عربي21:
2025-04-16@19:34:10 GMT

أحداث قيصري ثمرة التساهل مع العنصريين

تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT

شهدت مدينة قيصري التركية، ليلة الاثنين، أعمال عنف وتخريب استهدفت اللاجئين السوريين العزّل وبيوتهم ومحلاتهم وممتلكاتهم، بعد أن انتشرت أنباء حول تحرش سوري بطفلة سورية. وأعقبت تلك الأحداث المؤسفة اعتداءات على الأعلام التركية والشاحنات التي تحمل اللوحات التركية ومكاتب البريد التركي في المناطق المحررة في سوريا، بدعوى الاحتجاج على ما تعرض له اللاجئون السوريون في تركيا، ثم خرجت مجموعات صغيرة في مدن تركية مختلفة هاجمت اللاجئين السوريين بدعوى الرد على تمزيق الأعلام التركية في الشمال السوري.



وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، أعلن أن 474 مواطنا تركيا تم اعتقالهم على خلفية أحداث قيصري وما بعدها، مشيرا إلى أن 285 منهم من ذوي السوابق الجنائية في قضايا مختلفة بينها تعاطي المخدرات، وأعمال السطو، والاغتصاب، والسرقة وتهريب البشر. كما ذكرت مديرية أمن قيصري أن الذي نقل المعتدين على اللاجئين بشاحنته مواطن تركي سبق أن سُجن بتهمة اغتصاب طفل. وبالتالي، هناك أسئلة عديدة تطرح نفسها، مثل: "من هو العقل المدبر؟"، و"من الذي جمع كل هؤلاء، وأتى بهم من أحياء مختلفة، ووجههم إلى ضرب السوريين وتخريب ممتلكاتهم وحرقها؟"، و"هل ستتم محاسبتهم كما ينبغي أم سيتم إطلاق سراحهم بعد يوم أو يومين؟".

أحداث قيصري، للأسف الشديد، لا يمكن اعتبارها مفاجئة، بل جاءت معلنة أنها ستأتي عاجلا أم آجلا، في ظل استمرار الحملات العنصرية التي تستهدف اللاجئين السوريين والأفغان، وتساهل الحكومة التركية في التعامل مع تلك الحملات. ووجَّه رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان السهام إلى المعارضة، وقال في أول تعليقه على الأحداث، إن "الخطاب المسموم الذي تتبناه المعارضة أحد أسباب الأحداث المحزنة"، إلا أن تحريض المعارضة ضد اللاجئين لأسباب سياسية لا يعفي الحكومة من مسؤولية حماية السوريين الذين يعيشون في البلاد بشكل قانوني. العنصريون الذين يستهدفون اللاجئين السوريين نسبتهم ضئيلة في المجتمع التركي، كما أثبتت نتائج الانتخابات، والأغلبية الساحقة ليست لديها مشاكل مع اللاجئين، حتى وإن رأى كثير منهم أن الحل الأفضل للمشكلة هو عودة اللاجئين إلى بلادهم. إلا أن تلك الشرذمة العنصرية وجدت مساحة تحرك واسعة للتحريض وإثارة الفتن ليصل بهم الأمر إلى القيام بأعمال العنف، بسبب تساهل الحكومة مع جرائم نشر الإشاعات والأنباء الكاذبة والجرائم العنصريةكما أن المسؤولين الذين يمثلون السلطة التنفيذية ليس المطلوب منهم أن يطلقوا تصريحات كمحللين، بل المطلوب منهم أن يقوموا بواجبهم من خلال تنفيذ القوانين وضرب كافة المثيرين للفتنة، والناشرين للإشاعات والأنباء الكاذبة، وقطع الأيدي الممتدة إلى أمن البلاد واستقرارها.

العنصريون الذين يستهدفون اللاجئين السوريين نسبتهم ضئيلة في المجتمع التركي، كما أثبتت نتائج الانتخابات، والأغلبية الساحقة ليست لديها مشاكل مع اللاجئين، حتى وإن رأى كثير منهم أن الحل الأفضل للمشكلة هو عودة اللاجئين إلى بلادهم. إلا أن تلك الشرذمة العنصرية وجدت مساحة تحرك واسعة للتحريض وإثارة الفتن ليصل بهم الأمر إلى القيام بأعمال العنف، بسبب تساهل الحكومة مع جرائم نشر الإشاعات والأنباء الكاذبة والجرائم العنصرية. وبعبارة أخرى، إن أحداث قيصري ما هي إلا ثمرة التقاعس عن ردع الجرائم العنصرية الممنهجة ووأد الحملات المغرضة في مهدها.

اعتقال المئات من المتورطين في الأحداث الأخيرة خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكنه لا يكفي، بل لا بد من محاسبة هؤلاء على ما ارتكبوا من جرائم مروعة، واعتبار ما قاموا به "تمردا على النظام العام" و"عملا لصالح أجهزة الاستخبارات الأجنبية لإثارة الفوضى في البلاد"، لتتم محاكمتهم على غرار محاكمة المتورطين في أحداث "غزي باركي" ومحاولة الانقلاب الفاشلة في صيف 2016. ومن الضروري أيضا أن تتم محاكمتهم أمام أعين الجميع ليعرف كل من تسول له نفسه العبث بأمن تركيا واستقرارها والقيام بأعمال العنف والشغب ولو باسم القومية أو الوطنية، أنه سيدفع ثمن جرائمه غاليا.

السلطات التركية يجب أن لا تنظر إلى هؤلاء الغوغاء المتورطين في الأحداث الأخيرة على أنهم "مجرد مواطنين غاضبين" لديهم ملاحظات على سياسة الحكومة في الملف السوري، كما يجب أخذ الدعوات التي تطلقها حسابات مشبوهة في مواقع التواصل الاجتماعي للتجمع في أماكن معينة من أجل استهداف اللاجئين، على محمل الجد، والتعامل مع أصحابها بحزم. أما إن تم اعتقال مرتكبي الجرائم العنصرية اليوم وتم إطلاق سراحهم غدا، فمن المؤكد أن أمثال أحداث قيصري ستتكرر في مدن أخرى.

يجب على الحكومة التخلي عن تكرار القول بأن اللاجئين السوريين ضيوف سيعودون إلى بلادهم، لأن هذه المقولة تشكل تبريرا لدعوى العنصريين الذين يزعمون أن مدة الضيافة قد طالت، وأن الوقت قد حان لعودة الضيوف إلى بلادهم بأي طريقة. وأرى أن الحل الأمثل هو منح اللاجئين السوريين الجنسية التركية، لتحويلهم من لاجئين إلى مواطنين، بالتوازي مع برامج الاندماج،
الحكومة التركية تملك أدوات قانونية وإعلامية واجتماعية كافية لردع العنصريين، وقطع دابر حملات التحريض ضد اللاجئين، ودحض خطاب المعارضة المسموم. وإن لم يتم الآن استخدام تلك الأدوات، ونشر خطاب التآخي والتراحم بين المواطنين واللاجئين عن طريق المؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والجماعات الإسلامية، فيا ترى متى سيتم؟ كما يجب على الحكومة التخلي عن تكرار القول بأن اللاجئين السوريين ضيوف سيعودون إلى بلادهم، لأن هذه المقولة تشكل تبريرا لدعوى العنصريين الذين يزعمون أن مدة الضيافة قد طالت، وأن الوقت قد حان لعودة الضيوف إلى بلادهم بأي طريقة. وأرى أن الحل الأمثل هو منح اللاجئين السوريين الجنسية التركية، لتحويلهم من لاجئين إلى مواطنين، بالتوازي مع برامج الاندماج، وأنهم حتى وإن عادوا إلى سوريا مستقبلا يعودون كمزدوجي الجنسية.

أردوغان في إحدى كلماته بعد محاولة الانقلاب الفاشلة قال: "هذا البلد وراءه دعوات مئات الملايين من إخواننا حول العالم، بالإضافة إلى دعوات مواطنينا، وأؤمن بأننا سنتغلب على جميع العوائق بفضل دعوات المظلومين". وقال أيضا، أمس الثلاثاء بعد اجتماع الحكومة: "نعلم كيف نكسر الأيادي القذرة التي تطال علمنا، ونعلم أيضا كيف نكسر تلك التي تمتد إلى المظلومين اللاجئين في بلادنا". وعلى الحكومة التركية أن تنتقل من مرحلة العلم إلى مرحلة العمل، لتكسر الأيادي القذرة التي امتدّت بالفعل إلى اللاجئين السوريين، كيلا تتحول دعوات المظلومين لتركيا إلى دعوات عليها.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اللاجئين سوريا تركيا العنصرية سوريا تركيا لاجئين عنصرية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللاجئین السوریین أحداث قیصری إلى بلادهم منهم أن أن الحل

إقرأ أيضاً:

فخري الفقي: تكلفة استضافة اللاجئين في مصر بلغت 6 مليارات دولار

كشف الدكتور فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن تكلفة استضافة اللاجئين والضيوف العرب في مصر خلال العام المالي الجاري بلغت نحو 6 مليارات دولار، موضحًا أن هذا الرقم يعكس حجم الأعباء التي تتحملها الدولة المصرية لتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والإنسانية دون تمييز.

وأوضح الفقي، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي عبر شاشة ON، أن مصر تستضيف نحو 9 ملايين ضيف من الدول العربية الشقيقة، أي ما يعادل نحو 8% من إجمالي عدد السكان، لافتًا إلى أن الموازنة العامة للدولة للعام الجاري تبلغ 3.9 تريليون جنيه، ما يعني أن تكلفة هؤلاء الضيوف تُقدر بنحو 300 مليار جنيه.

وردًا على سؤال الإعلامية لميس الحديدي، التي تساءلت عما إذا كان اللاجئون هم السبب في المشاكل الاقتصادية لمصر؟ وأن مصر تحصل بالفعل على دعم من الاتحاد الأوروبي وبعض المؤسسات الدولية، من بينها 4 مليارات دولار في هذا الملف، بالإضافة إلى دعم من صندوق النقد ومؤسسات أخرى،، شدد الفقي على أن التصريح لا يحمل أي تلميح باللوم أو المَنّ، بل يعكس فقط حجم العبء الواقعي الذي تتحمله الدولة، مضيفًا:"مصر لا تفرق بين مواطن وضيف، وتقدم للجميع نفس الخدمات، ولكن من حق المواطن أن يعرف حجم ما تتحمله الدولة، خاصة في ظل ظروف اقتصادية صعبة."

وردت الحديدي : مصر  والقيادة السياسية  ترى أن هذا دورها في المنطقة ومصر تحصل على دعم دولي في هذا الصدد

مقالات مشابهة

  • الداخلية التركية تكشف حصيلة السوريين العائدين إلى بلادهم بعد سقوط الأسد
  • نقابة الفنانين السوريين تطالب الحكومة بتسريع العدالة الانتقالية
  • هل العنصرية اضطراب نفسي؟
  • الأمم المتحدة: الذكاء الاصطناعي يعزز المساواة ويعضد مكافحة العنصرية بجميع أشكالها
  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني: نرافق اليوم فخامة الرئيس أحمد الشرع في الزيارة الرئاسية الأولى إلى دولة قطر التي وقفت إلى جانب السوريين منذ اليوم الأول ولم تتخلَ عنهم
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية تبحث مع نظيرتها اللبنانية ملف اللاجئين ‏السوريين في لبنان
  • فخري الفقي: تكلفة استضافة اللاجئين في مصر بلغت 6 مليارات دولار
  • متحدث الحكومة: توفير التمويل للأعمال الدرامية التي تعزز القيم الأسرية والوطنية
  • مفوضية اللاجئين: 13 مليون نازح ولاجئ في السودان خلال عامين من الحرب
  • “9 مليارات ليرة وسيناريو خطير!”.. التفاصيل الكاملة للضربة الأمنية التركية التي أوقعت عصابة بالكامل