جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-21@02:45:04 GMT

وظُلم ذوي القربى أشد مضاضة

تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT

وظُلم ذوي القربى أشد مضاضة

 

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

 

أتينا في هذه الحياة الدنيا ضعفاء مساكين لا حول لنا ولا قوة وخرجنا من بطون أمهاتنا إما فرادى كنَّا وإما إخوة أو أشقاء أو جيرانا وسط أسرة وعائلة ومجموعة من الناس، ويفترض من منطلق أننا مسلمون أن نكون كإخوة أو جيرانا أو ناس في أسرة وعائلة واحدة أو ضمتنا مجموعة عمل أو دراسة أو قربى أو معرفة.

يفترض أن نكون متحابين ومتعاضدين ومتكاتفين ومخلصين لبعضنا، ولكن هيهات أن يحصل ذلك للكل في أي أسرة أو عائلة أو مجموعة.

فالشيطان له سبيل على الإنسان البعيد عن الله تعالى، وله سبيل على غير التقي والذي لا يصلي إطلاقًا ومنعدم الأخلاق والفضيلة وحب الخير وفعله والسلوك السوي الحسن، وذلك الفارغ من الإيمان الذي وقر في القلب وصدقه القول والعمل.

وقد أخبرنا إسلامنا الحنيف وديننا الحق، أن نبي الله يعقوب عليه السلام، هو ابن إسحاق عليهما السلام، وإسحاق هو الابن الثاني لابينا إبراهيم عليهما السلام ، وأن سيدنا يعقوب أنجب أولادا من زوجتين.

فالزوجة الأولى أنجبت له سيدنا يوسف عليه السلام، فكاد له إخوته من أبيه غير الأشقاء لما تميَّز به سيدنا يوسف عليه السلام من جمال وأخلاق وصفات ومعاملة طيبة لأبيه.

فتآمر عليه أبناء عمته الذين هم إخوته ولكن ليسوا أشقاء، تآمروا عليه بقتله أو طرحه أرضا برميه في الصحراء تاكله الذئاب، واختلفوا في أذيته وإقصائه وإبعاده عن أبيه، إلى أن توصلوا واتفقوا أخيرا على رميه في غيابت الجب، فسبحان الله.

يقول طرفة بن العبد: "وظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً عَلى المَرءِ من وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ"، فيا الله يا الله إنه كلام مؤلم حقًا.

إن قاطع الرحم ملعون وقاطع الرحم جاهل وقاطع الرحم شقي وقاطع الرحم مُتكبر ومُتغطرس، وقاطع الرحم غير موفق وإنسان فاشل ومفلس من الفضائل والحسنات والأعمال والأفعال والذكرى الطيبة، والله تعالى قال "وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ" (الإسراء: 26).

فالظن بالأخ أن يكون مع أخيه محبًا وناصرًا ومخلصًا ومُعينًا له، وخائفًا عليه وحنونًا.

وينطبق هذا القول على الأب تجاه ابنه وعلى الابن تجاه أبيه، وعلى البنت تجاه أبيها وأمها، وعلى الأخ تجاه أبيه وعلى الجيران والأصدقاء والزملاء والمعارف تجاه بعضهم.

فالمرء إن لم يكن فيه خير دائم ومستمر لوالديه أو إخوته أو أقربائه أو أصدقائه أو أبناء عمومته أو أخواله أو جيرانه، فمحال أن يكون فيه خير لغيرهم من النَّاس.

إنَّ الضوابط التي أوضحها الإسلام في التعامل مع الغير أياً كان، معلومة للمسلم القارئ والمطلع والفاهم والقريب من الله تعالى، وتنطلق من الرحمة والشفقة والعطف وحب الخير له وحسن الظن به، والوقوف معه في ملماته ومصائبه، وفي كل صغيرة وكبيرة يمر بها؛ سواء كان ذاك أخا أو الوالدين أو الأصدقاء، انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا؛ فاللهم زدنا علما وارزقنا فهما.

يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخونه ولا يُسلمه ولا يخذله، ومَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلمٍ كربةً من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومَن ستر مُسلمًا ستره الله يوم القيامة.

وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: لأن يمشي أحدكم في حاجة أخيه حتى تقضى له خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرا.

فالخيانة في النفس والعرض والشرف والمال لا يجب أن تأتي من القريب المسلم المؤمن أيا كان، ولا يجب أن تحدث من الجار ولا من المؤمن للمؤمن،

ولا يجب أن يكذبه إذا حدثه في أخباره وذكر أحواله، ولا أن يخذله إذا وردت إليه المصائب، وتواردت عليه المحن والحتن.

فالواجب أن لا يغتابه ولا يذمه ولا يشتمه أو ينم فيه، ولا ينبغي أن يتحدث عنه بسوء وراء ظهره، وفي حضرة ناس أو غير ذلك.

إن الأخ أو الجار أو القريب أو الصديق يجب أن يكون مع أخيه أو جاره أو صديقه في ظروف ذل أو ضعف أو إهانة أو حاجة، مبادرا على الدوام في نصرته وإعانته بشكل تنفرج معه ضائقته.

لا يجوز للمسلم أن يضيع إعانته لمسلم مثله، أو أن يقعد أو يتخاذل عن نصرته أو يتعامى عن شدائده أو ابتلاءاته.

ناهيك لو كان ذاك المسلم أخًا أو قريبًا أو جارًا أو صديقًا، فاللهم إنا نعوذ بك من غدر اللئام وما حوته مصائب الأيام ودمتم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المطران عطا الله حنا: الفلسطينيون يعيشون في سجن كبير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، أن الفلسطينيين يعيشون وكأنهم في سجن كبير، محكوم عليهم بالعزلة والتباعد بسبب الإغلاقات والحواجز العسكرية التي تزيد من معاناتهم اليومية. 

وأوضح، أن التنقل بين المدن أصبح في غاية التعقيد، في حين يشكل الإغلاق المشدد على الضفة الغربية أخطر أشكال الحصار، حيث يُمنع الفلسطينيون من الوصول إلى القدس إلا عبر تصاريح معقدة تحتاج إلى إجراءات تعجيزية، وفي بعض الأحيان إلى وساطات أو حتى رشاوى.

وأضاف المطران حنا، عبر صفحته الرسمية، أن هذه الممارسات غير قانونية وغير شرعية، مشددًا على أن للفلسطينيين، وخاصة أبناء الضفة، الحق في الوصول بحرية إلى القدس وأماكنهم المقدسة، فضلًا عن تمكين العاملين من الوصول إلى وظائفهم لكسب لقمة عيشهم.

وتابع قائلًا: "ما يحدث لشعبنا ظلم صارخ، حيث تعيش الغالبية العظمى في فقر مدقع وبطالة متزايدة، بينما تكافح الأسر لتأمين احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الأقساط المدرسية والجامعية. لا تحدثونا عن السلام في ظل استمرار الحواجز العسكرية التي تعيق الفلسطينيين عن التنقل والوصول إلى القدس ومناطق الـ48".

وأشار المطران حنا إلى أن "السلام الذي يتحدثون عنه مجرد أكذوبة كبرى وضحك على الذقون، فيما يتعرض شعبنا للإذلال وتمتهن كرامته في مختلف جوانب حياته".

وأكد أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا عبر العدالة، ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، مضيفًا: "السلام لا يُبنى بالأسوار والحواجز العسكرية، بل بجسور المحبة والأخوة والتواصل".

واختتم المطران عطا الله حنا تصريحاته بالتأكيد على أن السياسة العنصرية المتبعة ضد الفلسطينيين تبعد المنطقة عن تحقيق السلام، مضيفا: "من يدّعون العمل من أجل السلام عليهم أولًا إزالة الحواجز العسكرية وتحقيق تطلعات شعبنا، فسلام بلا عدالة ليس إلا وهمًا لا يمكن لأحد تصديقه".

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: الدور المصري محور أساسي في التحولات الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية
  • خبير سياسي: الدور المصري محور أساسي في التحولات الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية
  • دعاء دخول رمضان 2025 مكتوب بالكامل.. احرص عليه الآن
  • دعاء للزوج المتوفي بالرحمة والمغفرة.. كلمات تدخل السرور عليه في قبره
  • دعاء لمن ضاقت عليه الأرض بما رحبت.. ردده سيأتيك الفرج عاجلا
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • هل الإيذاء من الأقارب يبيح قطيعة الرحم.. الإفتاء توضح
  • المطران عطا الله حنا: الفلسطينيون يعيشون في سجن كبير
  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟
  • قوات الاحتلال تقتحم قرية عارورة في قضاء رام الله وتطلق القنابل تجاه المنازل