سعادة المتعاملين.. مطلب مجتمعي ورؤية استراتيجية لمؤسساتنا
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
عائشة بنت محمد الكندية
تندرج سعادة المتعاملين ضمن الأولويات الأساسية التي تسعى إليها المؤسسات الحكومية والخاصة في سلطنة عُمان؛ حيث تتواكب هذه الرؤية مع رؤية "عُمان 2040" التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بجودة الحياة. إن تحقيق سعادة المتعاملين لا يقتصر فقط على تقديم خدمات سريعة وفعّالة، بل يتجاوز ذلك إلى خلق بيئة عمل جاذبة وودية تتماشى مع تطلعات المواطنين.
وتُشكِّل سعادة المتعاملين ركيزة أساسية في تحسين الأداء المؤسسي وتعزيز ثقة المواطنين في المؤسسات الحكومية والخاصة. إن رضا المتعاملين يعكس جودة الخدمات المقدمة ويساهم في بناء سمعة إيجابية للمؤسسة. إن كل ما يتمناه المواطن العُماني هو أن تُنجز معاملاته بسرعة وأن يحصل على المواعيد بطريقة عاجلة كما في المستشفيات، دون الحاجة إلى الانتظار الطويل.
واستحداث قسم يُعنى بسعادة المتعاملين في كل المؤسسات في السلطنة يعد خطوة استراتيجية نحو تحسين جودة الخدمات المقدمة. ينبغي أن يُخصص لهذا القسم موظفون ذوو مهارات عالية في التواصل، سواء كان شفهيًا أو كتابيًا، وأن يكونوا مستمعين جيدين ومتحلين بالصبر في التعامل مع المراجعين. دور هؤلاء الموظفين يجب أن يتمحور حول البحث عن الحلول بسرعة لإنجاز الخدمات المطلوبة والبحث عن المسببات التي تجعل بيئة العمل غير جاذبة والعمل على تغييرها إلى الطريق الصحيح وباحترافية.
ومن أبرز عناصر سعادة المتعاملين هو تقديم خدمة عملاء متميزة وجعل التواصل مع العملاء سهلًا وسلسًا عبر قنوات متعددة مثل الهاتف، البريد الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي. إن الاستجابة السريعة للشكاوى والقدرة على حلها بأسرع وقت ممكن تعكس مدى اهتمام المؤسسة بعملائها وحرصها على تلبية احتياجاتهم.
ولا شك أن تحقيق سعادة المتعاملين يعود بفوائد جمة على المؤسسة والمجتمع ككل. ومن هذه الفوائد ما يلي:
زيادة رضا العملاء: تقديم خدمات سريعة وفعّالة يسهم في رفع مستوى رضا العملاء. تحسين سمعة المؤسسة: المؤسسات التي تركز على سعادة المتعاملين تبني سمعة إيجابية تعزز من مكانتها في السوق. زيادة الإنتاجية: بيئة العمل الجاذبة التي تُعنى بسعادة المتعاملين تعزز من إنتاجية الموظفين وتحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم. الولاء المؤسسي: العملاء الراضون يصبحون أكثر ولاءً للمؤسسة ويميلون إلى تكرار التعامل معها والتوصية بها للآخرين.وسعادة المتعاملين ليست مجرد هدف يجب تحقيقه؛ بل هي استراتيجية يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من هيكلية أي مؤسسة. إن الاستثمار في سعادة المتعاملين هو استثمار في مستقبل المؤسسة، حيث يضمن استدامة الأعمال وتحقيق النمو المستمر. على المؤسسات أن تضع سياسات واضحة تسعى إلى تحقيق هذا الهدف، مثل وضع مؤشرات أداء لقياس مستوى رضا المتعاملين وتطوير خطط تدريبية مستمرة للموظفين لتحسين مهاراتهم في التعامل مع العملاء.
علاوة على أن سعادة المتعاملين تتماشى مع رؤية "عُمان 2040" التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بجودة الحياة. من خلال التركيز على سعادة المتعاملين، يمكن للمؤسسات أن تساهم في تحقيق هذه الرؤية من خلال تحسين جودة الخدمات، وتعزيز رضا المواطنين، وخلق بيئة عمل جاذبة وودية.
وفي الختام.. فإن سعادة المتعاملين استثمارٌ استراتيجيٌ في مستقبل المؤسسات. من خلال التركيز على تلبية احتياجات المتعاملين وتجاوز توقعاتهم، يمكن للمؤسسات تحقيق نجاح مستدام والمساهمة في تحقيق رؤية "عُمان 2040". لذلك.. دعونا نعمل جميعًا على جعل سعادة المتعاملين هدفًا استراتيجيًا يحقق الرضا والنجاح للمؤسسات والمجتمع على حد سواء.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل: بين القلق والفرص الجديدة
خاص
تشهد بيئات العمل اليوم تحولًا غير مسبوق مع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يثير تساؤلات حول كيفية تأثيره على الموظفين والشركات على حد سواء.
وبينما يُنظر إلى هذه التقنية على أنها أداة لتعزيز الإنتاجية، إلا أن العديد من الموظفين يشعرون بالقلق بشأن كيفية دمجها في مهامهم اليومية.
ووفقًا لاستطلاع أجرته شركة “وايلي”، أفاد 76% من المشاركين بأنهم يفتقرون إلى الثقة في استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل، بينما أظهرت دراسة لمؤسسة “غالوب” أن 6% فقط من الموظفين يشعرون براحة تامة مع هذه التقنية، مما يعكس حالة من عدم اليقين حول كيفية الاستفادة منها.
ويُرجع الخبراء هذا القلق إلى نقص التدريب وغياب الإرشاد الواضح حول آليات دمج الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل، إذ يحتاج الموظفون إلى دعم مستمر لفهم كيفية استخدام هذه الأدوات بفعالية دون الشعور بأن وظائفهم مهددة.
ويُشكل المدراء العنصر الأساسي في إنجاح عملية دمج الذكاء الاصطناعي، حيث يلجأ الموظفون إليهم للحصول على التوجيه.
ومع ذلك، أفاد 34% فقط من المديرين بأنهم يشعرون بأنهم مستعدون لقيادة هذا التغيير، مما يزيد من حالة عدم اليقين داخل المؤسسات.
ولتجاوز هذه العقبات، تحتاج الشركات إلى استراتيجيات واضحة تشمل التدريب المكثف، وتوفير بيئة داعمة تعتمد على الشفافية في التعامل مع هذه التقنية الجديدة، إلى جانب وضع معايير تضمن الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.
ولا شك أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل طبيعة العمل كما نعرفها، لكن نجاح هذا التحول يعتمد على مدى قدرة المؤسسات على تمكين موظفيها من استخدامه بفعالية، والاستثمار في تطوير المهارات والتواصل المستمر سيجعل من هذه التقنية أداة مساعدة بدلاً من أن تكون مصدرًا للقلق.
إقرأ أيضًا
ديب سيك تضرب بقوة تحديث جديد يهدد عرش أوبن إيه آي