شبكة انباء العراق:
2024-07-05@22:19:57 GMT

قياديون من كوكب غير مأهول

تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

نتكلم هنا عن فئة من النرجسيين الذين يعيشون بيننا، وظلوا ينعمون بالسلطة والوجاهة والمكانة الاجتماعية المرموقة حتى يومنا هذا. لا ندري من اين جاءوا ؟، وكيف طفحوا فوق سطح المشهد السياسي العراقي ؟. .
كيف ولماذا ومتى ؟. لا أحد يعلم. كل ما نعرفه عنهم انهم من كبار القياديين. لم نقرأ لهم مقالة واحدة، ولم تكن لديهم مؤلفات منشورة، ولم يشاركوا في الندوات أو المؤتمرات.

.
نعم. . كنا نشاهدهم في الصفوف الاولى لمعظم الاجتماعات لكنهم لا يتكلمون، ولا يبتسمون، وربما لا يتنفسون. . لا لون لهم، ولا طعم. لا ينفعلون ولا يشتعلون ولا يساعدون على الاشتعال. وهذه صفات الأوكسجين إلا ان الفرق بينهم وبين الأوكسجين انه أساس عملية التنفّس الخلوي عند الإنسان والحيوانات، ويدخل في عملية التركيب الضوئي عند النباتات. .
اللافت للنظر انهم لا يشاركون في التعليق على صفحات مواقع التواصل، بل ليست لديهم مواقع، ولا نعرف ارقام هواتفهم. يرفضون مجالسة الفقراء ويستنكفون من التحاور معهم. يصرّون على السير في المقدمة، والصلاة في المقدمة، والجلوس في المقدمة، والتنقل بعربات فاخرة وحديثة. .
شاهدت احدهم على شاشة التلفاز في بعض الحالات النادرة. يجيب على الاسئلة بطريقة ميكانيكية متشنجة، ينظر إلى سقف الاستوديو. يتكلم همسا. لا يرمش ولا يحرك لسانه إلا عندما تضطره الحروف الحلقية. يذكرني هذا وامثاله بقول الاخطل شعراً: قومُ اذا استنبحَ الاضيافُ كلبهَمُ. قالوا لإمهم بولي على النارِ. فضيّقت فرجها بُخلاً ببولتها. فلا تبول لهم الا بمقدارِ. .
نرجسيون ومتغطرسون ومتعجرفون، يتمحورون حول ذاتهم بشكل واضح وصارخ في سلوكياتهم الثلجية الباهتة، يستغلون الآخرين، ويحرصون على أن يجعلوا الناس عبيدا لهم. لا يرتاحون عندما يتحركون خارج مسارح الأضواء والشهرة. قد يمكنك التعايش معهم، ما دمت لا تشكل تهديدا واضحا لتطلعاتهم، لكن الأمر يختلف تماما عندما تصبح هدفا لهم. وربما يصبحون سببا في تدمير كل من يقف في طريقهم. .
يميلون إلى المماطلة بالأمور التي تتطلب منهم الالتزام بوعودهم التي قطعوها على أنفسهم. يحاولون إخفاء ارتباكهم من خلال التظاهر بعدم الفهم. وربما لا يفهمون، ولا يحبذون القراءة والكتابة. .
حقيقة الأمر: معظم الناس يصنعون من الحمقى قادة ثم يسألون انفسهم: من اين جاء هذا الخراب ؟. . .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

عراقيون في المكتب المجاور لبايدن

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

كانت تساورني الشكوك حول مقر إقامة ثلاث شخصيات عراقية في مدن الولايات المتحدة الأمريكية، لكنني اصبحت على يقين تام انهم يمضون أوقاتهم كلها في شارع بنسلفانيا 1600 شمال شرق واشنطن العاصمة، في المكتب الملاصق لمكتب جو بايدن الواقع في الجناح الغربي من البيت الأبيض، وأحياناً يتناولون معه المرطبات وطعام الغداء أو العشاء على نفس الطاولة، وهم الذين أقنعوه بتناول أطباق الدولمة البغدادية، والباميا البصراوية، والكبة المصلاوية . .
فعندما تستمع لتصريحات كل من: احمد الأبيض، وفائق الشيخ علي، وانتفاض قنبر تشعر انهم يعملون بانتظام هناك، ويشاركون في الاجتماعات السرية والعلنية، ويرتبطون بعلاقات مباشرة مع قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ولديهم فكرة مسبقة عن خرائط الشرق الأوسط ابتداء من الآن وحتى قيام الساعة. وباستطاعتهم ان يرسموا لك صورة مستقبلية بأدق التفاصيل عن مجريات الأمور في العراق وسوريا والأردن ولبنان ومصر وبلدان مجلس التعاون الخليجي. .
حاول ان تراجع مقابلاتهم الأخيرة المنشورة على شبكة اليوتيوب، سوف تكتشف انهم يعلمون بتوقيتات الانقلابات السياسية المقبلة، التي سوف تعصف بأمن العراق. يحددونها لك باليوم والساعة والدقيقة والثانية، ويسردون لك تفاصيلها بأسلوب يتفوقون فيه على ليلى عبد اللطيف، وأبو علي الشيباني، ونوستراداموس، وارزوقي كوبرا. فهم يعلمون بساعة الصفر التي لا يعلم بها رئيس المخابرات المركزية، ولا يعلم بها الشاباك والموساد والدب الروسي والتنين الصيني، ولا حتى قوات فاغنر. أغلب الظن انهم على اتصال بالأقمار الاصطناعية، ويستطيعون تحديد احداثيات المواقع والأوكار التي ستنطلق منها الثورة بخطوط الطول والعرض، وبمنظومات GPS. .
تشعر احيانا انهم يعلمون الغيب، ويتحدثون مع الزواحف والكائنات الرمادية ورجال الانوناكي، ويقرأون الطالع، ويعلمون بمصيرنا ومصير أولادنا والأجيال القادمة قبل ولادتهم. .
فهل اصبح بايدن مصابا بالزهايمر وبالشرود الذهني بسبب إدمانه على الباچة التي يقدمها له (فائق) بالطرشي النجفي ؟. أم لأنهم يدسون له أقراص الترامادول في القهوة من دون ان يدري لكي ينتزعوا منه الاعترافات والمعلومات التي ينشرونها على مواقعهم من وقت لآخر ؟. .
ولله في خلقه شؤون. . .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • عراقيون في المكتب المجاور لبايدن
  • “الست”.. منى زكي تدخل رسمياً عالم كوكب الشرق أم كلثوم
  • تحدث خلال ساعات.. ظاهرة تفسر سر الشعور بالموجة الحارة على كوكب الأرض
  • 100 عام على مشوراها الفني.. المتحف القومي للحضارة يحتفل بـ أم كلثوم
  • سبب ارتداء أم كلثوم النظارة الشمسية حتى وفاتها.. سر مرض أصاب عينيها
  • ليست نادرة وتُرى بالعين المجردة.. البحوث الفلكية تكشف تفاصيل اقتران القمر بالمشترى (فيديو)
  • قادر على التخفي.. تفاصيل ما كشفه قياديون من حماس عن مكان السنوار في غزة
  • مناظرة بين اثنين من كبار السفهاء
  • رحلة مثيرة إلى بوابة الجحيم بعد كارثة السفينة تيتان