صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-17@16:29:02 GMT

سيحاصرك الموت غدا!!

تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT

سيحاصرك الموت غدا!!

صباح محمد الحسن

طيف أول:

لا شيء يمنح الضمير ندماً

سوى تلك الضلوع التي تكبح جحيم الخطيئة على صدر شجاع!!

ولا قيمة لحديث الفريق عبد الفتاح البرهان عن عدم الذهاب للتفاوض ذلك الحديث الذي أصبح لا يطرب أحد.

من الشعب السوداني الذي تجاوز خطاب (البل) وأدرك الحقيقة كما هي، وارتقى فوق جهل الأكاذيب، وخيبت ظنه الوعود، وخدعه الإعلام المضلل، وقتلته قهرا أنباء المعارك التي كلما تخلص من وجع باغتته قراءة المزيد…

فالشعب بات ينتظر أخبار السلام ليتقي شر الدعم السريع فمنذ الطلقة الأولى كانت ملامح هذه الحرب تقول إن لا خاسر فيها إلا المواطن، فإن لم يكن البرهان مبشرا بالسلام، فليصمت حتى لا تلاحقه اللعنات عند كل تصريح.

فالقائد الذي يعترف أنه خسر المعارك، لكنه لم يخسر الحرب هو كالتاجر الذي يعلن إفلاسه، لكنه يحرص على فتح متجره كل يوم!!

وما قيمة أمدرمان التي يلقي منها الجنرال كل يوم خطبة والمدن والمواقع تتساقط كأوراق الشجر في فصل الشتاء.

من أي طينة خُلق قائد الجيش الذي أصبح شعبه يقطع الفيافي عطشا وجوعا بين المدن أي قائد هذا الذي يعجبه ذُل شعبه وهوانه، ويخشى أن يُذّل إن ذهب للتفاوض ليجلب له الكرامة.

وشعبه في الخارج يعاني ويلات النزوح، عن أي نصر قريب يتحدث والناس يحاصرها الموت والخطر في سنار وسنجة وعدد من القرى.

أما آن الأوان ليرى البرهان أبعد من مصالحه وهو يحول الوطن كله إلى مساحة من الخوف والذعر.

كلما صلى المواطن تجاه قبلة مدينة آمنة لاحقه الموت

ولكن ليعلم قائد الجيش أن الموت سيلاحقه غدا، وسيطارده الخوف كما طارد المواطن، وسيفر من بورتسودان كما فر المواطن من الجزيرة ومن الخرطوم ومن دارفور

فهذه الحرب التي جعلت الدعم السريع ينتقم من المواطنين بكذبة القضاء على الكيزان تحتاج إلى رجل شجاع يطفئ نارها لا لرجل يحدث الشعب عن استمرارها، ويقف عاجزا عن تحقيق النصر لما يقارب العام والنصف.

ولماذا زار البرهان أمدرمان في الوقت الذي تعانيه سنجة وسنار حصار من الدعم السريع، ويحيط الخطر بالمواطنين على كل رأس ساعة!!

ويقول البرهان نحن ملتزمون أن نسلم الشعب السوداني الوطن خاليا من التمرد.

ولكن ما نراه أن البرهان ملتزم أن يسلم التمرد الوطن خاليا من الشعب!!

والبرهان يطلق الكذبة، ويصدقها ويتهم القوى المدنية الساعية لإيقاف الحرب أنها فئة تساند الدعم السريع في معركته والحقيقة أن لا أحد يساعد حميدتي في معركته سوى قائد الجيش لطالما أنه يرفض السلام.

ولكنه ظل يكرر اتهاماته الباطلة كعلكة لا طعم فيها ولا رائحة، فكل من ينشد السلام رابحاً وشجاع، وكل من يدعو للحرب خاسراً.

ولو كانت الحرب للشجعان لحسم أحد الأطراف هذه الحرب، ولكن لأنها حرب جبناء أقوى الرجال فيها لا تتجاوز بطولته (كسر باب) لسرقة ما بداخل المنازل.

ولو ألقى البرهان كلمته على الشعب، وليس لقواته المرابطة في أمدرمان لهتف الشعب ضده وليجرب البرهان مرة واحدة أن يخاطب المواطن في معسكرات النزوح أو ليذهب لا قرب دولة ليسمع للاجئين، وما عانوه ويعانونه جراء هذه الحرب لو فعل ذلك لأدرك البرهان حينها حقيقة أن يريده سلاما لا حربا.

ولكن لأن البرهان مترف في بورتسودان يظن أن الوطن كله هذه المدينة ولأن تهليل وتكبير جنود أمدرمان للحرب يظنه هذا صوت الجيش السوداني بأكمله.

فالرجل يعيش في عالم مغلق لا علم له بما يدور خارجه.

مفروض عليه الحصار العالمي والداخلي يتحرك الآن بقيود وسلاسل وتراقبه عيون، وتمسك به يد تجره فقط للحرب والنار، حتى يحترق ولكن ليعلم البرهان أن قرار وقف الحرب أصبح ليس بيده مثل أمر الطلقة الأولى تماما.

طيف أخير

مصر ماذا تريد!!

غدا نطرق أبواب مؤتمر القاهرة

 

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن الدعم السریع هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

تماثيل معطوبة القصيدة التي تستنطق وجعُ الوطنٍ في رحلة لعذابات الجنوب… لناظم كاطع الساعدي

بقلم : سمير السعد ..

في قصيدته “تماثيل معطوبة”، لا يكتب الشاعر العراقي ناظم كاطع الساعدي من على هامش الحياة، بل من قلبها النابض بالألم، ومن وجدانٍ تشرب من دجلة وميسان ونخيل العمارة. قصيدة تنبض بالصدق، وتحمل بين سطورها نداءً إنسانيًا خالصًا، ينهل من مرارة الحروب ومخلفاتها، ويعيد صياغة المشهد الوطني من زاوية القلب والذاكرة.

“لذلك الغبار الأصفر
لتلك الشناشيل
التي غادرتها قناديلها
وعصافيرها دون رجعة…”

بهذه الصور يفتتح الساعدي نصه، حيث يتحول الغبار إلى ذاكرة، والشناشيل المهجورة إلى رمزٍ لانطفاء الحلم، ولغياب الألفة التي كانت تملأ المدينة ذات زمن. الشعر عنده ليس لغة تجريد، بل مرآة لحياةٍ حقيقية عاشها وشارك أهلها تفاصيلها.

ناظم كاطع الساعدي لم يكن شاعرًا وكاتبًا فحسب، بل كان وما يزال ابنًا بارًا لمدينته العمارة، محبًا لأزقتها، وفياً لنخلها، متماهياً مع نبض أهلها. من أسرة عراقية أصيلة تنتمي إلى قبيلة “السواعد”، إحدى أعرق عشائر الجنوب المعروفة بالكرم، والنخوة، والمواقف الأصيلة. وقد انعكست هذه القيم في شخصيته، حيث اشتهر ببساطته وتواضعه وتعاونه مع الجميع. أبوابه مشرعة، وصدره رحب، وابتسامته تسبق كلماته. كان أخًا حقيقيًا لأصدقائه، ورفيقًا لكل من عرفه، لا يحمل في قلبه سوى المحبة.

رغم انشغاله في مجالات الإدارة والعمل السياسي، لم يتخلّ عن قلمه، ولم يغادر دفاتر الشعر، بل ظل وفياً للقصيدة، لأنها بالنسبة له ليست هواية، بل مسؤولية وطنية وأخلاقية، ونافذة يُطلّ منها على وجع الناس وهمومهم:

“تلك السيدة التي أهدرت
حياتها بين قدر الباقلاء
على رصيف منحني
كأيامها التي لم تذق
غير وبال الحروب…”

في هذه اللوحة الشعرية، تتحول المرأة إلى أيقونة عراقية خالدة، شاهدة على تاريخٍ من الإنهاك والصبر. المرأة التي تمثل أمهاتنا وأخواتنا، اللائي دفعن ثمناً باهظاً لحروب لم يخترنها. مشهد تقشعر له الروح، حيث تصبح الكلمات نياشين على صدر الحزن.

الساعدي يرسم الوطن بملامح البشر، لا بالخرائط. حتى الجندي في قصيدته لا يُقدّم كرمز للحرب، بل كإنسان منهك، يبحث عن الحياة لا الموت:

“صور الجنود الفارين
من رصاصات الموت
بحثًا عن كسرة خبز…”

هنا تبلغ القصيدة ذروتها الإنسانية. إنها لا تُمجّد الموت، بل تُمجّد النجاة، وتدافع عن حق البسطاء في العيش الكريم. ومن هذا المنطلق، تأتي صرخة الشاعر في نهاية القصيدة، صرخة من يريد استبدال الرموز الحجرية بما هو أصدق وأقرب للناس:

“لذا كان لزامًا علينا
أن نستبدل تلك التماثيل
بما يليق بسيدة أرملة
في ريع طفولتها المنسية…”

الساعدي في هذه القصيدة لا يهجو، بل ينهض، ويُطالب بإعادة الاعتبار للإنسان الحقيقي. يقترح علينا نصباً جديدًا، لا من حجر، بل من حب، من وفاء، من وجعٍ صادق.

إن “تماثيل معطوبة” ليست مجرد نص، بل وثيقة شعرية وشهادة زمن، تحفر في ذاكرة الوطن، وتوقظ فينا أشياء كدنا ننساها. قصيدة تعيد تعريف البطولة، وتنتصر للضعفاء، وتقول: إن الشعر الحقيقي لا يُكتب من الرأس فقط، بل من القلب، ومن حب الناس والمدينة.

وفي زمنٍ صاخب بالكلمات الفارغة، يبقى ناظم كاطع السساعدي واحدًا من القلائل الذين يمنحون للكلمة شرفها، وللمدينة قُدسيتها، وللأصدقاء دفءَ المحبة، وللإنسانية حقّها في أن تُروى شعراً.

عن الشاعر:

ناظم كاطع الساعدي، شاعر وكاتب عراقي من محافظة ميسان، مدينة العمارة، ومن أبناء قبيلة السواعد العريقة، المعروفة بأصالتها وكرمها ونخوتها. برز اسمه في المشهد الثقافي العراقي من خلال قصائد تحمل طابعًا إنسانيًا عميقًا، وتُعبر عن واقع الجنوب بصدق وشفافية.

عرفه أصدقاؤه وأحباؤه ببشاشته، وبساطته، وتعاونه الدائم مع الجميع. تولّى مناصب إدارية وسياسية مهمة، ومع ذلك لم يبتعد يومًا عن القصيدة، فظلّ وفيًا لقلمه، ولأهله، ولمدينته التي أحبها حد التماهي. شاعرٌ ينتمي للكلمة كما ينتمي للأرض… بسيطٌ في هيئته، عظيمٌ في حرفه، ومحبٌّ صادقٌ لكل ما هو جميل.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة: الصوت الإنساني المتضامن مع الشعب الفلسطيني ينبغي أن يتنامى ويتسع في كل البلدان
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
  • العدوان الأمريكي وحسابات المرتزقة..؟!
  • خالد حمادي.. رجل الأعمال الذي باع (طريق الشعب) في الإشارات الضوئية !
  • تماثيل معطوبة القصيدة التي تستنطق وجعُ الوطنٍ في رحلة لعذابات الجنوب… لناظم كاطع الساعدي
  • في ذكرى مأساة 15 ابريل 2023 الحزين … يا وطن أصبحت مفجوع بيك
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي 
  • حميدتي يكشف عن حل وحيد يطرحه البرهان ويتهم الجيش بإغلاق كل الطرق السلمية
  • مشوقة يسأل عن فرق رسوم الصرف الصحي التي فرضتها مياهنا على المواطن / وثيقة
  • دهشة مُستحقة حول معركة القادسية في القصر الجمهوري..!