قياديون من كوكب غير مأهول
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
نتكلم هنا عن فئة من النرجسيين الذين يعيشون بيننا، وظلوا ينعمون بالسلطة والوجاهة والمكانة الاجتماعية المرموقة حتى يومنا هذا. لا ندري من اين جاءوا ؟، وكيف طفحوا فوق سطح المشهد السياسي العراقي ؟. .
كيف ولماذا ومتى ؟. لا أحد يعلم. كل ما نعرفه عنهم انهم من كبار القياديين. لم نقرأ لهم مقالة واحدة، ولم تكن لديهم مؤلفات منشورة، ولم يشاركوا في الندوات أو المؤتمرات.
نعم. . كنا نشاهدهم في الصفوف الاولى لمعظم الاجتماعات لكنهم لا يتكلمون، ولا يبتسمون، وربما لا يتنفسون. . لا لون لهم، ولا طعم. لا ينفعلون ولا يشتعلون ولا يساعدون على الاشتعال. وهذه صفات الأوكسجين إلا ان الفرق بينهم وبين الأوكسجين انه أساس عملية التنفّس الخلوي عند الإنسان والحيوانات، ويدخل في عملية التركيب الضوئي عند النباتات. .
اللافت للنظر انهم لا يشاركون في التعليق على صفحات مواقع التواصل، بل ليست لديهم مواقع، ولا نعرف ارقام هواتفهم. يرفضون مجالسة الفقراء ويستنكفون من التحاور معهم. يصرّون على السير في المقدمة، والصلاة في المقدمة، والجلوس في المقدمة، والتنقل بعربات فاخرة وحديثة. .
شاهدت احدهم على شاشة التلفاز في بعض الحالات النادرة. يجيب على الاسئلة بطريقة ميكانيكية متشنجة، ينظر إلى سقف الاستوديو. يتكلم همسا. لا يرمش ولا يحرك لسانه إلا عندما تضطره الحروف الحلقية. يذكرني هذا وامثاله بقول الاخطل شعراً: قومُ اذا استنبحَ الاضيافُ كلبهَمُ. قالوا لإمهم بولي على النارِ. فضيّقت فرجها بُخلاً ببولتها. فلا تبول لهم الا بمقدارِ. .
نرجسيون ومتغطرسون ومتعجرفون، يتمحورون حول ذاتهم بشكل واضح وصارخ في سلوكياتهم الثلجية الباهتة، يستغلون الآخرين، ويحرصون على أن يجعلوا الناس عبيدا لهم. لا يرتاحون عندما يتحركون خارج مسارح الأضواء والشهرة. قد يمكنك التعايش معهم، ما دمت لا تشكل تهديدا واضحا لتطلعاتهم، لكن الأمر يختلف تماما عندما تصبح هدفا لهم. وربما يصبحون سببا في تدمير كل من يقف في طريقهم. .
يميلون إلى المماطلة بالأمور التي تتطلب منهم الالتزام بوعودهم التي قطعوها على أنفسهم. يحاولون إخفاء ارتباكهم من خلال التظاهر بعدم الفهم. وربما لا يفهمون، ولا يحبذون القراءة والكتابة. .
حقيقة الأمر: معظم الناس يصنعون من الحمقى قادة ثم يسألون انفسهم: من اين جاء هذا الخراب ؟. . . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
سعد وسعيد
ظهر قبل يومين على شاشة العربية قائد قلعة الصمود (مدرعات الشجرة) مبشرًا بدخول الخرطوم (ضل) الوطن قبل العيد إن شاء الله. وبالفعل بالأمس تم إستلام مجمع الجمهور بالسجانة، ونادي الأسرة بالخرطوم تلاتة، وموقف شروني، وصينية زين، وحديقة القرشي، والانتشار في شارع الصحافة. إضافة لذلك تلاقي أبطال المدرعات مع شجعان القيادة العامة، وبلغت طلائع النصر من جهة أخرى أبراج النيلين، ووضعت أسلحتها علي كبري المسلمية، وهو ما يعني عملياً تضييق الخناق على المليشيا في قلب الخرطوم من كل النواحي. بل وصلت يد الجيش لداخل القصر الجمهوري بقتلها لقائد المجموعة (٣٢٢) المتمرد حمدان شتيته. هذا الأمر أدخل الهلع في قلوب المرتزقة ليرفعوا شعار (أنجِ سعد فقد هلك سعيد)، وبالفعل هربت أعداد كبيرة من المتمردين من وسط الخرطوم عبر الشارع الممتد من المركز الطبي الحديث ودار المؤتمر الوطني إلى لفة الجريف سيراً على الأقدام، وخروج فصيلة متمردين من محيط القصر الجمهوري جنوباً من دون مركبات قتالية. والبقية تأتي بإذن الله دون قتال؛ لأن قلوبهم قد بلغت الحناجر، وعلموا بأن الجيش مخرجهم من صياصيهم طال الزمن أم قصر. وخلاصة الأمر ربما أكون مبالغًا إذا قلت: (بأن تسارع الميدان العسكري في وسط الخرطوم يتبدل على مدار الساعة، وذلك لعزيمة الجيش، وانهيار المرتزقة).
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأثنين ٢٠٢٥/٣/١٧
إنضم لقناة النيلين على واتساب