دخول 3.6 مليون طن من الوقود والغذاء إلى موانئ الحديدة منذ مطلع العام الجاري
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
بلغ إجمالي واردات الوقود والمواد الغذائية إلى موانئ الحوثيين على البحر الأحمر، غربي اليمن، منذ مطلع العام الجاري 2024 أكثر من 3.6 مليون طن متري كأعلى معدل على الإطلاق خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بفعل الهدنة الأممية.
وبحسب أحدث تقرير لبرنامج الغذاء العالمي (WFP) بشأن "حالة الأمن الغذائي في اليمن" لشهر يونيو الماضي، فإن إجمالي حجم واردات الوقود والمواد الغذائية إلى موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، غربي البلاد، والخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين بلغ 3.
وتشير البيانات إلى أن واردات الوقود والغذاء إلى موانئ الحوثيين في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، هي الأعلى على الأطلاق خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إذ تُمثّل زيادة بنسبة 34% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي 2023، التي دخل فيه ما مجموعه 2.711 مليون طن متري، وزيادة بنسبة 49% مقارنة بذات الفترة من العام 2022، التي بلغ حجم الواردات فيها 2.438 مليون طن متري.
وأوضح التقرير أن إجمالي حجم الوقود المستورد عبر موانئ البحر الأحمر في الفترة من يناير إلى مايو 2024، بلغ 1.413 مليون طن متري، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 32% عن ذات الفترة من عام 2023 التي وصل فيها 1.068 مليون طن متري، وبنسبة 325% عن الفترة المقابلة في العام 2022 التي دخل فيها 524 ألف طن متري.
أما واردات المواد الغذائية، فقد استقبلت موانئ الحديدة والصليف، في الخمسة الأشهر الأولى من العام الجاري ما مجموعه 2.225 مليون طن متري، وبزيادة قدرها 35% مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2023، التي شهدت دخول 1.643 مليون طن متري، وبنسبة 16% عن الفترة المقابلة من عام 2022، التي دخل فيها 1.914 مليون طن.
وأكد برنامج الغذاء العالمي، أن المواد الغذائية الأساسية كانت متاحة في الأسواق اليمنية في مايو 2024، إلا أن الغذاء ظل بعيداً عن متناول الفئات الأكثر ضعفاً بسبب انخفاض القوة الشرائية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: ملیون طن متری إلى موانئ الفترة من من العام
إقرأ أيضاً:
تأملات مطلع العام الجديد
يخبرني صديقي «الغزي» أن اللحظات الأولى بعد نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة فـي 2014 كانت قاسية للغاية، ربما تعادل قسوة الحرب نفسها، فبعد لحظات الانفراجة الأولى بتوقف الحرب التي استمرت لشهرين، تداعى الناس فـي الطرقات وفـي منازلهم، إذ حان الوقت لإحصاء الخسائر الفادحة، بداية من الأشخاص الذين فقدوهم للأبد، وصولًا للمنازل المنكوبة، هذا وإن أجّلنا التعامل مع الصدمة، وانعدام الأمان والثقة، والإحساس بأنك متروك ومخذول.
يذكرني صديقي بهذا السؤال عندما يحاول أن يشرح لي ما الذي سيحدث فـي الساعات القادمة بعيد اتفاقية وقف إطلاق النار، ووقف الإبادة الجماعية على قطاع غزة وأهله. لم تكن شهرين هذه المرة بل ما يزيد على العام، وأكثر من ٦٠ ألف شهيد مسجل عدا أولئك الذين تبخرت جثثهم أو ما زالوا تحت الأنقاض، ولا تقف البيوت على «عظمها» كما يقول أهل غزة عن هياكل بيوتهم التي بنوها فـي الحصار أي دون توفر الكثير من الأساسيات التي تستخدم فـي البناء، عدا أنهم يشاركون فـي البناء، فالعمال هم إخوتهم وأبناء أعمامهم فـيشارك الجميع فـي ترقيع ما يمكن ترقيعه لأجل «البيت» المنتظر الذي لم تترك منه إسرائيل شيئًا، فغالبية البيوت سويت بالأرض.
...
بدأت العام بقراءة كتاب «الدر المنثور فـي طبقات ربات الخدور» كتابة تاريخ نسوي من خلال التراجم فـي مصر القرن التاسع عشر«لمارليين بوث»، التي نعرفها جيدًا فـي عُمان عبر ترجمتها لكتب جوخة الحارثي وفوزهما برواية «سيدات القمر» بالبوكر العالمية، وإن كانت بوث مترجمة رائعة فهي كاتبة عظيمة.
تعتبر دراستها هذه، دراسة ثقافـية بينية، تتقاطع فـيها حقول علمية عديدة، تتبع من خلالها اللحظة التاريخية التي نشأت فـيها زينب فواز فـي القرن التاسع عشر، المرأة التي ستجمع تراجم لأكثر من أربعمائة امرأة من الشرق والغرب، تقرأ بوث من خلال خيارات فواز فـي التراجم وفـي التعبيرات التي استخدمتها والإنجازات التي أولتها اهتمامًا فـي سِيرِ تلك النساء، هواجس زينب فواز وطبقتها وسياسة زمنها، وتفحص موقع هذا الاشتغال الذي قدّمته زينب فـي مسيرة الفترة التي سميت بـ«النهضة العربية» واشتباك النساء معها.
وتستخدم بوث منظورًا ما بعد استعماري فـي قراءة التاريخ النسوي ومقاومة النساء للسلطات الأبوية، وتقدم لنا قراءة متبصرة فـي كل المفاهيم التي درجنا على تلقيها فـي كونها «تقليدية» و«رجعية» مثل «التدبير المنزلي» الذي يقصي المرأة عن الحياة خارج المنزل، فتقول لنا كيف أنه مفهوم سياسي، وأن الحيزين الخاص والعام متداخلان للغاية حتى وإن عبّر «التدبير المنزلي»، فالبيوت تصبح طريقًا للسياسات العامة.
...
بعد لحظات قليلة من وصولي إلى مصر، طلبت سيارة أجرة لتأخذني إلى منزلي فـي القاهرة الجديدة، كان السائق يُشغل أغاني المهرجانات المصرية، وهي أغان شعبية لمن لا يعرفها لها طبيعة خاصة وعندما أقول «شعبي» فإنني أقاربه على نحو خاطئ فهو يتمايز من الناحية التقنية عن الأغنية الشعبية، فهنالك عنف فـي اللوبات ونغمات الآلات، عنف يُطرب، عمومًا ربما أكتب عن المهرجانات وتلقيها من خارج مصر، خصوصًا معنا فـي الخليج فـي وقت آخر، ليس هذا ما يهمني الآن، لكن أردت أن أشير لكون «المهرجان» هو فـي أسفل سلم طبقات الفن لا من ناحية القيمة بل لأنه يأتي من أسفل المجتمع أيضًا، وهو تعبير «مقاومة» صارخ من الطبقات المهمشة. عمومًا لاحظت فـي ذلك المهرجان -الذي اسمعه للمرة الأولى- كلمات يستحيل أن تكون مصرية بل هي خليجية جداً، فسألت السائق هل هذا المؤدي عاش فـي مصر طيلة حياته؟ هل عاش فترة فـي الخليج؟ بسبب الكلمات، فقال لي إن الكلمات الوافدة من اللهجات العربية تستخدم على نحو واسع شعبيًا ومن كل الطبقات فـي مصر اليوم، أدهشني ذلك جدًا، ودفعني للتفكير حتى فـي موقع الطبقات المهمشة فـي عالمنا هذا اليوم وطبيعة اتصالها بما يحدث، فنحن نعيش لحظة تاريخية معولمة بامتياز مع وجود الإنترنت، فكيف تبدو هذه الطبقات اليوم من الناحية السيسولوجية، وأي مقاربات أثنوغرافـية وأنثروبولوجية ينبغي استخدامها اليوم لدراستها والتعرف عليها؟