لجريدة عمان:
2024-07-06@02:05:35 GMT

سليمان الراشدي يكتب سيرة السيد طارق بن تيمور

تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT

سليمان الراشدي يكتب سيرة السيد طارق بن تيمور

يحكي سليمان بن جابر بن علي الراشدي في كتابهِ «رجال خلّدهم التاريخ» سيرة صاحب السمو السيد طارق بن تيمور بن فيصل بن تركي آل سعيد، الرجل السياسي العسكري والقيادي المحنك سليل السلاطين الذي عاش في القرنِ العشرين، وعايش أوضاع عُمان العصيبة فتاقت نفسه للتغييرِ والإصلاح ونقلِ عمان من الظلام للنور، وقد كُتِب هذا البحث تعزيزًا لمكانةِ السيد طارق بن تيمور، وإثراء لتجربتهِ، ولتكون سيرته نموذجا يحتذى في القيادة والنضال.

يقع الكتاب -الصادر عن مكتبة بذور التميز- في أربعةِ فصول، ويبلغ عدد صفحاته 168 صفحة، وقد استهلَّ الكاتب كتابهُ بشجرةِ نسبِ السيد طارق بن تيمور، ثمَّ عرج لمقدمة الكتاب تلتها مقولة لصاحب السمو يذكر فيها: «إمكانات عُمان ليست كإمكانات إمارات الخليج، وعُمان دولة قديمة وبإمكانها تقدير هذهِ الإمكانات في المستقبل، وكل من وصل لتقدير الواقع أخذ فكرة جيدة»، ثم أورد رسالة سمو السيد طارق لكافة المشايخِ والعلماءِ والأعيانِ والموظفين والجنودِ والمواطنين العمانيين، كما أورد كلمته التي ألقاها في مقر الأمم المتحدة بمناسبة انضمام سلطنة عمان للمنظمة في 7 أكتوبر 1972م.

بعدها شرع الكاتب في الفصل الأول الذي تحدث فيهِ عن حياةِ سمو السيد طارق بن تيمور عن كثب؛ فقد عرج للحديثِ عن نسبهِ ومولدهِ، ونشأته وتعليمهِ، وعن والديه، وهواياتهِ، وشخصيته، وحياته وزوجاتهِ وأولاده، ويبيِّن الكاتب في هذا الفصل الظروف التي صَحِبت تكوين هذه الشخصية الفذة، فالمحيط له دور في تشكيلِ معالمِ شخصيتهِ، وهمة سمو السيد طارق بن تيمور وعزمه كان لهُما الدور الأكبر في النهوضِ بعمان؛ فقد اهتمَّ السيد بالأصالةِ العمانية التقليدية حتى لا تفقد عمان هويتها، وانتقل بين عدة أمصار لطلب العلم وتحصيلِ المهاراتِ القيادية، وكانت له محاولات كثيرة من أجلِ نهضة البلدِ ورفعِ الظلمِ عن أهله من أجلِ التقدم في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية واستغلال إمكانات البلاد؛ لرفعِ شأنِ الوطنِ وأهلهِ في ظل الشريعة الإسلامية.

أمَّا عن الفصل الثاني فقد تحدث فيهِ الكاتب عن الدور السياسي والتربوي لصاحب السمو السيد طارق بن تيمور؛ فسمو السيد طارق بن تيمور كان قريبا من الشعب متواضعا خلوقًا تتجلى في شخصهِ القيم الإسلامية، كما أورد الكاتب في هذا الكتاب كذلك دوره في القيادة العسكرية، وعمله مفتشًا عامًا للولاة، ونائبًا لرئيس البلادِ عند سفره.

واختتم الراشدي الفصلَ بذكرِ دستور سمو السيد طارق المؤقت الذي ابتكره، وهذا يبرز مدى اطلاع سمو السيد طارق بن تيمور على أنظمة الحكم، ويبين مدى أهمية وجود دستور ينظم البلاد، وهو كذلك سبيل لتنظيم العلاقات المختلفة بين أجهزة الدولة.

وتناول الراشدي في الفصل الثالث المناصب التي تولَّاها سمو السيد طارق بن تيمور في أثناءِ حكمِ السلطانِ قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- ومن المناصب التي شغلها منصب رئيس مجلس الوزراء في أول حكومة شكّلها السلطان قابوس، ثمَّ عمل بعدها مستشارًا للسلطانِ وممثلًا لهُ في العديد من القضايا والمحافل الدولية، كما أشرف على جميعِ سفارات سلطنة عُمان بالخارج، وتقلّد منصب مستشار خاص في الشؤون الدبلوماسية، ويضم هذا الفصل كذلك أعمال سمو السيد طارق خلال رئاستهِ لمجلس الوزراء، والمنجزات السياسية والاقتصادية التي تحققت لسلطنة عُمان أثناء شغلهِ رئاسة مجلس الوزراء فقد انضمت السلطنة للعديد من المنظمات الدولية والإقليمية التي كان أبرزها: هيئة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، كما تخرّج أول فيصل من الشرطة تحت رعايته، وتولى رئاسة مجلس المحافظين العماني فكانت العملة العمانية تحت توقيعه، وعمل سمو السيد طارق على استقطابِ الشخصياتِ العمانية المعارضة الذين كانوا خارج عمان فانضموا إلى الحكومةِ للنهوض بالدولة، ولعل الإنجاز الأخير يعد خطوة شجاعة جريئة من سموه، واختتم الفصل الثالث بذكرِ تفاصيل وفاة سمو السيد طارق، فبعدَ عشر سنوات من عمر النهضة ترجل الفارس عن صهوةِ جياده، وودع حبيبته عُمان بعد تفانيهِ في خدمتها.

وفي الفصل الأخيرِ يورد الكاتب صورا من الوثائق والصحف المحلية والعالمية التي غطَّت أخبار سمو السيد طارق وأنشطتهِ وجهوده السياسية قبل بزوغ فجر النهضة وبعدها، وتشمل الصور أخبارًا وتصريحات وخطابات ووثائق وملفات لسمو السيد طارق، كذا تتضمن صورا تذكارية لسموهِ في العلاقات السياسية.

ختاما يمكن القول أنَّ هذا الكتاب الذي لا يبلغ مائتي صفحة كفيل بإبرازِ عَلَمٍ من أعلام الدولة البوسعيدية، ويمكن عَدُّهُ من القليل الجزيل، فقد جمع الكاتب مادته رغم شحِّ المصادر، وحاول جاهدا إبراز شخصية سمو السيد طارق بن تيمور وذكر مآثره وتأثيرهِ في بلدهِ وتأثُّرهِ بها، وقد تكبد سموه المشقة سعيا للإصلاح، ولم يألُ جهدا في تقديمِ النصحِ والمشورة للارتقاءِ بعُمان.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

صفقة خطيرة أبرمها السيسي تضع تدخل مصر عقدا مظلما

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني مقال رأي للكاتب أحمد عابدين تقريرًا سلط فيه الضوء على العقد المظلم الذي تعيشه مصر، والذي بُني على صفقة خطرة أبرمها رئيس النظام عبد الفتاح السيسي الذي سمح للجيش بالسيطرة على ثروات الدولة ومؤسساتها مقابل ولائهم له، كما شملت هذه التنازلات حتى قضايا أمن قومي مثل تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.

وقال الكاتب، في هذا المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر أعلن موافقته على ترشيح عبد الفتاح السيسي للرئاسة قبل عقد من الزمان، ليضع مبدأ أساسيا سيصبح حجر الزاوية في حكمه على مدى السنوات العشر التالية: مصالح الجيش وقيادته لها أولوية قصوى، فالكيان الذي أوصله إلى السلطة هو الوحيد القادر على إزاحته. وطوال هذا العقد المظلم، تطوّر دور الجيش من كونه حارسًا للدولة، كما كان الحال لعقود من الزمن، ليصبح المالك والمدير والمنفذ لجميع الجوانب المهمة للأمة.


وفي مقابل الولاء والطاعة، سمح السيسي للجيش بالسيطرة على ثروات الدولة ومؤسساتها حيث يدير أفراد الجيش هذه الموارد في المقام الأول لمصلحتهم الخاصة، دون أي مساءلة. ويمتد ولاء الجيش للسيسي حتى إلى القرارات التي يمكن أن تعرض الأمن القومي للخطر، مثل تنازله للمملكة العربية السعودية عن السيادة على جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، الواقعتين في خليج العقبة.

وتستمر معادلة الحكم الراسخة منذ فترة طويلة بين الرئاسة والجيش: فالرئيس يستمتع بالسلطة المطلقة، شريطة أن يحافظ على السيطرة والاستقرار، وفي أوقات الاضطرابات يتدخل الجيش ويفرض شروطه، كما حدث في انتفاضة كانون الثاني/ يناير 1977 وثورة كانون الثاني/ يناير 2011 وقد تكرر هذا النمط بعد الاحتجاجات الضخمة في أيلول/سبتمبر 2019.

وفقا للكاتب، لعبت خبرة السيسي الواسعة في الجيش دورًا حاسمًا في الحفاظ على الاستقرار الداخلي داخل المؤسسة، من حيث كبح الطموحات الشخصية، ومنع تكوين مراكز القوى واستخدام نهجي الترغيب والترهيب. وأصبحت التغييرات السريعة والمنتظمة على مستوى القيادة سمة مميزة، وتم إضفاء الطابع المؤسسي عليها من خلال تقليص مدة تولي المناصب العسكرية العليا من أربع سنوات إلى سنتين فقط بينما يحتفظ السيسي بالسلطة لتمديدها مما يضمن السيطرة والولاء المطلقين.

الثروة والامتيازات
وأوضح الكاتب أن المزايا والمكافآت والحوافز على الولاء ازدادت، مما أدى إلى إغراق الضباط العسكريين بمشاريع ومناصب تجلب ثروات وامتيازات هائلة، مما يجعل أي تمرد يبدو انتحارياً. وأولئك الذين تجرأوا على تحدي السيسي، مثل رئيس أركان الجيش السابق سامي عنان، واجهوا عواقب وخيمة. وكما هو الحال مع جميع رؤساء مصر السابقين، عمل السيسي بلا كلل لتأمين منصبه، مستفيدًا من تجارب أسلافه، وتبقى أحداث كانون الثاني/يناير 2011 في صدارة ذهنه، وربما ذكرها في خطاباته أكثر مما ذكرها الثوار أنفسهم.

ولفت |إلى أن الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك الذي دام ثلاثة عقود في سنة 2011، عندما طغت موجة هائلة من الناس على قوات الأمن، تركت النظام الحاكم مكشوفا تماما، لكن الجيش سرعان ما استعاد السلطة بسهولة، تماما كما فعل في صيف سنة 2013 للإطاحة بمحمد مرسي، مستفيدا من السخط الشعبي.

لقد ركز السيسي على منع حدوث مثل هذا الأمر من خلال ضمان عدم تصاعد أي مظاهرات، مهما كانت صغيرة، إلى انتفاضة شاملة. لقد سحق كل محاولات المعارضة السلمية المنظمة، وتجاوزت حملته القمعية أي فترة أخرى في تاريخ مصر الحديث.

لقد أظهر العقد الماضي أن المَخرج الوحيد من هذه الحلقة المفرغة هو عودة السلطة إلى أصحابها الشرعيين: الشعب المصري، الذي يجب أن يستعيد دوره في مساءلة السلطات، لكن الحراك الشعبي يحتاج إلى القيادة والتنظيم، وهي الأدوات التي دمرها السيسي بشكل منهجي.


وأكد الكاتب، الذي عمل مستشارًا سياسيًا في حملة قائد المعارضة المسجون أحمد طنطاوي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أن إيجاد طريقة يستطيع بها الشعب العودة إلى المعادلة السياسية كانت مهمة تحملها هو وطنطاوي ومجموعة من رفاقهم. وكانت استراتيجية ما أُطلق عليه "مشروع الأمل" تتلخص في وقف دائرة الاستبداد من خلال إعادة دمج جميع شرائح السكان في العملية السياسية، وتعزيز المنظمات السياسية وتعزيز بيئة مواتية للمشاركة العامة واسعة النطاق.

صمت عالمي
وأشار الكاتب إلى أنهم راهنوا على عودة سلطة الشعب عبر صندوق الاقتراع الذي اعتبروه أكثر أمنًا من الاحتجاجات، وما لم يكن متوقعًا هو المشاهد المرعبة لآلاف البلطجية في جميع أنحاء البلاد وهم يمنعون الناس من التوقيع على عرائض منح طنطاوي حقه في الترشح للرئاسة.

وقد تحصنت قوات الأمن وأجهزة الدولة في مصر ضد إرادة الشعب، وحتى لو كنا نتوقع ذلك، ماذا كان بوسعنا أن نفعل تجاه العصابات المسلحة التي تعتدي على المواطنين في الشوارع؟ والأكثر إثارة للدهشة هو صمت المجتمع الدولي، إذ لم تكتفِ الدول بعدم الرد على تصرفات نظام السيسي المناهضة للديمقراطية فحسب، بل كافأت الزعيم القمعي أيضًا بمليارات الدولارات لتجنب الانهيار الاقتصادي.

وأضاف الكاتب أن السبب الرئيسي لذلك هو علاقة السيسي بإسرائيل، فمن الواضح أن المجتمع الدولي يهتم بأمرين فقط عندما يتعلق الأمر بمصر: منع انهيارها، وهو ما قد يؤدي إلى تدفق المهاجرين إلى شواطئ أوروبا، وضمان أمن إسرائيل - وهي المهمة التي برع فيها السيسي.


قبل الانقلاب العسكري سنة 1952، تنافست قوى متعددة على السلطة في مصر: الملك، والاحتلال البريطاني، وأحزاب سياسية مختلفة، لكن الانقلاب الأخير في سنة 2013 ركّز كل السلطة في يد الرئيس، مع احتفاظ الجيش بمفاتيح الرئاسة. ثم وضع الرئيس السابق أنور السادات تلك المفاتيح في أيدي الولايات المتحدة، ومع تنامي نفوذ اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، أصبحت أهمية أي نظام يحكم مصر تقاس بعلاقته بإسرائيل.

تحرير فلسطين
أفاد الكاتب بأن السيسي أدرك هذه المعادلة جيداً، وتجاوز الصداقة مع تل أبيب ليصبح حليفًا وثيقًا لها، وهذه الشراكة مفيدة للطرفين ذلك أن احتمالات الديمقراطية في مصر تهدد كلا الطرفين. فالديمقراطية بالنسبة للسيسي تعني فقدان عرشه، خاصة بعد مستويات غير مسبوقة من الفشل والقمع والفقر في البلاد. أما بالنسبة لإسرائيل، فمن المرجح أن تؤدي الديمقراطية في مصر إلى حكومة تعكس إرادة الشعب المصري - معادية لإسرائيل وتعتبر نفسها جزءًا من القضية الفلسطينية - وهي أيديولوجية لم تتغير منذ الأربعينيات، عندما سافر العشرات من المصريين إلى فلسطين للقتال ضد غزو العصابات الصهيونية.

لا يمكن المبالغة في أهمية ما يحدث في غزة وفي جميع أنحاء فلسطين اليوم. لعقود من الزمن، كان الشعار السائد هو أن تحرير فلسطين من الاحتلال يبدأ بتحرير القاهرة من الدكتاتورية، واضعًا مصر باعتبارها العمود الفقري القادر على توحيد العرب، ولكن يبدو أن العكس هو الذي يحدث. إن التغيرات التي جلبتها الحرب في غزة لن تشكل مستقبل فلسطين فحسب، بل وأيضًا مستقبل مصر ـ بل وربما المنطقة بالكامل. وتحوّل الرأي العام الدولي ضد الاحتلال الإسرائيلي سوف ينعكس في السياسات العالمية تجاه مصر.

في المستقبل، من الممكن أن تصبح الديمقراطية وحقوق الإنسان أساس العلاقات الدولية مع مصر، بعيدًا عن الاتجاه الذي السائد منذ عقود الذي دعم الأنظمة الفاسدة فقط لحماية ومساعدة الاحتلال الإسرائيلي، حتى في خضم الإبادة الجماعية واسعة النطاق في فلسطين. ويؤكد هذا الوضع تأكيد المحللة نعومي كلاين مؤخرًا أن "الصنم الكاذب للصهيونية يساوي بين الأمان الإسرائيلي والديكتاتورية المصرية والدول العميلة".

مقالات مشابهة

  • ‏باسل الرفايعة يكتب .. أين مشكلة أحمد حسن الزعبي، الكاتب الساخر بمرارةٍ أردنيةٍ فصيحة، وموجعة؟!
  • بيان للحزب الديمقراطي الاجتماعي حول سجن الكاتب الزعبي
  • عدنان الروسان يكتب ..رسالة الى أحمد حسن الزعبي ..!!
  • صفقة خطيرة أبرمها السيسي تُدخل مصر عقدا مظلما.. ما المقابل؟
  • عدناان الروسان يكتب ..رسالة الى أحمد حسن الزعبي ..!!
  • صفقة خطيرة أبرمها السيسي تُدخل مصر عقدا مظلما
  • صفقة خطيرة أبرمها السيسي تضع تدخل مصر عقدا مظلما
  • كاتب بلا مقال
  • سبب وجيه للفرح