يمكن للطيور المحلقة مثل النسور والصقور، أن تبقى عاليا في الهواء مدة طويلة، ونادرا ما ترفرف بأجنحتها. إنها تنزلق على طول تيارات الهواء الصاعدة بطريقة أذهلت البشر والعلماء عدة قرون.

وفي دراسة جديدة نشرت في مجلة نيتشر العلمية يوم 12 يونيو/حزيران الماضي، أفاد فريق بحثي دولي لأول مرة أن الطيور المحلقة تستخدم رئتيها لتعزيز طيرانها بطريقة تطورت مع الوقت.

وعلى عكس رئتي الثدييات، تقوم رئة الطيور بأكثر من مجرد تسهيل التنفس، إذ يعتقد الباحثون أن الكيس المملوء بالهواء داخل رئتيها يزيد من القوة المستخدمة لتشغيل عضلات الطيران أثناء عملية الطيران.

اكتشاف الجيوب الهوائية

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة "إيما شانشر"، وهي باحثة في علم الأحياء التطورية بجامعة فلوريدا في الولايات المتحدة: إن العلماء توصلوا من قبل إلى معرفة العلاقة الوظيفية بين التنفس والحركة، لكنّ النتائج التي توصلت إليها الدراسة الجديدة تثبت أن العكس صحيح أيضا في بعض الأنواع.. "لقد أظهرنا أن أحد مكونات الجهاز التنفسي يُعدّل ويؤثر في أداء جهاز الطيران في الطيور المحلقة التي تستخدم رئتيها لتعديل الميكانيكا الحيوية لعملية الطيران".

وتضيف شانشر في حديث مع "الجزيرة نت"، أن عملية التنفس تختلف بين الثدييات والطيور؛ فبينما تتمتع رئات الثدييات بالمرونة ويتدفق الهواء إلى الداخل والخارج على طول نفس المسار، فإن الطيور تتنفس بشكل مختلف، مع رئة ثابتة حيث يُضخ الهواء عبرها في اتجاه واحد ثابت عن طريق سلسلة من الجيوب الهوائية التي تشبه البالون، وتتوسع هذه الجيوب وتنكمش ويتفرع منها العديد من الامتدادات الصغيرة التي تسمى الرتوج.

وفقا للباحثين، فإن وظائف هذه الرتوج ليست مفهومة جيدا، ولكن اكتشاف الكيس الهوائي الفريد -والمعروف باسم الرتج تحت الصدري- حدث عن طريق الصدفة، فأثناء دراسة الأشعة المقطعية للصقور ذات الذيل الأحمر، لاحظ الباحثون انتفاخا كبيرا بين اثنتين من عضلات طيران الطائر، وقاد ذلك الفريق إلى الافتراض بأن الرتج تحت الصدري قد يكون مهما لميكانيكا الارتفاع.

ومسح الباحثون 68 نوعا من الطيور، ووجدوا الكيس الهوائي في جميع الطيور المحلقة، رغم غيابه في الطيور غير المحلقة.

ويشير هذا النمط التطوري بقوة إلى أن هذا الهيكل الفريد له أهمية وظيفية في الطيران المرتفع، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع جامعة فلوريدا.

نموذج حاسوبي

لفهم كيفية تأثير الكيس الهوائي للرتج تحت الصدري على الطيران، استخدم الفريق البحثي نماذج رقمية لدراسة تأثير الكيس الهوائي على العضلة الصدرية في الصقور، وأظهرت النماذج أن كيس الهواء يزيد من ذراع الرافعة للعضلة الصدرية، وهذا يساعد الطيور المحلقة على إبقاء أجنحتها في وضع أفقي ثابت.

وكشف المزيد من التحليل أن العضلة الصدرية في الطيور المحلقة تختلف بشكل كبير عن تلك الموجودة في الطيور غير المحلقة، مما يحسّن توليد القوة.

تقول شانشر: "جزء مما يجعل هذا الاكتشاف مهما هو أنه يعيد تشكيل طريقة تفكيرنا في التفاعل بين الحركة والتنفس. علمنا من الدراسات السابقة أن الحركة، مثل الجري أو رفرفة الجناح، تعزز تهوية الرئة، لكننا الآن أظهرنا العكس، فالرئة قادرة أيضا على تعديل الطريقة التي تعمل بها الحركة لدى الطيور المحلقة بشكل أساسي".

واستبعد الفريق الوظائف المحتملة الأخرى للكيس الهوائي من خلال مراقبة الأشعة المقطعية لصقر حي أحمر الذيل ومخدر في أثناء تنفسه، ووجدوا أن الصقر يمكنه أن يطوي الكيس الهوائي طواعية ويستمر في التنفس، ويمكنه أيضا فتحه وإغلاقه بشكل مستقل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی الطیور

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يهاجمون السعودية بحدية لأول مرة في ظل تطورات عديدة .. ما الرسائل؟ (تحليل)

شنت وكالة سبأ التابعة لجماعة الحوثي في العاصمة صنعاء هجوما حادا على المملكة العربية السعودية، ونظامها السياسي، والأسرة الملكية الحاكمة، واتهمتها بالعديد من الاتهامات.

 

الهجوم الحوثي جاء على لسان المحرر السياسي في مقال نشرته الوكالة الرسمية، وتضمن تصعيدا غير مسبوق، في جملة الرسائل التي أرادت الجماعة ارسالها للرياض، وذلك في ظل العديد من التطورات الميدانية والسياسية في اليمن والمنطقة.

 

اتهام بالدور المشبوه

 

الحوثيون اتهموا الرياض بالتآمر والدس والوقيعة، واستخدام النفط لصالح الأسرة الحاكمة، واشباع ما وصفته الوكالة بالرغبات الشاذة للأمراء والأميراتـ، وتمويل تنفيذ سلسلة من المؤامرات كالانقلابات والاغتيالات في العديد من الدول العربية والإسلامية ودول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.

 

وصف الحوثيون دور السعودية بالقذر الذي تلعبه في المنطقة العربية وبقية الدول الإسلامية، قائلين أنها لم تراع حرمة الأماكن المقدسة فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأن نظامها الحاكم بنته القوى الاستعمارية لحماية مصالحها، وتأمين استغلال عائدات النفط، وتحويل الأراضي السعودية إلى سوق لمنتجاتهم الصناعية، وأنه نظام يقبع تحت سيطرة وكالات الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والأوروبية الغربية.

 

تواصل الجماعة حديثها عن السعودية ويتهمها بتدمير أنظمة، وحياكة مؤامرات، والتسبب بانهيار قيمي وأخلاقي معتبرة ما حصل في اليمن وسوريا ولبنان والسودان وليبيا من تدمير كان للسعودية الدور الأبرز فيه.

 

الوضع العام

 

تأتي هذه الاتهامات من الحوثيين في ظل علاقة متذبذبة بين الطرفين، ففي وقت سابق أبدى الحوثيون رغبتهم في التحاور مع السعودية بشكل مباشر، بعيدا عن الحكومة اليمنية، التي يعتبرونها فاقدة للقرار، باعتبار الرياض طرفا أصيلا في الحرب، وفقا لوزير الخارجية في حكومة الحوثيين جمال عامر، خلال لقائه في التاسع والعشرين من أكتوبر كبير مستشاري مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن فاطمة الزهراء لنقي.

 

عامر تطرق لما وصفه بخارطة طريق متفق عليها، وأن الحكومة التي يمثلها – في إشارة للحوثيين – جاهزة للتوقيع عليها، في حال كان النظام السعودي جادًا للمضي في جعلها واقعًا، وفق تعبيره.

 

لكن هذه التصريحات لوزير الخارجية، كانت هي الأخرى بمثابة رسائل واضحة، جرى تمريرها من خلال لقاءه بمكتب المبعوث الأممي، ثم لحقت بها الموقف الأخير، الذي أبان عن تصعيد فريد من نوعه للحوثيين في وجه الرياض.

 

خسائر فادحة

 

تصريحات زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي هي الأخرى بدت بلهجة أكثر تهديدا، حين توعدها مؤخرا في أحد خطاباته بخسائر فادحة، في حال تورطت بتسهيل الهجمات عليها، من قبل إسرائيل، والتحالف العسكري الذي تقوده واشنطن في البحر الأحمر.

 

تدرك السعودية جيدا هذا المأزق، ولذلك جاء موقفها من هجمات الحوثيين البحرية، وعلى إسرائيل باهتة، ولم يصدر عنها ما يؤيد تلك الضربات التي سبق لها تنفيذها في اليمن، من خلال التحالف العسكري الذي قادته بمعية الإمارات.

 

وربما تدرك الرياض أهمية التوصل لحلول سلمية مع جماعة الحوثي، خاصة بعد السنوات الطويلة من الحرب معهم، ولم تحقق فيها النتائج المأمولة، وهذه الرغبة دفعتها نحو مهادنة الحوثيين، ومحاولة تهدئة النيران التي يمكن أن تلتهم العلاقة بين الجانبين، وهي تلك العلاقة التي بدأت بشكل رسمي مع زيارة السفير السعودية لصنعاء قبل أعوام، ولقائه بقيادات الحوثيين، انطلاقا من الوساطة التي قادتها سلطنة عمان في هذا المحور.

 

المراوغة والمخاوف

 

هذه التهدئة التي ترغب الرياض بتمريرها، تدركها جماعة الحوثي جيدا، ولذلك تمارس دورا يجمع بين المرواغة، والمواقف الحادة، فهي من جهة تشعر بحاجة السعودية لإنهاء الحرب، ومن جهة تسعى لتمرير ما تريد من خلال هذه المخاوف.

 

السعودية من جهتها تلمح هذه الفرص التي تستغلها صنعاء، وتسعى جاهدة لقطع الطريق، تجنبا لمزيد من التصعيد، خاصة في البحر الأحمر، وهو ما كشفه المبعوث الأمريكي إلى اليمن، عندما تحدث عن دول عربية امتعنت عن إدانة الحوثيين، وذكر السعودية كأحد تلك الدول، ما يعكس الرغبة السعودية في تجنب التصادم مع الحوثيين من جديد، خاصة وهي تراقب تنامي قدراتهم الصاروخية، والإخفاق الأمريكي في مواجهتها.

 

تحركات تغذي التصعيد

 

تتزامن هذه التطورات في العلاقة بين الطرفين مع تحركات من شأنها أن تضاعف نذر المواجهة، وتتضمن مؤشرات لاستخدام أوراق جديدة، ولا يعرف بعد ما إذا كان ذلك وسائل ضغط بين الطرفين أم ماذا؟

 

ومن ذلك تشكيل وولادة التكتل السياسي الذي يضم الأحزاب السياسية في اليمن، والتي تدين جميعها بالولاء للسعودية، وتتحالف معها، ومن أبرزها المؤتمر الشعبي العام، والتجمع اليمني للإصلاح، وجميعها ظلت مجمدة طوال الفترة الماضية، لكن الرياض عملت على إعادة بعث الروح فيها، من عدن، وجعلت على قائمة أهدافها مواجهة جماعة الحوثي، وهي الخطوة التي استفزتها في صنعاء، مثلما استفزت الانتقالي في عدن.


مقالات مشابهة

  • وصول المتهم بقتل «صاحب قهوة أسوان» بمصر الجديدة لساحة المحكمة
  • بعد قليل.. أولى جلسات محاكمة المتهم بقتل نجل مالك قهوة أسوان فى مصر الجديدة
  • تشمل تغييرات عديدة.. تعرف على خطة «اليوم الأول» لترامب في البيت الأبيض
  • الحوثيون يهاجمون السعودية بحدية لأول مرة في ظل تطورات عديدة .. ما الرسائل؟ (تحليل)
  • شكاوى عديدة لأولياء الأمور.. طلب إحاطة لتوضيح قرارات التقييمات الأسبوعية بالمدارس
  • بريطانيا.. تفشي الإصابات بأنفلونزا الطيور في مزرعة دواجن
  • سيدة أمريكا الأولى لفترتين.. من هي ميلانيا زوجة ترامب التي قبلها على الهواء؟
  • أبرز شركات الطيران التي علقت رحلاتها للمنطقة بسبب الحرب الإسرائيلية
  • العزم دعمت المشهداني لتولي منصب رئاسة البرلمان.. لن تقتصر مهمته على الترضيات
  • العزم دعمت المشهداني لتولي منصب رئاسة البرلمان.. لن تقتصر مهمته على الترضيات - عاجل