مع فريق رائدة الشباب للمناخ لمؤتمر«COP28»؛ تقريراً بعنوان «تمكين أصوات الشباب في سياسة المناخ العربية»، ليسلط الضوء على المساهمة الفاعلة للشباب العربي في العمل المناخي مع تحديد الفجوات الملحة في تفاعلهم مع سياسات المناخ، وبهدف تعزيز المشاركة الفعالة للشباب العربي، وإنشاء منصة جامعة للعمل المشترك بين الشباب المتخصصين في ملف التغير المناخي، وبالتنسيق المباشر مع صناع القرار في جميع أنحاء المنطقة العربية.
كما أطلق المجلس أول وحدة تعليمية في سلسلة من المبادرات بعنوان «نموذج بناء القدرات: فهم واستخدام تقرير السياسة»، التي تهدف إلى تعزيز مهارات الشباب في التفاعل مع السياسات المناخية، كما تعكس الوحدة الأولى مقترحات لزيادة مشاركة الشباب في السياسات المناخية في الدول العربية، وتغطي استراتيجيات ومقترحات لتعزيز دور الشباب في العمل المناخي، مع التركيز بشكل خاص على السياق الخاص بـ «مؤتمرات الشباب للمناخ».
وجاء ذلك خلال مشاركة مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، في مؤتمر COP29، الذي اختتمت فعالياته مؤخراً في باكو؛ وذلك بهدف إشراك الشباب العربي في العمل المناخي، وتوظيف طاقاتهم لاقتراح الحلول والإبداعات المستجدة في المجال البيئي، والعمل على تنفيذ الحلول المستدامة لتحديات التغير المناخي.
وقال معالي الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب ونائب رئيس مركز الشباب العربي: «إن إطلاق هذا التقرير يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز تفاعل الشباب العربي مع سياسات المناخ، ويُسهم في بناء قيادات شبابية عربية قادرة على قيادة العمل المناخي في المستقبل وتنفيذ مبادرات مناخية أكثر تأثيراً في المجتمعات، ومن خلال برامج مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، نعمل على تزويد الشباب بالمهارات الأساسية لمواجهة التحديات المناخية الإقليمية، وضمان مشاركتهم الفاعلة وتأثيرهم في النقاشات العالمية حول السياسات والقضايا المناخية المختلفة».
وأكدت معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تمكين المجتمع ورائدة الشباب للمناخ لمؤتمر الأطراف «COP28»، أن الشباب العربي يشكلون جوهر مستقبل المنطقة، ويتميزون بطاقتهم وابتكارهم في مواجهة التحديات المناخية التي يواجهها العالم اليوم، ومع استضافة منطقتنا لمؤتمرين متتاليين للأطراف، «COP27» و«COP28»، كان لا بد من توجيه طاقاتهم وقدراتهم، بما يحقق نتائج ملموسة في ملف المناخ، ويعد هذا التقرير خطوة محورية في معالجة التحديات التي تواجه الشباب، كما يقدم إطاراً واضحاً لإطلاق قدرات الشباب الكبيرة، وذلك بالتعاون مع الجهات الإقليمية الرائدة، ونحن على ثقة بأن أصوات الشباب ستسهم في إحداث تغيير حقيقي ومؤثر في مجتمعاتهم.
وأكد معالي الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة بمصر، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، أن الإطار الشامل الذي قدمه التقرير يعكس منظومة استراتيجية متكاملة بين مختلف القطاعات، ويجسد التزاماً حقيقياً بمشاركة الشباب في تطوير حلول مناخية تعكس التحديات والفرص الخاصة في منطقتنا العربية».
وأكد معاليه، أهمية تعزيز الجهود بين الأجيال لتحقيق الأهداف المناخية المشتركة، وأن إنشاء مجالس شبابية دائمة ضمن الهيئات المناخية يمثل قيمة كبيرة لتحقيق هذا الهدف، حيث يضمن التفاعل المستمر، ويسهم في تطوير برامج التوجيه بين الأجيال لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين صانعي القرار والشباب الناشطين في مجال المناخ.
وقالت معالي السفيرة د. هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد - رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية «بجامعة الدول العربية: «إن الإطار الاستراتيجي الذي يعتمده التقرير يمكن أن يفتح إمكانيات كبيرة في تعزيز تفاعل الشباب العربي مع السياسات المناخية، من خلال تحديد المجالات الرئيسية للتنمية، واتخاذ خطوات عملية نحو حلول قابلة للتنفيذ، يمكنها أن تحقق قفزة نوعية في مشاركة الشباب في السياسات المناخية في المنطقة بأكملها».
القضايا البيئية
يواصل مركز الشباب العربي عمله المستمر بتمكين الأجيال القادمة وتفعيل مشاركة الشباب العربي في القضايا البيئية، لا سيما من خلال مبادرة مجلس الشباب العربي للتغير المناخي (AYCCC)، بالتعاون مع صناع القرار وشركائه الاستراتيجيين في المنطقة، بما يؤسس لمنظومة تكون فيها أصوات الشباب جزءاً أساسياً في صياغة وتنفيذ التوجهات الإقليمية والعالمية نحو العمل المناخي المستدام.